Transcription
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:22ضَ
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:00:47ضَ
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة - 00:01:12ضَ
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد عباد الله معاشر المؤمنين تشرئب النفوس الى البحث عن مطلوب محبوبها نفوس البشر تبحث عن رضا المحبوب فتبذل في سبيل ذلك كل غال ونفيس - 00:01:37ضَ
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر من خطب الحسناء بحث عن رضاها وقدم مناها ومبتغاها واعلم ايها المحب وكيف بك ايها المحب ان علمت ان محبوبك الاعظم - 00:02:03ضَ
ان محبوبك العظيم يحب طائفة من الناس ان محبوبك العظيم ايها المحب ايها المتمم. ايها المتيم. محبوبك العظيم. يحب طائفة من الناس بين ذلك في كتابه الكريم في مواضع خمسة - 00:02:30ضَ
ذكر فيها الله جل في علاه انه يحب طائفة من الناس سمت نفوسهم وزكاة ارواحهم باتصافهم بخلة حميدة وسيمة كريمة فما هم وما هي هذه الصفة يا كرام؟ من هم هؤلاء - 00:02:57ضَ
الذين يحبهم الله من انه الله العظيم نعم يحبهم نعم يا فوزهم ويا سعدهم فالله العظيم بين في كتابه العظيم انه يحبهم جل في علاه وتعالى وتقدس في عالي سماء. يا قارئ القرآن - 00:03:23ضَ
اوما سمعت الرحمن وهو يقول والله يحب المحسنين اوما سمعت الله جل في علاه وهو يقول والله يحب المحسنين. اوما سمعت الله جل في علاه يذكر انه مع المحسنين. فما هو الاحسان - 00:03:52ضَ
وما هي انواعه يا من تحب واحب ان يحبك الله كن من اهل الاحسان ولكن قبل ذلك ما الاحسان وما هي انواعه وكيف تربي نفسك على الاحسان؟ هذه خطبة الجمعة لهذا اليوم المبارك. اسأل الله جل في علاه ان - 00:04:19ضَ
اشرح صدري وان يطلق بالحق لساني. وان يجعل مقالتي هذه حجة لي ولكم يوم القيامة. نافعة لنا في الدارين انه ولي ذلك والقادر عليه. اقول احبتي في الله الاحسان ما الاحسان؟ اعرفه بذكر انواعه - 00:04:41ضَ
اعلم ايها المسلم الحبيب ان الاحسان على نوعين اثنين لا ثالث لهما اما النوع الاول فهو الاحسان في عبادة الله جل في علاه ولا يكون المسلم محسنا ابدا وان احسن في النوع الثاني الا اذا حقق النوع الاول فاحسن في عبادة الله فقل لنا بالله عليك - 00:05:03ضَ
كيف يكون العبد محسنا في عبادة الله؟ ما هو الاحسان في العبادة؟ الاحسان الذي يحبه الله ويحب اهله. احبتي في الله بين لنا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه حد الاحسان في عبادة الله جل وعلا. في حديث اخرجه البخاري ومسلم. في حديث مشهور معلوم يعرف - 00:05:31ضَ
حديث جبريل لما قدم الى النبي صلوات ربي وسلامه عليه. يسأله ويصدقه في اجابته ومسألته فقال فاخبرني عن الاحسان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم. واستمع يا من تعبد الله باقامة امره - 00:06:00ضَ
والبعد عن نهيه. استمع الى معنى الاحسان. يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه. ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذه هي منزلة الاحسان يا كرام - 00:06:20ضَ
