من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|65 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 49-50|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الخامس والستون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين تكملة لما مضى في الحلقات السابقة انتهينا الى قوله تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا - 00:00:25ضَ
انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا لا تزال الايات الكريمات في سياق ذم اهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين كان الواجب عليهم ان يكونوا اول من يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:00:52ضَ
وبالقرآن لانهم يعرفون حقيقة ذلك في كتبهم ويتأكدونه وكانوا في الجاهلية يتوعدون المشركين بالمدينة ويقولون سيبعث نبي في اخر الزمان نكون معه ونقاتلكم فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم حسدوه وكفروا به - 00:01:21ضَ
فعاتبهم الله بقوله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله - 00:01:58ضَ
بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ومع هذا ومع ومع كفرهم الغليظ ومعاندتهم لله ولرسله ويزكون انفسهم يمدحونها ويكملونها - 00:02:16ضَ
لانهم اهل الايمان وانهم اهل العلم وان غيرهم اهل ظلال واهل كفر والله جل وعلا في هذه في هاتين الايتين عاب عليهم ذلك استنكره عليهم فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم الم تر - 00:02:47ضَ
هذا استفهام انكار الم تر الى الذين يزكون انفسهم ان يمدحونها بما ليس فيها ويكملون دينهم وانهم اتقى الناس وابر الناس مع انهم في الحقيقة من اكثر الناس واظل الناس - 00:03:13ضَ
اما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الكريم الذي كان الواجب عليهم ان يكونوا اول مؤمن به. فكانوا والعياذ بالله اول كافر به فكيف يزكون انفسهم ويبرؤونها من الكفر - 00:03:37ضَ
ومن الاثم وهم على هذا المذهب الخبيث وعموما لا يجوز للانسان ان يزكي نفسه في الدين ويمدح نفسه في الدين لان هذا اعجاب بالعمل وادلال على الله سبحانه وتعالى ومن على الله جل وعلا كما قال تعالى - 00:04:04ضَ
يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين ثم ايضا المسلم لا يدري هل تقبل منه او لم يتقبل منه ما عمل. لا يدري هل عمله خالص - 00:04:39ضَ
لله عز وجل او انه يدخله شيء من المكدرات الا يزكي نفسه وانما ثم ايضا المسلم والمؤمن حقا لا يفي بحق الله عز وجل وشكر نعمه فان حق الله عظيم - 00:05:01ضَ
ونعمه لا تعد ولا تحصى فكيف الانسان يزكي نفسه من الخطأ ويزكي نفسه من النقص هذا لو فرض انه مؤمن حقا ولكن هم ليسوا مؤمنين اصلا لانهم يكفرون باعظم كتاب وهو القرآن وباعظم رسول - 00:05:23ضَ
وهو محمد صلى الله عليه وسلم فكيف مع هذا يدعون لانفسهم التزكية والبر والبراءة وهم على نقيض ذلك. هذا من العجائب فلا يجوز للانسان ان يزكي نفسه مهما عمل من الاعمال. ولكن يعتبره مقصرا - 00:05:46ضَ
في حق الله سبحانه وتعالى وقد قال في الاية الاخرى فلا تزكوا انفسكم واعلم بمن اتقى هذه التزكية محرمة اما قوله تعالى قد افلح من زكاها يعني النفس قد افلح من زكاها قال تعالى والذين هم للزكاة - 00:06:16ضَ
فاعلون فالمراد بذلك ليس مدح النفس ومدح العمل وانما المراد به العمل الصالح يزكيها بالعمل الصالح. ويرفعها من من الضلال الى الهدى ان يزكيها بالعمل الصالح لا انه يمدحها وانما ينقلها من - 00:06:43ضَ
الظلال الى الهدى من الكفر الى الايمان ومن المعصية الى الطاعة هذه هي التزكية المحمودة واما التزكية المذمومة فهي ان يمدح نفسه و يتكثر بعمله ويرى انه قد ادى حق الله عليه - 00:07:10ضَ
ولهذا قال بل الله يزكي من يشاء فهذا الى الله سبحانه وتعالى قبول الاعمال الله جل وعلا يعلم الاعمال الصحيحة الصالحة الخالصة لوجهه من الاعمال المخالفة لذلك كما في الاية الاخرى - 00:07:40ضَ
هو اعلم بمن اتقى. الا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وفي هذه الاية بل الله يزكي من يشاء فتزكية الشخص والحكم له لانه من اهل السعادة وانه من اهل الايمان - 00:08:04ضَ
هذا عند الله جل وعلا فعلى الانسان ان يعمل العمل الصالح ويعمل الاسباب النافعة ولكن لا يزكي نفسه على الله جل وعلا. والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:26ضَ