Transcription
بسم الله والحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فاذا ذكرت الجنة ونعيمها - 00:00:01ضَ
اشتاقت القلوب المؤمنة هذه الاحاديث في صفة الجنة ارواح المؤمنين الى جنة الرحمن لانها دار القرب من الله جل وعلا هي دار النعيم المقيم وهي الموطن الاول للانسان الله تعالى - 00:00:19ضَ
خلق ابانا ادم عليه الصلاة والسلام واسكنه وزوجه الجنة عليهم الصلاة والسلام قال له ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى الجنة ليس فيها شقاء - 00:00:52ضَ
ما فيها الا النعيم ما فيها الا الراحة وسوس الشيطان لهما وازلهما مما كان فيه او ازلهما عما كان فيه نزل الى الارض لكنه نزول كرامة لا اهانة حتى يدخل - 00:01:14ضَ
ادم وبنوه ممن عبد الله يدخلون الجنة الله دخول العبيد على الملك الجليل لله الحكمة الباهرة ومن رحمة الله تعالى انه وعد ادم بنيه ممن يطيع الله تعالى ويعبده ان يرجع الى موطنه الاول - 00:01:41ضَ
كما قال الله تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى الجنة هي موطن الانسان الاول ولهذا المؤمن العاقل يعيش في هذه الدنيا كالغريب الذي همه ان يتزود - 00:02:12ضَ
للرجوع الى وطنه عش كالمسافر يقطع ساعات ليلة ونهاره حتى يصل الى منزله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما قال كن في الدنيا كأنك غريب - 00:02:38ضَ
او عابر سبيل لان هذه الدنيا ليست هي وطننا ما خلقنا لاجلها ولا خلقنا اول وهلة فيها بل ابانا بل ابونا ادم عليه الصلاة والسلام انما سكن الجنة اول ما سكن - 00:03:02ضَ
فنحن هنا في الدنيا في اسر العدو والغريب والاسير همه ان يتزود للرجوع الى موطنه فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول وكذلك المؤمن يجد ان شوقه العظيم - 00:03:21ضَ
انما هو في تلك الدار دار الاخرة الجنة الاخوة لا مثل لها الجنة فوق ما يخطر بالبال او يدور بالخيال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون - 00:03:48ضَ
ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وجاء عند ابن ماجة في حديث ضعيف لكن - 00:04:09ضَ
معناه جميل وبليغ ولا يخرج ان يكون من كلام السلف رحمهم الله فيه قال ان الجنة لا خطر لها. يعني لا مثيل لها ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد - 00:04:29ضَ
ونهر مطرد فاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام ابدا في حبرة ونظرة في دور عالية في دور عالية سليمة بهية من محبة الله تعالى لعباده كرامته عليهم - 00:04:58ضَ
ان اعد لهم هذه الدار الله تعالى خلق الجنة واعدها وهيأها لضيوفه لاوليائه لاحبابه والله تعالى يريد ان يقربنا اليه في جنته من محبته لنا ورضي جل وعلا بعمل يسير - 00:05:29ضَ
لدخول الجنة كم دعانا ربنا جل وعلا في كتابه الى جنته؟ كم رغبنا فيها والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون ويقول الله تعالى والله يدعو الى دار السلام - 00:05:58ضَ
والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم ويقول الله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين ويقول تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض - 00:06:22ضَ
اعدت للذين امنوا بالله ورسله في غزوة بدر اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يحث الصحابة على الجهاد في سبيل الله فقال لهم قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض - 00:06:45ضَ
سمع عمير رضي الله عنه هذه الكلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجب منها اعجبته قالوا يا رسول الله جنة عرضها السماوات والارض قال نعم قال عمير رضي الله عنه قال بخن بخن - 00:07:03ضَ
هي كلمة تقال في تفخيم الامر بخ بخ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخن بخن قال لا والله يا رسول الله الا ان اكون - 00:07:22ضَ
ان رجاء اكون من اهلها قاتل في سبيل الله حتى استشهد رضي الله عنه روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل - 00:07:38ضَ
الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة من اراد الجنة عمل لها وخاف ان تفوته من خاف ادلج. المسافر اذا خاف الا يصل الى محله يسير في الليل والنهار يواصل السير - 00:07:59ضَ
وهذا معنى الدلجة وهي السير في الليل في اخر الليل من خاف يعني ان لا يصل الى المنزل ادلج ادلج يعني سار حتى في اخر الليل الدلجة هي السير في اخر الليل - 00:08:23ضَ
من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة وكذلك الذي يريد الجنة يدلج يسير الى الله في الليل والنهار كيف يرضى الانسان - 00:08:40ضَ
