Transcription
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فان الامة الاسلامية تستقبل هذه الايام موسما عظيما الحج وما يسبقه من ايام عظيمة مباركة. هذا الموسم الذي يكمل به المسلمون - 00:00:00ضَ
الركن الخامس من اركان دينهم العظيم. ولا يستريب مسلم ان الله عز وجل لم يشرع العبادات كلها لم يشرع العبادات كلها. فضلا عن اركان الاسلام الا لمقاصد عظيمة. واهداف جليلة - 00:00:34ضَ
والله جل وعلا حين ذكر الحج واياته في مواضع عديدة. ذكر جملة من مقاصدها والتي ركز اكثرها في سورتي البقرة والحج. والمتأمل في سياقها في سورة الحج. في سورة البقرة - 00:00:54ضَ
يلحظ انها ركزت على احكام على الاحكام. المتعلقة بالحلال والحرام. او ما يعرف الفقهية بينما ركزت في سورة الحج على المقاصد الكبرى على المقاصد الكبرى والاهداف العظمى والتي تركز على مقاصد هذه العبادات من الناحية القلبية والعقدية. فدعونا ايها المؤمنون - 00:01:14ضَ
نمر مرورا مختصرا عابرا على جملة من هذه المقاصد الكبرى. عل حاجا قاصدا للبيت ان يراعيها حتى لا تكون العبادات اجساما لا روح فيها او مجرد اداء لا يحقق مقصود - 00:01:44ضَ
الشرع منها. فمن تلكم المقاصد بل من اجلها واعظمها. اقامة التوحيد واظهاره. فهذه الشعيرة العظيمة انما قامت على تجريد التوحيد لله عز وجل وحده. قال الله تعالى واذ بوأنا لابراهيم - 00:02:04ضَ
مكان البيت الا تشرك بي شيئا. وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. وفي سورة الحج في نفسها يحذر الله عز وجل من الشرك ويبين نجاسته. فيقول فاجتنبوا الرجس من الاوثان - 00:02:24ضَ
واجتنبوا قول الزور حنفاء لله. اي موحدين حنفاء لله غير مشركين به. ومن اجل التوحيد شرع الحج شرع للحاج ان يستهل حجه بالتلبية العظيمة. لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. ومن اجل التوحيد شرع للحاج - 00:02:44ضَ
ان يقرأ في ركعتي الطواف بعد الفاتحة بسورتي الاخلاص ويا ايها وقل يا ايها الكافرون. ومن اجل التوحيد ايضا شرع للحاج التهليل عند صعود الصفا والمروة. ايها المؤمنون وفي مناسك الحج ايضا وفي مناسك - 00:03:14ضَ
الحج وشعائره تربية للامة. على افراد الله عز وجل بالدعاء والسؤال والطلب. والاعتماد عليه والاستغناء عن الناس والتعفف عن سؤالهم. وهو احد مظاهر التوحيد والتعلق بالله تعالى. فالدعاء مشروع في مواطن كثيرة - 00:03:34ضَ
في الطواف والسعي وفي واثناء الوقوف بعرفة وعند المشعر الحرام في مزدلفة وبعد كذلك ايضا يشرع بعد الفراغ من رمي الجمرات الصغرى والوسطى وفي غيرها من المواضع. ومن مقاصد الحج العظمى - 00:03:54ضَ
تعظيم شعائر الله عز وجل وحرماته. قال الله تعالى بعد ان ذكرت جملة من احكام الحج. ذلك ومن عظم حرمات الله. فهو خير له عند ربه. والحرمات المقصودة هنا. اعمال الحج المشار اليها في قوله - 00:04:14ضَ
ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق. ثم قال الله تعالى بعدها ذلك ومن تعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. فتعظيم مناسك الحج عموما من تقوى القلوب. وذلك باجلالها في - 00:04:34ضَ
وذلك باجلالها في القلب. ومحبتها وتكميل العبودية فيها. يقول ابن القيم رحمة الله عليه وروح هو الاجلال والمحبة. فاذا تخلى احدهما عن الاخر فسدت. ايها المسلمون ومن المقاصد العظمى التي اشارت اليها سورة الحج تحقيق التقوى في القلوب. بتربية الحج بتربية الحاج على هذا المعنى - 00:04:54ضَ
