Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل حلقاتنا في برنامجنا هذا خلق الله. وقد مر معنا في الحلقة الماضية - 00:00:03ضَ
الحديث عن مراحل خلق الانسان في بطن امه وتطوره وعناية الله تعالى به واليوم نقف وقفة ظاهرة مع بديع تركيب الانسان في اعضائه الظاهرة والله تعالى قد اقسم على حسن خلقك ايها الانسان في كتابه فقال - 00:00:23ضَ
لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم والانسان اذا تفكر في خلق نفسه استحى من ربه جل وعلا كيف خلقك الله تعالى في احسن صورة وركب بدنك احسن تركيب. يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم - 00:00:46ضَ
الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك فهذا يبعث في قلوبنا الحياء من ربنا جل وعلا يثير في قلوبنا محبة الله تعالى والاقبال على شكره وعبادته. تعالوا - 00:01:09ضَ
في هذا التأمل اللطيف الوجيز في خلق الانسان تأمل كيف جعل الله تعالى رأسك عاليا على بدنك لان فيه الحواس الخمس والالات الادراك من السمع والبصر والشم والذوق تأمل كيف جعل عينيك - 00:01:29ضَ
وهما الة البصر في مقدمة الوجه ليكونا كالطليعة والكاشف للبدن وهذه العين خلقها عجيب سبحان الله هذه العدسة الصغيرة ينطبع فيها ما بين السماء والارض والمشرق والمغرب يقولون العين الواحدة - 00:01:50ضَ
ما يقارب مئة واربعين مليون مستقبل للضوء ثم تأمل كيف جعلهم الله تعالى في داخل التجويف حتى اه يحفظ العين ثم جمل العينين بالاجفان غطاء لهما وحفظا وزينة والاجفان العين من الاذى - 00:02:13ضَ
والغبار والحرارة والبرودة المؤذية ثم غرس في اطراف تلك الاجفان الاهداب اللطيفة هذه الشعيرات جمالا وزينة وحفظا ثم تأمل كيف شق الله تعالى لك السمع خلق لك الاذنين آآ جعل الاذنين - 00:02:40ضَ
على جانبي الرأس ليكون امكن في تجميع الاصوات مع ما في ذلك من التناسب والجمال والا لو تخيل لو تخيلت مثلا ان الاذنين على اه في في اه وسط اه اه الوجه - 00:03:03ضَ
والعينين في جانبي الرأس كيف سيكون شكل الانسان ولن تؤدي هذه الاعضاء ووظائفها على الوجه الاكمل ثم تأمل في صوان الاذنين كيف خلقه الله تعالى بهذه التجاعيد التي تجمع الاصوات - 00:03:22ضَ
وجعل الاذن مجوفة كالصدفة تجمع الاصوات ثم نصب سبحانه جل وعلا في وسط الوجه قصبة الانف فاحسن شكله وهيئته وفتح فيه المنخرين واودع فيهما حاسة الشم تدرك انواع الروائح الطيبة - 00:03:44ضَ
والخبيثة والنافعة والضارة استنشق به الهواء وجعله الله تعالى مصبا تنحدر اليه فضلات الدماغ تأمل كيف حجز بين آآ جانبي الانف بحاجز حكمة منه ورحمة اذا نزلت الفضلات فضلات الدماغ من مجرى لم ينسد المجرى الاخر فيبقى للنفس. وايضا - 00:04:08ضَ
لو عرضت افة لمجرى اه من مجاري الانف فيبقى الاخر مفتوحا للتنفس وهكذا كان يعني وجود انفين في الوجه لا يليق ابدا بجمال الانسان. فجعله انفا واحدا عظوا واحدا لكن كانه عبارة عن عظوين - 00:04:34ضَ
وتأمل كيف شق الله تعالى لك الفم في احسن موضع واليقه واودع فيه عجائب الايات جعل في هذا اللسان الذي هو ترجمان القلب وجعله مصونا مستورا فانه من الطف الاعضاء والينها - 00:04:59ضَ
ثم تأمل كيف زين الفم بالاسنان وجعل بعضها كالرحا وهي الاضراس للطحن وبعضها الة القطع وجعل بعضها محددة الرؤوس للتمزيق كالانياب وهكذا جعلها متناسقة كأنها الدر المنظوم ثم تأمل كيف غطى فمك بالشفتين جمالا وزينة وكذلك يتم - 00:05:21ضَ
اه بالشفتين اخراج بعض الحروف وجعلهما لحما صرفا لا عظم فيه. حتى يسهل عليك مص الشراب ويسهل آآ فتحهما واغلاقهما الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين وتأمل في حكمة الله تعالى - 00:05:51ضَ
