من أحكام القرآن الكريم - سورة المائدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|50 من 57|سورة المائدة|الآية 33-36|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة المائدة الدرس الخمسون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال الله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا - 00:00:23ضَ
او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم الا الذين تابوا الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم - 00:00:46ضَ
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم - 00:01:09ضَ
ولهم عذاب اليم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله غفور رحيم - 00:01:27ضَ
الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير في هذه الايات الكريمات يبين الله سبحانه وتعالى عقوبة الذين يضادون الله - 00:01:54ضَ
ورسوله ويعتدون على محارمه وعلى حرمات المسلمين يبين الله عقوبتهم في الدنيا لاقامة الحد عليهم وهو ما يسمى بحد المحاربين او حد قطاع الطرق وذلك لاجل الحفاظ على اموال اموال الناس - 00:02:19ضَ
وارواحهم وامنهم وقد تقدم الكلام في الحلقة السابقة على قوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الى اخر الاية واما قوله سبحانه وتعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم - 00:02:58ضَ
هذا استثناء منه سبحانه وتعالى لمن تاب من الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا تاب من تاب منهم قبل القاء قول القاء السلطة القبض عليه فانه يترك اذا كانت توبته صحيحة - 00:03:30ضَ
واما اذا تاب بعد القاء القبض عليه فانه لا يسقط عنه الحد في الدنيا لابد من تطبيق الحد عليه واما فيما بينه وبين الله فهذا يوكل الى الله سبحانه وتعالى - 00:03:56ضَ
وهو يعلم صدقه في التوبة او عدم صدقه وقال سبحانه وتعالى بعد ذلك يا ايها الذين امنوا اتقوا الله لما ذكر جرائم اليهود والنصارى وجرائم المحاربين لله ورسوله امر المؤمنين - 00:04:19ضَ
ان يتقوا الله وان يحترموا اوامره ونواهيه وحقوقه وحقوق عباده اتقوا الله اي اتخذوا وقاية من طاعته واجتناب نهيه تقيكم من عذابه سبحانه وتعالى وغضبه وابتغوا اليه الوسيلة اي اطلبوا - 00:04:47ضَ
ابتغوا ويطلبوا الوسيلة وهي التقرب الى الله اقصدوا ما يقربكم وافعلوا ما يقربكم الى الله سبحانه وتعالى فالوسيلة في الاصل هي السبب الذي يوصل الى المقصود والذي يوصل الى طاعة الله - 00:05:16ضَ
ودخول جنته والنجاة من ناره هي طاعته سبحانه وتعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه فمعنى قوله اتقوا ابتغوا الوسيلة اي اطلبوا ما يقربكم اليه سبحانه وتطلق الوسيلة ويراد بها منزلة في الجنة - 00:05:43ضَ
منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وقد قال صلى الله عليه وسلم من سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة شرع لنا بعد الاذان - 00:06:13ضَ
ان نقول اللهم صلي على محمد اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفظيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته فنحن نقول ذلك هذا الدعاء العظيم بعد الاذان امتثالا - 00:06:36ضَ
لامره صلى الله عليه وسلم ورجاء لما وعد به من نيل شفاعته يوم القيامة وليس المراد بالوسيلة ما يقوله المخرفون والجهلة والكذابون ان الوسيلة ان تجعل بينك وبين الله واسطة من خلقه - 00:07:01ضَ
يرفع حوائجك اليه ويقربك من الله كما قالوا ما نعبدهم والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم - 00:07:26ضَ
ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم يتخذون الوسائط بينهم وبين الله في قضاء حوائجهم من الانبياء والصالحين ويفسرون الوسيلة بذلك وهذا كذب وافتراء على الله سبحانه وتعالى فلا يقرب الى الله جل وعلا الا طاعته - 00:07:47ضَ
وامتثال امره ولا ينفعك احد من الناس كما قال تعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه صاحبته وبنيه كل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه - 00:08:22ضَ
فلا يغني عنك من الله ان تتخذ واسطة ووسيلة من خلقه وانما الذي ينفعك عند الله عملك عملك الصالح وابتغوا اليه الوسيلة ولهذا قال وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله هذا امر اخر امر ثالث - 00:08:50ضَ
اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله هذا امر ثالث والجهاد بذل الوسع والطاقة في اعلاء كلمة الله ونشر دينه وهذا يشمل جهاد النفس على طاعة الله ويشمل جهاد الشيطان - 00:09:16ضَ
بمعصيته وام وترك ما يأمر به وفعل ما ينهى عنه وجهاد المنافقين جهاد العصاة من المسلمين والمؤمنين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد المنافقين برد شبهاتهم واكاذيبهم وبيان باطلهم وخداعهم - 00:09:41ضَ
حتى لا يضر احدا من المسلمين او يغروه وجهاد الكفار بالسلاح وحمل السلاح دخول الحرب معهم لاعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى فانهم يصدون عن سبيل الله ويؤذون المسلمين ويضايقونهم وينشرون الكفر - 00:10:19ضَ
فيجاهدون لاعلاء كلمة الله سبحانه وقمع الكفار وكف شرهم عن المسلمين وجاهدوا في سبيله ابتغاء مرضاته سبحانه مخلصين له في الجهاد بان يكون القصد هو اعلاء كلمة الله ونصرة دينه - 00:10:55ضَ
ثم قال جل وعلا لعلكم تفلحون هذا وعد من الله سبحانه وتعالى لمن فعل هذه الاوامر اتقى الله وابتغى اليه الوسيلة بطاعته سبحانه وجاهد في سبيله بانواع الجهاد مخلصا له في ذلك - 00:11:25ضَ
لانه يفلح يوم القيامة فيكون من اهل الجنة دار الفلاح وينجو من الخسارة لعلكم تفلحون. ثم بين سبحانه وتعالى عاقبة الكفار الذين خالفوا اوامر الله ولم يتقوه ولم يبتغوا اليه الوسيلة - 00:11:54ضَ
ولم يجاهدوا في سبيله فقال ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لو ان لهم ما في الارض كل ما على وجه الارض من الممالك والاموال - 00:12:24ضَ
والثروات والمعادن والصناعات كل شيء لو كان لو كانوا يملكون كل ما على وجه الارض ومثله معه مثل ما في الارض معه اضافة اليه ليقدموه فدية لهم يوم القيامة ويشتروا به انفسهم من عذاب الله يوم القيامة - 00:12:43ضَ
ما تقبل منهم فمن مات على الكفر والشرك بالله فان الله لا يغفر له ولا يقبل منه فدية مهما مهما بذل ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به - 00:13:14ضَ
فلا تنفعهم الفدية يوم القيامة ليفتدوا به من عذاب الله ما تقبل منهم لم يقبله الله منهم ولا يسقط عنهم العذاب لانهم لم يقدموا في دنياهم ما ينجيهم من عذاب الله - 00:13:42ضَ
وماتوا على الكفر فلم يكن معهم ما ينجيهم او معهم شيء من اسباب النجاة فلا ينفعهم حين ذاك محاولة التخلص هذا والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:08ضَ