بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى. اللهم لك الحمد على كل لنعمة انعمت بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او - 00:00:00
وعامة لك الحمد بالاسلام ولك الحمد بالايمان ولك الحمد ولك الحمد بالمعافاة. اللهم لك الحمد بالاهل والولد والمال اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده - 00:00:30
ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قبل الدخول في موضوع هذه المحاضرة ومضامينها يطيب لي ان ارحب بكم جميعا ايها الجمع الكريم وارحب على وجه الخصوص بمعالي مدير الجامعة الدكتور محمد - 00:01:10
بني علي العقلة اولا على تشريفه وثانيا على كليم رغبته في مشاركة بمحاضرة رجاء ان ينفع الله سبحانه وتعالى بها الدال على الخير كفاعله. كما قال ذلكم رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته - 00:01:50
علينا. وايضا قبل الدخول في موضوع هذه المحاضرة فان ملقي هذه المحاضرة يعلن قصوره ولا سيما في موضوع كبير كهذا يعد اكبر الموضوعات واجلها على الاطلاق. ولكن لارتأيت مع قصور كبير وعجز بينا اعلمه من نفسي - 00:02:20
ان اتحدث في هذا الموضوع مع كبره وعظمه رجاء بالله سبحانه وتعالى وحده واملا به جل شأنه ان يجعل مجلسنا هذا بمنه وكرمه مجلسا من مجالس رضوان. وان يحقق لنا فيه من الخير - 00:03:00
والنزع والفائدة بتوفيق منه جل وعلا ومن. فعليه وحده توكلي واعتمادي واليه تفويض امري سبحانه واستنادي بسم ما شاء الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ايها - 00:03:30
الجمع الكريم. موضوع هذا اللقاء تأمل وتدبر في قول ربنا جل شأنه ورضوان من الله اكبر قرأت للعلامة ابن القيم رحمه الله يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول تأملت انفع - 00:04:00
الدعاء فاذا هو سؤال الله العون على ما الله ووجدت ذلك في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين. فقال العون من الله سبحانه وتعالى على نيل مرضاته جل شأنه هو اجل مطلب - 00:04:40
هو اعظم مقصد وهو انبل هدف واجل غاية واعظم امر شمر في نيله وسعى في تحصيله المشمرون. وقول ربنا جل شأنه واخواني من الله اكبر هو جزء من اية في سورة التوبة - 00:05:10
ولهذا من المهم بين يدي موضوع هذه المحاضرة ان نقف قليلا الينا في السياق الذي وردت فيه. اتماما للمعنى وتكميلا للفائدة وكان السياق الذي وردت فيه هذه سياقا يبين مكانة المؤمنين العلية - 00:05:40
ومنزلتهم الرفيعة. ويبينوا ما هم عليه. من جد واجتهاد وعمل في نيله مرضاة الله سبحانه وتعالى. ثم بين في الصيام ما عده تبارك وتعالى اهلهم من كرامات وما هيأه لهم من اجور وثواب عظيم. وكان - 00:06:20
السياق قبل ذلك في بيان سوء حال المنافقين والمنافقات وخبثهم وسوء قويتهم وشناعة اعمالهم. فلما كشف جل وعلا حالهم وبين شأنهم وذكر ما عد لهم من عقوبات قال سبحانه وتعالى - 00:06:50
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك فسيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار - 00:07:20
فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو والفوز العظيم. فذكر جل وعلا اولا اعمالهم. من طاعة لله سبحانه وتعالى ورسولا وقيام بفرائض الاسلام وواجبات الدين وعمل على تبيان دين الله عز - 00:07:50
وجل نصحا لعباده وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر. ثم اتبع ذلكم فشأنه بذكر ما اعد لهم. وذكر سبحانه وتعالى ما اعده لهم ذكرا متدرجا فبدأه بذكر انه سبحانه وتعالى اعد لهم جنات - 00:08:20
تجري من تحتها الانهار ثم اتبع ذلكم سبحانه وتعالى بذكر المساكن العظيمة والغرفات العلية التي اعدها لهم نزلا ومسكنا في تلكم الجنات ثم ذكر الكرامة الكبرى آآ والمنة العظمى الا وهي رضوانه - 00:08:50
تبارك وتعالى عنهم. قال ورضوان من الله اكبر. ثم ختم السياق لقوله ذلك هو الفوز العظيم. فقول الله عز وجل من الله اكبر وان كان لم يذكر المفضل عليه بعد قوله اكبر للعلم - 00:09:20
وبيانا لعظم رضوان الله سبحانه وتعالى وجلالة شأنه وانه من كل نعيم واجل من كل عطية. وذلكم ان رضوان الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته عز وجل. وجنته وما فيها من - 00:09:50
كرامات وعطايا وهبات مخلوق من مخلوقات الله عز وجل. فرضوان الله اكبر من كل اكبر من الجنة واكبر من كل نعيم في الجنة اذ هو اعظم كرامة واجل ويوضح هذا المعنى في الاية وان كان واضحا ظاهرا - 00:10:20
فخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لاهل ان يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك - 00:10:50
فيقول لهم جل شأنه هل رظيتم؟ فيقولون يا ربنا وما لنا لا نرظى وقد اعطيتنا ما لم تعطه احدا من فيقول جل شأنه وانا اعطيكم افضل من ذلك. فيقولون يا ربنا واي شيء افضل من ذلك؟ فيقول احل عليكم رضواني - 00:11:20
فاسخط عليكم بعده ابدا. وروى الحاكم في مستدركه اسناد صحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة. يقول الله تعالى لهم - 00:12:00
هل تشتهون شيئا فازيدكم؟ فيقولون يا ربنا وما فوقه ما اعطيتنا يا ربنا وما فوق ما اعطيتنا فيقول رضواني اكبر اي اكبر من الجنة وما فيها. فقوله سبحانه وتعالى ورضواني من الله - 00:12:30
اكبر ينبغي على كل مسلم ان يودع هذه الاية الكريمة في قلبه. وان يحرص على حضورها في ذهنه في كل مقام وفي كل موقف وفي كل حال. لان هذه الاية اذا قامت في القلب وكان ما دلت عليه - 00:13:00
هو هدف الانسان وغايته ومطلبه فان احواله كلها تصبر واموره كلها تزيد وقوله سبحانه وتعالى ورضوان من الله اكبر هذا الموضع فيه لطائف عظيمة كلها تدل على عظم هذا الرضوان - 00:13:30
ورفعة شأنه اشار اليها علماء التفسير في كتبهم رحمهم الله بجهودهم. من ذلكم ان عطف الرضوان على ما قبله جاء عطف جملة ولم يأتي عطف مفرد. قال ورضواني من الله - 00:14:00
مرحبا ان ما قبلها قال اه قال سبحانه وتعالى اه مساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر فعطف ذلكم على من سبق عطف جملة. ووليس عطف مفرد وهذا فيه اشارة الى ان هذا فضل مستقل. مختلف تماما عن ما قبله وعلى ما ذكر - 00:14:30
قبله وهو نعيم الجنة وما فيها. ثم انه قال ورضوان بالتأكيد وهذا يفيد التعظيم وفخامة الرضوان وعلو شأنه. وايضا جاء والتنوين يفيد التعظيم. وجاء مرفوعا كرفعة شأن الرضوان وعلو شأنه - 00:15:00
ثم انه جل شأنه قال ورضوان من الله ولم يقل منه وفي اظهار اسم الجلالة في هذا المقام ايماء الى عظمة هذا الرضوان المضاف الى الله سبحانه وتعالى. ثم انه جل شأنه قال ورضوان من الله ولم يقل رضا. والفرق - 00:15:30