بعد ذلك بدنيا حقيرة فانية كانها اضغاث احلام لا حقيقة لنعيمها كيف يؤثرها على هذه الجنة ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل؟ يقول الله تعالى قل متاع الدنيا قليل - 00:09:00ضَ
والاخرة خير لمن اتقى يقول الله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب - 00:09:28ضَ
قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد انظر ماذا تفعل غمسة واحدة في الجنة - 00:09:49ضَ
باشد الناس فقرا وبؤسا في الدنيا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عند مسلم قال يؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة افقر انسان من المسلمين على وجه الارض - 00:10:10ضَ
قال فيصبغ بصبغة في الجنة فيقال له يا ابن ادم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط - 00:10:28ضَ
نسي تعب الدنيا وفقرها ومصائبها بغمسة واحدة في الجنة تنعيم الجنة شأنه عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها - 00:10:49ضَ
موضع صوت يعني متر او اقل من متر في الجنة هذا خير من الدنيا وما فيها منذ خلقها الله الى يوم القيامة روي في الحديث عند الترمذي يقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:17ضَ
بعضهم يرجح ارساله اه يقول لو ان ما يقل ظفر مما في الجنة بدا تتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والارض يعني لو تأخذ بما يحمله ظفرك غلامة الظفر نأخذ هذا من نعيم الجنة - 00:11:39ضَ
وتبديه في عالم الدنيا ماذا يحصل؟ قال لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والارض تغير الدنيا كلها الاخوة ما يدركه عقل مهما تفكرت تفوق وفوق وفوق ما نتصور قال ولو ان رجلا من اهل الجنة اطلع - 00:12:07ضَ
فبدا اساوره بدأ اساوره في الجنة ما يلبسه من حلي في الجنة قال لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم الله اكبر وسيأتي معنا في وصف الحور العين في وصف نساء الجنة - 00:12:35ضَ
لو ان امرأة من اهل الجنة اطلعت على اهل الارض لاضاءت ما بينهما. يعني ما بين السماء والارض ولملأته ريحا هذي امرأة تملأ ماء الفضاء كله ليس فقط الجو الذي - 00:12:57ضَ
آآ يكون على وجه الارض لملأت ما بينهما ما بين السماوات والارض ريحا ولاضاءت ما بينهما ولنصيفها يعني خماره على رأسها خير من الدنيا وما فيها وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب - 00:13:19ضَ
وان الدار الاخرة لهي لهي الحيوان هي الحياة الحقيقية هي الحياة الباقية لكن قال لو كانوا يعلمون لو كانوا يعلمون يقول الله تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح شيما تذروه الرياح - 00:13:45ضَ
وكان الله على كل شيء مقتدرا الدنيا كالنبات الذي يكون في البداية اخضر نضر يكون اخضر نظرا ثم يهيج فتراه مصفرا ييبس ثم يكون حطاما هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا. المال والبنون زينة الحياة الدنيا. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير - 00:14:14ضَ
امانة ويقول الله عز وجل ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى خير لا موازنة بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا ابدا - 00:14:55ضَ
ثم الجنة باقية والدنيا فانية كيف يتعلق الانسان بعد ذلك في هذا الفاني على ذلكم النعيم الباقي الاخوة نفس الانسان مجبونة على التعلق بالمحسوس المشاهد ولما كان متاع الدنيا واقعا مشهودا - 00:15:17ضَ
ونعيم الجنة غيبا موعودا والناس يتأثرون بما يشاهدون وبما يرون ويثقل على الانسان ان يترك ما في يده بامر سيأتي في المستقبل فكيف اذا كان هذا النعيم قد وعد به الانسان بعد الموت - 00:15:45ضَ
بسبب هذا تغافل وتناسى كثير من الناس هذا النعيم المقيم العظيم انا عباد الله المؤمنين الذين امنوا حق الايمان بالله والدار الاخرة هؤلاء يوقنون بوعد الله يوقنون بهذا النعيم ويعيشون في الدنيا - 00:16:12ضَ
وقلوبهم في الاخرة قلوبهم في الجنة كلما رأى شيئا من نعيم الدنيا تذكر نعيم الجنة وهانت عليه الدنيا بما فيها فلا ينافس اهلها في قصورها واموالها وشهواتها وانما يعلم ان هذه الدنيا كلها فانية لا قيمة لها - 00:16:51ضَ
انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا يعلم ان الدنيا دار ممر والاخرة هي دار القرار يعلم ان الدنيا دار ابتلاء وغدا درجتك في الجنة بحسب ما - 00:17:22ضَ
عملت في الدنيا بعد رحمة الله جل وعلا فاذا علينا الاخوة ان نعمل ايه الدار الاخرة ونوقن بها من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا - 00:17:42ضَ
ويأتي معنا باذن الله في الدروس القادمة ما يتعلق بشيء من نعيم الجنة نسأل الله تعالى ان يدخلنا الجنة. نسأل الله تعالى الجنة اللهم انا نسألك الفردوس الاعلى من الجنة - 00:18:06ضَ
اسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك - 00:18:23ضَ