خطب الجمعة

هؤلاء أحبوا النبى صلى الله عليه وسلم

عمر المقبل

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك - 00:00:01ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم. الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها - 00:00:21ضَ

وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم - 00:00:41ضَ

ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق حديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ثم اما بعد فان مما جبل الله النفوس السليمة عليه محبته سبحانه - 00:01:01ضَ

ومحبة ما يحبه عز وجل. الا وان من احب الخلق الى الله سبحانه. واحضاهم عنده منزلة صفوة الخلق من الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ورأسهم وامامهم ورأس وامامهم ومقدمهم محمد صلى الله عليه وسلم. هذا النبي العظيم الذي ما ذكر - 00:01:31ضَ

الله في القرآن نبيا اكثر منه تارة باسمه وتارة بوصف النبوة والرسالة واخرى بظمان الخطاب والغيبة. هذا النبي العظيم الذي امتلأت قلوب اهل الايمان بحبه وهي لم تره. فكيف فلو رأته بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يختصر انس بن مالك رضي الله تعالى عنه هذا الحب - 00:02:01ضَ

تلك البركة التي كانوا يجدونها فيقول رضوان الله عليه لما كان اليوم الذي دخل في فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اضاء منها كل شيء. فلما كان اليوم الذي مات - 00:02:31ضَ

اظلم منها كل شيء. وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الايدي. حتى قلوبنا ايها الاخوة لقد تفنن السلف الصالح رظوان الله عليهم في التعبير عن محبته عليه الصلاة والسلام قولا وعملا فهذا الصديق رضي الله عنه حينما سئل عميراث ال بيته - 00:02:51ضَ

عليه الصلاة والسلام. اخبرهم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة ثم اقسم وهو الصادق رضي الله عنه لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احب اليه من - 00:03:21ضَ

قرابته رضي الله عنه وقال له عمر الفاروق مرة وهم في سفر يا رسول الله لانت احب والي من كل شيء الا من نفسي. فقال صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى اكون - 00:03:41ضَ

احب اليك من نفسك فقال له عمر فانه الان والله لانت احب الي من نفسي فقال قال صلى الله عليه وسلم الان يا عمر ولم تكن تلك المحبة مجرد دعوة بل جاءت مواقف كثيرة - 00:04:01ضَ

تختبر صدقها. ففي يوم احد وما ادراك ما يوم احد حينما حصل الانكسار وكر على المسلمين في ارض المعركة ارادوا شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم. فظهرت منهم البطولات - 00:04:21ضَ

عظيمة وسلو التاريخ وسلوا الصحاح والمسانيد. لتحدثكم عن سبعة من الانصار استماتوا في عنه صلى الله عليه وسلم لما احاط به المشركون حتى قتلوا عن اخرهم. وسنوا التاريخ عن يد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه التي شلت في احد من شدة صموده دفاعا عن رسول الله صلى - 00:04:41ضَ

صلى الله عليه وسلم بل سلوا التاريخ عن ظهره الذي امتلأ من السهام وهو مقوس بظهره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابوطلحة الانصاري رضوان الله عليه رجلا راميا شديد النزع - 00:05:11ضَ

يومئذ قوسين او ثلاثة وكان الرجل يمر ومعه النبل فيقول له عليه الصلاة والسلام انثره قال ابي طلحة ويشرف يشرف عليه الصلاة والسلام اي يرفع رأسه من اجل ان ينظر الى ارض المعركة يشرك - 00:05:31ضَ

صلى الله عليه وسلم لينظر الى القوم وابو طلحة يحميه ويدرأ عنه المشركين بالنبال اقول له يا رسول الله بابي انت وامي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك - 00:05:51ضَ

نحري دون نحرك. وكانوا رضي الله عنهم يتفقدون احوال النبي صلى الله عليه وسلم. ويتألم لالامه يبذلون في ذلك اغلى ما يجدون وانفسه. ففي غزوة الخندق رأى جابر رضي الله عنه - 00:06:11ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم جوعا وهو رسول الله رأى به جوعا فانكفأ الى امرأته. وقال هل عندك شيء؟ فاني رأيت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم خمصا شديدا. اي جائعا جوعا شديدا. وكان الا قد عصب على بطنه بالحجارة - 00:06:31ضَ

ولم يذب طعاما ثلاثة ايام حتى قال جابر لامرأته رأيت النبي صلى صلى الله عليه وسلم. حتى قال جابر لامرأة رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فهل عندك شيء؟ ثم ضيفه جابر فضيف النبي - 00:06:58ضَ

وصلى الله عليه وسلم وضيف النبي صلى الله عليه وسلم اهل الخندق كلهم على وليمة جابر التي طرحها الله فيها البركة. فاكلوا وشبعوا رضوان الله عليهم. وينطوي عصر الصحابة رضي الله عنهم - 00:07:28ضَ

وما تركته من اخبارهم اكثر واوفر. ليأتي عصر التابعين وتابعوا وتابعيهم. فتظهر النماذج المشرقة التي تعبر عما في القلوب من محبته صلى الله عليه وسلم. يقول مالك رحمه الله يصف شيخه - 00:07:48ضَ

ايوبا يصف شيخه ايوب السختياني رحمه الله. وقد حج معه حجتين. يقول كان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اي في حديثه بكى حتى ارحمه فلما رأيت منه ما رأيت - 00:08:08ضَ

اجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه هذه الصحبة من الامام ما لك لشيخه ايوب اثرت فيه تأثيرا عمليا في حياته وفي سيرته. حتى عبر احد طلاب الامام ما لك عن ذلك فقال يصف مجلس شيخه مالكا - 00:08:28ضَ

