من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|46 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 185-188|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السادس والاربعون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين نستكمل الكلام على الايات من قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت الى قوله - 00:00:21ضَ

ولهم عذاب اليم وانتهى بنا الكلام عند قوله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم لا تحسبن هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقيل هو خطاب لكل من - 00:00:38ضَ

يتأتى خطابه لا تحسبن من الحسبان وهو الظن اي لا تظن الذين يفرحون بما اتوا يفرحون بما اتوا من معاصي الله عز وجل والمخالفات يغتبطون بذلك وكان الواجب عليهم العكس انهم يندمون على ما فعلوا من الذنوب - 00:01:05ضَ

والمعاصي ولكنهم ارحوا بمعصية الله وفرحوا بالمخالفات وظنوا ان هذا من الظفر ومن ادراك المطلوب وانهم نجحوا عملهم هذا فهم يفرحون بما هم عليه من مخالفة الشرع ومن ارتكاب المعاصي - 00:01:34ضَ

ويظنون انهم بذلك قد نجحوا وانهم وان هذا من فعل العقلاء فالله جل وعلا ذمهم وقال لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا يبون المدح والثنا من الناس على شيء لم يفعلوه - 00:02:04ضَ

فهم يحبون المدح والثناء من الناس والمدح والثناء على الحقيقة لا يكونان الا على فعل حميد وسعي طيب واما المدح والثناء على فعل سيء او على عدم الفعل فهذا فهذا ذم - 00:02:31ضَ

وهذا مذموم وهذا من سوء من نقص العقل فالانسان لا يتمدح بما ليس فيه. وقد جاء في الحديث ان الذي يحب ان يمدح بما ليس فيه فلابس ثوب ثوبي زور والعياذ بالله - 00:02:56ضَ

ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. بل ان المؤمن لا يحب المدح حتى ولو على فعل الطاعات وفعل الخير والكرم والجود لا يحب ان يثني عليه الناس لان ذلك يدخل في الرياء - 00:03:17ضَ

لان ذلك يدخل في الرياء فكيف اذا احب المدح على شيء لم يفعله هذا اعظم الكذب ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا جمعوا بين جريمتين انهم فرحوا بالباطل وانهم احبوا ان يحمدوا على لا شيء - 00:03:33ضَ

وعلى الكذب وعلى الزور فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب. لا تظننهم او لا يظن الظان انه ان هؤلاء نجوا وانهم افلحوا وصاروا بمنجاة من العذاب بمفازة يعني بمنجاة من العذاب - 00:03:54ضَ

وان تظاهر لهم انهم نجحوا في هذه الدنيا وانهم حصلوا مطلوبهم لكن ما ينتظرهم عند الله قريبا فهو الهلاك الذي لا نجاة منه فلا تحسبنهم كما قال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا - 00:04:19ضَ

انهم لا يعجزون فلا تحسبنهم بمفاجة من العذاب بل هم واقعون في العذاب وان كانوا يظنون انهم نجوا وانهم اه وان خطتهم اه نجحت كما عليه الكفار الان من الكفر بالله والتطاول على العالم - 00:04:42ضَ

ويظنون انهم فازوا وانهم فاقوا الناس وانهم ولكنهم في الواقع قد آآ قد وقعوا في في السفال والهوان عند الله سبحانه وتعالى وعما قريب سيلقون العذاب المهين فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم - 00:05:06ضَ

فهم لم ينجوا من عذاب الله وليس عذابا سهلا وانما هو عذاب اليم مؤلم لهم يعني استحقوه باعمالهم وجوزوا به على فعلهم وهو عذاب ملازم لهم وباق وهم باقون مخلدون فيه. فاين النجاة؟ - 00:05:34ضَ

واين الفوز؟ واين الفلاح الذي ظنوه فالكافر انما يهلك نفسه باعماله وان كان يظن انه ينال بذلك عزا ورفعة ومكانة بين الناس هذا وهذه الايات تشتمل على فوائد عظيمة نتبين منها ما يسر الله جل وعلا - 00:05:59ضَ

يؤخذ من هذه الايات التذكير بالموت والاستعداد له وان الانسان لا يغفل عنه كما قال صلى الله عليه وسلم تذكروا هادم اللذات الموت. فانكم لا تذكرونه في قليل الا كثره - 00:06:30ضَ

ولا تذكرونه في كثير الا قلله فلا يغفل المسلم عن الموت بل يستعد له بكل ما يليق من الاعمال الصالحة ويتوب من الاعمال السيئة فان الموت هو الحد الفاصل للعمل كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:06:49ضَ

اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له وايضا عند الموت لا تقبل التوبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:13ضَ

ان العبد تقبل توبته ما لم يغرغر اي تبلغ روحه الغرغرة اي الحلقوم الله جل وعلا يقول وليست التوبة للذين يعملون السيئات فاذا حضرهم الموت حتى اذا حضر احدهم الموت - 00:07:30ضَ

قال اني تبت الان ثانيا يؤخذ من هذه الايات تسلية المؤمنين بان ما يفعله الكفار من مضايقتهم ومن التطاول عليهم ان هذا له نهاية قريبة باذن الله سبحانه وتعالى فان الموت غاية كل حي - 00:07:47ضَ

وان هذا المتطاول والمتجبر والمتكبر نهايته قريبة كم قسم الله من الجبابرة ومن الظلمة في ابان عنفوانهم وشدتهم وكبريائهم قسمهم الله سبحانه وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة - 00:08:12ضَ

ان اخذه اليم شديد فهذا مما يسلي المؤمنين ويصبرهم على اذى اعدائهم وتطاولهم عليهم نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:38ضَ