اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقول الله جل وعلا - 00:00:00
تبارك اسمه وتعالى جده ولا اله غيره يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأنه كان لنا كلام عن هذه الاية بما هي تتضمن شؤون الربوبية وبما هي تتضمن حقائق الاسماء الحسنى جميعا - 00:00:22
بالاء ربكما تكذبان. اسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن وسقنا كلمة ابن القيم رحمه الله. حيث انه سبحانه وتعالى لا يشغله شأن عن شأن كل الخلائق تتجه الى مولاها. يسأله كل من في السماوات والارض كل الخلائق. كل - 00:00:50
بدلالتها على الاستغراق لجميع افرادها ممن احيط بهم في السماوات والارض. خلقا وعلما وتقديرا وتدبيرا بمعنى انه ما من مخلوق الا وهو في حاجة الى مولاه الى خالقه جل علاه - 00:01:26
ولذلك نفرع عن هذه المسألة اليوم ان شاء الله امرا يهمنا نحن بني ادم بل نحن المسلمين خاصة اذا كان كل من في السماوات والارض من الخلائق كما بينه في الحصة السابقة. يسأل مولاه جل علاه ويدعوه رغب - 00:01:52
ورهب من الانس والجن والملائكة وسائر الكائنات الحية وسائر الكائنات الدائرة في الافلاك كالكواكب والنجوم والجبال والشجر والدواب وكل مخلوق خلقه الله جل وعلا وقد فصلنا على قبر الطاقة في هذا الأمر في الحصة السابقة من ان كل هذه تشمل كل شيء - 00:02:16
وان العاقلية كما يفهمها الانسان ليست هي المحددة الاساس لهذا المعنى من العموم. يعني من في السماوات والارض ليس فقط من بني ادم. او من العاقل انسان كان او جنا - 00:02:48
او ملائكة بل ايضا النمل والحوت والنحل والجامدات التي نظن انها جامدات ان لا شيء جامد في خلق الله. وكل في فلك يسمعه. ولا شيء في خلق الله وان من شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون تسبيحهم. وان هاد التسبيح يحصل عن ارادة - 00:03:05
وطواعية وليس عن قهر فقط. كما قاله غير واحد من اهل علم الكلام. والدليل كذلك ما هو مذكور نصا وصراحة في كتاب الله. وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. من ان الكائنات تسبح ربها. وان هذا - 00:03:35
التشريح يحصل من ارادتها من حبها لخالقها من رغبتها ورهبتها قالتا اتينا طائعين. فها هنا مطاوعة ولا ينبغي ان يفسر ذلك على انه ضرب من يعني السنن التي خلق الله في الكائنات فهي تدور رغم انفها اي الارض حول نفسها او على نفسها وحول الشمس الى غير ذلك من المقالات التي - 00:03:55
يعني حقيقة وموجودة. لكن هنالك شيء اعمق من هذا. النظر الادمي انساني محصور من الماديات الحسيات ذلك مبلغهم من العلم. والا فما هو مبثوث في كتاب الله جل وعلا؟ اعمق بكثير من هذا الأمر - 00:04:25
نرجع اذا الى المقصود الذي نفرعه من العمل. اذا كان الكون كله يدور في فلك محبة الله يدور في فلك عبادة الله رغبا ورهبة فما بال الانسان اذا يرحمك الله. ما بال الانسان يشرد عن عبادة الله؟ سيمثل اذا النشاذا نشاذا داخل هذا النظام - 00:04:43
الكوني البديع العجيب الذي ما من شيء فيه الا وهو يسبح الله الا وهو يعبد الله ويسأله افتقروا اليه. ان هاد التعبير العجيب يسأله سؤال طلب. يطلبون ما يتعلق بالرغب - 00:05:11
من الرحمة والرضا الرباني العظيم. وما يتعلق من الرهب من الخوف من عذابه ونقمته وغضبه. نعوذ بالله جل وعلى من غضبه كل الكائنات تسأل مولاها هذا وتسير اليه رغبا وراءها - 00:05:33
اذا كان ذلك كذلك. فيتبين اذا بنصوص القرآن الكريم ان الوظيفة الاساسية للانسان. هو ان يسلك الى ربي ضمن هذا النسق الكوني العجيب. اي ما من شيء الا وهو سائر الى اله جل وعلا. فوجب على الانسان ان يسير الى مولاه. ان يدور - 00:05:55
في فلك الطاعة كما تدور الكواكب والنجوم في افلاكها. الأرض لها فلك تدور به مضار معين معروف اه القمر كذلك المجموعة الشمسية كلها كما يتحدث اهل الفلك المعاصرون الان كل شيء يسير والقرآن - 00:06:15