كان مالك اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب وذلك على جلسائه فقيل له يوما في ذلك كأنه عوتب. قال لو رأيتم ما رأيت لما - 00:08:48ضَ

علي ما ترون لقد كنت ارى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث الا يبكي حتى نرحمه. ولقد كنت ارى جعفر بن محمد. وكان كثير الدعابة والتبسم - 00:09:08ضَ

اذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على طهارة. اجلالا لحديثه صلى الله عليه وسلم. وهذا الحسن البصري ريحانة - 00:09:28ضَ

وسيد اهل البصرة لما حدث بحديث حنين الجذع الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما تركه صلى الله عليه وسلم حن الجذع حنينا سمعه من في المسجد فضمه رسول الله - 00:09:48ضَ

صلى الله عليه وسلم اليه حتى سكت. كان الحسن اذا حدث بهذا الحديث بكى رحمه الله ويقول يا عباد الله الخشبة تحن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا - 00:10:08ضَ

اليه بمكانه من الله فانتم احق ان تشتاقوا اليه. يا عباد الله خشبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا اليه بمكانه من الله. فانتم احق ان تشتاقوا اليه - 00:10:28ضَ

هذه ايها المؤمنون قطرة من بحر ورشفة ميا من اخبار السلف الصالح رضي الله عنهم الذي عبروا عن محبتهم وتوقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعظيم حديثه واداء حقوقه - 00:10:48ضَ

يفعلون ذلك حبا وديانة. يفعلونه وهم يستشعرون معاني الايات التي يقرؤونها في كتاب الله. يصف ربنا فيها رسوله صلى الله عليه وسلم يقرأون قوله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم - 00:11:08ضَ

عزيز عليهما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. يحبونه ويعظمون ويجلون امره ونهيه وهم يعون معنى النعمة الكبرى والمنة العظمى ببعثته حين يقرأ قوله سبحانه لقد من الله لقد من الله لقد من الله على المؤمنين - 00:11:28ضَ

بعث فيهم رسولا رسولا من انفسهم ماذا يصنع؟ واي منة هذه يتلو عليهم اياته؟ ويزكي فيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فلما تمكن الحب من قلوبهم وترجموا ذلك واقعا عمليا في حياتهم. فحكموا شريعته على انفسهم - 00:11:58ضَ

ظاهرا وباطنا دولا وافرادا حكاما وشعوبا اعزهم الله ومكن لهم في الارض وهابتهم الروم وهم في ديارهم وملكوا بهذا الدين رقاب الامم. ودانت لهم الممالك والامصار. فلما خف هذا الميزان العملي في الامة على مستوى الدول والحكام والافراد الا من شاء الله نقصت هيبة الامة - 00:12:28ضَ

تفرقت وتمزقت ولا سبيل لعودة تلك الحال او قريبا منها الا بالعودة الى السبب الذي نالوا به عزهم وقوتهم وهيبتهم. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل - 00:12:58ضَ

ممن يكون سببا في عز دين نبيك يا رب العالمين. قول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. الحمد لله على احسانه - 00:13:18ضَ

والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. تعظيما لشأنه اشهد ان نبينا وامامنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله. الداعي الى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى - 00:13:38ضَ

على اله واصحابه واخوانه اما بعد. فحينما نتحدث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي اصل من اصول الايمان الذي لا يصح الا بها. فان من واجب مدعي محبته ان يترجم هذه الدعوة بالعمل - 00:13:58ضَ

لقد ادعاها اناس اول الرسالة فجاء الوحي يقطع على المتمنين امانيهم الا بالبرهان الواضح فقال سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله الغفور الرحيم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين - 00:14:18ضَ

هكذا يستمر هذا الجواب الى يوم القيامة على كل مدعي. فمن ادعى محبته دولا او افرادا او حكاما او شعوبا فلتظهر اثار محبتهم عليه. فلتظهر اثار محبتهم عليهم في المظهر والمخ - 00:14:48ضَ

في السمت والاخلاق في الاقوال والافعال في الخلوات والجلوات. ايها المحبون لرسولكم صلى الله عليه وسلم هل يليق بمن يحبه ان يتشبه باعدائه؟ وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم من - 00:15:08ضَ

تشبه بقوم فهو منهم ففتشوا معشر المسلمين. فتشوا معشر الشباب فتشنا يا معشر الفتيات والنساء عموما فتشوا في سمتكم فتشوا في لباسكم فتشوا فيما تأتون وما تذرون. ما الذي يوافق السنة؟ وما الذي - 00:15:28ضَ

تخالفها ما الذي يحصل به التشبه باعداء الله تعالى؟ فان تمام المحبة ان تتركوا كل ذلك اتباعا لمن احببتموه. الذي قال لكم ومن تشبه بقوم فهو منهم. ثم اعلموا يا عباد الله - 00:15:48ضَ

ان كل معصية وان دقت فهي خدش في جدار المحبة النبوية. فان كثرت الخدوش فيوشك ان تتشوه صورة الجدار ومنظره. اللهم يا من مننت علينا باتباع هذا النبي ونحن لم نسألك. بل تكرمت - 00:16:08ضَ

ومننت باتباعه اللهم فاحيينا على ملته. اللهم وتوفنا على ملته. اللهم اجعلنا من واجعلنا من حملة شريعته. اللهم يا حي يا قيوم اللهم وادخلنا في شفاعته. واوردنا حوضه واحشرنا في زمرته مع الذين انعمت عليهم من النبيين - 00:16:28ضَ