Transcription
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد اية ورب الكعبة تملأ القلب الحي - 00:00:00ضَ
الرهبة والجلال لذي العظمة والجمال والكمال والجلال يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا هذا تحذير اخر لتستعد كل نفس عاقلة بصيرة حكيمة في هذا اليوم العظيم الذي ستقف فيه بين يدي الملك الحق - 00:00:28ضَ
مجردة من كل شيء من الملك والجاه السلطان والمناصب والمراكز والاموال والقبيلة والعشيرة تقف مجردة من كل شيء الا مما قدمته في هذه الحياة الدنيا من الخير او الشر من العمل الصالح او العمل الطالح - 00:00:56ضَ
فستراه محضرا امام عينيها وبين يديها بل كم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله اياها وكم من مصيبة قد كنت اخفيتها اظهرها الله لك وابداها يا حسرة قلبك وقتها - 00:01:23ضَ
على ما فرطت في دنياك من طاعة مولاك وتجرأت فيه بمعصية الله تبارك وتعالى في الخلوة والجلوة وتسعد النفس بكل خير قدمته وتود ان لو كانت اكثرت منه وتبتئس وتحزن - 00:01:45ضَ
وتتألم وتتحسر وتندم كل نفس اساءت لانها سترى عملها السيء حاضرا وملازما لها وتود في هذا الوقت العصيب الرهيب لو ان بينها وبين هذا العمل السيء ابدا اي زمنا بعيدا او مكانا بعيدا. فالامد - 00:02:10ضَ
غاية الشيء ومنتهاه والفرق بين الامد والابد ان الابد مدة من الزمان ليست محدودة اما الامد فمدة لها حد مجهول يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا يا لها من سعادة - 00:02:41ضَ
يا له من فرح يا له من سرور يرى صلاته بعد توحيده وارى زكاته بعد صلاته ويرى صيامه ويرى حجه ويرى بره بوالديه ويرى احسانه الخلق ويرى ادبه ويرى صدقته - 00:03:01ضَ
ويرى عمله الصالح فيود ان لو اكثر منه نعم ويرى عمله السيء يرى الشرك والنفاق والرياء والكذب والظلم والافتراء والحسد والحقد والبغض الى غير ذلك من هذه الاعمال السيئة من افساد في الارض - 00:03:18ضَ
واضرار للخلق اود ان لو كان بينه وبين هذا العمل زمانا بعيدا ومكانا بعيدا بحيث لا يراه لانه صار كل شيء قد سطر عليه في كتاب عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى - 00:03:43ضَ
لذا يحذر الحق تبارك وتعالى مرة اخرى بذاته المقدسة فيقول جل جلاله ويحذركم الله نفسه احذروا موالاة الكافرين واحذروا عمل المفسدين واحرصوا على عمل المؤمنين الصادقين الطيبين افعلوا الخير وابتعدوا عن الشر - 00:04:05ضَ
اعملوا صالحا ولا تعملوا طالحا ولكن اعجب ورب الكعبة في ختام هذه الاية العظيمة واقف خاشعا بين يدي الهي وسيدي ومولاي جل جلاله مع انه سبحانه وتعالى يحذر من امر عظيم - 00:04:31ضَ
ومن معصية جليلة كبيرة تقدح في عقيدة الولاء والبراء تقدح في عقيدة التوحيد الا وهي قضية والبراء ومع ذلك يختم الحق تبارك وتعالى الاية العظيمة بقوله والله رؤوف بالعباد فضلا منه جل جلاله - 00:04:56ضَ
ولطفا ورأفة ورحمة واحسانا والله رؤوف بالعباد ختام عجيب وقد بينت قبل ذلك معنى الرأفة وهي ارق صور الرحمة وهي ارق صور الرحمة والله رؤوف بالعباد العباد لم يقل الله رؤوف بالمؤمنين بل بالعباد - 00:05:20ضَ
نعم بل لقد حكم عليهم ووصفهم بالاسراف الذنوب والمعاصي ومع ذلك نسبهم عبادا له جل جلاله وقال سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله - 00:05:53ضَ
قل يا عبادي الذين نسبهم عبادا اليه مع اسرافهم على انفسهم بالذنوب والمعاصي قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. والله اقف - 00:06:16ضَ
امام ختام هذه الاية مستشعرا عظمة ربي وجلال ربي ورحمة ربي ورأفة ربي ولطف ربي واحسانه وبره وجوده وفضله له بعباده فهو الذي خلقهم وهو وحده الذي يعلم ضعفهم ووحده القادر على جبر كسرهم. ووحده القادر على ان يغفر ذنوبهم. وهو الذي يحب ان تتجلى اسماء - 00:06:32ضَ
جلاله وصفات كماله كسب الرؤوف واسم رحيم واسم الرحمن واسم الودود الى غير ذلك من اسماء جمال والجلال وصفات الجلال والجمال والكمال هددوا يوما اعرابيا هددوا يوما اعرابيا وقال له انك ستموت - 00:07:04ضَ
سترجع الى الله خلي بالك انك ستموت وستبعث وسترجع الى الله وتقف بين يديه جل وعلا. فرد هذا الاعرابي ردا عجيبا مبهرا. فقال لهم تهددونني تهددونني وتخوفونني بمن لم ارى الخير الا منه - 00:07:29ضَ
ايه البلاغة دي ؟ ده اعرابي ده ولا فقيه؟ ده اعرابي ولا عالم اتهددونني وتخوفونني بمن لم ارى الخير الا منه. جل جلاله والله رؤوف بالعباد ان الاية يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله - 00:07:59ضَ