قال هذا منذ زمان كل شيء يدور في فلكه الانسان يدور في فلك عمره. عبر مواقيت هي مواقيت العبادات. من الصلوات والزكوات والحج ورمضان وما شابه هذا وذاك من المحطات اليومية كالصلوات الخمس محطات يومية ومواقيت ومن المحطات - 00:06:35
الشهرية والمحطات السنوية والمحطات العمرية مما هو واضح في العبادات مما يفعل مرة في السنة ومرة في العمر وما شابه هذا وذاك ومما يتطوعه الانسان نفلا يوميا او شهريا او كل هذه محطات ومنازل كمنازل الافلاك - 00:07:00
يعني مدارات يدور فيها الانسان وهو يدور وعمره ينقضي لكنه يرتقي. وهذا هو العمر المبارك الدوران لابد منه يعني السير. انك كادح الى ربك كدحا. فملاقيه. فهذه حقيقة حتمية لا جدال فيها. لكن - 00:07:20
الانسان بين طريقين اما انه يسير على سبيل الترقي على سبيل الترقي يدور في فلكه ولكنه وهو يدور العمر يفنى لكنه يزكو تحصل له تزكية ويترقى فيبقى من بعد ما يفنى يبقى بالله جل وعلا - 00:07:41
وهذا شيء عجيب. وهو الذي جاءت به الرسالات وهو اساس الديانات جاءت الرسل لتزكية الانسان ويزكيهم. يتلو عليهم اياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. او يتلو عليهم اياته ويزكيهم حسب الاية الاخرى. فالتزكية اذا تقديم وتأخيرا غاية غاية من العبادة. يزكو عمر الانسان. يسكو - 00:08:05
ويشعر فعلا انه يحيا. حياة ويمتد عقله ووجدانه في افق الغيب ولا يشعر ابدا ان الموت انقطاع وعدم. وفناء وجودي مطلق. لا ابدا تلك مشكلة الكفار كما يأس الكفار من اصحاب القبور. تلك عقدتهم تلك ظلماتهم. هذا القرآن العجيب - 00:08:32
الجميل يخرجنا فعلا من الظلمات الى النور. من ظلمات هذا الجهل بالله. من ظلمات هذا الجهل بطبيعة الحياة من ظلمات الضيق والقلق والوسواس والخراب العصبي الى نور السكينة والطمأنينة وبشاشة - 00:09:03
الايمان وراحة الاسلام شيء عجيب جدا فعلا ان يكون الانسان مؤمنا وتلك نعمة والله - 00:09:23
Transcription
اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقول الله جل وعلا - 00:00:00
تبارك اسمه وتعالى جده ولا اله غيره يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأنه كان لنا كلام عن هذه الاية بما هي تتضمن شؤون الربوبية وبما هي تتضمن حقائق الاسماء الحسنى جميعا - 00:00:22
بالاء ربكما تكذبان. اسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن وسقنا كلمة ابن القيم رحمه الله. حيث انه سبحانه وتعالى لا يشغله شأن عن شأن كل الخلائق تتجه الى مولاها. يسأله كل من في السماوات والارض كل الخلائق. كل - 00:00:50
بدلالتها على الاستغراق لجميع افرادها ممن احيط بهم في السماوات والارض. خلقا وعلما وتقديرا وتدبيرا بمعنى انه ما من مخلوق الا وهو في حاجة الى مولاه الى خالقه جل علاه - 00:01:26
ولذلك نفرع عن هذه المسألة اليوم ان شاء الله امرا يهمنا نحن بني ادم بل نحن المسلمين خاصة اذا كان كل من في السماوات والارض من الخلائق كما بينه في الحصة السابقة. يسأل مولاه جل علاه ويدعوه رغب - 00:01:52
ورهب من الانس والجن والملائكة وسائر الكائنات الحية وسائر الكائنات الدائرة في الافلاك كالكواكب والنجوم والجبال والشجر والدواب وكل مخلوق خلقه الله جل وعلا وقد فصلنا على قبر الطاقة في هذا الأمر في الحصة السابقة من ان كل هذه تشمل كل شيء - 00:02:16
وان العاقلية كما يفهمها الانسان ليست هي المحددة الاساس لهذا المعنى من العموم. يعني من في السماوات والارض ليس فقط من بني ادم. او من العاقل انسان كان او جنا - 00:02:48
او ملائكة بل ايضا النمل والحوت والنحل والجامدات التي نظن انها جامدات ان لا شيء جامد في خلق الله. وكل في فلك يسمعه. ولا شيء في خلق الله وان من شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون تسبيحهم. وان هاد التسبيح يحصل عن ارادة - 00:03:05