بين الرضوان والرضا ان زيادة المبنى كما يقول اهل العلم فيه زيادة المعنى فزيادة الالف والنون تدل على قوة هذا الرضوان وكثرته. وعظمه وجلالته ثم انه قال ورضوان من الله اكبر ولم يقل - 00:16:00
رضوان الله اكبر. وهذا ايضا فيه لطيفة عظيمة. الا وهي ان هذا الرضوان وان قل وان كان يسيرا في حق عبد ما فهو اعظم من الجنة وما فيها وليس في رضوان الله سبحانه وتعالى ما هو يسير. كما قيل قليل منك يكفيك - 00:16:30
ولكن قليلك لا يقال له قليل. كل ذلكم يدلنا على عظم هذا المقصد وجلالة هذا المطلب وانه اعظم مبتغى واجل غاية وانبل هدف. وان الواجب على المسلم العاقل الحصيف ان ينهض بنفسه نهوضا عظيما قبل ان يفوته هذا الخير العظيم - 00:17:00
والفضل الامين. والواجب على من اشتاقت نفسه هذا الرضوان وثاقة لهذه المنازل العلية والاجر العظيم ان يعد لهذا الامر عدته. والا يشغله عنه ان يساهم. وربنا جل شأنه اخبرنا في مواعظ في مواضع من القرآن الكريم بان ثمة - 00:17:40
شواغل كبيرة جدا تشغل العبد عن نيل هذا الرضوان. وتعوقه عن تحصيله. فلا يزال يتعثر في امر واخر الى ان يفوت على نفسه حظه ونصيبه من هذا العنوان العظيم. ولنتأمل في هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى في سورة - 00:18:20
ال عمران زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة. والخيل المسومة. والانعام والحرث. ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن المآل. قل اانبئكم بخير من ذلكم - 00:18:50
للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد. الذين يقولون ربنا امنا فاغفر لنا الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار - 00:19:20
الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار هؤلاء الذين تبوأوا منازل الرضوان وفازوا بهذا امر عظيم والمطلب الجليل سبقه رضا منهم عن الله سبحانه وتعالى وجد واجتهاد في طاعة الله. كما يوضح ذلكم هذا السياق وغيره مما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى - 00:19:50
ومثل هذه الاية في التحذير من الشواغل التي تشغل الانسان وتعوقه عن نيله الرضوان قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج - 00:20:30
فتراه مضطرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. فيأتي ذكر رضوان في مثل هذه المقامات تنبيها العبادة ليتنبه من اراد لنفسه هذا المطلب العظيم والمقصد الجليل الا - 00:21:00
له هذه الشواهد والا تلهيه هذه الملهيات بان تكون صارفة له عن نيل هذا الرضواني العظيم وتحصيله والفوز به هذا الرضوان والفوز به يتطلب من العبد امورا عديدة جاءت مبينة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه - 00:21:30
الا انها في الجملة ترجع الى امرين عظيمين. واصلين مكينين ينبغي على كل ناصح لنفسه ان يعنى بهما اشد العناية. وان يهتم بهما عظيم الاهتمام الامر الاول ابتغاء الرضوان. والامر الثاني اتباع اتباع الرضوان - 00:22:10
فهما امران عظيمان للغاية بهما ينال رضوان الله سبحانه وتعالى ابتغاء الرضوان. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد. ويقول جل وعلا ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله - 00:22:40
ويقول جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نعطيه اجرا عظيما. ويقول جل وعلا - 00:23:10
ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله. والايات في هذا المعنى كثيرة. واما اتباع الرضوان فيقول الله سبحانه وتعالى افمن اتبع رضوان الله كمن باب سخط من الله ومأواه جهنم - 00:23:30
وبئس المصير. ويقول سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ان لم يمسسهم لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. فتحصن لنا - 00:23:50
مما سبق في نيل الرضوان وتحصيله ان يجمع العبد لنفسه بين هذين الامرين العظيمين والاصلين المتينين. فالاول ابتغاء الرضوان. ومعنى ابتغاء الرضوان ايهما الجمع الكريم؟ المراد به الاخلاص. في الاعمال. وحسن - 00:24:20
التوجه للرب سبحانه وتعالى ذي الجلال والكمال. بحيث يكون العامل في عمله لا يبتغي شيء في اي عمل يقدمه يرجو به ثواب الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة الا ويكون قائما على ابتغاء رضوان وطلب الرضوان. مخلصا لعمله. ولم يكون في صالح - 00:24:50
العبد الا ما قصد به العبد وجه الله سبحانه وتعالى. اما الاعمال التي قامت على الرياء مثلا والسمعة وحب الشهرة وحب الظهور وحب علو السين وحب الذكر الى غير ذلكم من الاغراض فكلها لا تقرب العبد من رضوان الله. وانما الذي يقرب العبد من رضوان الله - 00:25:20
سبحانه وتعالى ما ابتغى به من عمله رضوان الله. وما سوى ذلكم فان الله لا يقبله منه. وان عظم العمل وان العمل ولهذا اه قال جل شأنه في الحديث القدسي انا - 00:25:50
اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته شركه اما اتباع الرضوان فان يحرص العامل على الاعمال التي جاء بها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فان رضوان الله سبحانه وتعالى لا ينال الا بلزوم دينه - 00:26:10
الذي رضيه لعباده وبعث به رسوله عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فهذا الدين رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده هو الذي يتبع لينال به - 00:26:40
رضوان الله سبحانه وتعالى. وعليه فالايات التي مر ذكرها في اكثر من موضع من كتاب الله واتبعوا رضوان الله كلها يراد بها هذا المعنى. ان يلزم المسلم الاعمال التي رضيها سبحانه وتعالى وبعث بها رسوله عليه الصلاة والسلام. ولهذا نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:27:10
انا في بعض كتبه عن بعض اهل العلم آآ انه قال من اراد نفسه محل الرضوان من اراد لنفسه محل الرضوان فليلزم نفسه بالاعمال التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا من احسن الكلام وانفسه - 00:27:40
وفعلا الذي يريد لنفسه محل الرضوان يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فلم يجد ذلك الا في اتباع النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولزوم نهجه القويم. فبهذين الاصليين ابتغاء الرضوان - 00:28:10
واتباع الرضوان يفوز العبد برضا الله سبحانه وتعالى وعظيم موعوده. وجميع الايات التي وردت في هذا الموت في هذا المعنى كلها ترجع الى هذين الامرين العظيمين والاصلين المتينين وفيهما الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا - 00:28:30
قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على السنة - 00:29:00
وقد جمع بين هذين الاصلين في ايات منها الاية التي ختمت بها سورة الكهف وهي قول الله سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. وهذا اتباع الرضوان. ولا - 00:29:30
