Transcription
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة - 00:00:19ضَ
وكل ضلالة في النار اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم العالمين انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم - 00:00:41ضَ
العالمين انك حميد مجيد. فاذا اردت ان تسترق قلب انسان فاحسن اليه قال تعالى الجزاء الاحسان الا الاحسان اي لا ينبغي ان يكون جزاء الاحسان الا من جنسه احسان لابد ان يقابله احسان - 00:01:03ضَ
والاحسان كما قلت بالاحسان يسترق المرء قلوب الخلق يعني شف حديث ابي هريرة وهو في الصحيحين قال ابو هريرة رضي الله عنه ارسل النبي صلى الله عليه وسلم خيلا له قبل نجد - 00:01:30ضَ
فاسرت رجلا يقال له ثمامة ابن اثال الحنفي سيد اهل اليمامة اول ما اعتقلوه ربطوه في سارية من سواري المسجد عمود من اعمدة المسجد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه - 00:01:56ضَ
قال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي يا محمد خير ان تقتل تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر وان ترد المال سل تعطى او تعطى منه ما شئت - 00:02:25ضَ
فتركه ثم جاءه بعد الغد قال ماذا عندك يا ثمامة؟ قال كما قلت لك عندي يا محمد خير ان تقتل تقتل ذا دم ان ثمامة كان سيد اهل اليمامة فدم ثمامة ليس كدم احاد الناس - 00:02:53ضَ
ازا قتلتني انا دمي غالي وعشيرتي لن يتركوا هذا الدم ده معنى الكلام ان تقتل تقتل ذا دم وان تنعم اي تتفضل وتعفو عني وتطلق سراحي ينعم على شاكر اي ساحفظها لك - 00:03:22ضَ
وان تسأل المال خذ منه ما شئت فتركه لما كان من الغد جاءه وقال ماذا عندك يا ثمامة؟ قال ما قلت لك وقال صلى الله عليه وسلم اطلقوا ثمامة فلما اطلقوه - 00:03:48ضَ
ذهب فوجد عين ماء اغتسل ثم رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا عبده ورسوله والله يا محمد ما كان وجه - 00:04:14ضَ
على الارض ابغض الي من وجهك فوالله لقد اصبح وجهك احب الوجوه كلها الي ووالله ما كان دين ابغض الي من دينك فوالله لقد اصبح دينك احب الدين كله الي - 00:04:39ضَ
ووالله ما كان بلد ابغض الي من بلدك فلقد اصبح بلدك احب البلاد كلها الي وانني كنت اريد العمرة فاسرتني خيلك فما تأمرني؟ امره النبي صلى الله عليه وسلم من يعتمر - 00:05:04ضَ
ودعا له فلما جاء مكة قال له كفار قريش اصبوت يا ثمامة؟ قال لا ولكني اسلمت والله يا اهل مكة لا يصلكم حبة حنطة من اليمامة الا اذا اذن فيها رسول الله - 00:05:32ضَ
صلى الله عليه واله وسلم تأمل هذا الانقلاب الذي حدث لثمامة يقول ما كان وجه ابغض الي من وجهك وصار وجهك احب الوجوه ما كان دين ابغض الي من دينك - 00:05:58ضَ
فصار دينك احب الدين وما كان بلد ابغض الي من بلدك وصار احب البلاد اليه ده سببه ايه سببه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عفا عن ثما لو انه عاقبه - 00:06:20ضَ
لتغير قلب ثمامة لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم دخيلة المرء وانها ليست دخيلة طيبة ومع ذلك يداريه واظهر مثل لذلك عبدالله بن ابي بن سلول رأس النفاق - 00:06:46ضَ
لما علم ابنه عبدالله ان بعض المسلمين سيقتل اباه ان عبدالله ده صحابي جليل وعبدالله ابن عبد الله ابن ابي ابن سلول الابن لما علم ان بعض الصحابة سيقتل اباه - 00:07:20ضَ
ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال انا الذي اقتله لا اريد ان ارى قاتل ابي لكن انا الذي اقتله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والكلام ده كان بسبب كلمة قالها المنافق. الاب يعني - 00:07:48ضَ
اللواء لواء عبدالله بن ابي بن سلول انه كما في صحيح ابن حبان ومسند البزار وغيرهما بسند قوي قال لقد غبر علينا ابن ابي كبشة ده المنافق اللي بيقول الكلام ده عن النبي عليه الصلاة والسلام - 00:08:16ضَ
لقد غبر علينا ابن ابي كبشة وطبعا العرب كما تعلمون كانوا يفتخرون بالانساب وابو كبشة جد غامض للنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن حبان ان هو اه اه جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل امة - 00:08:38ضَ