الختام يبقى والله رؤوف بالعباد هل تدبرت هل عشت حلاوة القرآن ولذة القرآن وجلاله والرأفة هي ارق صور الرحمة كما قال القرطبي رحمه الله قال الحسن المصري رحمه الله من رأفته - 00:08:28ضَ
بعباده حذرهم نفسه ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد من رأفته بعباده حذرهم نفسه وقال احد اهل الفضل هو جل وعلا رحيم بخلقه يحب لهم ان يستقيموا على منهجه وعلى صراط مستقيم - 00:08:59ضَ
ودينه القويم وعلى ان يتبعوا رسوله الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم ولذا ختم الله تبارك وتعالى الاية بقوله والله رؤوف بالعباد والرأفة هي ارق الرحمة وربما لما يسمع مني - 00:09:22ضَ
بعض المؤمنين هذا ربما يدعوهم ذلك الى التواكل والاتكال على عظيم رحمة الكبير المتعال وعلى عظيم رأفته بخلقه وعباده وهنا انزل الله جل جلاله اية المحنة او اية المحبة لاولئك الذين يزعمون - 00:09:45ضَ
وما ايسر الزعم وما اسهل الدعوة لاولئك الذين يزعمون انهم يحبون الله ويحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت اية للاختبار العملي نعم للاختبار العملي سماها بعض السلف باية المحنة - 00:10:15ضَ
وبعضهم باية المحبة وهي الاية الحادية والثلاثون من ايات سورة ال عمران قال جل وعلا قل قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني - 00:10:44ضَ
من؟ اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحببكم الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم محبة الله عز وجل هي اصل الدين - 00:11:07ضَ
شطر العبودية العبودية شطران هي كمال الحب مع كمال الذل المحبة نصف العبودية لكن لابد معها من الذل والانقياد والانكسار بين يدي العزيز الغفار فمحبة الله عز وجل هي اصل الدين - 00:11:34ضَ
وشطر العبودية وهي اوجب الواجبات وبكمالها يكمن الايمان بكمال المحبة مع الانقياد يكمن الايمان المحبة هي غذاء الارواح وهي سعادة القلوب وقرة العيون قال شيخ ابن القيم لله دره واذا غرست - 00:12:00ضَ
شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم اثمرت كل انواع الثمار واتت اكلها كل حين باذن ربها فهي شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء متصل بسدرة المنتهى - 00:12:35ضَ
الله اقول الكلمتين دول مرة تانية فلم يكتب باغلام ماء الذهب قال واذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم اثمرت كل انواع الثمار - 00:13:02ضَ
واتت اكلها كل حين باذن ربها فهي شجرة اصلها ثابت وفرعها السماء متصل بسدرة المنتهى وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى المحبة هي ميل النفس الى الشيء لكمال فيه اي في ذات الشيء المحبوب - 00:13:22ضَ
والعبد اذا علم ان الكمال الحقيقي ليس الا للرب العلي جل جلاله. وان كل ما يراه كمالا في نفسه او في غيره فهو من الله والى الله وبالله لم يكن حبه في الحقيقة الا لله. وفي الله. وذلك يقتضي - 00:13:49ضَ
ان يطيع العبد ربه لذا فسرت المحبة بارادة الطاعة واستلزمت بل ولا تصح ولا تقبل الا بهذا اللازم الا وهو اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالاية الكريمة عامة - 00:14:15ضَ
وحاكمة على كل من زعم وادعى محبة الله عز وجل فوضعهم الحق سبحانه امام علامة عملية ومحك عملي حقيقي. يبين صدق محبتهم للرب العلي انا وهو اتباع الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم. فمن ادعى محبة الله وهو مخالف لرسول الله صلى الله عليه - 00:14:34ضَ
فهو كاذب الا يكفي في ادعاء هذه المرتبة العالية مجرد الدعوة. بل لابد من الصدق لابد من الصدق وعلامة الصدق اتباع الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. فمن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة - 00:15:02ضَ
صادقة فمحبته تابعة لمحبة هذا العبد لربه ومن اطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اطاع الله جل جلاله وصار حينئذ باتباعه لرسول الله وامتثاله لامره واجتنابه لنهيه ووقوفه عند حده صار بهذا اهلا - 00:15:22ضَ
لمحبة الله له ومحبة الله للعبد امر تقف امامه كل مفردات اللغة تقف ورب الكعبة عاجزة عن تصويره ان يحب الملك القدوس جل جلاله. المحيط بصفات والجلال والجمال ان يحب عبدا. فماذا لو احب الله تبارك وتعالى عبدا - 00:15:46ضَ
من عباده قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ماذا لو احب الله عبدا من عباده؟ والجواب في اللقاء المقبل ان شاء الله ان قدر البقاء واللقاء. وصلى الله - 00:16:12ضَ
الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:16:29ضَ