مشترك بعبادة ربه احدا وهذا ابتغاء الرضوان باخلاص العمل لله جل وعلا ثم ان المؤمن عليه في هذا المقام العظيم ان يكون مسارعا للخيرات لا ان يكون متقاعسا متوانيا مفرطا مضيعا مسوفا. وليكن رائده في - 00:29:50
هذا الباب وقدوته في انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه ومن الامثلة العظيمة في ذلكم قول الله سبحانه وتعالى عن نبيه موسى عليه السلام وعجلت وعجلت اليك ربي لترضى. وعجلت اليك ربي لترضى. اخذ اهل العلم من - 00:30:20
هذه الاية ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان الاصل ان يسارع العبد في نيل على ان يسوف او ان يؤجل او ان يؤخر فكم من اناس اخروا اعمالا ينالون بها - 00:30:50
رضوان الله سبحانه وتعالى فداهمهم الموت وباقتهم الاجل قبل ان يحققوا تلك وقبل ان يفوزوا بتلك الخصال. فالواجب على العبد ان يكون شأنه كذلك ساعيا في مسارعا الى نيل الرضوان جادا مجتهدا في تحصيل الرضوان وان يكون دأبه دائما وابدا التماس - 00:31:10
الرضوان وقد خرج الامام احمد رحمه الله في كتابه المسند عن ثوبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليلتمس رضوان الله سبحانه وتعالى فيقول الله تعالى لجبريل يا جبريل ان عبدي فلانا - 00:31:40
يلتمس رضواني. الاوان رحمتي عليه ان عبدي فلانا يلتمس رضواني الا ان الاوان رحمتي فيقول جبريل عليه السلام رحمة الله على فلان. ثم يقولها حملة العرش. ومن حبه ثم يقولها كذلك ملائكة كل سماء ثم تهبط اليه في الارض اي - 00:32:10
الله سبحانه وتعالى. والحديث جود اه اسناده بعض اهل العلم. ايها الاخوة الكرام عندما يكون الحديث عن رضوان الله ونيله رضوان الله سبحانه وتعالى تبقى او يبقى امام ناظرا العبد - 00:32:40
قدوات اللباس ممن فعلا شمروا في حياتهم عن سعد الجد. وعملوا على تحقيق الرضواني ونيله ولم تشغلهم توافه الامور وحقير الاشياء عن نيل رضوان من ربهم سبحانه وتعالى. ولهذا اذا كان الحديث عن رضوان الله - 00:33:10
سبحانه وتعالى فان الذهن يقفز اليه مباشرة بعد الانبياء المجيدة وتاريخهم العظيم في نيل رضوان الله جل وعلا يقفز الذهن مباشرة الى حياة الصحابة. رضي الله عنهم وارضاهم. فهي حياة ذكرها الله - 00:33:40
وتعالى انه ذكر حالهم في كتابه مبينا في مواضع عديدة عن مبينا في مواضع عديدة آآ رضاه عنهم ورضاهم عنه. وهذه والله مكرمة عظيمة وشرف جليل. بل ان ذكر داركم جاء في التوراة قبل خلق الصحابة. وقبل ان يدرجوا على الارض - 00:34:10
وفي هذا يقول سبحانه وتعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة. ذلك مثلهم في التواف. فهم - 00:34:40
قبل ان يخلقوا وقبل ان يوجدوا ذكرهم الله سبحانه وتعالى هذا الذكر العطر العظيم في التوراة. بهذا الوصف كما انه ذكرهم في الانجيل بقوله ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شرقه فازره فاستغرب فاستوى على - 00:35:10
يعجب السراء ليغيظ بهم الكفار. فهؤلاء الصحابة حققوا هذا وبلغوا فيه الرتبة العلية فكانوا في تحقيقه في الدرجة الثانية التي تلي الانبياء في تاريخ الامم كلها. فلا كان ولا يكون مثلهم بعد الانبياء - 00:35:30
قد قال الله سبحانه وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. وقال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني وهذه الخيرية هي خيرية في جميع امم الانبياء. ولهذا فيما يتعلق بافضل الصحابة. قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر سيد كهول - 00:36:00
لاهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين. فشرف هؤلاء وفضلهم ونبلهم وعلو قدرهم ورفعة مكانتهم ليست رتبة حازوها على او فضلا حازوه على هذه الامة بل هي رتبة حازوها على مستوى جميع الامم بعد النبيين. وذلكم لان - 00:36:30
تاريخهم كله تاريخ في تحقيق الرضا ونية. وجدا في هذا المطلب العظيم ولهذا تمر مواقف عظام هي محك في الفوز بالرضا. وتحصيله فيتسابقون اليه. ويتنافسون عليه ويباهون بذلك توزن الايات فورا في كل موقف باعلان رضا الرب سبحانه وتعالى عليه - 00:37:00
في غزوة احد على سبيل المثال. لما انتهت ومضى المسلمون وعاد المشركون الى مكة وكان المسلمون في مصابهم وفيهم من هو مثخن بجراحه يعلن النبي صلى الله عليه وسلم على الجميع فورا للحوق بالمشركين - 00:37:40
ولك ان تتصور تلك الحال بتلك الجراح وتلك الدماء وذلك التعب وذلك النصب فما تخلف منهم واحد فصاروا وبادروا وقصر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على من شهد احدا. وانطلقوا مع - 00:38:10
الى حمراء الاسد الى جهة جنوب المدينة تبعد عنها عشرين كيلو مترا تقريبا وفي ذلكم يقول سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء - 00:38:30
واتبعوا رضوان الله. هذا العمل اتباع لرضوان الله سبحانه وتعالى بشهادة رب العالمين لهم. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم اي انه من عليهم بهذا الفضل واكرمهم سبحانه وتعالى به. قال اهل العلم ففازوا باجر - 00:39:00
غزوة كاملة فازوا باجر غزوة كاملة مع انهم لم يلقوا عدوا. بل القى الله سبحانه وتعالى في قلوب الرعب ففروا الى مكة مناسبين. وفي وقعة صلح الحديبية لما انتدب النبي عليه الصلاة والسلام عثمان رضي الله عنه واشيع - 00:39:20
انه قتل. دعا النبي عليه الصلاة والسلام. وكان تحت الشجرة اصحابه وكانوا يزيدون على الف واربعمائة بايعهم على القتال متى الموت فبايعوه جميعا ما تردد منهم واحد. وما ان انتهى هؤلاء من تلك البيعة العظيمة الا - 00:39:50
قول الله سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قليلا اي فتح خيبر. والمغانم الكثيرة التي اكرمهم الله سبحانه وتعالى - 00:40:20
واظفره اياها. وهكذا تتوالى المواقف والمواقف في المسارعة لنيل رضوان الله وقدوة الصحابة وخيرهم في هذا الباب صديق الامة رضي الله عنه وارضاه. ولما قال صلى الله عليه وسلم ان بلالا يعذب فانطلق ابو بكر رضي الله عنه واشتراه واعتقه. وفي ذلكم - 00:40:40
قول الله نزل قول الله تعالى واسألوا جنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكر وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. اي يرضيه الله سبحانه وتعالى. لانه سار وبادر - 00:41:10
لنيل مرضات الله سبحانه وتعالى فكانت مرضاة الله غاية مقصوده ونهاية مطلوبه رضي الله عنه واربعة. الله اكبر. عندما يتحدث المتحدث عن مقام الصحابة ومنزلتهم العلية. وينظر في هذه الكرامة الكبيرة. التي جعلها الله لها وهي - 00:41:30
