نوابغ الشعراء

نوابغ الشعراء الحلقة (١٦) عمر أبو ريشة

محمد حسان الطيان

امتي هل لك بين الامم منبر للسيف او للقلم. اتلقاك وفرشي مطرق خجلا من امسك المنصرم رب ومعتصماه انطلقت ملء افواه الصبايا لامست اسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - 00:00:02ضَ

سلام من الله عليكم وتحية مني اليكم. واهلا بكم معنا بغة اخر من نوابغ الشعراء انه عمر ابو ريشة احد فحول الشعراء في العصر الحديث ولد عمر في منبج عام الف وتسعمائة وعشرة. وفيها ترعرع - 00:01:05ضَ

ودرجة وانتقل منها الى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم ادخله ابوه الجامعة الامريكية في بيروت ثم سافر الى انجلترا عام الفين في مئتين وثلاثين ليدرس في جامعتها الكيمياء الصناعية. وهناك زاد تعلقه بدينه وراح يكتب المقالات - 00:01:31ضَ

في نصرته وفي تعريف الناس اليه. سم انقلب الى باريس ليعود الى بلده حلب سنة الف وتسعمائة واثنتين وثلاثين وليشارك في الثورة على المستعمر الفرنسي وفي النضال ضد هذا المستعمر الجاثم على صدر سوريا وليسجن مرارا - 00:01:54ضَ

وقد امن بالوحدة بوحدة الوطن العربي من فعل باحداث الامة الاسلامية وكانت كارثة فلسطين من اكثر الكوارث تأثيرا في نفسه وقد بدا ذلك في شعره وسنقف عنده الوقفة الاولى في الشعر ان شاء الله. طبعا - 00:02:20ضَ

السفير لبلاده سوريا في عدة دول في الارجنتين في البرازيل في تشيلي في السعودية وتوفي عام الف وتسعمائة وتسعين. وكان بالاضافة الى كونه سفيرا عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق وعضوا في الاكاديمية - 00:02:40ضَ

للاداب وعضوا بالمجمع الهندي للثقافة العالمية. وكان يلقب بالشاعر الدبلوماسي والشاعر السفير يتجه الشعر كان غزيرا وقد اصدر دواوين متعددة حملت اسماء مختلفة. كديوان شعر من عمر ابو ريشة ومختارات وآآ غنيت في مأتمي وله الاعمال - 00:03:00ضَ

الكاملة. وقد نظم عددا من المسرحيات والملاحم كمسرحية ذي قاب ومحكمة الشعراء وعلي والحسين وملحمة البطولة في التاريخ الاسلامي هذه في اثني عشر الف بيت. وله اعمال اخرى باللغة الانجليزية له ديوان - 00:03:30ضَ

شعر بالانجليزية بعنوان التطوف دار الكشاف احتل عمر ابو ريشة منزلة سامية في دنيا الشعر وكرم اجل تكريم فمنح دكتوراه فخرية ومنح وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاولى. وقد مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود الباطين للابداع الشعري عام الفين واربعة عشر بالشاعر العظيم عمر ابو - 00:03:50ضَ

وكان من محاور الاحتفال تكليفي باعداد مختارات من شعره هي هذه المختارات. وكان لي بين يدي هذه المختارات كلمات قلت فيها الحمد لله ولي كل نعمة والصلاة والسلام على من ارسل للعالمين هدى ورحمة - 00:04:25ضَ

وبعده فان عمر ابو ريشة قامة سامقة في دنيا الشعر تضوع منها اريج ذكي لا يزول وتركت في وادي عبقرة اثرا لا يمحى وخلفت وراءها دويا لا يخفت طاولة شعراء عصرها فطالتهم - 00:04:50ضَ

وكان لها صولات وجولات في عالم الشعر لها ان تذكر فتشكر وحق لصاحبها ان يعاد ذكره بعد ان كاد يطوى وان يترنم بشعره بعدما كاد ينسى اعد ذكر نعمان اعد ان ذكره من الطيب ما كررته يتضوع - 00:05:14ضَ

تصنع في نفسك صنيع السحر وتعلو بهمتك علو النجم وتطبب ادواء قلبك دواء الحب للحب تستهويك عذوبة مفرداته ورشاقة تعبيراته وتتابع صوره وخيالاته وثراء لغته الشاعرية وجدانه وايقاع يمضي بك - 00:05:42ضَ