وطواعية وليس عن قهر فقط. كما قاله غير واحد من اهل علم الكلام. والدليل كذلك ما هو مذكور نصا وصراحة في كتاب الله. وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. من ان الكائنات تسبح ربها. وان هذا - 00:03:35
التشريح يحصل من ارادتها من حبها لخالقها من رغبتها ورهبتها قالتا اتينا طائعين. فها هنا مطاوعة ولا ينبغي ان يفسر ذلك على انه ضرب من يعني السنن التي خلق الله في الكائنات فهي تدور رغم انفها اي الارض حول نفسها او على نفسها وحول الشمس الى غير ذلك من المقالات التي - 00:03:55
يعني حقيقة وموجودة. لكن هنالك شيء اعمق من هذا. النظر الادمي انساني محصور من الماديات الحسيات ذلك مبلغهم من العلم. والا فما هو مبثوث في كتاب الله جل وعلا؟ اعمق بكثير من هذا الأمر - 00:04:25
نرجع اذا الى المقصود الذي نفرعه من العمل. اذا كان الكون كله يدور في فلك محبة الله يدور في فلك عبادة الله رغبا ورهبة فما بال الانسان اذا يرحمك الله. ما بال الانسان يشرد عن عبادة الله؟ سيمثل اذا النشاذا نشاذا داخل هذا النظام - 00:04:43
الكوني البديع العجيب الذي ما من شيء فيه الا وهو يسبح الله الا وهو يعبد الله ويسأله افتقروا اليه. ان هاد التعبير العجيب يسأله سؤال طلب. يطلبون ما يتعلق بالرغب - 00:05:11
من الرحمة والرضا الرباني العظيم. وما يتعلق من الرهب من الخوف من عذابه ونقمته وغضبه. نعوذ بالله جل وعلى من غضبه كل الكائنات تسأل مولاها هذا وتسير اليه رغبا وراءها - 00:05:33
اذا كان ذلك كذلك. فيتبين اذا بنصوص القرآن الكريم ان الوظيفة الاساسية للانسان. هو ان يسلك الى ربي ضمن هذا النسق الكوني العجيب. اي ما من شيء الا وهو سائر الى اله جل وعلا. فوجب على الانسان ان يسير الى مولاه. ان يدور - 00:05:55
في فلك الطاعة كما تدور الكواكب والنجوم في افلاكها. الأرض لها فلك تدور به مضار معين معروف اه القمر كذلك المجموعة الشمسية كلها كما يتحدث اهل الفلك المعاصرون الان كل شيء يسير والقرآن - 00:06:15
قال هذا منذ زمان كل شيء يدور في فلكه الانسان يدور في فلك عمره. عبر مواقيت هي مواقيت العبادات. من الصلوات والزكوات والحج ورمضان وما شابه هذا وذاك من المحطات اليومية كالصلوات الخمس محطات يومية ومواقيت ومن المحطات - 00:06:35
الشهرية والمحطات السنوية والمحطات العمرية مما هو واضح في العبادات مما يفعل مرة في السنة ومرة في العمر وما شابه هذا وذاك ومما يتطوعه الانسان نفلا يوميا او شهريا او كل هذه محطات ومنازل كمنازل الافلاك - 00:07:00
يعني مدارات يدور فيها الانسان وهو يدور وعمره ينقضي لكنه يرتقي. وهذا هو العمر المبارك الدوران لابد منه يعني السير. انك كادح الى ربك كدحا. فملاقيه. فهذه حقيقة حتمية لا جدال فيها. لكن - 00:07:20
الانسان بين طريقين اما انه يسير على سبيل الترقي على سبيل الترقي يدور في فلكه ولكنه وهو يدور العمر يفنى لكنه يزكو تحصل له تزكية ويترقى فيبقى من بعد ما يفنى يبقى بالله جل وعلا - 00:07:41
وهذا شيء عجيب. وهو الذي جاءت به الرسالات وهو اساس الديانات جاءت الرسل لتزكية الانسان ويزكيهم. يتلو عليهم اياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. او يتلو عليهم اياته ويزكيهم حسب الاية الاخرى. فالتزكية اذا تقديم وتأخيرا غاية غاية من العبادة. يزكو عمر الانسان. يسكو - 00:08:05
ويشعر فعلا انه يحيا. حياة ويمتد عقله ووجدانه في افق الغيب ولا يشعر ابدا ان الموت انقطاع وعدم. وفناء وجودي مطلق. لا ابدا تلك مشكلة الكفار كما يأس الكفار من اصحاب القبور. تلك عقدتهم تلك ظلماتهم. هذا القرآن العجيب - 00:08:32
الجميل يخرجنا فعلا من الظلمات الى النور. من ظلمات هذا الجهل بالله. من ظلمات هذا الجهل بطبيعة الحياة من ظلمات الضيق والقلق والوسواس والخراب العصبي الى نور السكينة والطمأنينة وبشاشة - 00:09:03
الايمان وراحة الاسلام شيء عجيب جدا فعلا ان يكون الانسان مؤمنا وتلك نعمة والله - 00:09:23