ان يدوم علمك ويقينك باطلاع الله عليك في ظاهرك وباطنك في سرك وعلنك ان اعتقدت ذلك وسرت بقلبك ولسانك وجوارحه على هذا الطريق المعبد المذلل فانك ستصل الى الله جل وعلا على طريق - 00:06:41ضَ
احسان ان تعبد الله كانك تراه كان الذي تصلي له امامك وتقرأ له القرآن امامك كأن الذي تصدق تتصدق من اجله امامك كأن الذي تعبده بالكف عن الغيبة والنميمة والغش - 00:07:04ضَ
كذبي امامك ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ان تعتقد اعتقادا جازما ان الله يراك منزلتان عظيمتان في منزلة الاحسان. ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن - 00:07:26ضَ
تراه فانه يراك. هذا هو المحسن في عبادة الله جل وعلا اقول احبتي في الله كيف نعزز الاحسان في العبادة كيف اكون محسنا في عبادتي؟ كيف اعبد الله؟ كانني اراه وكيف اصل الى هذه المنزلة العائلية؟ ان اعبد - 00:07:47ضَ
الله وانا اعتقد اعتقادا جازما انه يراني. اقول اولا يا كرام. وسائل تعزيز عبادة الاحسان او وسائل تقوية الاحسان في عبادة الله جل وعلا اولا ان تحرص اشد الحرص على تحقيق الاخلاص لله جل وعلا - 00:08:10ضَ
ان تنقي قلبك وقصدك ومطلوبك من كل شيء الا الله ان يكون هدفك في عبادة السر وعبادة العلن في وقوفك بعرفة وفي وقوفك في جنح الظلام ان يكون القصد والهدف - 00:08:34ضَ
رضا الله جل وعلا الفوز بالجنة والنجاة من النار ولذة النظر الى وجهه الكريم ان حققت ذلك يا مسلم فاحمد الله جل وعلا فانك تعبد الله كأنك تراه. وان وقع لك خلل في باب الاخلاص. فلم تحقق - 00:08:54ضَ
الاخلاص فصرفت شيئا يسيرا شيئا يسيرا من قصدك وهدفك ومطلوبك الى غير الله جل وعلا في كل ما تتقرب به الى الله وقد جانبت طريق الاخلاص ووقعت في الشرك كما جاء في الاثر وان يسير الرياء شرك - 00:09:14ضَ
واعلم اخي الحبيب انك ان لم تحقق الاخلاص فما راقبت الله بل راقبت الناس. في صدقتك وصلاتك وقراءتك. وبنائك للمساجد في امرك بالمعروف ونهيك عن المنكر انت ما راقبت الله وانما راقبت الناس وانا اليه انا لله وانا اليه راجعون وها هنا اقول لك - 00:09:41ضَ
احسن الله عزاءك في حديث ابي هريرة اول من تسعر بهم النار يوم القيامة اناس ما حققوا منزلة الاحسان لم يربوا قلوبهم على الاخلاص. اناس يا كرام تكاد تمسك رأسك حينما تسمع الحديث وتقرأه. منفق - 00:10:08ضَ
ومجاهد وعالم هؤلاء الثلاثة اول من تسعر بهم النار يوم القيامة. لم انفق ماله في سبيل الله وعلم الناس وتعلم العلم وجاهد في سبيل الله حتى خرجت روحه التي بين جنبيه. رخيصة في ساحات الوغى والقتال. السبب يا كرام اخطأوا - 00:10:31ضَ
منزلة الاحسان ولم يحققوا الاخلاص لله جل وعلا. يسحبون على وجوههم. نسأل الله السلامة والعافية ويلقون في نار جهنم قبل عباد وثنى الحذر الحذر من عدم تحقيق الاخلاص. وايضا يا من لا تحقق الاخلاص. فلا تراقب الله لست محسنا في - 00:10:56ضَ
تذكر تلك الكلمة النيرة التي اطلقها الامام ابن القيم رحمه الله قال اعلم ان الناس يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك نحن في طريق سيرنا الى الله الناس ينظرون الى كلامنا - 00:11:20ضَ
