من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|48 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 185-188|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثامن والاربعون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ما زلنا استنباط الاحكام من الايات من قوله تعالى في سورة ال عمران كل نفس ذائقة الموت - 00:00:21ضَ

الى قوله تعالى ولهم عذاب اليم وقلنا في اخر الحلقة السابقة ان هذه الايات فيها تحريم كتمان العلم والمراد بكتمان العلم عدم نشره وعدم تبليغه للناس وان الانسان يسكت عليه - 00:00:43ضَ

والناس بحاجة اليه فيترك الجاهل في جهله ويترك العاصي والمخالف على معصيته وعصيانه وتمرده ويترك المحتاج الى بيان الفتوى والعلم على جهله وهذا اه وهذه جريمة عظيمة واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب وهذا ليس خاصا باليهود والنصارى - 00:01:07ضَ

بل كل من عنده علم فقد اتاه الله اه الكتاب فعليه ان يبلغ هذا الكتاب ولا يحتفظ به في ذاكرته ولا ينتفع ولا ينفع به احدا من من الناس وقد جاء في الحديث ان - 00:01:38ضَ

ان من علم علما فكتمه فانه يلجم يوم القيامة بلجام من نار. وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله فلا يجوز كتمان العلم وهو كبيرة من كبائر الذنوب - 00:02:00ضَ

الا في حالات خاصة يجوز كتمان العلم اذا كان في كثمانه مصلحة راجحة كما قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما قال له حق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا - 00:02:20ضَ

فقال معاذ رضي الله عنه يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا فيجوز كتمان شيء من العلم اذا كان في افشائه مضرة مضرة راجحة وفي فان ذلك - 00:02:39ضَ

اه فان كتمانه هنا يكون لمصلحة راجحة وهي ان لا يتساهل الناس في امور الدين وامور المعاصي ويقولون ما دمنا ليس عندنا شرك فان فان الله لا يعذبنا لو اظهر هذا لبعض الناس لاغتروا - 00:02:58ضَ

فلذلك قال له صلى الله عليه وسلم لا تبشرهم فيتكلوا اما في غير هذه الحالة وكذلك في امور الفتن الاحاديث التي فيها الفتن ويحملها الناس على غير محملها هذه ايضا لا تظهر الا للراسخين في العلم - 00:03:18ضَ

ولهذا ابو هريرة رضي الله عنه يقول حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين من العلم واحد بثثته في الناس والاخر لو بثثته لقطع هذا. واشار الى حلقه رضي الله عنه - 00:03:39ضَ

فاذا كان في كتمان بعض مسائل العلم مصلحة راجحة فان ذلك لا بأس به بل قد يتعين ويؤخذ من هذه الايات اه ايضا تحريم الفرح بفعل المعاصي فان بعض الناس - 00:03:55ضَ

يفرحون بنيل شهواتهم المحرمة ويتمدحون بذلك ويتلذذون بذلك وينسون انهم قد عصوا الله وعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهانوا بحرمات الله وينسون الجزاء عند الله سبحانه وتعالى فيفرحون - 00:04:17ضَ

بما يأتون من الذنوب والمعاصي وربما يفخرون بذلك يعتبرونه من التقدم كما هو واقع من كثير من الناس اليوم الذين يشربون الخمور ويفعلون الفواحش ويظنون ان هذا من المدنية وان هذا من - 00:04:41ضَ

آآ وان هذا من التقدم والذين ايظا يأكلون الربا ويقولون هذا من الاقتصاد العالمي وهذا وهذا فيفرحون بذلك والذين آآ يحثون على النساء على التمرد على احكام الله والسفور وخلع الحجاب ويقولون هذا من الرقي والتقدم. فهذا من الفرح - 00:05:07ضَ

بالمعاصي والمخالفات وكان الواجب على المسلم انه اذا وقع في معصية ان يندم عليها اية الندم ولهذا من شروط صحة التوبة ان يندم على فعل الذنب والله جل وعلا ذكر عن الثلاثة الذين خلفوا كيف انهم تألموا من ذنبهم - 00:05:34ضَ

وانهم تضايقوا من ذنبهم حتى تاب الله عليهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا. ان الله هو التواب الرحيم - 00:06:01ضَ

وهؤلاء يفرحون بما اتوا والعياذ بالله فالواجب على المسلم ان انه اذا وقع في معصية ان يندم غاية الندم ويبادر بالتوبة ولهذا جاء في الحديث من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن - 00:06:21ضَ

ويؤخذ من هذه الايات تحريم حب المدح على ما لم يفعله الانسان من الخير لانه كذب لانه مدح في الكذب وما اكثر من يمدحون ويبالغون في المدح على اشياء لم يفعلها الممدوح - 00:06:43ضَ

ويرضى الممدوح بذلك فاذا رضي بذلك فانه يدخل في هذه الاية الكريمة ويفرح ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم وكان السلف يكرهون ان يمدحوا حتى على - 00:07:01ضَ

ما فعلوه من الخير يكرهون ان يحمى ان يمدحوا على ذلك لان هذا ينقص من ثوابهم والزهد في المدح هذا ادعى الى الاخلاص لله عز وجل ويؤخذ من هذه الايات - 00:07:26ضَ

ان الكفار لا يزالون مع المسلمين في التطاول والقتل والتشريد مهما استطاعوا الى ذلك سبيلا ويؤخذ من هذه الايات انه لا مطمع للكفار بالنجاة من من عذاب الله سبحانه وتعالى - 00:07:47ضَ

وانما الطمع في النجاة هو لاهل الايمان المؤمن يرجو رحمة الله ويخاف من عذابه. اما الكافر فانه لما امن من عذاب الله وامن من مكر الله فان الله سبحانه وتعالى جازاه بانه - 00:08:10ضَ

هالك الهلاك الذي لا نجاة منه يوم القيامة. نسأل الله العافية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:32ضَ