الله عنهم. رضا الله عنهم. انظروا وهو معنى لم اره مكتوبا. وانما ورد في ذهن هذا اليوم انظروا رعاكم الله. كيف ان الله سبحانه وتعالى فتح امة الى زماننا هذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها لا يذكر صحابي الا ويقرن به الدعاء له - 00:42:00
رضي الله عنه حتى ان الانسان ان سهى وذكر صحابيا ربما رده قيل لم تترامى عليه فاصبح الدعاء لهم بالرضا قليلا بذكر اسمائهم في كل ساعة. ولك ان تتأمل ليس في الشهور ولا في السنوات - 00:42:30
بل في كل يوم من ايام المسلمين من تاريخ الصحابة الى يومنا هذا الى ان يرث الله الارض عليها اقواما عليها كم يدعى للصحابة في كل يوم. كم يدعى لهم بالرضوان في كل يوم؟ اهو الف مرة او الاف او ملايين لا يحصي ذلك الا الله - 00:42:50
وهذا الفتح الذي فتحه الله سبحانه وتعالى على الامة دعاء للصحابة رضي الله عنهم بالرضوان انما هيأه سبحانه وتعالى وفق المسلمين للعناية به والمحافظة عليه لعلو مقام الصحابة رضي الله عنهم في نيل رضوان الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل اذا - 00:43:10
اعطى عباده الدعاء اعطاهم الاجابة. الله جل وعلا اذا اعطى عباده الدعاء اعطاهم الاجابة. وقال ربكم ادعوني استجب لكم ودعوة الاخ لاخيه بظهر الغيب مستجابة. فكم هو هذا الرضوان؟ كم هو هذا - 00:43:40
العظيم الذي فاز به الصحن الكرام. وكم هي هذه الدعوات الكثيرة التي يلهج بها المؤمنون عبر تاريخهم وايامهم للصحب الكرام فلا يذكرون صحابيا الا يترضون عنه. ايها الاخوة الكرام ان المسلم عندما - 00:44:00
يتحدث عن الصحابة وعن تاريخ الصحابة وعن رضوان الله سبحانه وتعالى عن الصحابة رضي الله وعنهم وارضاهم لا ينبغي ان يكون حديثه في هذا الباب حديثا مجردا عن النهوض بالنفس للاقتداء والاكتساء بهم رضي الله عنهم وارضاهم. والا فان الانسان لا - 00:44:30
نستفيد من مطالعة تاريخهم ولا من قراءة سيرهم. وانما تتحقق الفائدة اذا جعل الصحابة رضي عنهم وارضاهم قدوة. يقرأ تاريخهم المجيد وحياتهم الكريمة ليكتسي بهم فعلا بالرضوان باتباعه لسبيله. وهذا المعنى مقرر في قول ربنا سبحانه وتعالى والسابقون الاولون - 00:45:00
من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم وارضاهم. رضي الله رضي الله عنهم ورضوا عنه اشرك سبحانه وتعالى واضاف الذين اتبعوا الصحابة باحسان برضاهم عنهم هذا حظ الاب من رضا الله سبحانه وتعالى بحسب حظه من هذا الاقتداء بمن رضي الله سبحانه - 00:45:30
قال عنهم واخبر جل شأنه برضاه عنه في مواضع عديدة من من من كتابه عز وجل ثم لا يفوت التنبيه في هذا المقام ان من والعياذ بالله يكون في قلبه - 00:46:00
شيء من الغل او الحقد او الضغينة او البغض او السخائن تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عموما او افرادا فهذا امارة بينة وعلامة واضحة على فوات نصيبه رضوان الله سبحانه وتعالى وخصانه في هذا الباب الخسران العظيم. اذ كيف قوم هذا شأنهم - 00:46:20
وتلك مكانتهم ورب العالمين يعلن رضاه عنهم في مواضع عديدة من كتابه ثم يكون في بقلب انسان ما سخينة او غلا او حقدا على الصحب الكرام رضي الله عنه وارضاه - 00:46:50
فضلا عن حال من يشغل نفسه واوقاته وايامه بلعن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم. وبعضهم يجعل ذلك وردا يوميا يحافظ عليه. امعانا في الكراهية والبغضة للصحابة ولا سيما خيار الصحابة وخصوصا ابي بكر وعمر وعائشة وحفصة - 00:47:10
انا مش فاهم في الوجوه. انا ما اعظم الخسران. على ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لا لعن لاعن ولا طعن طاعن. بل ان الامر كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:47:40
وارضاها ان الله عز وجل لما قطع عنهم الامل لم نحب ان يقطع عنهم الاجر. ان الله لما قطع عنهم ما احب ان يقطع عنهم الاجر. فهؤلاء السبابة الذين اشتغلوا بسب الصحابة رضي الله عنهم لا يضر - 00:48:00
ابت من سبهم اه شيء. بل ان ذلكم يعد اجرا ومغنما للصحب الكرام رضي الله عنه وارضاهم ومما يدل لذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اتدرون من - 00:48:20
لسه قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع. قال المفلس من يأتي يوم القيامة وقد اه بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا ولعن هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ - 00:48:40
من حسناتهم فيعطون فانفنيت حسناتهم اخذ من سيئاته فطرحت عليه من سيئاتهم وطرحت عليه فطرح في النار فيبقى ايضا هذا باب اخر لعلو منزلة الصحابة في نيل الرظوان. سواء فيمن - 00:49:00
عن الصحابة او كلامكم من اه طعن في الصحابة ظلما وبغيا فان هذا الطعن يعطيهم من سمعته شاء ام ابى كما بين ذلكم نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. ثم ايها الاخوة الكرام الرضوان الذي يحبه الله سبحانه - 00:49:20
على اهل جنته فلا يسخط عليهم بعده ابدا هو ثمرة واثر جزاء من جنس العمل. فلما رضوا عنا رضي الله سبحانه عنهم وبهذا المعنى اه اختم لان لا اطيل الا وهو - 00:49:50
ان اه الرضا الذي هو فعل العبد. والذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى هو نوعان دلت عليهما الادلة. الاول الرضا بالله. وعليه يدل قول نبينا عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:50:20
صلى الله عليه وسلم رسولا. والرضا بالله فرض افترضه الله عز وجل على كل المسلم لا اسلام ولا ايمان الا به. وهو ان يرضى به سبحانه وتعالى ربا خالقا مدبرا. ويرضى به - 00:50:50
معبودا بحق لا معبود بحق سواه. فاياه يغسل واليه يلجأ وله يصرف انواع العبادة ولا اجعل معه شريكا ولا نبيلا ولا يتم هذا الرضا بالله الا باتباعه بالرضا والرضا بنبيه ولهذا جمعت في الاية جمعت في الحديث فقال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام - 00:51:10
يدينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. وهذا النوع من الرضا والرضا بالله متعلقه اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته. والنوع الثاني من الرضا هو الرضا عن الله. الرضا عن الله سبحانه - 00:51:40
بالرضا بما امر والرضا بما اعطى والرضا بما وعد سبحانه وتعالى. و فهذا وهذا متعلقه آآ متعلقه ثواب الله. واجره وعطاؤه ومده وعونه سبحانه وتعالى. فالاول وهو الرضا بالله اصل والثاني وهو الرضا عن الله - 00:52:00
فرح عنه ومتفرع عليه. والاول فرض باتفاق اهل العلم والثاني آآ من اهل العلم من اوجبه ولا سيما ما يتعلق بباب الرضا عن الله سبحانه وتعالى في القضاء بالمصاب. عندما يبتلى الانسان بمرض او سقم او نحو ذلك - 00:52:30
الواجب في مثل هذا المقام على التحقيق والصبر والرضا في هذا المقام مستحب ومن اكرمه الله عز وجل في هذا المقام لتحقيق الرضا فانه يفوز بمثل هذا العمل فوزا عظيما انما يناله من يكرمهم الله سبحانه وتعالى بالرضا عنه فيما يقدمه - 00:53:00