والى اشكالنا والى ما نفعله لكنهم لا يرون من عقدت عليه قلوبنا لذلك اخي المسلم احرص على الشيء الذي يراه الله جل وعلا ولا يعلمه احد الا الله وطهر قلبك من الاخلاص من الرياء - 00:11:45ضَ
وربه على الاخلاص الربيع بن الخزيم رحمه الله رحمة واسعة علمني درسا في الاخلاص درسا عجيبا مؤلما ان العبد الذي ينبغي ان يعبد الله ينبغي ان يكون محسنا في عبادته. لا يريد الا الله جل وعلا والدار الاخرة - 00:12:05ضَ
يطلب من اهله نوعا من انواع الحلوى في زمانهم يسمى الخبيصة وكان لا يتكلف طعاما فتكلف اهلها وصنعوا له الخبيصة والربيع هذا تابعي جليل من تلاميذ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه - 00:12:27ضَ
فلما وضعت الخميصة بين يديه قام الربيع وغادر داره ثم عاد يجر مجنونا مجنون ابله يسيل لعابه على صدره فادخله ثم اجلسه بين يديه ثم اطعمه الخبيصة لقمة لقمة ثم انصرف المجنون - 00:12:46ضَ
فدخل اهله وقالوا رحمك الله يا ابا يزيد تتكلف لك خبيصة ثم تدعو عليها مجنونا لا يدري ما اكل لو اطعمت واي شيء سكت مجنون لا يفرق بين القرش والعشر قروش والخمسين دينار - 00:13:14ضَ
فقال الربيع يعلمنا درسا في الاخلاص قال ولكن الله يدري ولكن الله يدري هذه الجملة اجعلها شعارا لك في صلاتك وفي عبادتك في قيامك لليل لكن الله يدري في كل طاعة تفعلها. تذكر ان الله يدري ان كنت تريد ان تكون محسنا يحبك الله جل وعلا - 00:13:35ضَ
اخرج ابن ابي الدنيا اثرا عجيبا في كتابه الاخلاص. عن يحيى ابن ابي كثير استحضره يا من تراقب الناس ولا تراقب ربهم جل في علاه قال يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا - 00:14:04ضَ
الملك له الظاهر من اعمالك يرى فلان يغدو ويروح الى المساجد ينفق الاف الدنانير ويعود المرضى والمساكين يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا فإذا انتهى به العبد الى ربه. قال الله اجعلوه في سجين - 00:14:23ضَ
فاني لم ارد به الله غني عن كل عمل خالطه الشرك يا كرام لذلك احرصوا ان كنتم تريدون ان تكونوا من المحسنين احرصوا على تحقيق الاخلاص لله جل وعلا وانا احدثكم واحدث نفسي المقصرة - 00:14:46ضَ
عن كيفية تعزيز عبادة او منزلة الاحسان في عبادتنا لله جل وعلا. كيف تكون محسنا في لله. اولا تحقيق الاخلاص. ثانيا ان تفعل العبادة على الوجه مأمور فان العبد الذي يفعل العبادة على غير الوجه المأمور فيقصر في الهيئة والكيفية والزمان والمكان وما - 00:15:08ضَ
تعلق بها لم يحسن العبادة لله جل وعلا. وليس من عباد الله المحسنين اذكر لكم شيئا واحدا اخبرناه النبي صلوات ربي وسلامه عليه في صحيح مسلم اخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال واستمع بقلبك الى اهمية الاحسان في فعل - 00:15:38ضَ
العبادة على الوجه المأمور قال ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء فقط يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم بقلبه ووجهه يصلي لله جل وعلا المنزلة الاولى الاخلاص والثانية احسان الوضوء الا ماذا - 00:16:04ضَ
يقول صلوات ربي وسلامه عليه الا وجبت له الجنة ركعتين تتوضأ فتحسن الوضوء وتقوم بقلبك ووجهك لله جل في علاه ماذا؟ هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم يقول الا وجبت له الجنة - 00:16:31ضَ
