من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|69 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 130-136|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس التاسع والستون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد في الحلقة السابقة انتهى بنا الكلام الى الصفة الثانية من صفات المتقين - 00:00:21ضَ
لقوله تعالى والكاظمين الغيظ والكظم معناه دفع الغظب وعدم تنفيذ الغضب فالمسلم اذا غضب فانه لا ينفذ غضبه بل يدفعه ولا يتسرع في انفاذه والله جل وعلا يقول واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله - 00:00:38ضَ
انه سميع عليم في الاية الاخرى انه هو السميع العليم فالمسلم اذا غضب فانه يحلم ويعفو ولا ينفذ غضبه وجاء في الحديث ان من ان من كظم غيظا وهو قادر على انفاذه - 00:01:09ضَ
فان الله يخيره من الحور العين ما شاء يوم القيامة والكاظمين الغيظ والصفة الثالثة العافين عن الناس فهو مع كظمه لغيظه ايضا يعفو ويسامح المسيء وهذا افضل من الذي يكظم غيظه فقط - 00:01:38ضَ
ولا يسامح المسيء بل الافضل ان يجمع بين الصفتين كظم الغيظ والعفو عن المسيء. الله جل وعلا يقول ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة - 00:02:09ضَ
كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ويقول سبحانه وتعالى بوصف المؤمنين والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح - 00:02:28ضَ
فاجره على الله انه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل الى قوله ومن صبر وغفر فان ذلك من عزم الامور فيباح للانسان ان يقتص من الظالم - 00:02:51ضَ
وهذا من باب العدل ولكن كونه يعفو عنه ولا يقتص منه هذا احب الى الله سبحانه وتعالى ولهذا قال والعافين عن الناس اي عن جميع من ظلمهم ولا يعفو عن يكون من صفته العفو دائما - 00:03:11ضَ
ولا يختص هذا بان يعفو في بعظ الحالات وينتقم في بعض الحالات وانما صفته العفو دائما هذا دليل على انه من المتقين والعافين عن الناس ثم قال والله يحب المحسنين - 00:03:36ضَ
والاحسان هو الاتقان احسان الشيء هو اتقانه وهو على قسمين احسان بين العبد وبين ربه واحسان بين العبد وبين الناس الاحسان بين العبد وبين ربه بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله - 00:03:57ضَ
الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك واما الاحسان الى الناس فيكون فيكون ببذل الندى وكف الاذى عن الناس والاحسان مقامه عظيم من اعظم مقامات الدين - 00:04:19ضَ
ويطلق الاحسان على اتقان الشيء اتقان الشيء قال صلى الله عليه وسلم ان الله يحب من احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب الاحسان على كل شيء - 00:04:42ضَ
فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبح واذا قتلتم فاحسنوا القتلة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته هذا من الاحسان والله يحب المحسنين من اتصفوا بهذه الصفة فانهم فان الله يحبهم واذا احبهم فانه يكرمهم سبحانه وتعالى - 00:05:02ضَ
والصفة آآ الرابعة او الخامسة آآ في قوله سبحانه وتعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله الانسان خط يقع منه مخالفات قد تتغلب عليه نفسه الامارة بالسوء - 00:05:29ضَ
وقد يتغلب عليه الشيطان الذي هو عدوه فيقع في المعصية ولكن من رحمة الله جل وعلا ان فتح له باب التوبة ووعده اذا تاب بان يتوب عليه فالواجب على المسلم اذا وقعت منه خطيئة - 00:05:58ضَ
او اقترف ذنبا ان يبادر بالتوبة والاستغفار والتوبة لها شروط كما ذكر العلماء اولا ان يترك الذنب ثانيا ان يعزم من لا يعود اليه ثالثا ان يندم على ما حصل منه - 00:06:18ضَ
فاذا توفرت شروط التوبة فان الله يتوب على من تاب والذين اذا فعلوا فاحشة والفاحشة هي الكبيرة من كبائر الذنوب فالزنا فاحشة وكشف العورات والعري والسفور هذا فاحشة قال الله جل وعلا واذا فعلوا فاحشة - 00:06:39ضَ
قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها والفاحشة هنا المذكورة في سورة الاعراف هي التعري الذي كان يفعله الجاهلية كانوا يطوفون بالبيت عراة ويقولون ان الله امرهم بهذا وان هذا مذهب ابائهم - 00:07:04ضَ
قال الله جل وعلا وان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ فسمى العري والسفور وترك الحجاب سماه فاحشة وهذا يدل على شناعته شناعة هذه الجريمة واكل الربا من اعظم الفواحش - 00:07:25ضَ
فاذا وقع الانسان في فاحشة من الكبائر فانه يبادر بالتوبة ولا يقنط من رحمة الله الله جل وعلا يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله - 00:07:52ضَ
ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم واسلموا له او ظلموا انفسهم بالمعاصي التي دون الكبائر دون الفاحشة لان لان الذنوب على قسمين كبائر وهي الفواحش - 00:08:11ضَ
وصغائر وهي ما دون ذلك فالمسلم اذا وقع منه ذنب سواء كان كبيرة او صغيرة فانه يبادر الى التوبة الى الله عز وجل لينال بذلك توبة الله عليه هذا ونسأل الله عز وجل - 00:08:36ضَ
ان يوفقنا جميعا للتوبة الى الله ونسأله العفو والمغفرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:08:59ضَ