من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|69 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 51-57|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس التاسع والستون الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ

نمضي في كلامنا على هذه الايات بداية من قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت وقد انتهى بنا الحديث الى قوله سبحانه وتعالى ام يحسدون الناس - 00:00:28ضَ

على ما اتاهم الله من فضله فالذي حمل اليهود على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الحسد له وللعرب وبني اسماعيل ويريدون ان تكون الرسالة محصورة ببني اسرائيل ولا ولا يريدون ان تخرج عنهم - 00:00:49ضَ

والرسالة انما هي انما هي لله عز وجل هو الذي يختار لها من يصلح لها ربك اعلم حيث يجعل برسالاته فهم حسدوا هذا النبي وهم يعلمون انه سيبعث نبي في اخر الزمان - 00:01:14ضَ

لما يجدونه في التوراة والانجيل من خبره ويتحرون ظهوره ويريدون ان يكون من بني اسرائيل فلما كان من العرب حينئذ اشتد بهم الغيظ والحنق والحسد فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبرسالته - 00:01:40ضَ

وهذا من افات الحسد انه يحمل على الكفر كما حمل ابليس على الكفر بالله لما حسد ادم وكما حمل احد ابني ادم على قتل اخيه ظلما وعدوانا كالحسد افة خطيرة - 00:02:06ضَ

ويحمل على الكفر بالله عز وجل كما حمل هؤلاء اليهود قال تعالى فقد اتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة وال إبراهيم منها منهم ذرية يعقوب وهم بنو اسرائيل فقد جعل الله فيهم انبياء كثيرين - 00:02:30ضَ

من بعد موسى عليه السلام اخرهم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ومع هذا لم يشكروا الله عز وجل هؤلاء اليهود لم يشكروا الله عز وجل على ما اعطاهم من النعمة العظيمة - 00:02:59ضَ

بل انهم كفروا نعمة الله عز وجل ولما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم من بني اسرائيل اشتد غيظهم وحنقهم وتنكروا لنعمة الله عز وجل فحملهم هذا على الكفر - 00:03:20ضَ

على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم كفروا قبله بالمسيح عليه السلام وقتلوا الانبياء من بني اسرائيل كل هذا بسبب حقدهم وحنقهم وكبريائهم فانهم لم يسلم منهم انبياؤهم فكيف يسلم منهم - 00:03:41ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم لقد اتينا ال إبراهيم الكتاب وهو التوراة والانجيل والحكمة وهي الفقه في دين الله عز وجل واتيناهم ملكا عظيما اعطاهم الله الكتاب واعطاهم الله الحكمة - 00:04:08ضَ

واعطى الله اعطاهم الله الملك ففيهم الملك وفيهم النبوة توارثوها جيلا بعد جيل ويكون النبوة في شعب من شعوبهم ويكون النبوة في شعب اخر الاسباط كما قال موسى يذكرهم عليه الصلاة والسلام - 00:04:37ضَ

اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا واتاكم ما لم يؤتي احدا من العالمين فكان فيهم الانبيا وفيهم الملوك ومنهم من اتاه الله النبوة والملك مثل داوود - 00:05:07ضَ

وسليمان عليهما السلام فمنهم اي من اهل الكتاب من امن به من امن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من صد عنهم وهذا من عدل الله عز وجل انه لا يعمم الحكم - 00:05:28ضَ

بل انه يفصل سبحانه وتعالى فلما لعن بني اسرائيل وذمهم لم يعمهم بل اثنى على الذين امنوا منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم منهم من امن بالانبياء جميعا ومنهم من صد عنه اي صد عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:05:51ضَ

وكفر به وهم هؤلاء الفريق الذين ذهبوا الى يعني ومنهم هؤلاء الفريق الذين ذهبوا الى الى الوثنيين يستنجدون بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انه سبحانه وتعالى - 00:06:18ضَ

ذكر جزاءهم عنده وجزاء من تشبه بهم فقال ان الذين كفروا باياتنا قال وكفى بجهنم سعيرا كفى بها نارا مستعرة شديدة الوقود شديدة الوقود ثم فصل ذلك بقوله ان الذين كفروا باياتنا - 00:06:40ضَ

والايات هي العلامات الدالة على الحق من الايات الكونية والايات القرآنية ايات الوحي وايات التوراة والانجيل وايات القرآن المنزل ان الذين كفروا باياتنا الكونية فلم ينتفعوا بها ويعتبروا بها واياتنا المنزلة - 00:07:16ضَ

بالتوراة والانجيل والقرآن فلم يعملوا بها فالكفر قد يكون معناه الجحود نهائيا كحالت المشركين والوثنيين فانهم لا يؤمنون برسول ولا بكتاب وقد يكون الكفر بالايات عدم العمل بها عدم الايمان بها - 00:07:47ضَ

وعدم العمل بها مثل حالة اليهود كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا من الاصلاء وهو التحريق بالنار واذاقت حرها الشديد سوف نصليهم نارا ونارا نكرة والتنكيل هنا للتعظيم نارا عظيمة نارا عظيمة سوف نصليهم نارا - 00:08:21ضَ

اي نارا عظيمة لا يعلم هولها الا الله سبحانه وتعالى ثم قال كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب كلما انسلخت جلودهم من حرارتها وانشوت فان الله يبدلهم جلودا غيرها - 00:08:59ضَ

ليس معنى انه يبدلهم جلودا اخرى وانما يغير صفة هذه الجلود المحترقة الى جلود غير محترقة ليواصل لهم العذاب في غير من صفتها لا من حقيقتها بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب يعني ليعذبوا بها والعياذ بالله - 00:09:25ضَ

ان الله كان عزيزا اي قويا لا يغالبه شيء حكيما يضع الامور في مواضعها ومن ذلك تعذيب هؤلاء لانهم يستحقون العذاب ولا يستحقون الاكرام والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:55ضَ