من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|68 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 130-136|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثامن والستون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين في سياق الايات التي تلوناها في الحلقة الماضية وبدأنا بتفسيرها وصلنا الى قوله تعالى واتقوا النار التي - 00:00:21ضَ

اعدت للكافرين اه الله جل وعلا تارة يأمر بتقواه وتارة يأمر بتقوى النار وذلك بان يجعل العبد بينه وبين النار وقاية من الاعمال الصالحة وترك المحرمات ومن ذلك ترك الربا - 00:00:41ضَ

وترك المكاسب المحرمة فانها تسبب دخول النار التي اعدت اي هيئت واوجدت لما فيها من العذاب وانواع العذاب اعدت للكافرين لانها مأوى الكفرة الكفار ليس لهم مأوى الا النار ولا مطمع لهم في دخول الجنة - 00:01:05ضَ

وكذلك قد يدخل النار غير الكفار من عصاة المؤمنين الموحدين اصحاب الكبائر قد يدخلون النار ويعذبون فيها ما شاء الله جل وعلا ثم يخرجون منها ويدخلون الجنة لكن هي في الاصل - 00:01:39ضَ

اعدت للكافرين لانهم لا نجاة لهم منها وليس لهم دار غيرها نسأل الله العافية ثم قال جل وعلا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون لما حذر من النار امر سبحانه وتعالى - 00:02:00ضَ

بما يسبب الرحمة والنجاة من النار من هذه الاعمال التي سيأتي ذكرها فقال واطيعوا الله والرسول اطيعوا الله فيما امر به ونهى عنه واطيعوا الرسول كذلك بما امر به ونهى عنه لانه مبلغ - 00:02:25ضَ

عن الله فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله عز وجل طاعة لمن ارسله قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وقال وان تطيعوه يعني الرسول وان تطيعوه تهتدوا - 00:02:47ضَ

لعلكم ترحمون فطاعة الله وطاعة رسوله سبب او سببان للرحمة من الله سبحانه وتعالى ومعصية الله ومعصية رسوله سببان للعذاب ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا - 00:03:13ضَ

ثم قال جل وعلا وسارعوا الى مغفرة من ربكم المسارعة معناها المبادرة قبل الفوات لان عمر الانسان قصير واجله قريب ولا يدري في اي لحظة يموت فيجب عليه ان يبتدر الوقت - 00:03:37ضَ

وان يتدارك العمر وان يبادر بالمسارعة الى الخيرات والاعمال الصالحة ولا يؤجلها الى وقت قد لا يدركه وقد يدركه ولا يوفق للاعمال الصالحة فما دام الانسان قد سنحت له الفرصة - 00:04:01ضَ

وتمكن من الاعمال الصالحة فليبادر اليها لانها تفوت ولهذا ولهذا قال وسارعوا الى مغفرة من ربكم ففيه النهي عن التباطؤ بالاعمال الصالحة وفي الاية الاخرى يقول سابقوا الى مغفرة من ربكم - 00:04:25ضَ

اسبقوا غيركم اسبقوا غيركم الى هذه المغفرة بفعل الطاعة ولا تتكاسلوا فيفوت عليكم الوقت وتفوت عليكم الفرصة سارعوا الى مغفرة من ربكم. المغفرة معناها ستر الذنوب والعفو عنها فان الله غفور رحيم يغفر الذنوب سبحانه وتعالى لمن استغفر - 00:04:45ضَ

وتاب الى الله سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض لما ذكر لما امر باتقاء النار امر سبحانه وتعالى بالمسارعة الى الجنة وذلك بما يسبب دخول الجنة وهو الاعمال الصالحة وتقوى الله سبحانه وتعالى - 00:05:18ضَ

وهذه الجنة جنة عظيمة ليس كما يتصوره الناس او تدركه العقول ولهذا قال عرظها السماوات والارض هذا عرظها فكيف بطولها لا يعلمه الا الله الجنة واسعة وفيها خيرات عظيمة وكما جاء في الحديث ان ادنى اهل الجنة - 00:05:50ضَ

ان ادنى اهل الجنة من ينظر في ملكه مسيرة مئة عام وان اخر من يدخل الجنة يقول الله له اترضى ان اعطيك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت يا ربي فيقول لك ومثله ومثله الى عشرة امثاله - 00:06:17ضَ

وايضا هو دائم لا يزول عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين لما اخبر الله ان النار اعدت للكافرين ذكر ان الجنة اعدت ايأت ويسرت ووفر فيها كل انواع النعيم للمتقين المتقين - 00:06:41ضَ

اطلق التقوى هنا لتعم تقوى الله وتقوى كل معصية وكل محظور المتقين الذين يتقون الله الذين يتقون المعاصي يتقون الاثام بان يجعلوا بينهم وبينها وقاية من طاعة الله سبحانه وتعالى - 00:07:08ضَ

وفي الايتين دليل على ان الجنة والنار مخلوقتان الان وموجودتان الان لانه قال فيهما اعدت وهذا تعبير عن الماضي ثم ذكر سبحانه وتعالى صفات المتقين من اجل ان يأخذ بها الانسان - 00:07:31ضَ

ليكون من اهل الجنة اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء هذه الصفة الاولى ينفقون في طاعة ينفقون الاموال بطاعة الله سبحانه وتعالى مما اعطاهم الله يتصدقون على المحتاج يجاهدون باموالهم في سبيل الله - 00:07:57ضَ

يساعدون المحتاجين ينشرون الخير باموالهم يساعدون في كل عمل خير ويعينون عليه بما اعطاهم الله من هذه الاموال الذين ينفقون في السراء اي في حال السعة في حال السعة والغنى - 00:08:24ضَ

والضراء اي في حالة الفقر والشدة فهم ينفقون في الحالتين ولا يقتصرون على الانفاق في حالة السراء وفي حالة السعة بل ينفقون ايضا في حالة الفقر والفاقة والحاجة حسب استطاعتهم - 00:08:47ضَ

ولهذا جاء ان افضل الصدقة جهد المقل وقال صلى الله عليه وسلم فاتقوا النار ولو بشق تمرة الانسان لا يحقرن من المعروف شيئا ولو كان يسيرا يدفعه لمحتاج ويساعد به - 00:09:08ضَ

مضطر ينفقون في السراء والظراء والصفة الثانية الكاظمين الغيظ الغيظ يعني الغظب فالانسان اذا اغضبه احد وتعدى عليه احد وغضب عليه فانه يتطلب الانتقام من هذا الذي اعتدى عليه ولكن المؤمن - 00:09:30ضَ

لا يسارع في الانتقام والى الحلقة القادمة باذن الله نسأل الله جل وعلا يوفقنا لصالح القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:10:00ضَ