من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|71 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 167-171|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الحادي والسبعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:00:00ضَ

وعلى اله واصحابه انتهينا في الحلقة السابقة من الكلام على الايات من قوله تعالى ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله الى قوله تعالى وكفى بالله وكيلا. وحان الان الموعد مع استنباط ما تيسر - 00:00:28ضَ

من احكام هذه الايات فنقول وبالله التوفيق يؤخذ من هذه الايات عظم عقوبة من كفر بالله ورسله وصد الناس عن الايمان وحملهم على الكفران فمن فعل ذلك فقد جمع بين جريمتين عظيمتين - 00:00:48ضَ

اولا انه كفر بالله في نفسه وثانيا انه صد الناس عن الدخول في الاسلام وحملهم على الكفر كما هو شأن كثير من الكفار قديما وحديثا فانهم يحرصون على صد الناس - 00:01:11ضَ

عن الدخول في دين الله وحملهم على الكفر ولو بالقوة والتهديد الله جل وعلا قال في هذه الاية قد ضلوا ضلالا مبينا ظلوا الظلال ضد الحق قال تعالى فماذا بعد الحق - 00:01:27ضَ

الا الظلال فهم تركوا الحق ووقعوا في الظلال واوقعوا غيرهم والعياذ بالله فلذلك كان ظلالهم مبينا يعني ليس ضلالا يسيرا وانما هو نهاية الظلال والخسران فدل على ان من دعا الى الكفر - 00:01:51ضَ

مصد عن صد الناس عن الدخول في في الاسلام انه هو الضال المضل الذي لا اضل منه ثم قال وكذلك يؤخذ من هذه الايات ان من جمع بين الكفر بالله والظلم ان الذين كفروا وظلموا - 00:02:15ضَ

من جمع بين الكفر والظلم والكفر والاستكبار عن الحق وعدم قبوله والظلم هو الشرك بالله عز وجل فهو اعظم الظلم وكذلك ظلم الناس في حقوقهم وكذلك ظلم النفس في في ايقاعها في المعاصي - 00:02:38ضَ

الذي جمع بين الكفر والظلم فان الله سبحانه وتعالى لن يغفر له فهذا فيه تيئيس الكفار والظلمة من المغفرة من مغفرة الله سبحانه وتعالى ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله - 00:03:03ضَ

ليغفر لهم مع ان الله واسع المغفرة لكن لمن تاب اليه اما من استمر على كفره وجمع مع كفره الظلم وهو الشرك وظلم الناس وظلم نفسه فانه حينئذ من اخسر الناس - 00:03:29ضَ

واظلهم سبيلا وعقوبته اشد العقوبات في الدنيا وفي الاخرة ففي الدنيا ان الله لا يهديه السبيل الصحيح وانما يظله عقوبة له لانه عرف الحق ورفضه عاقبه الله بعدم قبول الحق - 00:03:50ضَ

وايقاعه في الظلال المبين واما في الاخرة فان داره جهنم والعياذ بالله التي لا فلاح معها ولا نجاة منها لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا فانهم لما تكبروا عن قبول الحق - 00:04:13ضَ

فان الله لا يهديهم الى الطريق الصحيح وانما يهديهم الى طريق النار ولهذا قال الا طريق جهنم وهم السبب في ذلك لما استكبروا عن قبول الحق استكبروا عن الدعوة الى الله - 00:04:40ضَ

وهداية الناس بل قاموا بضد ذلك فانهم هم الذين تسببوا في حرمانهم من قبول الحق ولذلك قال ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم فهم يعملون للنار ويكدحون للنار في حياتهم - 00:05:02ضَ

وهذه عقوبة لهم انهم ضيعوا دنياهم واخرتهم فهم في الدنيا يعملون بالكفر ويدعون اليه ويصدون الناس عن قبول الحق هذا شأنهم في الدنيا وفي الاخرة طريق جهنم انهم لا يحيدون عنها - 00:05:25ضَ

ولا مخرج ولا مفر لهم منها الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا خالدين فيها ابدا اما لو كان دخولهم مؤقتا ثم يخرجون منها لكان اهون مع شدته وشدة ما يلقى من دخل النار ولو ولو لحظة - 00:05:50ضَ

لكن هؤلاء لا مطمع لهم من النجاة منه الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك على الله يسيرا فالله جل وعلا لا يظره كفرهم ولا يشق عليه عذابهم بل هو سبحانه وتعالى كل شيء - 00:06:17ضَ

يسير عليه وكان ذلك على الله يسيرا ثم قال يا ايها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم هذا فيه دليل على عموم رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:06:41ضَ

فان الله خاطب الناس كلهم وقال لهم قد جاءكم الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم فدل هذا على ان رسالته عامة وانه يجب عليهم جميعا اتباعه وطاعته جميع الخلق الجن والانس كلهم يجب عليهم اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:07:01ضَ

قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فهو جاء بالحق من عند الله فهو لم يأتي بشيء من عنده وانما هو رسول الله ومبلغ عن الله كما قال تعالى وما ينطق عن الهوى - 00:07:26ضَ

ان هو الا وحي يوحى كما قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه ما نهاكم عنه فانتهوا كما قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم - 00:07:46ضَ

حفيظة فامنوا خيرا لكم فاذا امنوا بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم واطاعوه فان ذلك خير لهم عاجلا واجلا اما عاجلا فلانهم يكونون على هدى وعلى بصيرة وعلى نور من الله - 00:08:02ضَ

واما اجلا فانهم يكونون من اهل الجنة ومن السعداء عند الله سبحانه وتعالى فدل هذا على ان الخير كله عاجلا واجلا كله في اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم. وان الشر كله - 00:08:24ضَ

في مخالفة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال وان تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض هذا فيه دليل على ان امر الله جل وعلا للناس بالايمان - 00:08:45ضَ

الطاعة انما هو لصالحهم هم واما الله فهو غني عن ذلك لكن من رحمته جل وعلا انه دعاهم الى الخير رحمة بهم وتفضلا منه اليهم فامنوا خيرا لكم وان تكفروا - 00:09:03ضَ

فان لله ما في السماوات وما في الارض فان الله سبحانه وتعالى تم ملكه لا ينقصه كفر الكافر مهما كان ومهما كثر الكفار فان الله تام ملكه سبحانه له ما في السماوات والارض - 00:09:26ضَ

وكان الله عليما حكيما. يضع الهداية فيمن يعلم انه يستحقها ويضع الغواية في من يعلم انه يستحقها ويؤخذ من هذه الاية ان من ان من ترك الحق فانه يبتلى بالباطل - 00:09:48ضَ

لانه تركه بعد ما تبين له غابة عنه فان الله ييسره الى طريق النار كما انه سبحانه ييسر من اطاعه الى طريق الجنة فهو سبحانه وتعالى يعامل العبد بحسب نية العبد وقصده - 00:10:17ضَ

وبحسب طاعته ومخالفته وهذا عين العدل منه سبحانه وتعالى انه لا يظلم احدا ايعذبه بغير آآ بغير عمل او ينعمه بغير عمل. وانما يجازي كلا بعمله اللائق به ويؤخذ من هذه الايات - 00:10:40ضَ

ان الكافرين مخلدون في النار لا يخرجون منها نعم والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:07ضَ