من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|74 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 172-176|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الرابع والسبعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين قد توصلنا في الحلقة السابقة الى قوله تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر - 00:00:24ضَ

سيحشرهم اليه جميعا الى اخر السورة سورة النساء فقوله سبحانه وتعالى لن يستنكف المسيح الاستنكاف معناه الانفة والاستكبار اي المسيح عليه السلام لا يأنف ولا يستكبر عن عبادة الله سبحانه وتعالى - 00:00:49ضَ

فهو عبد لله ورسول من عند الله كاخوانه من المرسلين وجميع الخلق كلهم عباد لله العبودية العامة العبودية الخاصة العبودية العامة لجميع الناس كلهم عباد الله مؤمنهم وكافرهم كلهم عباد الله بمعنى انهم ملكه وعبيده - 00:01:14ضَ

ويتصرف فيهم وتنفذ فيهم اقداره ولا احد يمتنع من ذلك وهذا كما في قوله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وكما في قوله تعالى كل له - 00:01:43ضَ

قانتون اي خاضعون دليلون هذه العبودية العامة واما العبودية الخاصة فهي الخاصة بالمؤمنين المسلمين الذين يعبدون الله سبحانه وتعالى كما امرهم ويتقربون اليه بالطاعات فهذه عبودية خاصة يدخل فيها الملائكة - 00:02:03ضَ

عليهم السلام فهم عباد مكرمون يدخل فيها الرسل والانبياء كلهم عباد لله سبحانه وتعالى يدخل فيها الاولياء والصالحون كلهم عباد لله سبحانه وتعالى بمعنى انهم يعبدونه ويتقربون اليه ولهذا لما كان قوم يعبدون المسيح وامه والعزير - 00:02:33ضَ

قال الله سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه اي ان هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله هم عباد لله يعبدون الله ويفتقرون اليه - 00:03:01ضَ

ويخافون ويخافونه ويرجونه فكيف يدعون مع الله سبحانه وتعالى ففي قوله تعالى لن يستنكف المسيح والمراد بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون اي الملائكة - 00:03:20ضَ

على علو منزلتهم وقربهم من الله عز وجل هم عباد ايضا ليس لهم من الامر شيء كما قال الله سبحانه وتعالى بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون - 00:03:44ضَ

يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون هذا في الملائكة عليهم السلام فهم لا يستنكفون ويستكبرون عن عبادة الله ثم انه سبحانه وتعالى توعد ان استنكف عن عبادة الله - 00:04:02ضَ

وانف منها واستكبر عنها الوعيد الشديد فقال ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. يحشرهم يعني يجمعهم في مكان واحد. الاولون والاخرون الكفار والمؤمنون يحشرهم جميعا يجمعهم سبحانه وتعالى من اولهم - 00:04:25ضَ

الى اخرهم لا يغادر منهم احدا بل كلهم يحضرون هذا الحشر وكلهم يواجهون الحساب والجزاء على الاعمال فسيحشرهم اليه جميعا ثم فصل سبحانه وتعالى في شأنهم فقال فاما الذين امنوا بالله - 00:04:49ضَ

ورسله فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله واما الذين استنكفوا واستكفروا فيعذبهم عذابا اليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا فهو اذا جمعهم سبحانه وتعالى فانه يفرق بينهم - 00:05:13ضَ

ويزايل بينهم ويكون فريق منهم في الجنة وفريق بالسعير فاما الذين امنوا بالله ورسله وانفى اما الذين امنوا بالله ورسله فيوفيهم اجورهم فاما الذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم - 00:05:39ضَ

فيوفيهم اجورهم يعطيهم اجورهم وافية ويزيدهم من فضله يعطيهم اجورهم على اعمالهم لا يبخس منها شيئا ويزيدهم من عنده سبحانه وتعالى جزاء من عنده زيادة على اعمالهم وذلك بالمضاعفة للحسنات - 00:06:03ضَ

الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة لا يعلمه لا يعلمها الا الله هذا جزاء الذين امنوا بالله ورسله واما الذين استنكفوا واستكبروا وهم الذين كفروا بالله - 00:06:28ضَ

استكبروا عن عبادته سبحانه واشركوا مع الله غيره او انكروا اه الرب سبحانه وتعالى وهم الملاحدة لان لان هؤلاء اصناف منهم من هو ملحد لا يقر بالرب سبحانه وتعالى. وانما يقر بالطبيعة - 00:06:49ضَ

والحياة والموت فقط وهؤلاء يقال لهم الدهريون ومنهم من يؤمن بالله ربا لكنه يشرك معه في الهيته وعبادته وهم المشركون ومنهم من يظهر العبادة ويبطن الكفر وهؤلاء هم المنافقون فهذه الاصناف كلها الملاحدة مشركون - 00:07:13ضَ

المنافقون كلهم من وتيرة واحدة وجزاؤهم واحد ويدخلون تحت قوله الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم سبحانه وتعالى عذابا اليما اعذبهم وعذابا مؤلما شديدا ولا تنالهم الرحمة من الله سبحانه وتعالى فحقهم العذاب الشديد المؤلم - 00:07:48ضَ

دائما وابدا ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا اذا وقعوا في العذاب الاليم يوم القيامة الا يجدون من ينصرهم ويدفع عنهم ولا يجدون من يتولاهم لا يجدون من يتولاهم - 00:08:19ضَ

ولا من ينصرهم من عذاب الله سبحانه وتعالى لان الخلق كلهم عباد الله جل وعلا فهو سبحانه وتعالى ذكر المصير بهذه الاية فسيحشرهم اليه جميعا وان الكافر مهما تمادى في كفره - 00:08:47ضَ

فليس بمهمل والمؤمن مهما عمل من الطاعات فان الله لا يضيعها بل هو يجازي كلا بعمله وهذا من عدله سبحانه وتعالى الجزاء عدل منه سبحانه والمضاعفة للاجور فضل منه سبحانه وتعالى - 00:09:10ضَ

فكله راجع اليه ومرد العباد اليه اليه يرجعون فلا مفر للكافر والمنافق المشرك والعاصي لا مفر لهم من الله سبحانه وتعالى فيجب على المسلم ان يستحضر لقاء الله وان يستحضر هذا المصير - 00:09:32ضَ

ان يستعد له بالاعمال الصالحة والتوبة من الاعمال السيئة حتى يوافي هذا اللقاء وهو على احسن حال واسر بال هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولجميع المسلمين التوفيق للعمل الصالح - 00:09:58ضَ

والتوبة النصوح وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:10:19ضَ