في دنيا من النغم واللحن الشجي والى ذلك كله جرس ساحر ومثل سائر ونفس شاعر سم قلت عمر ابو ريشة قوة في رشاقة واحكام في عذوبة وجزالكم في حلاوة وعظمة في طلاوة - 00:06:13ضَ

وقلادة في طرافة عمر ابو ريشة حروف تعانق هامة الجمال ومعان ترضي جذوة الفكر وصور تداعب خيال الابداع وشعر يملأ مساحة الوجدان شاعر لو شكى الحياة لكانت ثروات الملوك من ندمانه - 00:06:39ضَ

اقسم المجد ان يمر على الارض ونجوى الاباء خلف لسانه اوروبا شاد على الظمأ اسلم الروح وروى الاجيال نبع بيانه عمر ابو ريشة شاعر عاش هموم امته وزاد عن حياضها - 00:07:08ضَ

ونافح عن قضاياها وناجى بيت مقدسها ووقف في وجه كل من طغى عليها او بغى فيها سواء كان منها او من غيرها بل لقد حطم اصناما تسلطت عليها. ما كان يجرؤ احد ان يعرض لها - 00:07:30ضَ

يقول امتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم لا يلام الذئب في عدوانه يكن راعي عدو الغنم احبس الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيد الدرهم والى هذا وذاك شاعر المرأة - 00:07:53ضَ

رقة وعذوبة وغزلا وحبا وعشقا وصبابة تكاد الاقلام تسيل رقة من كلماته وتكاد الصفحات تورق من حرفه وعباراته عمر ابو ريشة الشاعر العلم الذي اجتمعت في شعره جمالات المدرسة الشامية - 00:08:16ضَ

الشعرية اناقة وترفا وخيلاء وزهوا وامتلاكا للغة وتحليقا في عوالم الصورة الشعرية وخيالا مجنحا باذخا وقدرة على التكثيف والتجسيد وشحنا للكلمات بعواصف من المشاعر والاحاسيس استمع اليه يعتصر حكاية حب طويلة - 00:08:44ضَ

في بيتين اثنين. يقول فيهما حكاية حبنا ختمت ما اشجى وما اقسى جميل منك ان تعفي واجمل منه ان انسى عمر ابو ريشة شاعر في شعراء وقد تجلت في قصائده ديباجة البحتري - 00:09:13ضَ

وجزالة ابن ابي ربيعة ورقة ابي فراس. وتمثلت فيه عبقرية المتنبي. فشغل مثله دنيا العرب على مدى عقود من القرن العشرين من اين ابدأ شعره اكثر من ان يتيح لي ان اختار منه في هذه اللحظات - 00:09:38ضَ

بحسبي ان اوافيكم بقصيدته العصماء التي بدأت بها حلقتي امتي كم غصة دامية خنقت نجوى علاك في فمي اي جرح في اباء راعف فاته القاسي فلم يلتئم اسرائيل تعلو راية في حمى المهدي وظل الحرم - 00:10:10ضَ

كيف اغضيت على الذل ولم تنفضي عنك غبار التهم. او ما كنت اذا الباغي اعتدى موجة من لهب او من دم فيما اقدمت واحجمت ولم يشتفي الثأر ولم تنتقمي اسمعي نوح واطربي وانظري دمع اليتامى وابصمي ودعي القادة في اهوائها - 00:10:39ضَ

كفانا في خسيس المغنم. ثم ياتي المقطع الذي يهز كل ذي ضمير. يقول فيه ربما معتصماه انطلقت ملء افواه الصبايا اليتم. لامست اسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم امتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل يحمل طهر الصنم لا يلام الذئب في - 00:11:09ضَ

ان يكن راعي عدو الغنم فاحبس الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيد الدرهم ثم يختم بهذه الخاتمة ايها الجندي يا كبش الفدا يا شعاع الامل المبتسم ما عرفت البخل بالروح اذا - 00:11:43ضَ

طلبتها غصص المجد الظمي بورك الجرح الذي تحمله شرفا تحت ظلال العلم وهذه قصيدة اخرى من قصائد عمر ابو ريشة ولكنها قصيدة فيها قصة. وقد اشتهرت وطارت شهرتها وهي قصيدته في الطائرة. وقد قدم لها بالقول - 00:12:09ضَ

