Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد سنواصل ايها الاخوة والاخوات حلقاتنا في تدبر مقاصد سور القرآن الكريم - 00:00:00ضَ
وانتهينا من سورة الرعد وتأتي بعدها سورة إبراهيم وما ان يذكر ابراهيم عليه الصلاة والسلام الا ونشعر بالاخلاص والتوحيد التام لله جل وعلا لو تتأمل في سورة إبراهيم قد تظن ان الله تعالى سيذكر فيها مشهد تكسيرا للاصنام - 00:00:18ضَ
او ذبح لابنه اسماعيل يعني عزمه على ذبح ابنه اسماعيل عليه الصلاة والسلام لكن ما ترى شيئا من هذه المشاهد التي تتعلق تألقا واضحا بالتوحيد وانما الامر الذي برز في سورة ابراهيم - 00:00:48ضَ
ذلك الدعاء الخاشع لابراهيم عليه الصلاة والسلام هذه المناجاة العظيمة في اخر السورة ولو تتفكر في هذه المناجاة اه لا بأس ان نقدمها هنا حتى نفهم مقصود السورة ولماذا سميت بسورة ابراهيم - 00:01:05ضَ
تجد انها تقوم هذه المناجاة على شكر نعمة الله تعالى ذكر في بداية دعائه سؤال الله تعالى اعظم نعمتين واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام نعمة الامن - 00:01:23ضَ
ونعمة التوحيد ثم تأمل دعاء كله شكر لله. ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون - 00:01:45ضَ
وتأمل كيف يقول الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء الى اخر دعائه في هذا فهذا يكشف لنا عن امر عظيم وهو ان تحقيق التوحيد والعبودية لله انما يكون بشكر نعمة الله جل وعلا - 00:02:04ضَ
بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ولذلك تأمل في سورة إبراهيم برز فيها الحث على الشكر وشكر النعمة هو الذي يثبتها ويزيدها ولذلك ايضا تأمل اه ظهر في هذه السورة - 00:02:26ضَ
اه موضوع الثبات على اه دين الله جل وعلا وكذلك تأمل في علاقة هذه السورة بسورة الرعد. سورة الرعد عرفنا آآ انها جاءت آآ تذكر قوة براهين الرسالة براهين التوحيد والبعث - 00:02:46ضَ
فما دام ان البراهين واضحة اذا براهين قوية اذا الرسالة ستكون اوظح رسالة لان ادلتها اقوى الادلة ولذلك ايضا نجد موضوع الوضوح في هذه السورة. وضوح دعوة الرسل تأمل في بدايتها بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز - 00:03:05ضَ
تأمل اه في قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه وتكون الحجة واضحة قائمة الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء لان الهداية بيده وحده جل وعلا وهو العزيز الحكيم - 00:03:31ضَ
ولقد ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور لان الدعوة واضحة لكن تأمل سورة إبراهيم كما عرفنا سورة شكر قال وذكرهم بأيام الله. ان في ذلك لايات لكل صبار شكور. فامتثل موسى - 00:03:51ضَ
امر الله تعالى وذكر قومه بنعمة الله اذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون الى اخر الايات. وتأمل في قوله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم - 00:04:09ضَ
ولئن كفرتم ان عذابي لشديد نسأل الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته بالشكر الله تعالى يثبت لنا النعم يزيدها ويبارك لنا فيها تأمل في وضوح دعوة الرسل - 00:04:27ضَ
قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض وتأمل يعني في ان هذه الرسالة نعمة من الله على رسله. قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده - 00:04:44ضَ
اه وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا الامر واضح وبين وهكذا تأتي ايات في الوعيد والانذار ثم يعني انظر الى عدم الثبات اعمال الكفار كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف - 00:05:04ضَ
ولما ذكر الله تعالى في هذه السورة آآ ابا الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام امام الموحدين. بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر رأس الشياطين ابليس وخطبته في اهل النار - 00:05:31ضَ
وتأمل في هذا المثل لكلمة التوحيد الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون - 00:05:52ضَ
ما دام ان هذه الدعوة واضحة اذا لابد ان تكون ثابتة يعني وراسخة في القلب ويظهر اثرها على الاعمال تأمل في المقابل آآ ايضا تأمل في قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:06:09ضَ
الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار لما اشركوا بالله جل وعلا ثم يذكرنا الله يذكرنا الله تعالى بنعمه الله الذي خلق السماوات والارض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره وسخر لكم الانهار - 00:06:27ضَ
وسخر لكم الشمس والقمر دائبين. سخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان انسان لظلوم كفار وتأتي مناجاة ابراهيم في شكر نعمة الله تعالى - 00:06:48ضَ