فالمسلم عندما يدخل في مناسك الحج فانما يفرض على نفسه رقابة سلوكية صارمة تحاسب اشد الحساب على كل مخالفة تصدر منه كبيرة كانت هذه المخالفة ام صغيرة فاذا ما ارتكب - 00:05:24ضَ
محظورة من محظورات الاحرام تحرك وازع التقوى والمراقبة في قلبه. وفي هذا بلا ريب تربية للقلب وارتقاء به واعلاء من منزلته وقيمته. الا ترون ايها الاحبة ان الحاج وهو يطوف حول الكعبة ويتنقل - 00:05:44ضَ
بين المشاعر يطوف في موج من النساء عن يمينه وشماله ومن امامه ومن خلفه وقد يقع البصر على ما على ما لا يحل اليه النظر. وقد لا يكون هناك مراقبة صارمة عليه. تضبط مخالفة كل واحد من - 00:06:04ضَ
الملايين من الحجاج والمعتمرين. فالسؤال ما الذي يمنع مثل هذا ان يفعل ما لا يحل له؟ انها تقوى يا ايها المؤمنون انها التقوى التي تحجزه عن فعل اي محظور فهو يعلم ان ربه جل وعلا - 00:06:24ضَ
الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم انه يراقبه. وان مخالفة ومعصية الله عز وجل في الحرم وفي مشاعره المعظمة ليست كغيرها من المخالفات. فهي عظيمة وجسيمة. ايها المؤمنون - 00:06:44ضَ
ارتباط التقوى وارتباط التقوى بالاضاحي والهدي. في الحج وايامه ارتباط وثيق. بل ان ايات الحج لم تغفل الاشارة الى هذا المقصد العظيم. مقصد التقوى والاخلاص. فقد قال الله عز وجل بعدما - 00:07:04ضَ
شأن البدن والهدايا. لن ينال الله لن ينال الله لحومها ولا دماؤها. ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين. وهو تنبيه للمضحي المهدي الا يظن ان المسألة عند الله عز وجل مسألة مظاهر فقط وان كان مطلوبا ان يعتني - 00:07:24ضَ
الانسان بحسن المظهر الا ان المقصد الاكبر هو تحقيق التقوى والاخلاص. ولاهمية هذا المقصد. تكرر ذكره في ايات سورة البقرة. فقال الله عز وجل الحج اشهر معلومات. فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا - 00:07:54ضَ
وفسوق ولا جدال في الحج. ولا جدال في الحج. وما تفعلوا من خير يعلمه الله. وتزودوا فان خير خير الزاد التقوى. ثم قال عز وجل مؤكدا على هذه الوصية العظيمة. واتقوني يا اولي الالباب. ايها المسلمون - 00:08:14ضَ
ايها الحجاج والمقيمون ان من مقاصد الحج العظمى ايضا تحقيق مقصد التكافل بين افراد المجتمع والامة قال الله عز وجل ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير. وقال تعالى بعدها ببضع ايات - 00:08:34ضَ
فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. اي اطعموا اطعموا المتعفف وهو القانع. واطعموا المعتر الذي للناس بسؤاله بلسان حاله او مقاله. ثم قال تعالى كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون فمن مظاهر الشكر اظهار هذا التكافل بين المسلمين. فهي ايات عظام تربي المؤمن الموسر على البعد - 00:09:04ضَ
عن الانانية والاثرة وتشعره بوجوب الالتفات الى احوال اولئك المساكين الذين تبدو عليهم اثار بل وحتى الذين لا يتعرضون لك بالسؤال فابحث عنهم كما في تفسير السلف لقول الله عز وجل - 00:09:34ضَ
فاطعموا القانع واطعموا القانع وهو الذي يتعفف. هذه يا عباد الله جملة من اهم المقاصد التي اشارت اليها سورة الحج وسورة البقرة. فهل نرعاها؟ وهل نسعى في تربية نفوسنا عليها - 00:09:54ضَ
هل نلاحظ مقاصد كتاب ربنا في هذه الشعيرة العظيمة؟ بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة ونفعني واياكم ما فيهما من الآيات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب - 00:10:14ضَ
فاستغفروه انه هو الغفور - 00:10:34ضَ