ويقضيه جل وعلا على عباده من مصاب آآ مؤلم او نحو ذلك ايها الاخوة الكرام آآ اعتذر اليكم آآ كثيرا على اولا الحديث ففي هذا المجلس من هم خير مني؟ ومنهم اولى بالحديث اه في هذا الموضوع من - 00:53:30
من المشايخ النبلاء والاساتذة آآ الفضلاء فارجو آآ العذر من الجميع على بذلك بين يديكم مع قصور كما اسلفت وقلة بضاعتي وقلة فهمي اسأل الله عز وجل ان يعفو عني بمنه وكرمه سبحانه وتعالى وان يغفر لي ما قدمت وما اخرت وما - 00:54:00
وما اعلنت وما اسرفت وان يغفر لنا اجمعين وان يبلغنا جميعا رضاه وان اليه صراطا مستقيما. وايضا استميحكم عذرا في قراءة اه مقطع جميل وعظيم جدا من ميمية العلامة ابن القيم اه رحمه - 00:54:30
الله تعالى لما لها من تعلق بموضوعنا ولما لها ايضا من اثر عظيم ونفع وفائدة ولن نطيل ايضا وانما قطعة يسيرة من منظومته رحمه الله تعالى يقول فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. ولكن - 00:55:00
اننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم؟ وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشتت به اوطانه فهو مؤلم واي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء تحكموا وحي على روضاتها وخيامها. وحي على عيش بها ليس يسقم. وحي على - 00:55:30
السوق الذي فيه يلتقي المحبون ذاك السوق للقوم يعلمون. فما شئت خذ منه بلا ثمن له اي من سوق الجنة. فما شئت خذ منه بلا ثمن له فقد اسلفت التجار فيه واسلموا - 00:56:00
وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش. فاليوم موسم وحيا على واد هنالك افيح وتربته من اذفر المسك اعظم منابر من نور هناك وفضة ومن خالص العقيان لا تتقصموا. ومن حولها كثبان مسك مقاعد لمن دونهم هذا العطاء - 00:56:20
فخموا يرون به الرحمن جل جلاله كرؤية بدر التم لا يتوهم. والشمس ليس من دون افكها سحاب ولا غيب هناك يغيم. فبين هم في عيشهم وسرورهم وارزاقهم تجري عليهم وتبسم اذا هم بنور ساطع قد بدا لهم سلام - 00:56:50
عليكم طبتم ونعمتم. يقول سلوني ما اشتهيتم فكلما تريدون عندي انني انا ارحم فقالوا جميعا نحن نسألك الرقاب. فانت الذي تولي الجميل وترحمه. فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم عليهم تعالى الله فالله اكرم. فبالله فبالله ما عذر امرئ - 00:57:20
وهو مؤمن بهذا ولا يسعى له ويقدم. ولكننا التوفيق بالله انه يخص به من شاء فضلا وينعم فيا بائعا هذا ببخس معجل كانك لا تدري بل سوف تعلمون الى اخر ابياته العظيمة رحمه الله تعالى واسأل الله الكريم رب العرش العظيم - 00:57:50
باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي اكرمنا جميعا بهذا الجمع ويسره لنا بمنه وكرمه ان يجعله لنا جميعا سببا لنيل رضاه وان يجعل هذه التذكرة فيها موعظة لنا اجمعين للمتحدث بها والسامع اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا - 00:58:20
وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك الذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حج - 00:58:50
واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير - 00:59:10
والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا - 00:59:30
وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا - 00:59:50
اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين - 01:00:10
والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك الامن والايمان والسلامة الاسلام اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم انا نسألك في مقامنا هذا - 01:00:40
يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ان توفق ولي امرنا خادم الحرمين لبلوغ رضاك ومن رضاك وان تعينه على طاعته. اللهم اعز به دينه واعر به كلمتك. اللهم ومتعه - 01:01:10
بالصحة والعافية يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ومن بذلك على اخوانه يا حي يا قيوم اللهم وفقنا اجمعين لما تحبه وترضاه من سبيل الاقوال وصالح الاعمال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد - 01:01:30
اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على رسول الله - 01:01:50
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى. اللهم لك الحمد على كل لنعمة انعمت بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او - 00:00:00
وعامة لك الحمد بالاسلام ولك الحمد بالايمان ولك الحمد ولك الحمد بالمعافاة. اللهم لك الحمد بالاهل والولد والمال اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده - 00:00:30
ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قبل الدخول في موضوع هذه المحاضرة ومضامينها يطيب لي ان ارحب بكم جميعا ايها الجمع الكريم وارحب على وجه الخصوص بمعالي مدير الجامعة الدكتور محمد - 00:01:10
بني علي العقلة اولا على تشريفه وثانيا على كليم رغبته في مشاركة بمحاضرة رجاء ان ينفع الله سبحانه وتعالى بها الدال على الخير كفاعله. كما قال ذلكم رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته - 00:01:50
علينا. وايضا قبل الدخول في موضوع هذه المحاضرة فان ملقي هذه المحاضرة يعلن قصوره ولا سيما في موضوع كبير كهذا يعد اكبر الموضوعات واجلها على الاطلاق. ولكن لارتأيت مع قصور كبير وعجز بينا اعلمه من نفسي - 00:02:20
ان اتحدث في هذا الموضوع مع كبره وعظمه رجاء بالله سبحانه وتعالى وحده واملا به جل شأنه ان يجعل مجلسنا هذا بمنه وكرمه مجلسا من مجالس رضوان. وان يحقق لنا فيه من الخير - 00:03:00
والنزع والفائدة بتوفيق منه جل وعلا ومن. فعليه وحده توكلي واعتمادي واليه تفويض امري سبحانه واستنادي بسم ما شاء الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ايها - 00:03:30
الجمع الكريم. موضوع هذا اللقاء تأمل وتدبر في قول ربنا جل شأنه ورضوان من الله اكبر قرأت للعلامة ابن القيم رحمه الله يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول تأملت انفع - 00:04:00
الدعاء فاذا هو سؤال الله العون على ما الله ووجدت ذلك في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين. فقال العون من الله سبحانه وتعالى على نيل مرضاته جل شأنه هو اجل مطلب - 00:04:40
هو اعظم مقصد وهو انبل هدف واجل غاية واعظم امر شمر في نيله وسعى في تحصيله المشمرون. وقول ربنا جل شأنه واخواني من الله اكبر هو جزء من اية في سورة التوبة - 00:05:10
