من أحكام القرآن الكريم - سورة المائدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|55 من 57|سورة المائدة|الآية 41-44|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة المائدة الدرس الخامس والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوك يحرفون الكلمة من بعد مواضعه - 00:00:23ضَ
يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم - 00:00:46ضَ
سماعون للكذب اكالون للسحت فان جاروك فاحكم بينهما واعرض عنهم. وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا. وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله - 00:01:06ضَ
ثم يتولون من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء - 00:01:26ضَ
فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون في هذه الايات يخاطب الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم في شأن المنافقين - 00:01:46ضَ
وفي شأن اليهود لانهم الد اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم الد اعداء الله والد اعداء رسوله صلى الله عليه وسلم فلذلك الله جل وعلا قال يا ايها الرسول - 00:02:10ضَ
خاطبه بالرسالة اكراما له وتشريفا له وهكذا الله جل وعلا يخاطبه بهذا الخطاب يا ايها الرسول او يا ايها النبي ولم يخاطبه باسمه محمد الم يقل يا محمد بينما كان يقول للانبياء السابقين يا نوح - 00:02:35ضَ
يا موسى يا عيسى فيخاطبهم باسمائهم الا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله لم يخاطبه باسمه وانما خاطبه بالرسالة والنبوة تكريما له صلى الله عليه وسلم اما في مقام الاخبار - 00:03:08ضَ
فان الله ذكره باسمه وذلك في قوله سبحانه ما كان محمد ابا احد من رجالكم قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم - 00:03:31ضَ
فيؤفى في مقام الاخبار يذكره باسمه واما في مقام النداء فانه يناديه بالرسالة والنبوة ثم قال جل وعلا لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر لانه صلى الله عليه وسلم كان يحزنه من لم يؤمن ومن لم يدخل في الاسلام - 00:03:57ضَ
اشفاقا عليه وارادة للخير له قال تعالى فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا الله سبحانه وتعالى نهاه عن ذلك عن انه يأسف عليهم او انه يحزن عليهم - 00:04:23ضَ
لان مهمته صلى الله عليه وسلم البلاغ وقد بلغ البلاغ المبين واقام الحجة واما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بالمهتدين لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر اي - 00:04:47ضَ
يبادرون الى الكفر بالله عز وجل ويكثرون من من الكفر ويتمادون فيه من الذين قالوا من الذين قالوا امنا بافواههم اي من المنافقين الذين يقولون امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم هذا شأن المنافقين - 00:05:09ضَ
انهم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم كما قال تعالى ومن الناس من يقولوا امنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشكرون - 00:05:42ضَ
من الذين هادوا لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا اي اليهود فانهم سموا بذلك من الهود وهو التوبة كما في قوله تعالى - 00:06:02ضَ
انا هدنا اليك وقيل غير ذلك في معنى اليهود من الذين هادوا ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوك سمى اي هؤلاء المنافقون وهؤلاء اليهود انما يستمعون للكذب ويصغون اليه - 00:06:26ضَ
واما الحق فانهم يستمعونه او يسمعونه باذانهم ولكنهم لا يعقلونه بقلوبهم وانما يفرحون بالكذب ويتلقون الكذب وينقلونه يفرحون به سماعون للكذب وكلمة سماعون صيغة مبالغة بمعنى انهم يكثرون من سماع الكذب - 00:06:54ضَ
هذه صفة اليهود صفة المنافقين من هذه الامة سماعون لقوم اخرين من اليهود فان اليهود منهم من يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع ما يقول وينقله على وجه التندر - 00:07:27ضَ
والتكذيب له ومنهم من يستكبر ولا يأتي الى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وانما يكتفي بما ينقل اليه على يد هؤلاء اليهود الذين يأتون الى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:07:51ضَ
لم يأتوك ثم ذكر صفتهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه هذا من صفات اليهود انهم يحرفون كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضعه بمعنى انهم يفسرونه - 00:08:13ضَ
بغير تفسيره او انهم يزيدون فيه وينقصون منه التحريف على قسمين تحريف لللفظ وتحريره بالزيادة والنقصان تحريف للمعنى وذلك بتفسيره على غير معناه الصحيح او المقصود به يحرفون الكلم من بعد مواضعه - 00:08:36ضَ
يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا هذا في قصة الزانيين اليهوديين الذين اراد اليهود ان يغيروا حكم الله فيهم وهو الرجم فارادوا ان يستبدلوا الرجم بعقوبة اخف - 00:09:01ضَ
فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليتخلصوا من الرجم لعله ان يحكم فيهم بغير الرجم فيحتجون بذلك عند الله سبحانه وتعالى فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم وما حكمهم عندكم يعني في التوراة - 00:09:24ضَ
قالوا تسود وجوههم ويركبون آآ الحمار ويأتي يجعل وجوههم الى الورى ويطاف بهم في الناس وفي الاسواق فقال عبدالله بن سلام رضي الله عنه كان من اخبارهم من الله عليه بالاسلام - 00:09:47ضَ
قال كذبوا يا رسول الله ان اية الرجم في التوراة فامر النبي صلى الله عليه وسلم باحضار التوراة فنشرت ووجدت فيها اية الرجم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:12ضَ
امر برجمهما واقام الحجة على اليهود من كتابهم ولذلك هم يوصي بعضهم بعضا الذين لم يأتوا الرسول يوصون الذين اتوا الرسول منهم وقالوا ان اوتيتم هذا اي هذا الحكم الذي وضعناه نحن - 00:10:31ضَ
اه فخذوه ايقبلوه وان لم تؤتوه اي طلب منكم الرجم فاحذروا اي لا تجيبوا هكذا يتواصون بكتمان الحق والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:10:56ضَ