الله الله بالحرص ايها الشيخ الكبير يا من تتوضأ ولا تتوضأ وتصلي ولا تصلي والله تحزن لما ترى بعض الحريصين على صلوات الجماعة يركع ولا يتم الركوع. يسجد ولا يتم السجود. يتوضأ ولا يحسن الوضوء - 00:16:52ضَ
تحزن حينما تراه ولعلك تستحضر حديث حذيفة لما رأى رجلا يصنع هكذا قال له منذ متى تصلي هذه الصلاة يركع ولا يحسن الركوع قال منذ ستين سنة فقال له حذيفة ما صليت مذ كنت - 00:17:12ضَ
منذ ستين سنة انت ما تصلي. لان العبادة ينبغي علينا احسانها. واحسانها فعلها على الهيئة والكيفية التي امرنا بها شرعا. ثالثا من وسائل تحسين وتعزيز الاحسان في عبادة الله جل وعلا. حفظ - 00:17:32ضَ
محارم الله في السر ايها الاحبة يا من تحبون الله ويبحث الواحد منا عن منزلة الاحسان التي يحبها الله. ويحب اهلها. ان كنت تريد ان تكون محسنا فاتق الله المحارم في السر - 00:17:52ضَ
اذا خلوت في جهازك ومحبوبتك وبصاحبك خلوت مع نفسك فتذكر ان وقوعك في الذنب يحرمك من محبة الله والله يا كرام لو اننا نتعامل في معاصينا على هذا الاساس ان فعلي مشاهدتي للفيلم هذا فيلم الزنا - 00:18:12ضَ
المشاهد الجنسية المحرمة متابعتي للاخبار المحرمة. والكلام المحرم يحرمني ماذا؟ يحرمني ان اكون من المحسنين اتق الله وكن محسنا ولك في نبي الله عليه السلام يوسف خير مثال يوسف كان محسنا في بيت ابيه - 00:18:38ضَ
محسنا في رعيه مع اخوانه. محسنا في غيابة الجب. محسنا في قصر العزيز. محسنا على عرشك مصر وكرسي ملكه. لذلك ترددت العبارة على السنة الناس في القصة التي خلدها القرآن انا نراك من المحسنين - 00:19:02ضَ
لما جاءته الشهوة بثوب امرأة العزيز يا من لا تقاوم مشهدا جنسيا واحدا او شهوة لسان في غيبة ونميمة امرأة العزيز جاءت الدنيا كلها تمثلت بامرأة العزيز. هيت لك فقال معاذ الله. وهكذا ان نربي قلوبنا. ان نتقي محارم الله - 00:19:27ضَ
السر فان اتقيناه في السر جعلنا الله من المحسنين ولا غرابة ان تسمع السجينين يقولان ليوسف يوسف انا نراك من المحسنين. اسأل الله ان يجعلني واياكم من المحسنين. والرابعة يا كرام. والاخيرة - 00:19:52ضَ
من وسائل تعزيز الاحسان في عبادة الله جل وعلا ان نربي قلوبنا وجوارحنا على في الخفاء احبتي في الله لا اعرف طريقا احسن من عبادات الخفاء في تربية النفس على الاحسان - 00:20:12ضَ
حينما تصلي وحدك وحينما تتصدق بصدقة لا تعلم شمالك ما انفقت يمينك وحينما تصوم في يوم حار ولا يعلم عنك احد الا الله اعلم انك تسير على طريق الاحسان. لانك تعبد الله كأنك تراه وتعتقد اعتقادا جازما انه يراك - 00:20:36ضَ
لذلك تأملوا ماذا قال الله جل وعلا في سياق مدح عباده المخلدين في جنات النعيم؟ قال واستمع قال انهم كانوا قبل ذلك محسنين. لماذا كانوا قليلا من الليل ما يهجعون - 00:21:01ضَ
وبالاسحار هم يستغفرون. وفي اموالهم حق معلوم قيام الليل والذكر في السحر والانفاق في الخفية والسر من اعظم اعمال السر التي تربي القلب على الاحسان. اسأل الله ان يجعلني واياكم من المحسنين في - 00:21:20ضَ
عباداتنا انه ولي ذلك والقادر عليه. بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم قد قلت ما سمعتم واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه انه هو الغفور - 00:21:43ضَ
