من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|48 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 108-109|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثامن والاربعون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تناولنا في الحلقة السابقة تفسير الايتين تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق - 00:00:21ضَ
والاية التي بعدها ولعلنا في هذه الحلقة نتناول ما تيسر مما يستفاد من هاتين الايتين اولا استفادوا من هاتين الايتين الكريمتين ان ايات القرآن كلام الله منزلة من عنده لان الله اضافها - 00:00:43ضَ
اليه سبحانه وتعالى اظافة صفة الى موصوفها فالقرآن واياته منزل غير مخلوق كما تقوله الجهمية بل هو كلامه وكلامه سبحانه غير مخلوق لانه صفة من صفاته جل وعلا والله جل وعلا بصفاته خالق وليس بمخلوق - 00:01:18ضَ
ثم ايظا ليس القرآن او الايات القرآن ليست من كلام محمد ولا من كلام جبريل لان الله اظافها الى نفسه واما واما جبريل واما محمد عليهما الصلاة والسلام فانما هما مبلغان عن الله سبحانه - 00:01:57ضَ
والكلام انما يضاف الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا ثانيا يؤخذ من الايتين الكريمتين تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الظلم لان الظلم لا يليق به سبحانه وتعالى - 00:02:26ضَ
الذي يليق به سبحانه هو العدل والظلم على ثلاثة انواع ظلم بين العبد وبين ربه وهذا ظلم الشرك كما قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم والنوع الثاني ظلم بين العبد وبين نفسه. وهذا هو ظلم - 00:02:59ضَ
المعاصي العاصي انما يظلم نفسه لانه وظعها في غير موظعها وعرظها للعقوبة قال موسى ربياني ظلمت نفسي وقال ادم وحوا عليهما السلام ربنا ظلمنا انفسنا والله جل وعلا يقول فلا تظلموا فيهن انفسكم - 00:03:28ضَ
فكل المعاصي ظلم من العبد لنفسه لانه عرظها للعقوبة والقسم الثالث ظلم بين العبد وبين الناس بالتعدي عليهم في دمائهم او اخذ اموالهم او التعدي على اعراضهم او حرماتهم وهذا - 00:03:59ضَ
ظلم شنيع وقد جاء بكلام اهل العلم ان النوع الاول وهو الظلم الذي بين العبد وبين ربه بالشرك ان هذا لا يغفره الله الا بالتوبة واما ظلم العبد لنفسه فهذا تحت المشيئة. ان شاء الله غفر لصاحبه - 00:04:33ضَ
وان شاء عذبه واما ظلم العبد للناس فانه لا يسمح عنه الا اذا سمح اصحابه لا يترك الله منه شيئا بل لا بد من الاقتصاص من الظالم للمظلوم الا ان يعفو - 00:05:06ضَ
صاحب المظلمة ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كانت عنده لاخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم ان كان له - 00:05:32ضَ
حسنات اخذ من حسناته للمظلومين وان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات المظلومين طرحت عليه طرح في النار ويؤخذ من الايتين ايضا ان الخلق كلهم عباد الله ومماليكه سبحانه وتعالى - 00:05:49ضَ
فمنهم من هو عبد لله العبودية العامة التي تشمل المؤمن والكافر ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا ومنهم العبد عبودية خاصة وهم المؤمنون عباد الله وعباد الرحمن - 00:06:24ضَ
فهذه عبودية خاصة تقتضي الاكرام من الله سبحانه وتعالى ويؤخذ من الايتين الكريمتين ان كل ما يجري في هذا الكون فانه راجع الى الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقه وقدره - 00:06:49ضَ
والى الله ترجع الامور فما يكون من شيء من خير او شر او غنا او فقر او مرض او صحة او كفر او ايمان او طاعة او معصية لا يكون في هذا الكون الا ما هو مقدر - 00:07:22ضَ
من الله سبحانه وتعالى لحكمة فهو الذي قدر الاشياء وخلق كل شيء فقدره تقديرا لا يخرج ذلك عن تقديره سبحانه وتعالى الشر داخل في تقديره وخلقه ولكن الله خلقه لحكمة - 00:07:41ضَ
وخلقه للابتلاء والامتحان وتميز العباد بعضهم من بعض حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين حسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم - 00:08:07ضَ
الله خلق الكفار وخلق الشياطين وخلق العصاة وخلق اعمالهم كما انه خلق الجنة وخلق النار كل ذلك لحكمة منه سبحانه وتعالى لاجل الابتلاء والامتحان وتميز اهل الخير من اهل الشر - 00:08:35ضَ
هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:01ضَ