ولهذا من المهم بين يدي موضوع هذه المحاضرة ان نقف قليلا الينا في السياق الذي وردت فيه. اتماما للمعنى وتكميلا للفائدة وكان السياق الذي وردت فيه هذه سياقا يبين مكانة المؤمنين العلية - 00:05:40
ومنزلتهم الرفيعة. ويبينوا ما هم عليه. من جد واجتهاد وعمل في نيله مرضاة الله سبحانه وتعالى. ثم بين في الصيام ما عده تبارك وتعالى اهلهم من كرامات وما هيأه لهم من اجور وثواب عظيم. وكان - 00:06:20
السياق قبل ذلك في بيان سوء حال المنافقين والمنافقات وخبثهم وسوء قويتهم وشناعة اعمالهم. فلما كشف جل وعلا حالهم وبين شأنهم وذكر ما عد لهم من عقوبات قال سبحانه وتعالى - 00:06:50
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك فسيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار - 00:07:20
فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو والفوز العظيم. فذكر جل وعلا اولا اعمالهم. من طاعة لله سبحانه وتعالى ورسولا وقيام بفرائض الاسلام وواجبات الدين وعمل على تبيان دين الله عز - 00:07:50
وجل نصحا لعباده وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر. ثم اتبع ذلكم فشأنه بذكر ما اعد لهم. وذكر سبحانه وتعالى ما اعده لهم ذكرا متدرجا فبدأه بذكر انه سبحانه وتعالى اعد لهم جنات - 00:08:20
تجري من تحتها الانهار ثم اتبع ذلكم سبحانه وتعالى بذكر المساكن العظيمة والغرفات العلية التي اعدها لهم نزلا ومسكنا في تلكم الجنات ثم ذكر الكرامة الكبرى آآ والمنة العظمى الا وهي رضوانه - 00:08:50
تبارك وتعالى عنهم. قال ورضوان من الله اكبر. ثم ختم السياق لقوله ذلك هو الفوز العظيم. فقول الله عز وجل من الله اكبر وان كان لم يذكر المفضل عليه بعد قوله اكبر للعلم - 00:09:20
وبيانا لعظم رضوان الله سبحانه وتعالى وجلالة شأنه وانه من كل نعيم واجل من كل عطية. وذلكم ان رضوان الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته عز وجل. وجنته وما فيها من - 00:09:50
كرامات وعطايا وهبات مخلوق من مخلوقات الله عز وجل. فرضوان الله اكبر من كل اكبر من الجنة واكبر من كل نعيم في الجنة اذ هو اعظم كرامة واجل ويوضح هذا المعنى في الاية وان كان واضحا ظاهرا - 00:10:20
فخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لاهل ان يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك - 00:10:50
فيقول لهم جل شأنه هل رظيتم؟ فيقولون يا ربنا وما لنا لا نرظى وقد اعطيتنا ما لم تعطه احدا من فيقول جل شأنه وانا اعطيكم افضل من ذلك. فيقولون يا ربنا واي شيء افضل من ذلك؟ فيقول احل عليكم رضواني - 00:11:20
فاسخط عليكم بعده ابدا. وروى الحاكم في مستدركه اسناد صحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة. يقول الله تعالى لهم - 00:12:00
هل تشتهون شيئا فازيدكم؟ فيقولون يا ربنا وما فوقه ما اعطيتنا يا ربنا وما فوق ما اعطيتنا فيقول رضواني اكبر اي اكبر من الجنة وما فيها. فقوله سبحانه وتعالى ورضواني من الله - 00:12:30
اكبر ينبغي على كل مسلم ان يودع هذه الاية الكريمة في قلبه. وان يحرص على حضورها في ذهنه في كل مقام وفي كل موقف وفي كل حال. لان هذه الاية اذا قامت في القلب وكان ما دلت عليه - 00:13:00
هو هدف الانسان وغايته ومطلبه فان احواله كلها تصبر واموره كلها تزيد وقوله سبحانه وتعالى ورضوان من الله اكبر هذا الموضع فيه لطائف عظيمة كلها تدل على عظم هذا الرضوان - 00:13:30
ورفعة شأنه اشار اليها علماء التفسير في كتبهم رحمهم الله بجهودهم. من ذلكم ان عطف الرضوان على ما قبله جاء عطف جملة ولم يأتي عطف مفرد. قال ورضواني من الله - 00:14:00
مرحبا ان ما قبلها قال اه قال سبحانه وتعالى اه مساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر فعطف ذلكم على من سبق عطف جملة. ووليس عطف مفرد وهذا فيه اشارة الى ان هذا فضل مستقل. مختلف تماما عن ما قبله وعلى ما ذكر - 00:14:30
قبله وهو نعيم الجنة وما فيها. ثم انه قال ورضوان بالتأكيد وهذا يفيد التعظيم وفخامة الرضوان وعلو شأنه. وايضا جاء والتنوين يفيد التعظيم. وجاء مرفوعا كرفعة شأن الرضوان وعلو شأنه - 00:15:00
ثم انه جل شأنه قال ورضوان من الله ولم يقل منه وفي اظهار اسم الجلالة في هذا المقام ايماء الى عظمة هذا الرضوان المضاف الى الله سبحانه وتعالى. ثم انه جل شأنه قال ورضوان من الله ولم يقل رضا. والفرق - 00:15:30
بين الرضوان والرضا ان زيادة المبنى كما يقول اهل العلم فيه زيادة المعنى فزيادة الالف والنون تدل على قوة هذا الرضوان وكثرته. وعظمه وجلالته ثم انه قال ورضوان من الله اكبر ولم يقل - 00:16:00
رضوان الله اكبر. وهذا ايضا فيه لطيفة عظيمة. الا وهي ان هذا الرضوان وان قل وان كان يسيرا في حق عبد ما فهو اعظم من الجنة وما فيها وليس في رضوان الله سبحانه وتعالى ما هو يسير. كما قيل قليل منك يكفيك - 00:16:30
ولكن قليلك لا يقال له قليل. كل ذلكم يدلنا على عظم هذا المقصد وجلالة هذا المطلب وانه اعظم مبتغى واجل غاية وانبل هدف. وان الواجب على المسلم العاقل الحصيف ان ينهض بنفسه نهوضا عظيما قبل ان يفوته هذا الخير العظيم - 00:17:00
والفضل الامين. والواجب على من اشتاقت نفسه هذا الرضوان وثاقة لهذه المنازل العلية والاجر العظيم ان يعد لهذا الامر عدته. والا يشغله عنه ان يساهم. وربنا جل شأنه اخبرنا في مواعظ في مواضع من القرآن الكريم بان ثمة - 00:17:40
شواغل كبيرة جدا تشغل العبد عن نيل هذا الرضوان. وتعوقه عن تحصيله. فلا يزال يتعثر في امر واخر الى ان يفوت على نفسه حظه ونصيبه من هذا العنوان العظيم. ولنتأمل في هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى في سورة - 00:18:20
ال عمران زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة. والخيل المسومة. والانعام والحرث. ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن المآل. قل اانبئكم بخير من ذلكم - 00:18:50
للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد. الذين يقولون ربنا امنا فاغفر لنا الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار - 00:19:20
الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار هؤلاء الذين تبوأوا منازل الرضوان وفازوا بهذا امر عظيم والمطلب الجليل سبقه رضا منهم عن الله سبحانه وتعالى وجد واجتهاد في طاعة الله. كما يوضح ذلكم هذا السياق وغيره مما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى - 00:19:50
ومثل هذه الاية في التحذير من الشواغل التي تشغل الانسان وتعوقه عن نيله الرضوان قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج - 00:20:30
فتراه مضطرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. فيأتي ذكر رضوان في مثل هذه المقامات تنبيها العبادة ليتنبه من اراد لنفسه هذا المطلب العظيم والمقصد الجليل الا - 00:21:00