في المقابل يعني يذكر الله تعالى عقابه للذين ظلموا واتأمل يعني الى موظوع ايظا الثبات حتى المشاهد يوم القيامة تتعلق بهذا. يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات رسول الله الواحد القهار - 00:07:04ضَ
وهكذا الى ان تختم السور بقول الله تعالى بقول الله تعالى هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا ان ما هو اله واحد هذه خلاصة السورة توحيد الله جل وعلا لان الشكر - 00:07:32ضَ
حقيقته تحقيق العبودية لله ما يكون الانسان شاكرا لله الا اذا عبد الله تعالى واستقام على طاعته وصرف نعم الله عليه في ما يقربه الى ربه جل وعلا لذلك يحقق المسلم شكر الله تعالى اذا عبد الله وحده وشكر الله وحده وليعلموا انما هو اله واحد وليذكروا - 00:07:48ضَ
الالباب ثم تأتي اخر سورة في اه يعني من سور الف لام راء وهي سورة الحجر واصحاب الحجر هم قوم ثمود آآ تأمل هذه السورة والله اعلم من ابرز مقاصدها التحذير - 00:08:12ضَ
من طول الامل ما دام ان الدعوة واضحة والادلة قوية فلماذا يعرض كثير من الناس عن دعوة الرسل ستأتي هذه السورة تحذر من سبب الاعراض وهو طول الامل آآ الالتهاب الدنيا - 00:08:35ضَ
تأمل في قوله تعالى هنا اه الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين يتمنون لو انهم كانوا مسلمين لكن قال ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون - 00:08:58ضَ
وطول الامل من اعظم الصوارف التي تصرف الانسان عن عبادة الله تعالى والتوبة الى الله يريد ان يتوب يأتيه الشيطان يزين له. يقول لك لا تزال شابا تمتع بشهواتك ثم بعد ذلك تتوب ويفجأه الموت - 00:09:21ضَ
اه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين حب الدنيا وطول الامل وجاءت هذه السورة تحذر من اه طول الامل تتأمل ويلههم الامل فسوف يعلمون. وذلك - 00:09:38ضَ
اه تجد ان هذه السورة برز فيها ان كل شيء عند الله تعالى له حد محدود وقدر موزون يقول وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون - 00:09:57ضَ
اما ان الانسان يطيل في امله ويظن انه سيخلد انه ليس لعمره حد فهذا غرور واماني اه وهكذا يعني يذكر اه شيئا من معارضة الكفار لاقوام لرسلهم اه وتأمل يعني في الايات الكونية التي ذكرت هنا - 00:10:12ضَ
تجد اه انها يعني كما مر معنا ان كل شيء عند الله تعالى له قدر معين. تأمل وانبتنا فيها من كل شيء موزون تأمل وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم - 00:10:36ضَ
هذا كله من حكمة الله تعالى. ذكر الله تعالى خلق آآ يعني قصة ادم عليه الصلاة والسلام وابليس وتأمل يعني برز فيها قول الله تعالى قال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض - 00:10:55ضَ
ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. هذا يتناسب مع قوله ذرهم يأكل ويتمتعوا ويلهيهم الامل ابليس من اعظم اسباب التزيين بطول الامل آآ زينة الدنيا اه وتأمل هنا في ما ذكر ابواب النار قال لها سبعة ابواب. اما امور معينة دقيقة لكل باب منهم جزء مقسوم - 00:11:12ضَ
ثم تأمل في المقابل آآ كيف يذكر آآ اهل الجنة ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين ونزعنا ما في صدورهم من غبين كلن اخوانا على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين - 00:11:41ضَ
يعني سبحان الله كأنه يعني مهما امل المسلم في هذه الدنيا تأمل ان يعيش حياة طيبة ليس فيها نصب او شقاء. الدنيا دار ابتلاء هناك في الجنة الامان هناك في الجنة - 00:11:58ضَ
اه السرور والنعيم لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرج وايضا تأمل كيف السورة تذكر قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما بشروه اه غلام عليم تأمل في قول الله تعالى قالوا بشرناك بالحق - 00:12:18ضَ
فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون يعني المسلم امله بالله قوي وكبير ما هي قنط من رحمة الله؟ قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون - 00:12:40ضَ
ذكر يعني اهلاك قوم لوط وتأمل كيف قال الله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يأمهون. انظر السكرة هذي تشبه طول الامل والاغترار بالدنيا والامال فيها حتى انه كالسكران وذكر الله تعالى - 00:12:57ضَ
يعني اهلاك لهذه الامم المكذبة ومنهم قوم آآ صالح وهم اصحاب الحجر سميت السورة باسمهم تأمل ما الذي برز فيها ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين - 00:13:17ضَ
