Transcription
احسن الله اليكم شيخنا سائل من اليمن يسأل ويقول هل فعل الاوامر اعظم من ترك النواهي الحمد لله رب العالمين وبعد. لا جرم في ذلك ان فعل الاوامر عند الله عز وجل اهم من ترك النهي. وذلك لعدة - 00:00:00ضَ
الامر الاول ان فعل الاوامر تعبد مبني على الايجاد. فالامر كان منتفيا والمكلف يوجده. فكان الوضوء منتفيا ثم توضأ تعبدا لله. كانت الصلاة منتفية ثم صلى واوجدها بفعله تعبدا لله عز وجل. ففعل الاوامر مبني على ايجاد - 00:00:20ضَ
الشيء المعدوم تعبدا لله عز وجل. واما ترك النواهي فانه ادامة الشيء المعدوم. بل انسان يترك الزنا. فاذا هذا ترك. او يترك اي شرب الخمر فهذا ترك. او يترك السرقة فهذا ترك - 00:00:50ضَ
التعبد المبني على الايجاد اعظم عند الله من التعبد المبني على ترك الشيء وكلما كان التعبد فعلا فهو اعظم عند الله مما كان تركا. والامر الثاني ان عقوبة تارك اعظم عند الله من عقوبة فاعلي المحظور - 00:01:10ضَ
ولذلك لا اعلم منهيا عنه يعلق به وجود اصل الاسلام او عدمه. لكن هناك مأمورات علق الشارع عليها وجود الاسلام من عدمه. كالشهادتين فان العبد مأمور بان ينطقها ليكون سليمان فمن نطقها فهو مسلم ومن لم ينطقها فليس بمسلم. وكذلك الصلاة فانها من المأمورات التي علق عليها - 00:01:34ضَ
وجود الاسلام من عدمه فاذا ترك الانسان الصلاة الترك المطلق الدائم طيلة حياته فانه يحكم بانه كافر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وقال - 00:02:04ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد والكفر او الشرك قال ترك الصلاة. لكن ليس هناك شيء من المنهيات يقال انه اذا فعل صار كافرا الا الشرك ومن الاوجه ايضا انك لو تأملت وفقك الله في معصية ابليس. ومعصية ادم لوجدت ان - 00:02:24ضَ
معصية ابليس مبنية على ترك المأمور. وان معصية ادم مبنية على فعل المحظور انظر الى نهاية الرجلين. فمن كانت معصيته ترك مأمور لعنه الله عز وجل وعاقبه العقوبة البليغة وطرده من - 00:02:49ضَ
الجنة واما من كانت معصيته مبنية على فعل المحظور فان الله عز وجل قربه من توبته واخبر بانه تاب عليه. كما قال الله عز وجل فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. انه هو التواب الرحيم - 00:03:09ضَ
ومنها كذلك النية في المأمورات اشد منها في المحظورات. فان المتقرر في القواعد ان المأمور لا تصح الا بالنية. فمن صلى بلا نية فلا تصح صلاته. ومن زكى بلا نية فلا تصح زكاته. ومن توضأ - 00:03:31ضَ
او صام او تصدق بلا نية فلا يصح شيء من من التعبدات المأمور بها الا بالنية. وهذا لعظم المأمور عند الله. فعلق صحته بالنية. واما المأمورات فان النية لا تتعلق باصل صحتها. وانما تتعلق بوجود الثواب على - 00:03:51ضَ
على هذا الترك. فلو ان الانسان ترك الزنا طيلة حياته بلا نية فانه لا عقاب عليه. لكن لا ثواب له في الاخرة على هذا الترك لانه لم ينوي. ولو ان الانسان ترك شرب الخمر طيلة حياته فلا عقاب عليه ابدا - 00:04:11ضَ
حتى وان لم ينوي حتى وان لم ينوي لا عقاب عليه فتركه صحيح. لكن لا ثواب له على هذا الترك الا بالنية. لان المتقرر في القواعد ان النية شرط لترتب الثواب على المتروكات. فهذا دليل على ان المأمورات عند الله عز وجل اعظم من المنهية - 00:04:31ضَ
ثم اضف الى هذا ان اركان الاسلام اركان الاسلام ان اركان الاسلام كلها في باب المأمورات وليس منها شيء من المنهيات. كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بني - 00:04:51ضَ
الاسلام على خمس. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهي من المأمورات واقام الصلاة وهي من المأمورات وايتاء الزكاة وهي من المأمورات وصوم رمضان وهو من المأمورات وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا وهذا من - 00:05:11ضَ
المأمورات وليس من اركان الاسلام شيء من المنهيات. فهذا دليل على ان الاسلام يقوم ها مأمورات بالمأمورات. وقد ذكر الامام ابن تيمية اوجها اكثر من ذلك. دل فيها يدلل فيها على ان - 00:05:31ضَ
عند الله عز وجل اعظم من المحظورات. فمن اراد الاطلاع من هذه المسألة فليراجع فتاوى لضيق الوقت عن هذه الفتيا والله اعلم - 00:05:51ضَ