من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|51 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 189-194|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الحادي والخمسون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فنستمر في تفسير الايات من اخر سورة ال عمران وقد انتهى بنا القول - 00:00:21ضَ
الى قوله تعالى ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان هذا من جملة قول اولي الالباب الذين يتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا اننا سمعنا منادي انظر كيف كرروا لفظ ربنا ربنا ربنا ثلاث مرات - 00:00:48ضَ
لان هذا من التوسل الى الله جل وعلا بربوبيته لهم وعبوديتهم له توسلوا الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته امر مشروع كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ربنا اننا سمعنا مناديا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:19ضَ
حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعو الناس الى الايمان بالله والى توحيد الله عز وجل. وقيل المراد بالمنادي القرآن ولا تنافي بين القولين المنادي هو الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:50ضَ
والقرآن ايضا الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي للايمان مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم اي هذا المنادي يقول امنوا بربكم والايمان في اللغة معناه التصديق الجازم الذي لا يعتريه شك ويصحبه ائتمان - 00:02:13ضَ
للمخبر عن الشيء المغيب الامن بربكم والايمان في الشرع وعند اهل السنة والجماعة هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا هو الذي دعا اليه الرسول صلى الله عليه وسلم. دعا الى الايمان - 00:02:43ضَ
بالقلب والايمان باللسان والايمان بالعمل دعا الى ذلك صلى الله عليه وسلم والقرآن يدعو الى هذا يدعو الى الايمان بالله عز وجل الايمان بالله بربوبيته والهيته واسمائه وصفاته ويشمل كذلك الايمان - 00:03:14ضَ
ببقية اركان الايمان الستة وهي الايمان بالكتب والرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره ثم قالوا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا كرروا توسل الى الله بربوبيته ربنا فاغفر لنا ذنوبنا والغفر - 00:03:40ضَ
هو التغطية اي غطيها بعفوك وكفر عنا سيئاتنا كفر كذلك التكفير هو الستر والسيئات جمع سيئة وهي الذنوب ولكنه ذكر ذلك بلفظ الذنوب والسيئات من باب التنويع وذكر الغفر والتكفير كذلك - 00:04:12ضَ
من باب التأكيد اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ثم قالوا وتوفنا مع الابرار اي امتنا على طريقة الابرار جمع برد والبر هو المطيع لله سبحانه وتعالى بفعل اوامره واجتناب نواهيه. فالبر - 00:04:48ضَ
هو الذي يفعل البر والبر كما بينه الله في قوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب - 00:05:16ضَ
واقاموا الصلاة واتوا الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا بالصابرين فالبأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون هذا هو البر وهؤلاء سألوا الله ان يتوفاهم على الايمان وعلى البر - 00:05:35ضَ
فهذا من سؤال حسن فهذا من سؤال الله جل وعلا حسن الخاتمة ثم قالوا ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك هذا توسل الى الله جل وعلا اخر اتنا اي اعطنا - 00:05:55ضَ
ما وعدت ما وعدتنا على رسلك اي على السن رسلك من النصر في الدنيا والاخرة ربنا اتنا ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا من الخزي وهو العار يوم القيامة - 00:06:13ضَ
بل اغفر لنا ما ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ولا تخزنا بها يوم القيامة يوم العرظ عليك انك لا تخلف الميعاد هذا توسل الى الله جل وعلا في انه جل وعلا لا يخلف وعده - 00:06:40ضَ
كما قال تعالى وعد الله لا يخلف الله وعده فهم طلبوا من الله ان يؤتيهم ما وعدهم لانه سبحانه وتعالى لا يخلف وعده الذي وعد به عباده المؤمنين من النصر في الدنيا - 00:07:05ضَ
والفوز في الاخرة فهذه تضرعات الى الله جل وعلا من اهل الايمان وتوسلات اليه مع تقديمهم صالح الاعمال يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم لم يقتصروا على الدعاء من دون ان يعملوا - 00:07:32ضَ
بل انهم مع الدعاء يا يدعون الله عز وجل وهكذا المؤمن يعمل الاعمال الصالحة ولا يتكل عليها بل يسأل الله عز وجل ان يعفو عنه وان يغفر له وان يتقبل منه - 00:07:59ضَ
كما قال تعالى انما يتقبل الله من المتقين وهذه صفة المؤمنين الصادقين الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون فهم الذين يعملون الاعمال الصالحة ويخافون ان ترد عليهم - 00:08:23ضَ
ولا يعجبون بها وانما يخافون من الله سبحانه وتعالى ولهذا تضرعوا اليه بهذه التبرعات العظيمة وتوسلوا اليه بربوبيته وبصدق وعده لانه سبحانه وتعالى لا يخيب رجائهم ولا يرد دعاءهم لانه سبحانه وتعالى قريب مجيب - 00:08:49ضَ
وان كانت عندهم ذنوب وعندهم سيئات فهم لم يزكوا انفسهم بل طلبوا من الله جل وعلا ان يغفرها لهم وان يسترها عليهم وان لا يكلهم الى اعمالهم وهذا من صفات - 00:09:27ضَ
المتقين لله عز وجل فهذه الايات فيها فوائد عظيمة وفيها حكم بالغة وفيها لفت للانظار والعقول والتفكير الى مخلوقات الله لسماواته وارضه وفي بره وبحره في ان الانسان يتفكر بها ليستدل بها - 00:09:52ضَ
على عظمة خالقها وعلى انه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:23ضَ