خطب الجمعة

وأقبلت خير الليالي د. عمر المقبل

عمر المقبل

اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. ثم اما بعد فان من منن الله تبارك وتعالى على عباده - 00:00:00ضَ

ان نوع عليهم مواسم الخيرات وجعل بعضها خيرا من بعض ليتنافس الراغبون في فضل الله وليتسابق المتسابقون الى ما يقربهم من الغاية من هذا السباق. اتدرون ما الغاية انها الجنة. الجنة التي دعانا ربنا عز وجل الى المسابقة. للوصول - 00:00:20ضَ

اليها سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة. عرضها كعرض السماء والارض لكن ما مهرها؟ ما ثمنها؟ اعدت للذين امنوا بالله ورسله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. الجنة التي هان لاجلها عطش الصيام - 00:00:51ضَ

وطول السهر في جوف الظلام. الجنة التي هان على الباذلين ما ينفقون من اجلها واسترخصوا ما يبذلونه في سبيلها هي الجنة يا عباد الله لاجلها شرع بيننا التنافس ولاجلها ولحكم اخرى كثيرة - 00:01:21ضَ

يكرمنا الله عز وجل بامثال هذه الليالي التي لم تعطها امة قبلنا هذه الليالي ليالي العشر دوحة العابدين. وروضة المخبتين وانس القانطين. انها ليالي العشر. التي كان نبيكم صلى الله عليه وسلم. يخصها بمزيد - 00:01:46ضَ

من العمل زيادة على ما كان عليه من جود واحسان تحدثنا الصديقة رضي الله عنها عائشة امنا فتقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخلت العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله - 00:02:13ضَ

وكان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها وكان يعتكف في العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله. انها ديمومة العمل انها الاستمرار على الطاعة. انها اعمال كثيرة واستنفار للطاقة. وانقطاع عن ملهيات - 00:02:36ضَ

واللذات المباحة ها هو صلى الله عليه وسلم لا يكتفي بفعل نفسه. بل كان يوقظ اهله. وما ذاك الا شفقة ورحمة بهم. حتى فلا يفوتهم هذا الخير العظيم في هذه الليالي المباركة. ها هو يحيي اكثر الليل ويشد مئزره. فيعتذر - 00:03:00ضَ

نساءه ويعتكف ليتفرغ قلبه. ليتفرغ قلبه لمزيد من التفكر والاعتذار ترى يا عباد الله لماذا يفعل هذا عليه الصلاة والسلام؟ انه يطلب تلك الليلة الزاهية تلك الليلة البهية ليلة القدر ليلة القدر التي تنزل فيها القرآن ليلة - 00:03:26ضَ

هي خير من الف شهر اي خير من ثلاثين الف يوم. انها الليلة التي من قامها ايمانا واحتسابا. غفر له ما تقدم من ذنبه انها الليلة التي اخفى الله عز وجل تعيينها ليتنافس المتنافسون في فضلها. والسؤال الذي يطرح - 00:03:56ضَ

لماذا كل هذا الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم؟ هل هو يخشى ذنوبه؟ لا. فقد غفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ايضا. اذا لماذا؟ ان عبادته صلى الله عليه وسلم - 00:04:20ضَ

لها سر اخر. ولها معنى عظيم بينه هو عليه الصلاة والسلام في اجابته لعائشة. حينما رأت قد قام حتى تورمت قدماه بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. فتتساءل عائشة - 00:04:40ضَ

اتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك فيقول افلا اكون عبدا شكورا! الله اكبر! انه مقام الشاكرين. ذلكم المقام الذي اذا استحضره العبد هان عليه ما يفعله من طاعة. وهان عليه ما يتركه من معصية. عباد - 00:05:00ضَ

الله انها ليال عظيمة. شرع لنا الاجتهاد فيها تلمسا لتلك الليلة ليلة القدر التي جعلها الله عز وجل ليلة عتق ومباهاة. وليلة خدمة ومناجاة وليلة قربة ومصافاة واه ثم اه ان فاتت هذه الليلة او استحكمت فيها على القلوب الغفلة - 00:05:27ضَ

وويل وويل ثم ويل لمن حجب عن قلبه معرفة فضلها ويا للحرمان ان يفوت على الانسان زمان قصير العبادة فيه اكثر من ثلاث وثمان ثمانين سنة انها ليلة طابت طابت لراغبيها وقاصديها - 00:05:57ضَ

انها ليلة ازدانت بالدموع المنسكبة فيها على ما اجمل تلك الايدي المرفوعة التي تناجي ربها فيها. ولله لله تلك الجباه الساجدة ربها التي اعلنت خضوعها وذلها بين يدي معبودها ايها الاخوة - 00:06:29ضَ

ان من حكمة الله عز وجل ان من حكمة الله ورحمته بنا ان اخفى عنا تعيينها كما اسلفت. وما ذاك الا لنكثر من من العمل المقرب له ويظهر الراغب في الاجور الكثيرة والحظوة لدى الله عز وجل - 00:06:55ضَ

الاوان من احسن قصده وطلبها محتسبا فلا بد ان يناله من خيرها. هذا الظن بالله عز وجل فما من مؤمن ولا مؤمنة الا وله نصيب بحسب حاله من نفحاتها وبرها. فان الله عز وجل - 00:07:19ضَ

ما من بها على هذه الامة الا ليعطيهم من فضلها العميم ولا دعاهم الى الاجتهاد الى الطاعة فيها. الا ليرفع منازلهم في جنات النعيم فلو علم العبد ببعض ما فيها من الثواب لجد في طلبها واجتهد - 00:07:40ضَ