كان في رحلة الى شيلي وكانت الى جانبه حسناء اسبانيولية احدثه عن امجاد اجدادها القدامى. العرب دون ان تعرف جنسية من تحدس ماذا قال فيها؟ وثبت تستقرب النجمة مجالا وتهادت - 00:12:38ضَ

اصحبوا الذيل اختيالا يصف الطائرة وحيالي غادة تلعب في شعرها المائج غنجا ودلالة قلعة الرية وشيء باهر. اجمال جل ان يسمى جمالا. فتبسمت لها فابتسمت واجالت في الحاظا كسالى وتجاذبنا الاحاديث فمن خفضت حسا ولا سفت خيالا - 00:13:02ضَ

كل حرف زل عن مرشفها نثر الطيبة يمينا وشمالا قلت يا حسناء من انت؟ ومن اي دوح افرع الغصن وطال قارنت شامخة احسبها فوق انساب البرايا تتعالى واجابت انا في اندلس جنت الدنيا سهولا وجبالا وجدودي المح الدهر - 00:13:36ضَ

على ذكرهم يطوي جناحيه جلالا بوركت صحراؤهم كم زخرت بالمروءات رياحا ورمالا. حملوا الشرق ثناء وتخطوا ملعب الغرب نضالا. فنم المجد على اثارهم وتحدى بعدما زالوا الزوالا هؤلاء الصيد قومي فانتسب ان تجد اكرم من قومي رجالا يختمون - 00:14:08ضَ

كخاتمته في كثير من قصائده ببيت هو بيت القصيد. يقول اطرق القلب وغامت اعيني برؤاها وتجاهلت السؤال تتحدث عن جدوده هي تتحدث عن جدودها ولا تعلم انها تتحدث عن جدودك - 00:14:41ضَ

وهذه قصيدة اخرى اختم بها حلقتي بعنوان لوعة وهي فعلا لوعة يقولها وقلبه يحترق سئل اعرابي لما كانت المرافي اصدق اشعاركم؟ فقال لانها لاننا نقولها وقلوبنا تحترق. يعبر شاعر ابو ريشة هنا عن قلبه المفترق بنمط من التعبير لا عهد لنا به في دنيا الرثاء الرهيب. انها رسالة - 00:15:07ضَ

تلقاها من اخته تحكي قصة فاجعة يقول فيها اختي لم اكن اجهله ان اختي دائما تكتب لي. حدثتني امس عن اهلي وعن مضض الشوق المنزل ما عساها اليوم لي قائلة اي شيء يا ترى لم تقلي وفضضت الطرس لم اعثر على - 00:15:41ضَ

غير سطر واحد مختزل فيه شيء عن علي مبهم ربما بعد قليل وتوقفت ولم اتمم وب رعشات الخائف المبتهل. وتراءى لي علي كاسيا من خيوط الفجر اسنى حللي. تسأل البسمة في مرشفه عن مواعيد انسكاب القبل. طلعة - 00:16:06ضَ

استقبل الدنيا بها ناعم البالي بعيد المأمل. كم اتى يشرح لي احلامه وامانيه على المستقبل؟ قال لي في كبرياء انه يعرف الدرب لعيش افضل. انه يكره اغلالي التي اوهنت عزمي وادمت ارجلي - 00:16:36ضَ

سوف يعطي في غد قريته خبرة العلم وجهد العمل وسيبني بيته في غابة تترامى فوق سطح وسأعتز به في غده واراه مثلا للرجل عدت للطرس. يقول عدت للطرس الذي ليس - 00:16:56ضَ

غير سطر واحد مختزل وتجالدت لعلي واجد فيهما يبعد عني وجلي واذا اقفل معناه على وهمي الضارع كل السبل غرقت عيناي في احرفه تهاوت مزقا عن انولي قلب اختي لم اكن اجهله. ان اختي دائما تحسن لي ما لها تنحرني - 00:17:16ضَ

نحرا على قولها مات ابنها مات علي لاحظوا كيف اختزل كل الرسالة واجيلها الى السطر الاخير. هي كتبت له مات علي فاتى بقصيدة كاملة ليختمها بذلك الخبر الذي حمل كل اللوعة التي شعر بها - 00:17:50ضَ

شاعرنا المرهف الحس عمر ابو ريشة. عمر ابو ريشة عالم من الشعر لا يمكن ان تكفي له حلق او حلقات ولكنه الوقت المخصص دائما يضطرنا الى ان ننهي الكلام هنا الكلام على هذا الشاعر النابغة واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه - 00:18:17ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:18:47ضَ