من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|64 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 116-117|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الرابع والستون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين تكلمنا في الحلقة السابقة على معنى قوله تعالى ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم - 00:00:21ضَ
ولا اولادهم من الله شيئا الى قوله تعالى في الاية التي بعدها ولا ولكن كانوا انفسهم يظلمون وتكلمنا على ما يسر الله من بيان الفوائد التي تشتمل عليها هاتان الايتان الكريمتان - 00:00:43ضَ
والعبر والمواعظ والقرآن مهما اتعبت نفسك فانك لن تحيط بكل ما فيه من الاسرار بل بل لا تدرك اقل قليلا مما فيه من الاسرار والمعاني لانه كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه - 00:01:10ضَ
ولا من خلفه تنزيل من حكيم من حكيم حميد فمن الفوائد التي يشتمل عليها هذه الايات وذلك في قوله تعالى وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون الظلم هو وضع الشيء - 00:01:36ضَ
بغير موضعه هذا هو الظلم فالله جل وعلا حكيم يضع الاشياء في مواضعها فيضع العذاب في من يستحقه ويضع الاكرام بمن يستحقه هو حكيم سبحانه وتعالى هو لا يظلم احدا - 00:01:58ضَ
بان يجازيه بغير عمله بان يجازيه على شيء لم يعمله او ان يجازيه على عمل غيره كما قال سبحانه وتعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وقد نزه سبحانه وتعالى نفسه عن الظلم - 00:02:24ضَ
وجعله محرما بين العباد كما قال عز وجل فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ذر انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - 00:02:51ضَ
فلا تظالموا والظلم ثلاثة انواع الظلم الذي يقع من العباد ثلاثة انواع الله جل وعلا لا يقع منه ظلم لانه منزه عن ذلك لكن الظلم الذي يقع من العباد ثلاثة انواع النوع الاول - 00:03:12ضَ
ظلم الشرك قال سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم ولماذا سمي الشرك ظلما لانه وضع للعبادة في غير مستحقيها لان العبادة لله عز وجل هو الذي يستحقها فاذا عبد غير الله - 00:03:36ضَ
فقد وضع العبادة في من لا يستحقها هذا وضع للشيء في غير موضعه وهذا اعظم اعظم الظلم والعياذ بالله لان الشرك اعظم الذنوب والنوع الثاني ظلم العبد لنفسه وذلك بالمعاصي - 00:03:57ضَ
الذي يعصي الله عز وجل ويخالف اوامر الله ويترك ما اوجب الله عليه هذا انما يظلم نفسه يعني يضع نفسه في غير موضعها لان الواجب عليه ان يضع نفسه في موضعها اللائق بها وهو الجنة - 00:04:19ضَ
والعمل الصالح والسعادة في الدنيا والاخرة ان يكسب لنفسه ما يسعدها هذا هو الواجب عليه فاذا فاذا وقع في الذنوب والمعاصي وترك الواجبات فانه يكون قد ظلم نفسه حيث ان حيث انه - 00:04:40ضَ
عرظها غضب الله وعقابه ووضعها في النار واساء اليها غاية الاساءة فالعاصي انما يسيء الى نفسه وانما يؤثر على نفسه ولا يظر احدا معاصيه انما تختص به ويجازى بها هو - 00:05:02ضَ
هذا النوع الثاني ظلم العبد لنفسه والنوع الثالث ظلم العبد للعباد تعديه على العباد في اموالهم وفي دمائهم وفي اعراضهم واو يتعدى عليه عليهم بلسانه بالشتم والسباب وغير ذلك من الكلام او بالقذف - 00:05:33ضَ
او الكلام البذيء التعدي على الناس في اعراضهم التعدي على الناس في اموالهم بالسرقة والنهب والغش واخذها بغير حق تعدي على الناس في دمائهم بالقتل او بالظرب او غير ذلك - 00:05:56ضَ
هذا ظلم للناس هذا ظلم للناس وهو آآ ظلم لابد من المحاسبة عليه النوع الاول الذي هو ظلم الشرك اذا تاب تاب الله عليه وكذلك الظلم الثاني الذي هو ظلم العبد لنفسه - 00:06:15ضَ
هذا اذا كان دون الشرك فهو بين امرين اما ان يعفو الله عنه جل وعلا واما ان يعذبه ثم يدخله الجنة كما قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك - 00:06:43ضَ
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واما ظلم العباد فانه لا يسقط عن لا تسقط تبعته عن الظالم الا اذا سمحوا فهو اذا ظلم احدا فلا بد من القصاص - 00:07:01ضَ
او من طلب المسامحة فان الله لا يترك لا يترك مظالم العباد فهي حق لهم ومن هنا قال العلماء حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة فلا تسقط حقوقهم الا اذا اسقطوها هم - 00:07:22ضَ
او اقتصوا لانفسهم وهذا مما يؤكد على الانسان ان يتجنب مظالم العباد واذا حصل منه شيء منها فليبادر الى اه الى اعطائهم حقوقهم او مطلب المسامحة منهم ما دام على قيد الحياة - 00:07:48ضَ
اما اذا مات وعليه مظالم للناس فلا بد من القصاص والقصاص يكون من حسناته يوم القيامة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فيجب على المسلم ان يتجنب الظلم - 00:08:13ضَ
بجميع انواعه لا سيما ظلم العباد لا سيما الظلم الاول الذي هو الشرك فيتوب منه وكذلك ظلم العباد فانه ايضا يطلب منهم المسامحة او يمكنهم من القصاص واعطائهم حقوقهم ما دام في زمن - 00:08:35ضَ
الامكان توعد الله الظلمة باشد الوعيد ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال النبي صلى الله عليه وسلم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه - 00:09:02ضَ
فانه ليس بينها وبين الله حجاب وقال عليه الصلاة والسلام والظلم ظلمات يوم القيامة. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لصالح الاعمال الاقوال والافعال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:09:22ضَ