من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|6 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 154|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السادس بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. نكمل الكلام على قوله تعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وقلنا في الحلقة السابقة - 00:00:26ضَ

ان من كتب عليه الموت او القتل فانه لا يدفعه عنه دافع لابد ان يلاقي الموت قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم قال جل وعلا وليبتلي الله ما في صدوركم - 00:00:49ضَ

وليمحص ما في قلوبكم هذا بيان لحكمته سبحانه وتعالى بان ما جرى ويجري على عباده وما يجري على اهل الايمان خصوصا انه للابتلاء والامتحان ليتميز المؤمن الصادق الثابت في ايمانه - 00:01:10ضَ

الذي لا يريد الا وجه الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة مهما اصابه في هذه الدنيا فهو لا يلتفت الى ذلك وانما ينظر الى الغاية وهي الجنة ورضا الله سبحانه وتعالى - 00:01:33ضَ

ويتميز المنافق الذي ايمانه بلسانه فقط وليس في قلبه ايمان فهذا هو الذي ينكشف وليبتلي الله ما في صدوركم اي في قلوبكم وليمحص اي يطهر يطهر القلوب قلوب المؤمنين طهرها من - 00:01:49ضَ

الهواجس والخواطر السيئة ويجعل محلها اليقين والثبات والله عليم بذات الصدور يعلم سبحانه وتعالى خفايا القلوب وما فيها من الاسرار فيعلم قلوب المؤمنين وما فيها من الصدق والثبات ويعلم قلوب المنافقين وما فيها من الجزع والخوف - 00:02:13ضَ

والجبن النفاق الذي هو في الحقيقة كفر بالله عز وجل فهذه حكمة الله جل وعلا بما يجري في هذا الكون وما يجري على المؤمنين والكفار انه لحكمة عظيمة وليس هو - 00:02:39ضَ

لمجرد عبث او مجرد مشيئة وانما هو لحكم عظيمة ويؤخذ من هذه الايات مسائل عظيمة المسألة الاولى فيها وجوب طاعة ولي الامر وطاعة الامير وما يترتب على ذلك من المصالح - 00:03:03ضَ

فان الصحابة لما كانوا في وقعة احد خصوصا الذين كانوا على الجبل لما كانوا منفذين لامر الرسول صلى الله عليه وسلم ومتمشين على خطته الحربية عليه الصلاة والسلام كانوا منتصرين على - 00:03:28ضَ

على عدوهم ففيه وجوب طاعة ولي الامر والنائب عن ولي الامر وما يترتب على ذلك من المصالح والفوايد لان طاعة ولي الامر يحصل بها اجتماع الكلمة ويحصل بها آآ هيبة المسلمين - 00:03:52ضَ

ويحصل بها قوة المسلمين ومعصية ولي الامر يحصل بها الفساد ويحصل فيها اختلال الامن ويحصل بها تسلط العدو ويحصل فيها بها اختلاف القلوب تنافر القلوب ثانيا يؤخذ من هذه الايات تحريم معصية - 00:04:16ضَ

ولي الامر وما يترتب عليها من المضى فان هؤلاء الجماعة من الصحابة لما عصوا ولي الامر وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ونائبه اه وهو اميرهم لما عصوا حصل عليهم ما حصل - 00:04:44ضَ

من هذه النكبة العظيمة والله جل وعلا يقول واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من يطع الامير فقد اطاعني ومن عصى الامير فقد عصاني - 00:05:06ضَ

فلا تجوز معصية ولاة الامور الا فيما الا في ما هو ما فيه مخالفة لامر الله قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الامير يطاع فيما ليس فيه معصية - 00:05:28ضَ

ولا يطاع فيما فيه معصية هذا هو المنهج السليم والقاعدة العظيمة التي وضعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثالثا يؤخذ من هذه الايات تحريم التنازع والاختلاف بين المسلمين - 00:05:47ضَ

وان المطلوب ان يجتمعوا على رأي واحد وان يأتلفوا على قيادة واحدة حتى تتكون لهم جماعة قوية مهيبة اما التنازع والاختلاف فهذا مما يسبب التفرق وظعف المسلمين كما قال سبحانه ولا تنازعوا - 00:06:08ضَ

فتفشل وتذهب ريحكم فالتنازع هذه نتائجه. الفشل وذهاب الريح يعني القوة التي ترهب العدو النزاع والاختلاف يسببان اضرارا كثيرة لكن قد يقال انه لابد من حصول الاختلاف في وجهات النظر - 00:06:33ضَ

لابد من هذا انه يحصل اختلاف بوجهات النظر فنقول اذا حصل اختلاف في وجهات النظر فان الجميع يرجعون الى قيادتهم والى رأي قائدهم هذا من ناحية الناحية الثانية ان الله امرنا عند وجود النزاع - 00:07:06ضَ

ان نرجع الى كتابه والى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر لذلك خير واحسن تأويلا - 00:07:30ضَ

والرد الى الله هو الرد الى القرآن والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد اليه يوم ان كان حيا والرد الى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم - 00:07:48ضَ

وبهاتين الطريقتين ينحسم النزاع اولا الدخول تحت الراية المسلمة والقيادة الرشيدة وثانيا الرجوع الى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لحسم النزال وكان الصحابة رضي الله عنهم - 00:08:02ضَ

يحصل بينهم نزاع في بعض الامور لكنه لا يلبث هذا النزاع ان يزول لانهم يرجعون الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فينتهي نزاعهم واما اذا تعصب كل لرأيه - 00:08:27ضَ

وركب رأسه فانه حينئذ يحصل الفساد ويحصل التفرق والتقطع في جماعة المسلمين هذا والى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:45ضَ