له هذه الشواهد والا تلهيه هذه الملهيات بان تكون صارفة له عن نيل هذا الرضواني العظيم وتحصيله والفوز به هذا الرضوان والفوز به يتطلب من العبد امورا عديدة جاءت مبينة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه - 00:21:30
الا انها في الجملة ترجع الى امرين عظيمين. واصلين مكينين ينبغي على كل ناصح لنفسه ان يعنى بهما اشد العناية. وان يهتم بهما عظيم الاهتمام الامر الاول ابتغاء الرضوان. والامر الثاني اتباع اتباع الرضوان - 00:22:10
فهما امران عظيمان للغاية بهما ينال رضوان الله سبحانه وتعالى ابتغاء الرضوان. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد. ويقول جل وعلا ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله - 00:22:40
ويقول جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نعطيه اجرا عظيما. ويقول جل وعلا - 00:23:10
ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله. والايات في هذا المعنى كثيرة. واما اتباع الرضوان فيقول الله سبحانه وتعالى افمن اتبع رضوان الله كمن باب سخط من الله ومأواه جهنم - 00:23:30
وبئس المصير. ويقول سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ان لم يمسسهم لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. فتحصن لنا - 00:23:50
مما سبق في نيل الرضوان وتحصيله ان يجمع العبد لنفسه بين هذين الامرين العظيمين والاصلين المتينين. فالاول ابتغاء الرضوان. ومعنى ابتغاء الرضوان ايهما الجمع الكريم؟ المراد به الاخلاص. في الاعمال. وحسن - 00:24:20
التوجه للرب سبحانه وتعالى ذي الجلال والكمال. بحيث يكون العامل في عمله لا يبتغي شيء في اي عمل يقدمه يرجو به ثواب الله سبحانه وتعالى والدار الاخرة الا ويكون قائما على ابتغاء رضوان وطلب الرضوان. مخلصا لعمله. ولم يكون في صالح - 00:24:50
العبد الا ما قصد به العبد وجه الله سبحانه وتعالى. اما الاعمال التي قامت على الرياء مثلا والسمعة وحب الشهرة وحب الظهور وحب علو السين وحب الذكر الى غير ذلكم من الاغراض فكلها لا تقرب العبد من رضوان الله. وانما الذي يقرب العبد من رضوان الله - 00:25:20
سبحانه وتعالى ما ابتغى به من عمله رضوان الله. وما سوى ذلكم فان الله لا يقبله منه. وان عظم العمل وان العمل ولهذا اه قال جل شأنه في الحديث القدسي انا - 00:25:50
اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته شركه اما اتباع الرضوان فان يحرص العامل على الاعمال التي جاء بها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فان رضوان الله سبحانه وتعالى لا ينال الا بلزوم دينه - 00:26:10
الذي رضيه لعباده وبعث به رسوله عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فهذا الدين رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده هو الذي يتبع لينال به - 00:26:40
رضوان الله سبحانه وتعالى. وعليه فالايات التي مر ذكرها في اكثر من موضع من كتاب الله واتبعوا رضوان الله كلها يراد بها هذا المعنى. ان يلزم المسلم الاعمال التي رضيها سبحانه وتعالى وبعث بها رسوله عليه الصلاة والسلام. ولهذا نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:27:10
انا في بعض كتبه عن بعض اهل العلم آآ انه قال من اراد نفسه محل الرضوان من اراد لنفسه محل الرضوان فليلزم نفسه بالاعمال التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا من احسن الكلام وانفسه - 00:27:40
وفعلا الذي يريد لنفسه محل الرضوان يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فلم يجد ذلك الا في اتباع النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولزوم نهجه القويم. فبهذين الاصليين ابتغاء الرضوان - 00:28:10
واتباع الرضوان يفوز العبد برضا الله سبحانه وتعالى وعظيم موعوده. وجميع الايات التي وردت في هذا الموت في هذا المعنى كلها ترجع الى هذين الامرين العظيمين والاصلين المتينين وفيهما الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا - 00:28:30
قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على السنة - 00:29:00
وقد جمع بين هذين الاصلين في ايات منها الاية التي ختمت بها سورة الكهف وهي قول الله سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. وهذا اتباع الرضوان. ولا - 00:29:30
مشترك بعبادة ربه احدا وهذا ابتغاء الرضوان باخلاص العمل لله جل وعلا ثم ان المؤمن عليه في هذا المقام العظيم ان يكون مسارعا للخيرات لا ان يكون متقاعسا متوانيا مفرطا مضيعا مسوفا. وليكن رائده في - 00:29:50
هذا الباب وقدوته في انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه ومن الامثلة العظيمة في ذلكم قول الله سبحانه وتعالى عن نبيه موسى عليه السلام وعجلت وعجلت اليك ربي لترضى. وعجلت اليك ربي لترضى. اخذ اهل العلم من - 00:30:20
هذه الاية ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان الاصل ان يسارع العبد في نيل على ان يسوف او ان يؤجل او ان يؤخر فكم من اناس اخروا اعمالا ينالون بها - 00:30:50
رضوان الله سبحانه وتعالى فداهمهم الموت وباقتهم الاجل قبل ان يحققوا تلك وقبل ان يفوزوا بتلك الخصال. فالواجب على العبد ان يكون شأنه كذلك ساعيا في مسارعا الى نيل الرضوان جادا مجتهدا في تحصيل الرضوان وان يكون دأبه دائما وابدا التماس - 00:31:10
الرضوان وقد خرج الامام احمد رحمه الله في كتابه المسند عن ثوبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليلتمس رضوان الله سبحانه وتعالى فيقول الله تعالى لجبريل يا جبريل ان عبدي فلانا - 00:31:40
يلتمس رضواني. الاوان رحمتي عليه ان عبدي فلانا يلتمس رضواني الا ان الاوان رحمتي فيقول جبريل عليه السلام رحمة الله على فلان. ثم يقولها حملة العرش. ومن حبه ثم يقولها كذلك ملائكة كل سماء ثم تهبط اليه في الارض اي - 00:32:10
الله سبحانه وتعالى. والحديث جود اه اسناده بعض اهل العلم. ايها الاخوة الكرام عندما يكون الحديث عن رضوان الله ونيله رضوان الله سبحانه وتعالى تبقى او يبقى امام ناظرا العبد - 00:32:40
قدوات اللباس ممن فعلا شمروا في حياتهم عن سعد الجد. وعملوا على تحقيق الرضواني ونيله ولم تشغلهم توافه الامور وحقير الاشياء عن نيل رضوان من ربهم سبحانه وتعالى. ولهذا اذا كان الحديث عن رضوان الله - 00:33:10
سبحانه وتعالى فان الذهن يقفز اليه مباشرة بعد الانبياء المجيدة وتاريخهم العظيم في نيل رضوان الله جل وعلا يقفز الذهن مباشرة الى حياة الصحابة. رضي الله عنهم وارضاهم. فهي حياة ذكرها الله - 00:33:40
