من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|56 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 195-200|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السادس والخمسون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال الله تعالى في سياق الايات التي ابتدأناها في الحلقة السابقة ووصلنا الى قوله - 00:00:21ضَ
لاكفرن عنهم سيئاتهم وقلنا التكفير هو الستر بمعنى ان الله يستر سيئاتهم ولا يفضحهم بها بل انه يسترها عليهم ويغفرها لهم لاكفرن عنهم سيئاتهم والسيئات جمع سيئة والسيئة ضد الحسنة والمراد بها مخالفة - 00:00:42ضَ
اوامر الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يغفر الذنوب لمن تاب اليه واناب ولادخلنهم جنات تجري هذا وعد اخر من الله جل وعلا مؤكد بالقسم لادخلنهم جنات والجنات هي البساتين - 00:01:11ضَ
الملتفة آآ الجميلة المناظر الطيبة المسكن ولادخلنهم جنات وقال جنات لان الجنات متنوعة وهي جنات كثيرة ودرجات عالية عند الله سبحانه وتعالى وهي ايضا واسعة عرضها السماوات والارض كما في الاية الاخرى - 00:01:39ضَ
تجري من تحتها الانهار من تمام جمال هذه الجنات انها تجري من تحت مبانيها واشجارها الانهار العذبة الطيبة يشربون منها ويتبهجون بها تجري من تحتها الانهار توابا من عند الله - 00:02:13ضَ
ثوابا من عند الله اي اثابة على اعمالهم التي عملوها في هذه الدنيا ومنها ما ذكر في هذه الايات من الايمان والهجرة والجهاد والاستشهاد في سبيل الله وهذا الثواب من عند الله جل وعلا. تفضلا منه - 00:02:44ضَ
واحسانا لا انهم استحقوه باعمالهم من باب المعاوضة فان اعمالهم بالنسبة الى الجنات اعمالا فان اعمالهم بالنسبة الى هذه الجنات شيء قليل والجنات امرها عظيم فهي تفضل من الله جل وعلا - 00:03:14ضَ
ثم قال والله عنده حسن الثواب هذا فيه ان الله سبحانه وتعالى غني كريم وانه يعطي وليس لعطائه حد وليس لثوابه نهاية فهو يعطي هذه الجنات ويعطي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت - 00:03:42ضَ
ولا خطر على قلب بشر والله جل وعلا عنده حسن الثواب لمن اطاعه واتقاه ثم قال جل وعلا لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. هذا نهي - 00:04:12ضَ
للرسول صلى الله عليه وسلم وهو نهي لكل مسلم من امة محمد صلى الله عليه وسلم بالا يكبر في اعينهم او يعجبون بما يعطاه الكفار منبهة الحياة وزخرف المتاع في هذه الدنيا - 00:04:41ضَ
فما عليه الكفار من زهرة الدنيا وبهجتها انما هو استدراج لهم فالمؤمن لا يكبر في عينه متاع الدنيا ولا يغتر بما عليه الكفار فيظن ان الكفار انهم على حق وانهم ما نالوا هذا - 00:05:11ضَ
العاجل والزهرة في الدنيا ما نالوها لكرامتهم على الله جل وعلا بل هذا من من ارادة الله بهم الشر بانه يستدرجهم في هذه الدنيا فيتمادوا في المعاصي فيعظم عقابهم يوم القيامة - 00:05:45ضَ
كما قال سبحانه وتعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين وكما في قوله سبحانه ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم - 00:06:09ضَ
زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى فالله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولكنه لا يعطي الدين الا لمن يحب وفي الحديث لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة - 00:06:33ضَ
ما سقى منها كافرا شربة ماء لا يغرنك تقلب الذين كفروا. تقلبهم يعني اسفارهم في في البلاد للتجارة وللنزهة ولغيرها لاسيما في عصرنا الحاضر وما مكنوا به من سرعة وسائل النقل - 00:06:58ضَ
جوا وبحرا وبرا فان هذا كله من باب الاستدراج لهم ثم قال جل وعلا متاع قليل اي ان هذا الذي ترونه مما عليه الكفار من بهجة الدنيا وزهرتها انما هو متاع - 00:07:23ضَ
والمتاع هو الشيء الذي يتمتع به اه مدة يسيرة ثم يزول متاع ثم وصفه بانه قليل بالنسبة لما عند الله لاهل الايمان في الجنة فان الدنيا كلها من اولها الى اخرها - 00:07:50ضَ
متاع قليل كما قال تعالى وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع وكل ما بايدي الكفار فانه متاع زائل وعرض منقطع يعقب حسرة وندامة والعبرة انما هي - 00:08:15ضَ
بالعواقب وليست العبرة بالبهجة والنظرة واللذة العاجلة التي تزول وتنقطع وانما العبرة بالثواب الباقي المستمر وان كان مؤجلا فالعاقل ينظر في العواقب واحزم الناس من لو مات من ظمأ لا يقرب الورد حتى يعرف الصدر - 00:08:45ضَ
ثم قال ولهم عذاب اليم هذه عاقبتهم فانهما ان متعوا في هذه الدنيا بما يعطون من البهجة والنظرة والسرور والغنى والثروة والقوة فانما ينتظرهم من العذاب ينسيهم كل ما اعطوه في هذه الدنيا وما كأنهم اعطوا شيئا - 00:09:20ضَ
وجاء في الحديث انه يؤتى باكثر الناس نعيما في هذه الدنيا ولذة وسرورا فيغمس في النار غمسة فيقال له يا ابن ادم هل بر بك خير قط؟ فيقول لا والله - 00:09:46ضَ
ويؤتى باشد الناس بؤسا في هذه الدنيا فيغمس في النعيم غمسة فيقال له يا ابن ادم هل مر بك بؤس قط؟ فيقول لا والله هذا والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:04ضَ