ولو باشر قلبه ما فيها من الاسرار والمعارف. لاستحلى المشقة في نصبها. هي ليلة يا عباد الله الله تخشع فيها القلوب ويغدق فيها الرب على عباده كل خير ومطلوب ليلة تغفر فيها الذنوب وتحط الاوزار. ليلة يكتب فيها كل ما يجوز على العبد - 00:08:00ضَ

كل ما يجوز على العبد في عامه من خير وشر وطاعة ومعصية. ايها الاحبة كان السلف يتساءلون ونتساءل معهم تساؤل الباحث عن الاجابة متى يغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر - 00:08:28ضَ

متى متى لا متى يغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر. متى متى يقبل رد في ليلة القدر لسنا نقنط رحمة من رحمة الله. لكنها ابواب عظيمة من الرحمة مفتوحة - 00:08:53ضَ

فمن الحسرة والغبن ان ترى مفتوحة ثم يدير العبد ظهرها له. نسأل الله عز وجل ان يجعل واياكم ممن يوفق لقيام ليلة القدر. وان يجعلنا واياكم ممن اعظم الله لهم فيها المثوبة والاجر - 00:09:13ضَ

فغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. واكرمه بالحياة الطيبة فيما بقي من اجله من اجله بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله - 00:09:33ضَ

العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. اما بعد فان من اهم ما ينبغي ان يستحضره العبد الراغب في عمارة هذه العشر امور. اولها تبرأ يا عبد الله من حولك وقوتك - 00:09:53ضَ

وتعلق بمن بيده الحول والطول والقوة والانعام. واكثر من لا حول ولا قوة الا بالله فوالله لن يستطيع العبد ان يسبح تسبيحه او يركع ركعة او ينفق ريالا او يقرأ اية الا بعون الله وتوفيقه. ثانيا اعمل يا عبد الله في هذا العشر عمل من لا يدركه - 00:10:13ضَ

غير هذا العام استحضر لا اقول من ماتوا في السنوات الماضية. بل استحضر من غادروا هذه الحياة في شهرنا هذا لا يكاد يمر يوم الا ونشيع فيه جنازة او جنازتين - 00:10:43ضَ

فهل انا وانت سالمون من هذا القدر؟ اذا فترت اودعتك نفسك الى الكسل فذكرها ان الساعة في هذه الليالي ان الساعة في هذه الليلة ليلة القدر تعادل العمل في اكثر من عشر سنوات الساعة تعادل العمل او يعادل - 00:11:02ضَ

فيها اكثر من عشر سنوات. والدقيقة الواحدة فقط يعادل العمل فيها اكثر من خمسين يوما. كل يا نفس يا لخسارة المحرومين. ويا اسفا على المتخلفين عن ركب المشمرين. ثالثا يا عباد الله من لم يستطع - 00:11:31ضَ

منكم الاعتكاف فليكثر من لزوم المساجد. اكبر وقت ممكن المساجد هي بيوت الله عز وجل. المهيئة للطاعة اكثر من غيرها. كما انها المعينة عن انقطاع عن الناس والشواغل الدنيوية. انها بيوت الله. محل تنزل ملائكته. ولو لم يكن في لزوم - 00:11:52ضَ

فيها الا البعد عن القيل والقال. واللغط الذي لا تخلو منه المجالس. وحفظ الجوارح عن تشتتها في غير طاعة ومن عجز عن الاعتكاف فليكف نفسه عن المعاصي. من عجز عن الاقبال على الطاعات واللحق بركاب - 00:12:19ضَ

واللحق بركاب المشمرين فليكف نفسه عن المعاصي. فانها صدقة من منه على نفسه. ووالله والله يا عباد الله ان لحرمان عظيم. ان يتنافس المسلمون في بيوت الله. او في او النساء في مخادعهن. ان يتنافس الجميع - 00:12:40ضَ

في طاعة الله. وبعض الناس لا زالت همومه عند بطنه وفرجه. رابعا نوع العبادات على نفسك بك يا عبد الله مرة قراءة ومرة صلاة ومرة دعاء ومرة ذكر مطلق ومرة تفكر - 00:13:03ضَ

في نعم الله وهكذا فان التنوع في الطاعة ادعى لدفع الكسل والملالة عن النفس. خامسا اذا اعانك ربك على اي نوع من انواع العبادة. اياك فاياك اياك ان يسري اليك - 00:13:23ضَ

العجب فانه محبط للعمل. وتذكر ان الذي من عليك بهذا هو الله وحده. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء. وتذكر - 00:13:43ضَ

ان في الارض عباد انشط منك واتقى منك. والعبرة بقبول العمل العبرة بقبول العمل لا بمجرد كثرة العمل والموفق من جمع بينهما والموفق ايضا من عمل وهو يستشعر هذه الايات العظيمة. ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون - 00:14:10ضَ

الذين هم بايات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا يشركون. والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم ام وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. قال الحسن البصري - 00:14:40ضَ

رحمه الله معلقا على هذه الاية كانوا يعملون ما يعملون من اعمال البر وهم يخافون الا ينجيهم ذلك من عذاب الله. اللهم ارزقنا البصيرة بعيوبنا ومواطن الزلل منا. واعنا يا ربنا على ذكرك - 00:15:00ضَ

وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اعنا على ذكرك. وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك - 00:15:20ضَ