من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|78 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 58-59|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثامن والسبعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قوله تعالى فان تنازعتم في شيء وقوله في شيء هذا يقتضي ان جميع النزاعات يرجع فيها الى الكتاب والسنة سواء كانت كبيرة - 00:00:25ضَ
او صغيرة سواء كانت بين الراعي والرعية او بين الرعية اه انفسهم فيما بين وكل نزاع يرجع فيه الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لان شيء كلمة - 00:00:44ضَ
نكرة في سياق الامر وتعم كل شيء من كبير او صغير سواء كان خلافا في العقائد او في المذاهب الفقهية او في الاجتهادات او في امور الدين او في امور الدنيا - 00:01:08ضَ
كلها تدخل تحت قوله تعالى في شيء اليس هناك نزاع يرجع فيه الى الكتاب والسنة ونزاع يرجع فيه الى غيرهما. ابدا لا يفرق فان هذا ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه - 00:01:26ضَ
ولا يقال ان هناك اشياء الناس اعلم بها وهم اعلم بشؤون دنياهم كما يحتجون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم انتم اعلم بشؤون دنياكم هذا ليس في امور النزاع وانما قول الرسول هذا - 00:01:46ضَ
في الامور التجريبية التي يدركها الناس بخبرتهم ومهارتهم ولان الحديث وارد في تلقيح النخل وارد في تلقيح النخل ولم يرد في نزاعات وخصومات وتلقيح النخل هو من الامور التي يدركها الناس ولا يحتاجون الى دليل من الكتاب والسنة - 00:02:05ضَ
انما يرجعون فيه الى العادات والتجارب هذا هو موظوع الحديث اما النزاعات فليس فيها شيء يخرج عن دائرة الكتاب والسنة لان الله جل وعلا اكمل لنا الدين واتم لنا النعمة - 00:02:29ضَ
فلا يبقى نزاع الا وفي القرآن والسنة حلهما قال تعالى الا في القرآن والسنة حله قال تعالى آآ ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا الواجب الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله في كل نزاع - 00:02:50ضَ
سواء كان في العقيدة او كان في العبادة او كان في الخصومات بين الناس في الاموال او كان في المذاهب الفقهية والاراء كل النزاعات اهل الايمان يرجعون فيها الى كتاب الله وسنة رسوله - 00:03:15ضَ
واما الذي يقسم ويقول فيه اشياء ما يرجع فيها الى الكتاب والسنة وانما يرجع فيها الى النظم والقوانين نعم النظم والقوانين التي لا تخالف الكتاب والسنة اما التي تخالف الكتاب والسنة - 00:03:34ضَ
فانها مرفوضة ولذلك يضل ويخطئ من يقسم الحكم الى قسمين الاحوال الشخصية يرجع فيها الى الشريعة وغير الاحوال الشخصية يرجع فيها الى الى نظم البشر فهذا كفر بالله عز وجل - 00:03:51ضَ
قال تعالى فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فنحن عباد الله يجب علينا ان نرجع الى كتاب الله في كل نزاعاتنا وخصوماتنا وفي كل مشاكلنا مهما كانت والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:12ضَ
فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ثم بين سبحانه وتعالى ان ذلك خير خير للامة من انها ترجع في نزاعاتها وخصوماتها الى غير كتاب الله وغير سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:37ضَ
وان العدول عن كتاب الله وسنة رسوله في حل النزاعات ان ذلك ليس خيرا وانما هو شر محض ثم قال واحسنوا تأويلا يعني عاقبة فهذا يؤول الى عاقبة حميدة في الدنيا والاخرة - 00:04:57ضَ
اما الرجوع الى غير كتاب الله وسنة رسوله فانه وان استحسنه من استحسنه من الناس وظن انه خير فهو شر وعاقبته سيئة في الدنيا والاخرة فان كتاب الله وسنة رسوله كفيلان - 00:05:15ضَ
بحل المشاكل على خير وجه واقناع الناس واذهاب الحزازات والعداوات وسط الامن في المجتمع فهما خير عاقبة واحسن مآلا مما يظهر للناس انه خير وهو ليس بخير ذلك خير اي الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله لحل النزاع خير لكم - 00:05:35ضَ
واحسن تأويلا يعني مآلا وعاقبة ونهاية فهذا هو حكم الله سبحانه وتعالى فيؤخذ من هذه الاية من هاتين الايتين الكريمتين مسائل عظيمة فيؤخذ من الاية الاولى عظم شأن الامانة وان الله جل وعلا امر - 00:06:07ضَ
بحفظها وادائها سواء كانت امانة بين الخالق والمخلوق او امانة بين الانسان ونفسه او امانة بين الانسان واخوانه من البشر فان هذه كلها امانات يجب مراعاتها واداؤها الى اهلها وفي قوله تعالى الى اهلها ما يدل على ان الامانة لا تعطى لغير صاحبها - 00:06:38ضَ
الا اذا كان وكيلا مفوضا معه ما يثبت وكالته وتفويظه عن صاحب الامانة انه تدفع اليه اما ان تدفع الى غير اهلها وغير وكلائهم الشرعيين فان هذا تضييع للامانة وفي قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها - 00:07:13ضَ
دليل على وجوب حفظ الامانة وعدم التساهل في حفظها وذلك بان يضعها في الحرز المناسب لها ولا يضعها في مكان يعرضها للضياع او للتلف او للسرقة فان قوله ان تؤدوا الامانات - 00:07:41ضَ
يقتضي ان ان تحفظ وتراعى قال تعالى والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون من صفات المؤمنين انهم يراعون الامانة ويحفظونها ولانه لا يمكن ان تؤدى الامانة الا اذا حفظت اما اذا ضيعت - 00:08:05ضَ
فانه لا يمكن اداؤها اما نهائيا واما لا يمكن اداؤها على الوجه المطلوب والتمام وهذا خيانة في الامانة والخيانة في الامانة من صفات المنافقين قال صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث - 00:08:33ضَ
اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ومن صفات المؤمنين انهم لاماناتهم وعهدهم راعون يراعونها ويحفظونها ويؤخذ من الاية الاولى ان الامانة انواع كثيرة وليست كما يتصوره بعض العوام او كثير من العوام ان الامانة هي الوديعة فقط - 00:08:55ضَ
وانما الامانات كثيرة كما ذكر اهل العلم امانات بين الله وبين العبد وامانات بين الانسان ونفسه وامانات بين الانسان وغيره هذا والى الحلقة القادمة باذن الله لنواصل بيان ما تيسر من - 00:09:26ضَ
فوائد هاتين الايتين والله المستعان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:09:50ضَ