من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|65 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 121-129|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الخامس والستون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وبعد قال الله تعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم الهم الطائفتان منكم ان تفشل والله وليهما - 00:00:21ضَ
وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذ تقولوا للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين بلا ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا - 00:00:45ضَ
يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين وما جعله الله الا بشرى الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين - 00:01:10ضَ
ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون ولله ما في السماوات وما في الارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم بهذه الايات - 00:01:34ضَ
من سورة ال عمران ذكر الله سبحانه وتعالى ما جرى في وقعتي احد او في غزوة احد من العجايب وذلك ان المشركين بعد غزوة بدر وما اوقع الله بهم من الهزيمة فيها - 00:01:55ضَ
ارادوا ان ان يثأروا لانفسهم ولقتلاهم فتجمعوا في مكة وقلبوا من يستطيعون تأليبه من القبائل معهم فكونوا جيشا بقيادة ابي سفيان ثم جاءوا لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه في المدينة - 00:02:32ضَ
فنزلوا قريبا من المدينة وعسكروا في مكان يقال له او عند جبل يقال له جبل احد وهو الجبل المشهور شمال شرق المدينة فلذلك سميت هذه الغزوة بغزوة احد وكانت في السنة الثالثة - 00:03:12ضَ
من الهجرة في شهر شوال فلما علم بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكثرتهم وقوتهم استشار اصحابه بعظهم اشار عليه بان يبقى في المدينة وان واذا دخل المشركون المدينة - 00:03:43ضَ
فانهم يقاتلونهم في شوارعها والنساء من فوق السطوح تلقي على المشركين الحجارة هذا رأي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يميل الى هذا الرأي ولكن الفريق الثاني من اصحابه رأوا - 00:04:19ضَ
ان يخرجوا اليهم خارج المدينة خصوصا الذين لم يحضروا وقعة بدر فارادوا ان يعوضوا عما فاتهم في وقعة بدر من الخروج في غزوة احد وذلك من حرصهم على الخير ورغبتهم في الجهاد - 00:04:48ضَ
وصدقهم مع الله ورسوله النبي صلى الله عليه وسلم نزل عند رغبة هؤلاء وان كان يرجح ويميل الى الرأي الاول ولكنه نزل عند رغبة هؤلاء فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو واصحابه - 00:05:18ضَ
بعد صلاة الجمعة وعسكروا مقابل المشركين عند احد وجعلوا جبل احد خلف ظهورهم وجعلوا المشركين امامهم فتحصنوا بالجبل من خلف ظهورهم وامر النبي صلى الله عليه وسلم خمسينا من الرماة - 00:05:50ضَ
ان يكونوا على جبل صغير خلف ظهور المسلمين ليحموهم من العدو ان ينقضوا عليهم من خلفهم حتى يتفرغ المسلمون للقتال امامهم ويأمن من عدوهم ان يأتيهم من الخلف وهذه خطة حربية محكمة - 00:06:26ضَ
ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم نظم اصحابه للقتال وهذا معنى قوله واذ غدوت من اهلك غدوت الاصل في الغدو والخروج صباحا والرسول صلى الله عليه وسلم خرج في بعد صلاة الجمعة يعني في اول المساء - 00:06:58ضَ
وهذا مما يرجح ان خروجه صلى الله عليه وسلم كان في الصباح كما هو رأي بعض المفسرين كابن جرير ولكن اكثرهم على انه بعد صلاة الجمعة واذ غدوت من اهلك يعني من بيتك لان وقعة احد كانت قريبة من المدينة - 00:07:28ضَ
لم تحتج الى سفر تبوء المؤمنين اي تنزل المؤمنين منازل للقتال كل تجعل له مكانا خاصا يتركز فيه لان هذا من سياسة الحرب وان امير الجيش ينظم الغزاة بمقابلة عدوهم - 00:07:54ضَ
تبوظ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم سميع لاقوالكم عليم بنياتكم ومقاصدكم لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالف من اصحاب - 00:08:27ضَ
بما فيهم المنافقون فلما خرجوا انخنس عبدالله بن ابي رأس المنافقين وتراجع بثلاثمائة من اصحابه فبقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم سبعمائة من المؤمنين الصادقين ورجع المنافقون مع رئيسهم - 00:08:58ضَ
عبدالله ابن ابي وهناك طائفة من المؤمنين لما رأوا تراجع عبدالله بن ابي وقع في قلوبهم شيء من الخوف وهموا بالرجوع ولكن الله ثبتهم وقوى الايمان في قلوبهم ولهذا قال الهمت طائفتان - 00:09:29ضَ
منكم ان تفشل منكم يعني من المؤمنين وليسوا من المنافقين ان تفشل اي ان تجبن عن القتال والله وليهما فبولاية الله لهما ومحبته لهما بصدق ايمانهم ثبتهم فلم يرجع بل صمموا على القتال مع الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:09:59ضَ
والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون اي لا على غيره والتوكل معناه تفويض الامور الى الله سبحانه وتعالى وهو من اعظم وهو من اعظم خصال الايمان وذلك بالحرب وغيره ان المسلمين يفوضون امورهم الى الله - 00:10:34ضَ
ولا يعتمدون على غيره وبذلك يمنحهم الله جل وعلا النصر على اعدائهم هذا والله اعلم والى الحلقة القادمة باذن الله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:07ضَ