من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|52 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 153-159|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثاني والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين توصلنا في الحلقة السابقة الى قوله تعالى وقوله مما قتلنا المسيح عيسى ابن مريم اسمه عيسى والمسيح لقبه والظمير يعود الى اليهود وقولهم اي وقول اليهود وافتراء وافتراؤهم - 00:00:25ضَ

انهم قتلوا نبي الله ورسوله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم وما قتلوه وما صلبوه. نفى الله جل وعلا ذلك وانهم لم يقتلوه ولم يصلبوه وانما قتلوا رجلا يشبهه - 00:00:52ضَ

القى الله شبهه عليه من تلاميذه وصلبوه على الخشبة وذلك لاجل انجاء نبيه لاجل انجاء نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام من بينهم وانظر الى مشابهة ما حصل ما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما ارادت قريش ان تقتله - 00:01:19ضَ

واجتمعوا على بابه يترصدون خروجه فامر عليا رضي الله عنه ان ينام على فراشه ليوهم المشركين انه موجود ثم خرج من بينهم وهم لا يشعرون ومر على ابي بكر الصديق وذهب الى غار ثور - 00:01:49ضَ

اختفيا فيه فما اشبه القصة للقصة وهنا يقول بل رفعه الله اليه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وقولهم لعيسى ابن مريم رسول الله قولهم رسول الله ليس اعترافا برسالته - 00:02:07ضَ

وانما هو من باب التهكم كقول المشركين كقول المشركين لمحمد صلى الله عليه وسلم يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون فهم يتهكمون بالانبياء عليهم الصلاة والسلام ولكن شبه لهما ان يلقى الله شبهه على غيره - 00:02:27ضَ

فقتلوا ذلك الشبه من اجل انجاء المسيح عليه الصلاة والسلام وان الذين اختلفوه لفي لفي شك منه ما لهم به من علم هم بعدما قتلوا من القي عليه الشبه وقعوا في الشك هل هو عيسى - 00:02:51ضَ

او غيره لم يجزموا انه عيسى عليه السلام لان لان العدد الذي العدد الذي الذي معه الذي مع عيسى لم ينقص فهم شكوا في ذلك ولهذا قال وان الذين اختلفوا فيه لفي شك - 00:03:14ضَ

منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن فهم يزعمون انهم قتلوه ويظنون ذلك والواقع بخلاف ذلك الله مكر بهم كما مكروا بعيسى عليه السلام قال ومكروا ومكر الله - 00:03:40ضَ

والله خير الماكرين. اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي كما قال جل وعلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم واذ يمكروا بك الذين كفروا ليقتلوك او يثبتوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله - 00:04:03ضَ

والله خير الماكرين والمكر من الله محمود لانه لانه عدل منه سبحانه وايصال للجزاء لمن يستحقه فهو عدل من الله جل وعلا واما المكر من المخلوق فانه مذموم لانه في غير محله - 00:04:22ضَ

وايصال للاذى لمن لا يستحقه. ثم قال جل وعلا بل رفعه الله اليه بين سبحانه وتعالى انه نجا عيسى عليه السلام من شرهم ورفعه اليه وهذا فيه دليل على علو الله - 00:04:42ضَ

سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه رفعه الله اليه لان الرفع لا يكون الا من اسفل الى اعلى وكان الله عزيزا حكيما عزيزا العزيز هو القوي الذي لا يرام سبحانه وتعالى - 00:05:00ضَ

فلذلك حمى الله حمى بقوته وعزته حمى رسوله عيسى عليه السلام منها من هؤلاء الطواغيت ومن هذا الجبار المتغطرس في بلاد الشام الذي لا يريد ان ينازعه احد في ما هو فيه - 00:05:22ضَ

وكان الله عزيزا حكيما والحكيم هو الذي يضع الامور في مواضعها ويتقنها اتقانا فهو سبحانه وتعالى يضع عزته وانتقامه وانعامه في من يستحق ذلك وهذه هي هي الحكمة هذا وقد فرغنا والحمد لله - 00:05:48ضَ

من تفسير هذه الايات بما يسر الله سبحانه وتعالى من التوضيح نريد الان ان نتبين منها ما فيها من فوايد فيؤخذ منها بيان ان تعنت اليهود والنصارى في حق نبينا - 00:06:15ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم ليس خاصا به وانما هذا وانما هذه سيرتهم مع جميع الانبياء خصوصا في حق موسى وعيسى عليهم السلام فلا تعجب ايها الرسول من خرافات اليهود وتعنت اليهود - 00:06:38ضَ

وتمحلهم لا تعجب يا محمد من هذا فان هذا هو تاريخهم الذي يسيرون عليه قديما وحديثا ويؤخذ منها ان الله جل وعلا لا يرى في الدنيا لانهم لما قالوا ارنا الله جهره - 00:07:07ضَ

اخذتهم الصاعقة لانه طلبوا شيئا لا يمكن ولا يليق في حق الله جل وعلا لان هذا تنقص لله عز وجل فهو لا يرى في الدنيا وانما يرى في الاخرة يراه المؤمنون في الجنة - 00:07:33ضَ

كما تواترت بذلك الاحاديث مع الايات بثبوت ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم ويتنعمون بذلك اما في الدنيا فلا احد يرى الله جل وعلا. ولهذا لما طلب موسى - 00:07:55ضَ

قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا. الجبل الصلب القاسي لما تجلى الله له صار ترابا - 00:08:16ضَ

من عظمة الله وخشية الله سبحانه وتعالى. فكيف بالانسان المركب من لحم ودم يقدر على رؤية الله سبحانه وتعالى اذا كان الجبل لم يصمد الانسان من باب اولى وانما في الاخرة - 00:08:37ضَ

يعطي الله المؤمنين قوة يستطيعون بها ان يروا الله سبحانه وتعالى فامور الاخرة غير امور الدنيا والحياة الاخروية غير الحياة الدنيوية يؤخذ من هذه الايات عقوبة من تعنت على الانبياء - 00:08:57ضَ

ان هذا ليس خاصا باليهود والنصارى بل كل من تعنت على الانبياء خصوصا من تعنت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فان الله جل وعلا يأخذه بالعقوبة - 00:09:17ضَ

العاجلة والاجلة وينصر رسوله صلى الله عليه وسلم ويؤخذ من هذه الايات قدرة الله على احياء الموتى قدرة الله على احياء الموتى حيث اراهم نموذجا من ذلك في بني اسرائيل - 00:09:34ضَ

الذين خرجوا مع موسى عليه السلام فلما قالوا مقالتهم الشنيعة ارنا الله جهره ارسل الله عليهم الصاعقة فاهلكتهم ثم احياهم من بعد موتهم في نكتفي بهذا القدر الى الحلقة القادمة باذن الله - 00:09:57ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:16ضَ