كيف جعل في هذا الوجه وفي هذه الاعضاء انهارا نهرا مرا ونهرا مالحا ونهرا عذبا جعل ماء الاذن مرا حتى اه يحفظ الاذن من الهوان المؤذية والحشرات التي قد تدخل - 00:06:15ضَ
فيقتلها هذا الماء المر ثم جعل ماء العينين مالحا لان العين شحمة قابلة للفساد فجعل ماءها مالحا هذا الدمع ليحفظها ثم تأمل في الفم جعل الماء الذي فيه عذبا هذا اللعاب لتدرك به طعوم الاشياء - 00:06:37ضَ
وهكذا لا تشعر بالمرارة في فمك ثم تأمل كيف زين الله تعالى رأسك بالشعر. جعله لباسا له لاحتياجه اليه. ويحميه من الحرارة والبرودة المؤذية ثم زين الوجه بما انبت فيه من الشعور المختلفة الاشكال - 00:07:04ضَ
الحاجبان جمال ووقاية للعين. لما ينحدر من الجبهة او الرأس وقوسهما قوس الحاجبين واحسن خطهما وزين العينين بالاهداب وزين الرجل باللحية التي هي كمال ووقار ومهابة للرجال حتى كانت امنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول والذي زين الرجال باللحى وكذلك الشارب فوق - 00:07:25ضَ
زينة وجمالا وانظر الى اليدين اليد الة الانسان وسلاحه فقول الله تعالى اليدين وجعلهما بجانبي الجسم بحيث يصلان الى ما يشاء من بدن الانسان وتأمل كيف جعل نهايتهما الكف جعله عريظا - 00:07:58ضَ
تمكن الانسان من القبض والبسط وقسم هذا الكف الى هذه الاصابع يد الانسان وكفه من اعجب الالات حتى لو اجتمع الاولون والاخرون والمفكرون والاذكياء على ايجاد الة تقوم بهذه الاعمال التي تقوم بها اليد ما استطاعوا ان اه يأتوا بمثل هذه الالة. تأمل في الاصابع في اختلاف - 00:08:26ضَ
وفي تقسيمها وجعل الابهام يدور على الجميع وركب الاظفار في نهايتها جمالا وزينة. وتلتقط بها الاجسام الدقيقة وتحتاجها في حك بدنك وهكذا اليد تتكيف مع سائر الاعمال اه تسلم كفك اه تقبض بهما - 00:08:56ضَ
وتفتح بابا اه تفتح كتابا تقلب صفحات الكتاب تقطع اليدين تشد بهما وتمسح بهما يعني وتحمل بهما الاثقال. وهكذا يعني تمسك قلما وتكتب به فسبحان الله يعني اه فيها هذا التكيف السريع والعجيب مع يعني اه الاعمال الكثيرة التي يقوم بها الانسان - 00:09:26ضَ
ثم انظر في آآ رجليك وقدميك كيف الله تعالى خلق هذه الرجل بالفخذ والساق والقدم هكذا تتكيف مع اه يعني المشي والقعود والقيام بكل سهولة وجعل الله تعالى يعني هذه المفاصل في ظهرك وفي اعضائك حتى تستطيع ان تتحرك تنحني وتتحرك - 00:09:59ضَ
وتجلس وتنام وتقوم بكل سهولة قال قتادة رحمه الله تعالى في قول الله تعالى وفي انفسكم افلا تبصرون من تفكر في خلق نفسه علم ان ما لينت مفاصله للعبادة سبحان الله هذا الجسم مهيأ - 00:10:28ضَ
بعبادة الله تعالى الركوع والسجود بين يدي الله والقيام بين يديه حتى اليدان هكذا ترفعهما استسلاما لله وتضع اليمنى على اليسرى وترفعهما في الدعاء اه سبحانه جل وعلا تبارك الله احسن الخالقين - 00:10:50ضَ
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتفكرين في خلقه جل وعلا وان يجعلنا من الشاكرين. والله الانسان يتفكر هذا التفكر اللطيف والوجيز في بدنه آآ هذا يجعله والله يستحي من ربه كيف بعد ذلك تعصي الله؟ كيف بعد ذلك تغفل عن ذكره وشكره؟ كيف بعد ذلك - 00:11:14ضَ
لا تطيعه فنسأل الله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى. وهذا الكلام اختصرته من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة وله كلام مطول في التفكر في خلق الانسان وكذلك المخلوقات - 00:11:39ضَ
ولعله يأتي معنا ايضا في الحلقات القادمة التفكر في الاعضاء الباطنة للانسان فهي اعجب ويعني اعظم ولعله يأتي معنا شيء من هذا نسأل الله تعالى ان يوفقنا التفكر في مخلوقاته وان يزيد - 00:12:00ضَ
كان بذلك ايمانا وطاعة وقربا من ربنا جل وعلا. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:12:24ضَ