من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|77 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 58-59|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس السابع والسبعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين كنا في الحلقة السابقة يتكلم على قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم - 00:00:25ضَ

وتوقفنا عند قوله واولي الامر منكم وقلنا ان هذا فيه وجوب طاعة ولاة امور المسلمين تحريم الخروج عليهم تحريم معصيتهم ما لم يأمروا بمعصية الله عز وجل وما لم يخرجوا عن الاسلام - 00:00:43ضَ

قال صلى الله عليه وسلم آآ ما لم تروا كفرا بواحا اسمعوا واطيعوا وما لم تروا كفرا بواحا عندكم عليه من الله برهان فما دام الوالي من اهل الايمان فانه يجتجب طاعته - 00:01:04ضَ

ويحرم الخروج عليه حتى ولو كانت عنده مخالفات لا تصل الى الكفر والخروج من الايمان حتى ولو كان فاسقا او جائرا او ظالما فانه يطاع بامر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله اسمع واطع - 00:01:26ضَ

واين اخذ مالك وسلب ظهرك واو جلد ظهرك فان هذه مضرة جزئية على من وقعت عليه ولكن الخروج على ولي الامر مضرة عامة للامة فتجب طاعة ولاة الامور ابرارا كانوا - 00:01:47ضَ

او فجارا ما داموا لم يخرجوا من دائرة الايمان والاسلام واولي الامر منكم وفي الحديث من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة ومات فميتته جاهلية وفي الحديث الاخر من اتاكم وامركم جميع على واحد منكم - 00:02:09ضَ

يريد تفريقك جماعتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان وذلك لاجل الحفاظ على جمع الكلمة وتوحيد الامة ودرء الخطر عن المسلمين فان الصبر على جور الولاة وعلى ما عندهم من المعاصي والمخالفات - 00:02:39ضَ

الصبر على ذلك هو مضرة لكن هناك مضرة اعظم من وهي الخروج عليهم ومن المعلوم والقاعدة المعروفة ان اه انه انه يجب ارتكاب اخف الظررين لدفع اعلاهما وما يحصل من الظرر في طاعتهم - 00:03:04ضَ

وهم ليسوا على المستوى المطلوب تماما لكن لم يصلوا الى حد الكفر المضرة التي تحصل اخف من المضرة التي تحصل بخلع يد الطاعة والخروج على الجماعة ما يترتب على ذلك من سفك الدماء - 00:03:29ضَ

ولما يترتب على ذلك من تسلط الاعداء ولما يترتب على ذلك من اه من شق عصا الطاعة تفريق الجماعة تسلط الاعداء المسلمين اعداء المسلمين لا يزالون يحرصون على ان لا يحصل - 00:03:49ضَ

لا تقوم للمسلمين دولة وان قامت دولة فانهم يحاولون تقويضه دائما وابدا ولو بان يسلطوا عليها من ابنائها من يغررون به ويخدعونه باسم الدين وباسم الغيرة كما هو الواقع الان - 00:04:10ضَ

في مجتمع مجتمعات المسلمين من ظهور فئات غالية باغية ظالمة تريد ان تفرق جماعة المسلمين وان وان تسبب لهم النكبات والكوارث وآآ الاخلال بالامن الله جل وعلا حذرنا من ذلك - 00:04:32ضَ

وامرنا بنقيضه وهو اجتماع الكلمة واولي الامر منكم ثم قال تعالى فان تنازعتم في شيء ردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر نعم الاجتماع اتفاق الرأي هذا محمود ومطلوب لكن - 00:04:59ضَ

قد يحصل خلاف طبيعة البشر انه سيحصل خلاف الله جل وعلا يقول ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك فالخلاف طبيعة البشر واما انهم يتفقون دائما ولا يحصل خلاف فهذا مستحيل - 00:05:26ضَ

وهذا تأباه الحكمة الالهية الله جل وعلا قدر انه سيكون هناك اختلاف. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وهو لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم - 00:05:46ضَ

فلا بد من وجود الاختلاف ولذلك حسم الله ذلك بقوله فان تنازعتم في شيء وردوه الى الله والرسول الذي يرد الاختلاف والنزاع الى الله والرسول والرد الى الله هو الرد الى كتاب الله وهو القرآن - 00:06:01ضَ

والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد اليه في حياته والرد الى سنته بعد وفاته قوله صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي - 00:06:24ضَ

كتاب الله وسنتي فالخلاف لابد واقع وحاصل ولكنه يجب الرجوع لحل الخلاف الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك على يد العلماء الراسخين بانهم هم الذين - 00:06:43ضَ

يعرفون كيف يحكم على الخلاف وكيف يعرف المحق من المبطل والمصيب من المخطي هذا انما يكون بيد العلماء الراسخين ولهذا قال جل وعلا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به - 00:07:05ضَ

ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ففي هذا ان ان الخلاف لابد واقع وانه لا يحسم - 00:07:27ضَ

الا بالرجوع الى كتاب الله وفيه انه لا يجوز البقاء على الاختلاف والنزاع كما ينادي به بعض الجهال او المغرظين الذين يقولون بحرية الرأي وعدم وعدم مصادرة الاراء والرأي والرأي الاخر كما يقولون - 00:07:51ضَ

فان هذه دعوة الى الفتنة وتشتت الكلمة الله جل وعلا امرنا بالرد الى الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان المخطي اما ان يمتنع عن خطأه واما ان يمنع - 00:08:12ضَ

ولا تترك الامور فوظى وكل له رأيه وكل له مستنده من الاوهام فلا مستند الا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر - 00:08:32ضَ

الايمان بالله والايمان باليوم الاخر يقتضيان ان المسلمين يحلون نزاعاتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يرجعون في ذلك الى نظام بشر او قانون دولة وانما يرجع الى كتاب الله - 00:08:55ضَ

والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانهما كفيلان بحل النزاع بالعدل والقسط ولكن كما ذكرنا لا يتولى الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله لحسم الخلافات الا اهل العلم واهل البصيرة - 00:09:17ضَ

الذين كما قال جل وعلا لعلمه الذين يستنبطونه منهم وهذا انما يكون لاهل العلم وبالله التوفيق والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:39ضَ