من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|7 من 87|سورة النساء-القسم الثاني|الآية 64-65|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس السابع بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنواصل الكلام مع ايات الاحكام من كتاب الله عز وجل وقد انتهينا في الحلقات السابقة - 00:00:23ضَ

الى قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله الى قوله تعالى ويسلموا تسليما الايتين قوله تعالى وما ارسلنا من رسول اي جميع الانبياء الذين ارسلهم الله عز وجل - 00:00:51ضَ

والرسول هو من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه والنبي هو من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه بمعنى ان الرسول يوحى اليه بشرع مستقل واما النبي فانه يؤمر باتباع شريعة من قبله - 00:01:16ضَ

من الانبياء وقد يوحى اليه وحي خاص بقضية من القضايا الرسول اعم من النبي فكل رسول فهو نبي وليس كل نبي رسولا وفي قوله الا ليطاع فيه وجوب طاعة الرسل - 00:01:40ضَ

عليهم الصلاة والسلام لان هذا هو الغاية من ارسالهم لانهم مبلغون عن الله عز وجل والله جل وعلا ارسلهم ليتبعوا ويطاعوا لانهم مبلغون عن الله عز وجل طاعتهم طاعة لله عز وجل - 00:02:06ضَ

وليس من لازم ذلك انهم لا يطاعون الا بما وافق كتاب الله فقد يوحى اليهم وحي ليس في القرآن ويكون زائدا على ما في القرآن ببعض الاحكام فان السنة سنة النبي - 00:02:37ضَ

قد تأتي بزيادة احكام لم تذكر في القرآن وهو واجب الطاعة في ذلك لانه رسول الله ولقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قوله تعالى من يطع الرسول - 00:03:01ضَ

فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليه مكيلا فما جاء به الرسول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه يجب قبوله واتباعه وطاعته سواء كان موافقا لما في القرآن - 00:03:22ضَ

او كان زائدا عما في القرآن لانه رسول الله وواجب الطاعة وقوله باذن الله اي بشرعه وقدره وفي هذا براءة من الحول والقوة فانك لن تستطيع ان تطيع الرسول او ان تتبعه - 00:03:42ضَ

الا باعانة الله عز وجل وهذا هو معنى قول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم قال تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم ولو انهم اي الذين طلب التحاكم الى غير الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:04:07ضَ

الذين ذكرهم الله قولها الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت فهذا ظلموا فيه انفسهم لان الظلم ووظع الشيء - 00:04:36ضَ

في غير موضعه والظلم انواع ثلاثة ظلم بين العبد وبين ربه وهذا بالشرك بالله عز وجل كما قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم. قال تعالى ومن يشرك بالله فقد ظل ضلالا بعيدا - 00:04:59ضَ

والنوع الثاني ظلم العبد للناس باخذ اموالهم والكلام في اعراضهم وقتلهم او ضربهم الاعتداء عليهم فهذا ظلم بين العبد وبين الناس والنوع الثالث ظلم بين العبد وبين نفسه وذلك بالمعاصي - 00:05:23ضَ

وهو المقصود هنا ظلموا انفسهم حيث انهم عرضوها لمعصية الله عز وجل حيث انهم طلبوا تحاكم الى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا ايضا مع كونه معصية لله عز وجل - 00:05:50ضَ

فيه اساءة ادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وتنقص من حقه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال جل وعلا ولو انهم اذ ظلموا انفسهم بهذه الفعلة جاؤوك فاستغفروا الله جاءوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:16ضَ

وذلك في حياته عليه الصلاة والسلام ويوم ان كان موجودا فيأتون ويعتذرون اليه ويستغفرون الله عز وجل يطلبون منه المغفرة مما حصل منهم واستغفار الله يجوز في كل مكان فلا يختص بمكان ولا بزمان - 00:06:40ضَ

ولكن واستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا مربوط بوجوده صلى الله عليه وسلم بين الناس في حياته عليه الصلاة والسلام لان استغفاره ودعاءه مطلوب للمؤمنين لما يمتاز به صلى الله عليه وسلم من قربه - 00:07:09ضَ

من الله عز وجل واجابة دعوته ففي قوله استغفروا الله هذا يدل على انهم اساءوا في حق الله في كونهم ارادوا تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم وفي قوله واستغفر لهم الرسول دليل على انهم ايضا - 00:07:34ضَ

اساءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو استغفر لهم الله لا ذهب هذا الاثم عنهم باستغفار فالله يغفر لهم والرسول صلى الله عليه وسلم ايضا يعفو عنهم عما حصل منهم - 00:07:57ضَ

في حقه ويتبع ذلك بالاستغفار لهم وطلب المغفرة من الله عز وجل والاتيان الى الرسول صلى الله عليه وسلم من اجل الاستغفار انما هذا كان في حياته عليه الصلاة والسلام - 00:08:20ضَ

وذلك من وجوه اولا انه قال اذ ظلموا انفسهم فجاء باذ التي هي لما مضى من الزمان ولو كان المراد انهم يأتون الى الرسول كلما اذنبوا حيا او ميتا لقال اذا ظلموا انفسهم لما يستقبل - 00:08:37ضَ

من الزمان ثانيا انه قال واستغفر لهم الرسول وهذا انما يكون في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لانه بعد وفاته لا يطلب منه شيء لان الاموات لا يطلب منهم شيء لان الميت - 00:08:58ضَ

لا يقدر على شيء لا الاستغفار ولا غير الاستغفار ثالثا ان الصحابة رضي الله عنهم وهم اعلم الامة بما يشرع لو كان مطلوب منهم اذا اذنبوا ان يأتوا الى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لفعلوا - 00:09:15ضَ

لكنهم لم يفعلوا ولم يذكر عن واحد منهم انه فعل ذلك. هذا والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:34ضَ