من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|54 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 189-194|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الرابع والخمسون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ونواصل الكلام على ما يستفاد من الايات من اخر سورة ال عمران من قوله تعالى ولله ملك السماوات والارض - 00:00:21ضَ
الى قوله تعالى انك لا تخلف الميعاد وقد سبق في الحلقات السابقة شيء من هذه الفوائد ونكمل بقيتها في هذه الحلقة ان شاء الله فيؤخذ من هذه الايات طلب غفران الذنوب - 00:00:46ضَ
وتكفير السيئات من الله سبحانه وتعالى ففي هذا ان العبد محتاج الى الله جل وعلا فقير اليه لا يستغني عنه ولا يكف عن دعاء ربه عز وجل فهؤلاء مع ما يقومون به من انهم يذكرون الله قياما وقعودا - 00:01:07ضَ
وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ويدعون الله بانواع الدعاء مع هذا يطلبون منه غفران الذنوب وتكفير السيئات لان الانسان مقصر في حق الله جل وعلا مهما قدم من الاعمال - 00:01:32ضَ
فكيف بالذي عنده تقصير وعنده ذنوب وسيئات اذا كان هذا حال المجدين في العبادة والتفكر والتدبر والذكر انهم لهم ذنوب ولهم سيئات ويطلبون من الله ان يغفرها لهم ولم يتكلوا على عملهم ولم يعجبوا بانفسهم. فهذا مما يوجب - 00:01:53ضَ
على المسلم ان يكون كذلك وانه مهما عمل من الاعمال الصالحة فانه لا يستغني عن عفو الله ومغفرته الرسول صلى الله عليه وسلم مع مقامه العظيم في العبادة الذي لا يلحقه فيه احد - 00:02:22ضَ
يقول آآ يقول في دعائه لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ويتوب الى الله عز وجل ويستغفره. فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه يتوب الى الله - 00:02:43ضَ
اليوم اكثر من سبعين مرة ويحصي له الصحابة مائة مرة او اكثر في اليوم الواحد يقول اللهم اغفر لي فهذا اذا كان هذا حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع ما له من القدم - 00:03:02ضَ
آآ في العبادة التي لا يلحقه فيها احد فكيف بنا نحن ويؤخذ من هذه الايات مشروعية سؤال الله حسن الخاتمة توفنا مع الابرار وان الانسان يخاف من سوء الخاتمة فيسأل الله الثبات - 00:03:21ضَ
على ذلك ولهذا يقول يوسف عليه السلام توفني مسلما والحقني بالصالحين ويقول ابراهيم ويعقوب عليهما السلام يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ويقول الله للمؤمنين عموما يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:03:45ضَ
الاعمال بالخواتيم قد جاء في الحديث ان الرجل يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخل النار والرجل يعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب - 00:04:13ضَ
فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. فالاعمال بالخواتيم ولهذا اه ولهذا ذكر الله عن هؤلاء انهم قالوا وتوفنا مع الابرار اي مع الصالحين من عبادك كما قال يوسف عليه السلام والحقني بالصالحين - 00:04:36ضَ
ويؤخذ من هذه الايات سؤال الله ان ينجز ما وعد به المؤمنين من خيري الدنيا والاخرة ففي الدنيا يثبتهم الله على الايمان وينصرهم على اعدائهم وفي الاخرة آآ يعطيهم الله - 00:05:00ضَ
الجنة والثواب المقيم فهم يسألون الله عز وجل الا يحرمهم مما وعد به سبحانه بسبب ذنوبهم وسيئاتهم والا فان الله جل وعلا لا يخلف وعده ولكن هم خافوا على انفسهم - 00:05:21ضَ
ان لا يحصلوا على هذا الوعد الكريم بسبب من عند انفسهم وهذا فيه اعتراف المؤمن بتقصيره في حق الله سبحانه وتعالى مهما بلغ من العبادة يؤخذ من هذه الايات الخوف من عذاب يوم القيامة - 00:05:44ضَ
وسؤال النجاة منه ولهذا قالوا وقنا عذاب النار ولا تخزنا يوم القيامة ففي هذا الخوف من يوم القيامة الذي غفل عنه كثير من الناس ولم يستعدوا له وهؤلاء يسألون الله - 00:06:06ضَ
ان ينجيهم من اهوال يوم القيامة ومن عذاب يوم القيامة ومن خاف من يوم القيامة فانه يستعد له بالاعمال الصالحة اما من نسيه فانه يغفل عن نفسه ويخسر دنياه واخرته - 00:06:31ضَ
لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وفي هذه الايات ان الله جل وعلا لا يخلف وعده كما قال سبحانه وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن هؤلاء خافوا ان ان يؤتوا من عند انفسهم - 00:06:51ضَ
وان لا يحصلوا على هذا الوعد بسبب تقصيرهم فهم سألوا من الله عز وجل ان يمنحهم ما يؤهلهم لنيل وعده الكريم سبحانه وتعالى كما يؤخذ من هذه الايات ان الدعاء - 00:07:15ضَ
اعظم انواع العبادة فانتم ترون ان هؤلاء العباد آآ الصالحون اصحاب العقول السليمة اولو الالباب انهم اكثر من الدعاء لله عز وجل والتضرع اليه ورفع الحوائج اليه فهذا فيه مشروعية الدعاء - 00:07:36ضَ
قد قال الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فامر بدعائه ووعد بالاستجابة واخبر ان الذين لا يدعون الله يكونون مستكبرين - 00:08:00ضَ
وان الدعاء عبادة يستكبرون عن عبادتي وجاء في الحديث ان الدعاء هو العبادة اي اعظم انواع العبادة والا فالعبادة انواع كثيرة لكن الدعاء اعظمها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم - 00:08:22ضَ
الدعاء هو العبادة. كما قال صلى الله عليه وسلم الحج عرفة هذا ونسأل الله الكريم ان يمن علينا وعليكم بالتوفيق والهداية وان يكرمنا واياكم بطاعته ونيل مرضاته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:42ضَ