وكان ابو كبشة ده لما ذهب الى الشام ورأى النصارى آآ في الكنائس آآ يفعلون آآ اشياء فتنصر واعجبته الملة النصرانية وتنصر ورجع نصرانيا خالف قريشا خالف قريشا في دينها - 00:09:08ضَ
كفر يعني بحسب مفهوم القرشيين فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بدين الاسلام الذي يباين ما عليه المشركين من الوثنية قال لك هيطلع لمين هيطلع لجده الذي غير دينه قبل ذلك - 00:09:39ضَ
فكانوا اذا ارادوا ان يسبوه صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي نسبوه الى هذا الجد الغامض فهذا المنافق عبدالله ابن بيه ابن سلول ده يقول لقد غبر علينا ابن ابي كبش - 00:10:07ضَ
بيشتموا يعني عبدالله الابن الصحابي جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق لان امرتني لاتينك بعنقه قال عليه الصلاة والسلام لا ولكن بر اباك - 00:10:32ضَ
واحسن صحبته هذا المنافق لما اراد بعض الصحابة ان يقتله قال عليه الصلاة والسلام معاذ الله ان يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه طيب يقتلوا اصحابه هكذا بالجمع مع ان - 00:11:01ضَ
الرجل واحد ورجل واحد فلماذا قال يقتل اصحابه ولم يقل يقتل صاحبه ذلك ان الناس يزيدون في الكلام اذا وصل الكلام الى اخر جزيرة العرب مش هيبقى واحد لأ الناس بيزودوا على طول في الكلام - 00:11:30ضَ
يبقى قتل واحد وقتل اتنين وقتل تلاتة وقتل اربعة وقتلوا اصحابه ولان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك كان يعفو بل ما كان يستخدم صلى الله عليه وسلم العبارات القوية - 00:12:01ضَ
مع امثال هؤلاء يعني ونحن على ذكر عبد الله بن سلول رأس النفاق هناك حديث رواه الشيخان من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال اردفني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خلفه - 00:12:26ضَ
وذهبنا لزيارة سعد بن عبادة بيبان الحارث بن الخزرج مر النبي عليه الصلاة والسلام على مجلس فيه اخلاط من المشرك من المسلمين والمشركين عبدة الاوثان واليهود فنزل النبي عليه الصلاة والسلام طبعا - 00:12:52ضَ
الدابة وهي ماشية الحوافر بتاعة دابة بتهيج التراب بتعمل ايه؟ تراب كده وغبرة في الجو يعني فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا المجلس وضع عبدالله بن ابي بن سلول - 00:13:22ضَ
يده على انفه وقال لا تغبروا علينا عشان التراب اللي ايه الذي خرج من عجاجة الدابة وهي ماشية فنزل النبي صلى الله عليه وسلم ووعظهم وقرأ عليهم شيئا من القرآن - 00:13:42ضَ
وقال عبدالله بن ابي بن سلول ايها المرء لا احسن من هذا ان كان ما تقول حقا فلا تغشنا في مجالسنا وكن في رحلك ومن اراد ان يستمع اليك اتاك - 00:14:05ضَ
وقال عبدالله بن رواحة لا يا رسول الله، بل اغشنا في مجالسنا وهم ببعض حتى كادوا ان يتواثبوا اتخانقوا مع بعض سبب الاختلاف في الرأي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم - 00:14:27ضَ
اخفضهم يعني يسكنهم حتى سكنوا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن عبادة فقال له اي سعد الم تسمع ما يقول ابوحباب؟ ابوحباب ده اللي هو عبدالله بن ابي بن سلول - 00:14:52ضَ
شوف حتى يكنيه ومعروف ان استخدام الكنية يعني فيه يعني آآ فيه رقة وفيه عطف يقول اي سعد حتى سعد بن عبادة لم يكني لم لم يكني سعدا انما قال اي سعد الم تسمع ما يقول ابوحباب - 00:15:16ضَ
فقال يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالله لقد اصطلح اهل البحيرة المدينة يعني على ان يعصبوه العصابة فلما اعطاك الله عز وجل اي النبوة شرق بذلك غص ولم يتحملها - 00:15:39ضَ
فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الانسان اذا ظلم اللائق به ان يصبر لان الصبر واجب والرضا مستحب فالعبد اذا صبر فهذا هو الواجب في حقه والصبر مر - 00:16:07ضَ
