من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|66 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 167-171|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس السادس والستون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وقفنا في الحلقة السابقة عند قوله تعالى ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم وانتهينا من هذا ووقفنا عند قوله ولا ليهديهم طريقا - 00:00:24ضَ
الا طريق جهنم فهذا فيه ان من كفر وظلم فان الله جل وعلا لا يهديه الى طريق الحق وهذا كما اسلفنا هو فيمن عاند وكابر ورفض الحق بعد معرفته زهدا فيه - 00:00:45ضَ
فانه يعاقب ويحرم الهداية عقوبة له كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وكما في قوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الظالمين - 00:01:07ضَ
فهذا بسبب من قبلهم سدوا على انفسهم طريق الهداية فاضلهم الله سبحانه وتعالى واما من طلب الهداية وقصدها ولكن قد يكون اخطأ فهذا يغفر الله له سبحانه وتعالى ويهديه الى الصواب - 00:01:29ضَ
والله جل وعلا ربط الغضب واللعنة والعذاب بافعال من قبل العباد فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى وسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وهنا يقول لم يكن الله ليغفر لهم - 00:01:52ضَ
ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم لان الطريق على قسمين اما طريق الى الجنة واما طريق الى النار فالذي يأخذ طريق الجنة ويسأل عنه ويحرص عليه ويتبعه اذا تبين له هذا يهديه الله ويوفقه - 00:02:13ضَ
لانه فعل الاسباب التي التي تحصل له بها الهداية واما من اعرض عن طريق الجنة وابتغى طريق النار تبع الشهوات والشبهات واتبع اهل الضلال واهل الزيغ ودعاة الالحاد فهذا يعاقبه الله جل وعلا بحرمانه من الهداية - 00:02:34ضَ
قد قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له وهذا بسبب اعمال العباد. ولهذا قال لا يهدي القوم الظالمين. لا يهدي القوم الكافرين. لا يهدي القوم الفاسقين - 00:02:58ضَ
اي اهل الفسق والكفر والضلال لانهم لا يريدون الهداية ويريدون الغواية الله حرمهم وعاقبهم منها ولا يظلم ربك احدا الا طريق جهنم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا كان ذلك على الله يسيرا - 00:03:14ضَ
فالكافر والملحد والمشرك لا مخرج له من النار ابدا خالدا مخلدا فيها بخلاف المؤمن العاصي اذا دخل النار بمعصيته فانه لا يخلد فيها وانما يعاقب بقدر ذنوبه ثم يخرج من النار - 00:03:38ضَ
الى الجنة بسبب توحيده وايمانه بالله عز وجل. اما الكافر والمشرك والملحد فهذا لا طمع له بمغفرة الله ولا طمع له في الجنة ولا طمع له في الخروج من النار خارجين فيها ابدا - 00:04:00ضَ
وكان ذلك على الله يسيرا الله سبحانه وتعالى لا تضره معصية هؤلاء ولا كفر هؤلاء كما انه لا تنفعه طاعة المطيعين وعبادة العابدين وانما هو لانه سبحانه غني عن خلقه - 00:04:20ضَ
وانما ترجع المظرة او المصلحة للعباد انفسهم فكل يعمل لنفسه خيرا او شراء من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها. وما ربك بظلام للعبيد ولهذا في الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى قال - 00:04:39ضَ
اه يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك الا يلومن الا نفسه. والله جل وعلا قال ولا تجزون الا بما كنتم تعملون - 00:05:00ضَ
ولهذا قال هنا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا طريقا الا طريق جهنم لانهم هم الذين اوقعوا انفسهم في هذا الطريق المهلك ولم يبحثوا عن طريق الجنة وعن طريق الحق - 00:05:22ضَ
ولم يتبعوا رسل الله الذين يدلون على الجنة وانما اتبعوا طريق الشيطان الذي يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير نسأل الله سبحانه وتعالى العافية والسلامة ونسأله الهداية قبول الحق وفي هذا تحذير من ان الانسان يرفض الحق - 00:05:40ضَ
ويكابر عندما تبلغه الدعوة الى الله او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمر في غوايته ان الله قد يعاقبه فلا يقبل الحق بعد ذلك ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به - 00:06:04ضَ
اول مرة فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين فيجب على العبد ان يقبل دعوة الله وان يقبل الحق ممن جاء به وان يحرص على اتباع طريق الهداية وطريق الجنة وان يحذر - 00:06:22ضَ
من دعاة الظلال ومن طريق النار الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم محفوفة بالمكاره وهي الطاعات لان النفوس تكره الطاعات وتستثقلها الا من من الله عليه بالايمان فانه يتلذذ بالطاعة - 00:06:44ضَ
والا فالغالب على النفوس الكسل والبطالة والميل الى الراحة الى ان يهديها الله سبحانه وتعالى فتتلذذ بعد ذلك بالعبادة قال الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات فمن يريد الجنة فلا بد ان يصبر على مكاره العبادات والطاعات ومخالفة النفس والهوى والشيطان ويجاهد نفسه - 00:07:01ضَ
يجاهد الشيطان ويجاهد اعداء الله وفي ذلك مشقة الا على من يسر الله له ذلك هذا معنى قوله الجنة محفوفة بالمكاره واما النار فانها محفوفة بالشهوات فالانسان ينحدر ويتبع شهواته البهيمية - 00:07:31ضَ
ويتبع الراحة والكسل ويتبع دعاة الضلال فحينئذ طريق الجنة منحدر وطريق طريق الجنة طريق الجنة صاعد ومرتفع يصعب على النفوس وطريق النار منحدر هو سهل على كثير من النفوس آآ - 00:07:52ضَ
والنفوس وهو محفوف بشهوات النفوس المحرمة فعلى المسلم ان يعرف هذا وان يحذر من ان يعاقبه الله سبحانه وتعالى بسبب اعراضه وعن الذكر وسبب غفلته عن الذكر وسبب مصاحبته للاشقياء - 00:08:14ضَ
وان يكون دائما مع الله ومع عباد الله المتقين وان يحرص على طاعة الله وعلى طريق الجنة ويصبر على ذلك وان يحذر من طريق النار واهل النار ودعاة الظلال ويحذر من اعطاء نفسه الشهوات المحرمة ويأمرها بطاعة الله فذلك سبيل النجاة - 00:08:41ضَ
والتوفيق بيد الله ولا حول ولا قوة الا بالله. والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:07ضَ