من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|62 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 117|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثاني والستون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام على الايات من قوله تعالى ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم - 00:00:21ضَ

ولا اولادهم من الله شيئا الى قوله سبحانه وتعالى ولكن كانوا انفسهم يظلمون وذلك في قوله تعالى مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم - 00:00:42ضَ

هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لعمل الكافر وانه لا ينفعه في الاخرة ولو كان هذا العمل فيه احسان الى الناس واو فيه تقرب الى الله سبحانه وتعالى فانه لا ينفعه ما دام انه على الكفر - 00:01:09ضَ

لانه لا ينفع مع الكفر طاعة لا ينفع مع الكفر طاعة الكافر عمله حابط ومردود قال تعالى قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال سبحانه مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم - 00:01:38ضَ

كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد قال سبحانه وتعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا - 00:02:00ضَ

ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب فالله جل وعلا بين ان عمل الكافر ما دام انه على الكفر انه ليس بشيء ولا يعتد به لانه بناه على غير اساس - 00:02:23ضَ

سواء كان كافرا اصليا او كافنا مرتدا وهذه مصيبة ان الانسان قد يظن انه على الاسلام وعلى الدين ويصلي ويصوم ويعمل الاعمال الصالحة لكنه مرتكب لناقظ من نواقض الاسلام كدعاء غير الله - 00:02:45ضَ

والذبح لغير الله فهذا شرك اكبر يخرج من الملة ويحبط الاعمال كما قال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملكم ولتكونن من الخاسرين. قال سبحانه ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون - 00:03:06ضَ

فاذا كان اصله على الايمان والاسلام ولكنه يرتكب ناقضا من نواقض الاسلام كدعاء غير الله والذبح لغير الله والنذر لغير الله والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله - 00:03:29ضَ

فان عمله لا قيمة له ولا فائدة منه مهما اتعب نفسه. قوله تعالى مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح كمثل ريح فيها صرف والله جل وعلا يضرب الامثال - 00:03:49ضَ

لتقريب المعاني وهذه طريقة اه متبعة في القرآن الكريم ان الله يضرب الامثال لتقريب المعاني للناس حتى يتصوروها قال جل وعلا وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. قال سبحانه وتعالى - 00:04:09ضَ

ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا ما ينفقونه من اموالهم في في القربات والاحسان الى الناس هذا لا ينفع عند الله لانه لم يبنى على اخلاص - 00:04:33ضَ

ولم يبنى على توحيد والله جل وعلا يقول في المنافقين قل انفقوا طوعا قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين. وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم - 00:05:01ضَ

الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا سماها الحياة الدنيا لانها قريبة وهناك الحياة الاخرة - 00:05:19ضَ

التي لا نهاية لها اما هذه الحياة الدنيا التي يعيش فيها الاحياء فانها قريبة ولذلك سماها بالدنيا لقرب لقرب اجلها ونهايتها مثل ما ينفقون ان ينفقوا الكفار من الاموال تبرعات والمشاريع - 00:05:44ضَ

غير ذلك فان هذا لا ينفعهم عند الله لانه على غير اساس صحيح فقد يعجب بعض الناس من مشاريع الكفار واعمال الكفار وما ينفقونه الاحسان الى المحتاجين والمستشفيات والملاجي للعجزة وغير ذلك - 00:06:09ضَ

فهذا كله لا ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى واما المؤمن فلو انفق شق تمرة نصف تمرة مع الاخلاص فان ذلك يقيه من النار كما قال صلى الله عليه وسلم فاتقوا النار - 00:06:37ضَ

ولو بشق تمرة من لم يجد فبكلمة طيبة فالقليل مع الايمان يضاعفه الله سبحانه وتعالى اضعافا كثيرة والكثير مع عدم الايمان لا يغني صاحبه شيئا والله ظرب هذا المثل لبطلان عمل الكافر - 00:06:54ضَ

كمثل ريح فيها سر فيها برد شدة برد الريح معروفة وهذه الريح فيها سر يعني فيها برد برد شديد اصابت حرف قوم ظلموا انفسهم بالكفر فاهلكته وبالكفر والمعاصي فالله يسلط الريح ويسلط البرد - 00:07:19ضَ

ويسلط الافات على الزروع وعلى الحروث بسبب اعمال اصحابها السيئة عقوبة لهم كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم يعني بالمعاصي ظلموا انفسهم بالمعاصي لان المعاصي سبب حلول النقمات والكوارث - 00:07:48ضَ

ما يصيب الاموال من الكوارث والمتلفات فانما هو بسبب المعاصي ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا - 00:08:18ضَ

لعلهم يرجعون فاهلكته هذه الريح التي فيها البرد اهلكت هذا الحار هذا مثال محسوس شاهده الناس شبه عمل الكافر بالزرع وشبه ما يصيبه ما يصيب عمل الكافر من الاحباط والظياع - 00:08:40ضَ

بالزرع الذي اصابه اصابه آآ اصابته الريح والبرد فاتلفته. فكذلك الكفر الكفر يشبه الريح الباردة التي تتلف الزرع في لانه يتلف الاعمال هذا يتلف الزرع وهذا يتلف الاعمال فالاعمال هي زرع المؤمن - 00:09:09ضَ

يزرعها ويبذرها ليستفيد منها في الاخرة فهي زرع له والدنيا مزرعة للاخرة كما في الاثر فاذا زرع المؤمن في هذه الدنيا حصد زرعه طيبا في الاخرة واذا زرع الكافر في هذه الدنيا فانه لا يحصد شيئا - 00:09:36ضَ

يوم القيامة يكون اعمله هباء منثورا ويكون كسراب بقيعة ويكون كالرماد الذي اشتدت به الريح في يوم عاصف فهذا فيه التحذير من الكفر والشرك وبيان انه لا عمل مع الكفر - 00:10:03ضَ

ولا مع الشرك بالله عز وجل مما يوجب على العبد ان يخاف من محبطات العمل مفسدات العمل حتى يخلص عمله لله ويتقنه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اسأل الله عز وجل بمنه وكرمه - 00:10:28ضَ

ان يهدينا واياكم صراطه المستقيم وان يبصرنا طريق الحق ويرزقنا العمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:10:49ضَ