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه وسنته اقتفى. وبعد احبتي في الله النوع الثاني من انواع الاحسان قلنا ان الاحسان على نوعين اثنين لا ثالث لهما. احسان في عبادة الله. والثاني احسان مع - 00:22:04ضَ
ايها الاحبة الكرام لن يصل العبد الى محبة الله وهو لا يحسن الى عباد الله. فكيف تكون محسنا مع عباد الله؟ احبتي الكرام الاحسان الى عباد الله ان تعطي اكثر مما تستحق - 00:22:29ضَ
وان تأخذ اقل مما تستحق اعد علينا الاحسان الى عباد الله ان تعطي اكثر مما تستحق وان تأخذ اقل مما تستحق فان فعلت ذلك وانت تراقب الله في تعاملك مع الخليقة كلها - 00:22:55ضَ
انت محسن باذن الله جل وعلا واعلم ايها الحبيب ان الاحسان الى الناس لا ينصرف الى شيء واحد قد انصرفت اليه اذهان بعضكم وهو المال فقط. لا ان تعطي اكثر مما تستحق ليس في المال - 00:23:19ضَ
فحسب وانما كما قال صلى الله عليه وسلم واستمع يا من تخطئ باب الاحسان الى عباد الله فتظن ان الاحسان في النفقة فقط لا قال صلى الله عليه وسلم في حديث شداد ابن اوس في صحيح مسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء - 00:23:38ضَ
ماذا ان الله كتب الاحسان على كل شيء ثم مثل النبي صلى الله عليه وسلم باقل الاشياء واغربها فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. واذا قتلتم فاحسنوا القتلة. يا الله ما اعظم هذا الدين - 00:24:01ضَ
كتب الله علينا في هذا الدين ان نحسن في كل شيء ان نحسن الى عباد الله جل وعلا. فامرنا يا كرام بالبحث عن مواضع الاحسان. اذكر لكم ابرزها اولا مع الوالدين. فقال الله جل وعلا وبالوالدين احسانا. لا تنتظر - 00:24:22ضَ
ان يبني لك بيتا او ان يشتري لك سيارة حتى تبره وحتى تكون محسنا اليه. لا ان كنت تؤدي برك بالمقابل بمقابل ما يقدمه والداك احسن الله عزاءك في البر لست بارا - 00:24:42ضَ
وانما المحسن يا كرام الذي وصفه الله وبالوالدين احسانا يعطي ولا ينتظر المقابل وان كان قد اخذ من والديه اقل مما يستحق. هذا هو البار. وهنا انبه الاباء والامهات ان الاحسان مطلوب من الولد ومطلوب منك ايها الوالد - 00:25:00ضَ
احسن كما احسن الله اليك احسن لاولادك حتى تفوز ببرهم. ايضا يا كرام من مواضع الاحسان الاحسان مع الزوجة في علاقتك مع اهلك في كل ما يكتنف هذه العلاقة التي مدحها القرآن وجعلها مودة ورحمة وختمها بالسكينة. يا كرام ينبغي ان يكون الاحسان - 00:25:25ضَ
ووالله بين يدي هذه الخطبة وانا احضر لها وقفت متعجبا مع اية من كتاب الله كأنني اسمعها لاول مرة امرنا الله فيها بالاحسان في العلاقة الزوجية. ليس في حال الرخاء ولا المودة والوفاء. بل امرنا الله - 00:25:53ضَ
الاحسان مع خلقه وعباده مع زوجتك في اصعب مراحل الحياة الزوجية. بل في مرحلة انقطاع العلاقة الزوجية فقال جل في علاه واستمع الى هذه الاية. الطلاق مرتان. فامساك بمعروف او تسريح - 00:26:15ضَ
باحسان اسلام عظيم حتى الطلاق لا لا تفشى فيه الاسرار ولا يفضح الزوج وتفضح الزوجة ولا يلعن ابو الزوج وابو الزوجة. بل ينبغي ان يكون محسنا في طلاقه. كما كان محسنا في زواجه. فان لم يكن كذلك فلست - 00:26:35ضَ