الصبر صبر اي مأخوذ من آآ الصبر كاسمه الصبر كاسمه مر لكن العبد اذا صبر فقد عزم امره كما قال تعالى وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور اي ان العبد - 00:16:40ضَ
اذا صبر واتقى شرط ان يتقي والتقوى الا تتجاوز الحد طالما صبرت قف حتى يحكم الله سبحانه وتعالى الرسول عليه الصلاة والسلام يقول المستبان فعلى البادئ ما لم يظلم الاخر الذي سب - 00:17:05ضَ
يعني رجل سب رجلا الرجل الاخر سبه السب ده والسب ده متركبين على كتاف الذي سب اولا الا ان يتجاوز الذي يتجاوز الايه الذي يسب خلاص يبقى خلاص هو ايه الكفة راحت يبقى انقلبت عليه - 00:17:36ضَ
وقال كما قال صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى لا يكون المرء صابرا ولا يأخذ جزاء الصابرين ولا ينعم بمعية الله عز وجل التي هي للصابرين الا اذا اتقى - 00:18:03ضَ
وصبر عند الصدمة الاولى. يسمع الشتيمة يسمع السب سيقف لا يعتدي ولا يتجاوز ويطلب ما عند الله تبارك وتعالى ومع هذا الصابر معية اخرى كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:18:26ضَ
في الحديث الذي رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه واله وسلم وجاءه رجل فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم - 00:18:49ضَ
ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي وقال عليه الصلاة والسلام ان كنت كذلك فانما تسفهم المل هاي الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على زلك - 00:19:10ضَ
دي معية اخرى الا وهي معية الملك الذي يؤيدك ويسددك ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك اي ما دمت صابرا لا لا تجزي السيئة بالسيئة - 00:19:35ضَ
بل تعفو وتصفح وتغفر فاذا وصل الانسان الى هذه وصل الى قبة الحلم والحلم ايها الاخوة الكرام له ثلاثة اركان لا يكون حلما ولا يصل المرء الى سقف الحلم الا اذا وفى الاركان الثلاثة - 00:19:57ضَ
وهي قد وردت في قوله تبارك وتعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين كل خصلة هذه الثلاثة خير يكظم المرء غيظه ثم يعفو ثم يحسن كظم الغيظ جيد - 00:20:28ضَ
لكنه ليس حلما لا يكون حليما للانسان ممكن يكون يعني سينفجر من الغيز ساكت صحيح لكن سينفجر من الغيظ لا لابد ان تشعر بفسحة في قلبك عشان كده يمر تلاتة يكظم اولا - 00:20:59ضَ
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين لا يعفو فقط بل يصل من غضب منه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض اصحابه ومنهم اسيد بن حضير رضي الله عنه - 00:21:26ضَ
لما نزل قوله تعالى اه في اجتناب الرجل المرأة في الحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن واعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرنا تأتوهن من حيث امركم الله - 00:21:54ضَ
اليهود كانت المرأة اذا حاضت لا يآكلوها ولا يشربوها ولا يضاجعوها فلما نزلت الاية اعتزلوا النساء في المحيض يبقى كده احنا وافقنا اليهود في الخصلة دي وكان عادة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:26ضَ
انه يخالف اليهود يخالف النصارى اسيد بن حضير عز عليه ان نوافق اليهود في خصلة وهي اعتزال النساء في المحيض فقال يا رسول الله افلا نجامعهن المحيض يعني فغضب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:53ضَ
ليه؟ لان دي مخالفة للقرآن هذه مخالفة للقرآن انفض المجلس وفي نفس اسيد بن حضير غصة ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان غاضبا من هذا التعليق من اسيد بن حضير - 00:23:17ضَ
قال اسيد فارسل في اثرنا لبنا بعت لهم لبن يشربوا قال اسيد فعلمت انه لم يجد علي مش زعلان ولا غضبان هو ده الاحسان اهو هذا هو الاحسان فارسل اليه لبنا - 00:23:36ضَ
علشان ايه يزيل هو ده بقى والله يحب المحسنين واكتفي بهذا القدر واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل ما سمعناه وما قلناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه - 00:24:00ضَ
انه بكل جميل كفيل هو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين - 00:24:18ضَ