من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|66 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 121-129|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السادس والستون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين انتهينا في الحلقة السابقة الى قوله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون هذا امر من الله جل وعلا بالتوكل عليه وتفويظ الامور اليه والاعتماد عليه - 00:00:21ضَ

في حصول النصر في القتال وفي غير ذلك من جميع الامور فان الله جل وعلا نعم الوكيل وفي تقديم المعمول على العامل وهو قوله على الله فتوكلوا ما يفيد الحصر - 00:00:48ضَ

اي حصر التوكل على الله جل وعلا انه اعظم انواع العبادة وذلك لا ينافي الاخذ بالاسباب فالمسلم يجمع بين الامرين بين الاخذ بالاسباب النافعة والتوكل على الله فلا يعتمد على الاسباب - 00:01:08ضَ

ويترك التوكل على الله ولا يقتصر على التوكل على الله ويترك الاسباب لان الله امر بالاثنين لاخذ الاسباب النافعة مع التوكل على الله سبحانه وتعالى ولهذا قال المؤمنون واما اهل النفاق - 00:01:30ضَ

واهل الكفر الذين لا يؤمنون بالله عز وجل فانهم لا يثقون بوعد الله ولا يتوكلون على الله وانما يتوكلون على غيره وهذا من الشرك الاكبر لان التوكل نوع عظيم من اعظم انواع العبادة - 00:01:56ضَ

فلا يجوز صرفه الى غير الله جل وعلا ثم قال جل وعلا ولقد نصركم الله ببدر غزوة بدر كانت في السنة الثانية من الهجرة قبل غزوة احد وكانت هذه الغزوة وساما - 00:02:20ضَ

اسامة شرف في تاريخ الاسلام وسماها الله يوم الفرقان لان الله فرق فيها بين الحق والباطل ونصر اولياءه وخذل اعداءه وهي اول غزاة كانت الاسلام بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:45ضَ

فاوقعت الرعب في قلوب المشركين عامة وفي قلوب مشركي مكة خاصة واوقعت الهيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاصحابه فذكرهم الله فيها فقال ولقد نصركم الله ببدر هذا كالتعليل لقوله وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:03:09ضَ

اي فانه كما نصركم في بدر على عدوكم وكان عدد المسلمين في بدر ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا وكان عدوهم يبلغون الالف كما قال تعالى قد كانت لكم اية في فئتين التقتا - 00:03:43ضَ

فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. فالله ذكر المسلمين في غزوة احد - 00:04:04ضَ

ما نصرهم به في وقعة بدر ليتوكلوا عليه ويعتمد عليه وليقوى بذلك يقينهم وثقتهم بوعد الله سبحانه فان الذي فان الذي نصرهم في بدر على قلتهم ولهذا قال ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة. يعني قليلين - 00:04:24ضَ

من الذلة وهي القلة وليست الذلة التي هي الجبن فان المسلمين اعزة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون. فالمراد باذلة اي قليل العدد والعدة ولقد نصركم الله ببدر - 00:04:50ضَ

وبدر سميت الغزوة بالمكان الذي وقعت فيه وهو ماء يقال له بدر شمالي اه جنوبي المدينة بينها وبين مكة قيل سمي هذا الماء باسم صاحبه وهو رجل يقال له بدر - 00:05:14ضَ

وهو معروف بهذا الاسم الى الان وقد صارت بدر بلدا ومدينة كبيرة الان فاتقوا الله لعلكم تشكرون امر جل وعلا المسلمين بان يتقوه لان تقواه سبب للنصر تقوى الله جل وعلا هي - 00:05:40ضَ

طاعته بفعل اوامره واجتناب نواهيه بفعل اوامره واجتناب نواهيه اعل اوامره رجاء لثوابه وترك نواهيه خوفا من عقابه هذه هي التقوى لانها سميت تقوى لانها تقي العبد مما يحذر لعلكم تشكرون لعلكم اذا تذكرتم نصر الله لكم - 00:06:06ضَ

في وقعة بدر تشكرونه على هذه النعمة فيزيدكم الله نصرا الى نصر كما قال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم اذ تقولوا للمؤمنين يقول الله جل وعلا لنبيه مذكرا له - 00:06:40ضَ

بما حصل منه في وقعة بدر لما كانوا وقليلي العدد وعدوهم يفوقهم في العدد والقوة تقول للمؤمنين الين يكفيكم ان يمدكم اي ان يعينكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين - 00:07:07ضَ

ينزلون من السماء ويشاركونكم في القتال في المعركة ويؤيدونكم هذه بشارة ساقها الله جل وعلا على لسان رسوله لاصحابه ليطمئنوا امام عدوهم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين منزلين من السماء - 00:07:30ضَ

بلى ان تصبروا وتتقوا اي ان اتصفتم بهاتين الصفتين التقوى والصبر تقوى الله سبحانه وتعالى بفعل اوامره وترك نواهيه وتصديق وعده والصبر امام الاعداء وعدم اليأس وعدم القنوط من من النصر - 00:07:56ضَ

فاذا اتصفتم بها هاتين الصفتين فان الله يمدكم بالملائكة بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا اي من جهتهم هذه التي اشار الله اليها يمددكم ربكم بخمسة الاف زاد في العدد - 00:08:26ضَ

زيادة في البشارة والطمأنينة قلوب المؤمنين خمسة الاف من الملائكة مسومين اي معلمين انفسهم بعلامات قيل انها عمايم على رؤوسهم وقيل ان خيلهم معلمة انها خيل بلق ورآها المسلمون رأوا الملائكة ورأوهم على الخيل - 00:08:49ضَ

اطمأنت بذلك نفوسهم حتى المشركين رأوا حتى المشركين رأوا هؤلاء الملائكة ولم يعرفوهم وابليس لعنه الله رآهم وكان مع المشركين فقال اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب - 00:09:22ضَ

ففر هاربا وتركهم في وقعة بدر. لما رأى الملائكة وقرأ مسومين يعني معلمين باسم المفعول اي عليهم علامات يعرفون بها ثم قال جل وعلا وما جعله الله الا بشرى. اي ما جعل - 00:09:44ضَ

هذا الخبر الا بشرى للمؤمنين وتطمينا لقلوبهم وجزاء لهم على تقواهم لله وصبرهم بذات الله عز وجل هذا والى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:10ضَ