محسنا فلا تتعب نفسك. ايضا احبتي الكرام احسانك مع ارحامك. كما جاء في الحديث الصحيح ذلك الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم اسأله عن ارحامه ان لي ارحاما - 00:26:56ضَ
احسن اليهم ويسيئون الي فامتدح النبي صلى الله عليه وسلم فعله. وثبته عليه وبين ان هذا هو او هذه هي صلة الارحام الحقيقية. التي تكون وفيها محسنة تسلم على ابن عمك وانت تعلم انه لا يحبك وقد لا يرد السلام عليك. تصل عمك وخالك وعمتك وخالتك - 00:27:12ضَ
والارحام الاباعد ايضا. ولا تريد لقاء ذلك اجرا دنيوية. فان اردت فلست محسنا. ايضا احبتي الكرام وبه اختم الاحسان مع كل الناس مع كل الناس مع جارك مع ابن قريتك - 00:27:35ضَ
مع المسلم مع الفاجر مع الفاجر ينبغي ان تكون محسنا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى الصحابة عن ان يقوموا ان يقوموا بايذاء وسباب شارب الخمر الذي يجلد على شربه للخمر - 00:27:58ضَ
نحسن حتى مع العصاة. بل يا كرام ينبغي ان تكون محسنا حتى مع الكفار وبابي هو وامي صلوات الله وسلامه عليه علم البشرية كلها درسا في الاحسان ان الاحسان ليست شعارات براقة - 00:28:16ضَ
وعرق زيتون وحمامة. يحملها على كفه كذبا وزورا والدماء تراق. والاعراض تنتهك. كلا والله ليس هذا احسانه بل الاحسان علمناه النبي صلوات ربي وسلامه عليه. ما انسته دماء بدر التي اريقت من اصحابه - 00:28:35ضَ
وما انساه حر الرمل الذي قطعه من مكة للمدينة. لم ينسيه ذلك كله الاحسان الى من؟ الى كفار قريش فينظر الى القتلى قتلى بدر يا كرام. ثم يعلم البشرية كلها الاحسان. فيقول لو كان المطعم ابن عدي - 00:28:55ضَ
ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له المطعم بن عدي مات في مات كافرا في مكة. ولم يشهد بدرا وليس حاضرا ولا يتقرب النبي صلى الله عليه وسلم الي فهو اليوم عزيز وهو عزيز صلوات ربي وسلامه عليه. لكن يريد ان يعلمنا ان معروف واحسان المطعم ابن عديم - 00:29:15ضَ
لا يزال حاضرا في قلب النبي صلى الله عليه وسلم. فاين الذين ينكرون المعروف وينسونه الا يعلمون قول الله جل وعلا هل جزاء الاحسان الا الاحسان ايها المسلم يا من يحسن اليك - 00:29:41ضَ
يا من يحسن اليك اعلم علم اليقين ان حفظك لهذا الاحسان احسان كما قال الله جل وعلا هل جزاء الاحسان الا الاحسان واختم فاقول مجتمعنا اليوم بحاجة الى المحسنين يحتاج الى منفق محسن لا ينظر وراء صدقته - 00:29:58ضَ
نحتاج الى معلم محسن. لا ينظر اجرا ومالا لقاء علمه وتعليمه. نحتاج الى عالم محسن لا يبيع دينه على بلاط الحكام. نحتاج الى حاكم محسن. لا ينتظر رضا رعيته. ورضا غير - 00:30:23ضَ
مسلمين فيبيع دينه بثمن بخس. نحتاج الى طبيب محسن. الى مهندس محسن. الى عامل محسن. الى امام محسن الى مؤذن محسن يتعامل مع الله يعبد الله بهذا العمل كانه يراه فان لم يكن يراه فهو - 00:30:42ضَ
اعلم علم اليقين ان الله يرى. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلني واخواني السامعين من المحسنين الذين يحبهم الله انه ولي ذلك والقادر عليه - 00:31:02ضَ