تأمل يعني هذا الذي برز في قصتهم هذه الصفة. وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين. يعني غرتهم مساكنهم وجبالهم وظنوا انها ستدفع عنهم العذاب وانهم يعيشون فيها امنين وقد طال بهم الامل في الدنيا وفي نعيمها - 00:13:39ضَ
كما هو معروف عن اه ثمود لكن فاخذتهم الصيحة مصبحين فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون تربط السورة يعني كل ما تقدم بالغاية التي خلقنا لاجلها وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق. توحيد الله جل وعلا - 00:14:02ضَ
وان الساعة لاتية نعم كل شيء له حد الدنيا تنتهي وتأتي الساعة اصفح الصفح الجميل ان ربك هو الخلاق العليم. وتأمل هنا لما ذكر الله تعالى نعمته على نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم. تأمل - 00:14:24ضَ
كيف جاء اه مناسبا لمقصود السورة؟ ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم خص السبع المثاني يعني ايات او سور محددة معينة بالعدد وكما هو معلوم في التفسير سبعا من المثاني يعني سورة الفاتحة لانها سبع ايات تكرر في كل ركعة تثنى في كل ركعة - 00:14:41ضَ
وايضا قيل هي السبع الطوال الاول والله اعلم آآ وهكذا يعني تأمل يذكر الله تعالى دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وحث على الدعوة الى الله تعالى والصدع بالحق - 00:15:07ضَ
ونحن في اخر سورة تتعلق يعني الرسالة الف لام راء قال فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين. انا كفيناك المستهزئين الذين مع الله اله اخر فسوف يعلمون ثم تأمل اعظم تسلية وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم للرسل عموما وللمؤمنين عموما - 00:15:22ضَ
قال ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون طيب كيف تثبت ويزول عنك الضيق والهم وتعيش في نشاط متجدد دائما وتحرص على الدعوة الى الله تعالى دائما وما تيأس قال فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين - 00:15:42ضَ
هذا الزاد اعظم زاد في طريق الدعوة الى الله تعالى بل في الدنيا كلها تسبيح الله وحمده كثرة ذكر الله تعالى هو الذي يطمئن القلوب واعظم عبادة الصلاة. والتي صلة بالله واعظم ما فيها السجود لله. اعظم اركانها العملية. السجود لله تعالى - 00:16:07ضَ
اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لهذا قال وكن من الساجدين هذي الصلة بين العبد وربه تبعث في قلب العبد السكينة والطمأنينة. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين - 00:16:28ضَ
ونحن الان في هذه الايام ايام انتشار هذا الفيروس كورونا اه قد يشعر بعض الناس بهم وخوف وقلق فما اجمل ان يتذكر هذه الايات ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. عموما اي ضيق - 00:16:42ضَ
علاجه ماذا؟ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين علينا ان نشغل اوقاتنا في بيوتنا بكثرة ذكر الله والصلاة علينا ان نكثر من الصلاة. لا ان نقضي الاوقات الطويلة في بيوتنا في القيل والقال مشاهدة التلفاز - 00:17:03ضَ
اللعب واللهو الاكل والشرب بالعكس هذه الايام ايام الله تعالى يحب فيها التضرع يحب فيها الانكسار فيها الاستكانة كما قال الله تعالى فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا فهذا الذي يطمئن القلب - 00:17:23ضَ
فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وتأمل كيف ختمت السورة الامل الذي يعيش عليه المسلم الى ان يلقى ربه واعبد ربك بعبادة الله تعالى المستمرة حتى يأتيك اليقين. لا لكل شيء حد ونهاية - 00:17:43ضَ
هذا الامل مهما طال سيقطعه الموت كم يؤمل الناس من امال ويفجأهم الموت المسلم اه يعرف هذه الحقيقة فيكون مستعدا لهذه النهاية في حياته لعبادة الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين - 00:18:10ضَ
وهذا ما يكون الا اذا داوم المسلم على عبادة الله تعالى بهذا يكون مستعدا في اي لحظة في لحظة يأتيه الموت اما ان يأتيه وهو ساجد وهو في صلاته. وهو يذكر ربه وهو يتلو كلام الله تعالى وهو قائم في الليل يصلي - 00:18:31ضَ
سيكون مستعدا يأتيه الموت وهو صائم في نهاره لانه مستمر في عبادة الله فيأتيه الموت على طاعة كم له من البشريات اذا مات على طاعة الله تعالى وختم له بالخاتمة الحسنة. تنزل عليه الملائكة وتبشره - 00:18:49ضَ
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. فنسأل الله تعالى ان يحسن خاتمتنا. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. ونحن لا نزال مع الجزء الرابع عشر لكن ان شاء الله لعلنا - 00:19:09ضَ
يعني نتدارك اه ما سيأتي من اجزاء اه في حلقات اه قادمة ان شاء الله نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:21ضَ