من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|75 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 58-59|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الخامس والسبعون الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين اما بعد فما زلنا في تفسير قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها قد ذكرنا في الحلقة السابقة - 00:00:23ضَ
ان الامانات على ثلاثة انواع النوع الاول امانة التكليف التي بين العبد وبين ربه بامتثال اوامره وترك نواهيه مع الخوف منه والخشية آآ رجائه طمعا في ثوابه وخوفه الرهبة منه خوفا من عقابه سبحانه - 00:00:44ضَ
مراقبة الله جل وعلا هذه امانة تكاليف التي آآ ابت السماوات والارض والجبال حملها وحملها الانسان طمعا في الثواب طبعا في الثواب فحملها لاجل الطمع للسواد ولكن كثير من الخلق اخلوا بها - 00:01:15ضَ
ولم يؤدها على الوجه المطلوب الا القليل هذا هو النوع الاول واعظمه عبادة الله وحده لا شريك له الذي خلق الله الخلق من اجله ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:01:51ضَ
عبادة الله وحده لا شريك له اول الامانات وقد خانها كثير من الخلق فاشركوا بالله عز وجل وعبدوا معه غيره وسووا غيره به وهذا اعظم الخيانة وكذلك امانة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:02:12ضَ
اخل بها اكثر الخلق ركبوا البدع والمحدثات وتركوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم النوع الثاني من انواع الامانات امانة الانسان مع نفسه فان نفس الانسان امانة عنده بان يحملها على طاعة الله ويجنبها معصية الله - 00:02:35ضَ
وان يراعيها ويرعاها حق الرعاية ولا يظلم نفسه بالمعاصي والذنوب والسيئات فجوارحه واعضاءه وسمعه وبصره ولسانه امانات ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا - 00:03:04ضَ
فهذه الاعضاء وهذه الجوارح وهذه الحواس التي ركبها الله بك وهذا الجسم كله امانة حملك الله مسئوليته في ان تحفظه وتصونه وهذا العقل الذي شرفك الله به امانة في ان تحفظه وتصونه - 00:03:32ضَ
عما يخل به او يؤثر عليه او يعطله من العمل بطاعة الله عز وجل واشغال هذا الجسم وهذه الحواس وهذه الاعضاء اشقالها بمعصية الله هذي خيانة للامانة فجسمك بما فيه من الاعوار ومن جميع - 00:03:58ضَ
المركبات هو امانة بينك وبين الله عز وجل والمال امانة بان تحفظه وتراعيه وتنفقه في طاعة الله وتستعين به على طاعة الله ولا تبذره ولا تسرف فيه ولا تنفقه في معاصي الله وتستعين به على معاصي الله فهو امانة - 00:04:20ضَ
وبيدك وانت مستخلف فيه ومسترعى عليه والنوع الثالث الامانة التي بينك وبين الناس وهذا مجال واسع ومنه الودايع التي يودعك الناس اياها لتحفظها بان تحفظها لان الله امرك بادائها ولا يمكنك ان تؤديها الا اذا حفظتها - 00:04:50ضَ
وحافظت عليها وكذلك الاسرار امانة التي بينك وبين الناس ان لا تفشيها الا تفشيها وكذلك جميع ما يأتمنك الناس عليه من اموالهم واعراضهم واسرارهم وما يأتمنك عليه ولي الامر من الاعمال الوظيفية - 00:05:25ضَ
هي امانات ولذلك الله جل وعلا لم يحدد الامانات بل اطلقها لتشمل جميع انواع الامانات ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ثم قال جل وعلا واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل - 00:05:55ضَ
اي امركم الله سبحانه وتعالى وهذا في وهذا في الاصل وفي البداية امر للحكام وولاة الامور ان يحكموا بالعدل والعدل ظد الجور ان يحكموا بالعدل بين الناس في تسوية خصوماتهم - 00:06:20ضَ
وحل مشاكلهم ونزاعاتهم لان هذا من صلاحيات ولاة الامور ونوابهم فالله اقامهم لاجل اقامة العدل بين الناس في جميع امورهم بمعاملاتهم وفي جميع شؤون الرعية فان اعمالها واعمال الولاية كلها امانات - 00:06:45ضَ
على من وليت على من وليها او وليها ويدخل بذلك الامراء ويدخل بذلك القضاة ويدخل بذلك المصلحون الذين يصلحون بين الناس ويدخل في ذلك الشهود ويدخل في ذلك اشياء كثيرة - 00:07:19ضَ
فهي فهي حكم بين الناس اذا حكمتم بين الناس في اي حكم ان تحكموا بالعدل وهو ضد الجور بان لا يكون هناك حيف ولا تحيز مع احد كائنا من كان - 00:07:49ضَ
واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى - 00:08:08ضَ
الواجب العدل بين المسلمين والعدل بين المسلمين والكفار الكفار الذين لهم عهد عند المسلمين وامان وذمة يجب على المسلمين ان يوفوا لهم ولا يجور معهم وكذلك الكفار غير المعاهدين وغير - 00:08:36ضَ
لا يجوز لنا ان نظلمهم وان نتعدى عليهم بغير حق ولهذا قال بين الناس هذا عام لجميع الناس اننا اذا حكمنا بينهم ان نحكم بينهم بالعدل وان احكم بينهم بالقسط - 00:09:01ضَ
ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك هذا والى الحلقة القادمة باذن الله لمواصلة الكلام على هذه الاية الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:20ضَ