Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس السادس والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:00:00ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين ما زلنا مع الاية الكريمة وهي قوله تعالى ابظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات وحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا انتهى بنا الكلام الى قوله تعالى - 00:00:28ضَ

واخذهم الربا وقد نهوا عنه هذه هي الجريمة الثانية التي ذكرها الله في حق اليهود التي سببت لهم ان الله حرم عليهم طيبات احلت لهم تضييقا عليهم واحراجا لهم وعقوبة - 00:00:52ضَ

الجريمة الثانية اخذهم الربا قد نهوا عنه والربا كسب محرم وسحت وخبيث ومحق للبركة ومحق للمال لانه ظلم ظلم للناس والربا لغة الزيادة يقال ربت الارض اذا زادت وارتفعت حتى اذا فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت - 00:01:17ضَ

وربت اي زادت بالنبات ومنه الربوة وهي المكان المرتفع فالربا هو الزيادة والارتفاع والمراد به هنا في الاموال زيادة مخصوصة في اموال مخصوصة قال صلى الله عليه وسلم البر بالبر - 00:01:58ضَ

والشعير بالشعير والتمر بالتمر والذهب بالذهب والفظة بالفظة والملح بالملح سواء بسواء مثلا بمثل فمن زاد او استزاد فقد اربى فالربا في هذه الستة اذا بيع بعضها ببعض جنس بجنس - 00:02:28ضَ

كالتمر بالتمر والى اخره فهذا يجب التساوي والتماثل في المقدار ولا يزاد احد العوظين على الاخر وهذا ما يسمى ربا الفضل وهناك ربا اشد وهو ربا نسيئة وذلك بان لانه اذا حل الدين على المدين - 00:02:59ضَ

قال له الدائن اما ان تسدد واما ان نزيد عليك الدين ونزيدك في الاجل فهذا ما لا سيما اذا كان المدين معسرا لا يقدر على السداد فانهم يزيدون عليه الدين - 00:03:31ضَ

ويمددون في الاجر حتى تصبح الديون اضعافا مضاعفة بدون ان يستفيد هو شيئا فهذا ربا نسيئة وهو ربا الجاهلية وهو اشد انواع الربا وربا الفضل وسيلة اليه لان الله جل وعلا - 00:03:51ضَ

امر بانظار المعسر او الاسقاط عنه وان كان ذو عسرة ونظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم المعسر لا يزاد عليه الدين وانما ينظر الى ميسرة بحيث يستطيع ان يسدد - 00:04:20ضَ

وان اسقط عنه الدين فهذا صدقة وان تصدقوا خير لكم الجاهلية كان هذا شأنهم كما هو شأن اليهود بهذا واخذهم الربا بنوعيه ربا الفضل وربا النسيئة وربا الفضل في هذه الستة - 00:04:45ضَ

والجمهور يرون انه يدخل ايضا في غيرها مما شاركها في العلة فما شاركها في العلة التي من اجلها حرم الربا في هذه الستة فانه يقاس عليها في تحريم الربا في غيرها - 00:05:10ضَ

الربا خطره شديد قال الله جل وعلا الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس اي لا يقومون من قبورهم اذا بعث الناس من قبورهم وقاموا لرب العالمين - 00:05:34ضَ

وساروا الى المحشر مهطعين مسرعين فان اكل الربا يتعثر في مشيه لتضخم بطنه تضخموا بالربا فيقوم ويسقط مثل الذي داخله الجن وصرعوه. نسأل الله العافية عقوبة له في هذا الموقف المخزي - 00:05:59ضَ

هذه عقوبة عاجلة عقوبة اجلة وعقوبته في الدنيا ان الله يمحق الربا ويمحق البركة من ماله حتى ولو كثر. فانه لا ينتفع به ويصبح مبغضا عند الناس لانه يأخذ ولا يعطي - 00:06:24ضَ

ويمتص دماء الفقراء والمحتاجين فلذلك فلذلك صارت جريمته شنيعة في الدنيا والاخرة نسأل الله العافية وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه فلعن اكل الربا ومن اعانه وهو الدافع والكاتب والشاهد - 00:06:45ضَ

مما يدل على شناعة الربا قال سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا اذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم - 00:07:15ضَ

فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم الربا جريمة شنيعة وجاء الوعيد الشديد في حق اكل الربا ولكن من المؤسف - 00:07:31ضَ

ان الربا الان فشى وفشوه من علامات الساعة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى اصبح الربا هو عماد الاقتصاد في الامم وبنيت عليه كثير من البنوك والمصارف واصبح الناس لا يبالون - 00:07:58ضَ

وفي الحديث يأتي على الناس زمان من لم يأكل الربا ناله من غباره الخطر شديد فعلى المسلمين ان يتقوا الله وان يحذروا ان يصيبهم ما اصاب اليهود من العقوبات العاجلة والاجلة - 00:08:26ضَ

بشأن الربا هذا والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:48ضَ