وتعالى انه ذكر حالهم في كتابه مبينا في مواضع عديدة عن مبينا في مواضع عديدة آآ رضاه عنهم ورضاهم عنه. وهذه والله مكرمة عظيمة وشرف جليل. بل ان ذكر داركم جاء في التوراة قبل خلق الصحابة. وقبل ان يدرجوا على الارض - 00:34:10
وفي هذا يقول سبحانه وتعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة. ذلك مثلهم في التواف. فهم - 00:34:40
قبل ان يخلقوا وقبل ان يوجدوا ذكرهم الله سبحانه وتعالى هذا الذكر العطر العظيم في التوراة. بهذا الوصف كما انه ذكرهم في الانجيل بقوله ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شرقه فازره فاستغرب فاستوى على - 00:35:10
يعجب السراء ليغيظ بهم الكفار. فهؤلاء الصحابة حققوا هذا وبلغوا فيه الرتبة العلية فكانوا في تحقيقه في الدرجة الثانية التي تلي الانبياء في تاريخ الامم كلها. فلا كان ولا يكون مثلهم بعد الانبياء - 00:35:30
قد قال الله سبحانه وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. وقال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني وهذه الخيرية هي خيرية في جميع امم الانبياء. ولهذا فيما يتعلق بافضل الصحابة. قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر سيد كهول - 00:36:00
لاهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين. فشرف هؤلاء وفضلهم ونبلهم وعلو قدرهم ورفعة مكانتهم ليست رتبة حازوها على او فضلا حازوه على هذه الامة بل هي رتبة حازوها على مستوى جميع الامم بعد النبيين. وذلكم لان - 00:36:30
تاريخهم كله تاريخ في تحقيق الرضا ونية. وجدا في هذا المطلب العظيم ولهذا تمر مواقف عظام هي محك في الفوز بالرضا. وتحصيله فيتسابقون اليه. ويتنافسون عليه ويباهون بذلك توزن الايات فورا في كل موقف باعلان رضا الرب سبحانه وتعالى عليه - 00:37:00
في غزوة احد على سبيل المثال. لما انتهت ومضى المسلمون وعاد المشركون الى مكة وكان المسلمون في مصابهم وفيهم من هو مثخن بجراحه يعلن النبي صلى الله عليه وسلم على الجميع فورا للحوق بالمشركين - 00:37:40
ولك ان تتصور تلك الحال بتلك الجراح وتلك الدماء وذلك التعب وذلك النصب فما تخلف منهم واحد فصاروا وبادروا وقصر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على من شهد احدا. وانطلقوا مع - 00:38:10
الى حمراء الاسد الى جهة جنوب المدينة تبعد عنها عشرين كيلو مترا تقريبا وفي ذلكم يقول سبحانه وتعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء - 00:38:30
واتبعوا رضوان الله. هذا العمل اتباع لرضوان الله سبحانه وتعالى بشهادة رب العالمين لهم. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم اي انه من عليهم بهذا الفضل واكرمهم سبحانه وتعالى به. قال اهل العلم ففازوا باجر - 00:39:00
غزوة كاملة فازوا باجر غزوة كاملة مع انهم لم يلقوا عدوا. بل القى الله سبحانه وتعالى في قلوب الرعب ففروا الى مكة مناسبين. وفي وقعة صلح الحديبية لما انتدب النبي عليه الصلاة والسلام عثمان رضي الله عنه واشيع - 00:39:20
انه قتل. دعا النبي عليه الصلاة والسلام. وكان تحت الشجرة اصحابه وكانوا يزيدون على الف واربعمائة بايعهم على القتال متى الموت فبايعوه جميعا ما تردد منهم واحد. وما ان انتهى هؤلاء من تلك البيعة العظيمة الا - 00:39:50
قول الله سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قليلا اي فتح خيبر. والمغانم الكثيرة التي اكرمهم الله سبحانه وتعالى - 00:40:20
واظفره اياها. وهكذا تتوالى المواقف والمواقف في المسارعة لنيل رضوان الله وقدوة الصحابة وخيرهم في هذا الباب صديق الامة رضي الله عنه وارضاه. ولما قال صلى الله عليه وسلم ان بلالا يعذب فانطلق ابو بكر رضي الله عنه واشتراه واعتقه. وفي ذلكم - 00:40:40
قول الله نزل قول الله تعالى واسألوا جنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكر وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. اي يرضيه الله سبحانه وتعالى. لانه سار وبادر - 00:41:10
لنيل مرضات الله سبحانه وتعالى فكانت مرضاة الله غاية مقصوده ونهاية مطلوبه رضي الله عنه واربعة. الله اكبر. عندما يتحدث المتحدث عن مقام الصحابة ومنزلتهم العلية. وينظر في هذه الكرامة الكبيرة. التي جعلها الله لها وهي - 00:41:30
الله عنهم. رضا الله عنهم. انظروا وهو معنى لم اره مكتوبا. وانما ورد في ذهن هذا اليوم انظروا رعاكم الله. كيف ان الله سبحانه وتعالى فتح امة الى زماننا هذا الى ان يرث الله الارض ومن عليها لا يذكر صحابي الا ويقرن به الدعاء له - 00:42:00
رضي الله عنه حتى ان الانسان ان سهى وذكر صحابيا ربما رده قيل لم تترامى عليه فاصبح الدعاء لهم بالرضا قليلا بذكر اسمائهم في كل ساعة. ولك ان تتأمل ليس في الشهور ولا في السنوات - 00:42:30
بل في كل يوم من ايام المسلمين من تاريخ الصحابة الى يومنا هذا الى ان يرث الله الارض عليها اقواما عليها كم يدعى للصحابة في كل يوم. كم يدعى لهم بالرضوان في كل يوم؟ اهو الف مرة او الاف او ملايين لا يحصي ذلك الا الله - 00:42:50
وهذا الفتح الذي فتحه الله سبحانه وتعالى على الامة دعاء للصحابة رضي الله عنهم بالرضوان انما هيأه سبحانه وتعالى وفق المسلمين للعناية به والمحافظة عليه لعلو مقام الصحابة رضي الله عنهم في نيل رضوان الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل اذا - 00:43:10
اعطى عباده الدعاء اعطاهم الاجابة. الله جل وعلا اذا اعطى عباده الدعاء اعطاهم الاجابة. وقال ربكم ادعوني استجب لكم ودعوة الاخ لاخيه بظهر الغيب مستجابة. فكم هو هذا الرضوان؟ كم هو هذا - 00:43:40
العظيم الذي فاز به الصحن الكرام. وكم هي هذه الدعوات الكثيرة التي يلهج بها المؤمنون عبر تاريخهم وايامهم للصحب الكرام فلا يذكرون صحابيا الا يترضون عنه. ايها الاخوة الكرام ان المسلم عندما - 00:44:00
يتحدث عن الصحابة وعن تاريخ الصحابة وعن رضوان الله سبحانه وتعالى عن الصحابة رضي الله وعنهم وارضاهم لا ينبغي ان يكون حديثه في هذا الباب حديثا مجردا عن النهوض بالنفس للاقتداء والاكتساء بهم رضي الله عنهم وارضاهم. والا فان الانسان لا - 00:44:30
نستفيد من مطالعة تاريخهم ولا من قراءة سيرهم. وانما تتحقق الفائدة اذا جعل الصحابة رضي عنهم وارضاهم قدوة. يقرأ تاريخهم المجيد وحياتهم الكريمة ليكتسي بهم فعلا بالرضوان باتباعه لسبيله. وهذا المعنى مقرر في قول ربنا سبحانه وتعالى والسابقون الاولون - 00:45:00
من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم وارضاهم. رضي الله رضي الله عنهم ورضوا عنه اشرك سبحانه وتعالى واضاف الذين اتبعوا الصحابة باحسان برضاهم عنهم هذا حظ الاب من رضا الله سبحانه وتعالى بحسب حظه من هذا الاقتداء بمن رضي الله سبحانه - 00:45:30
قال عنهم واخبر جل شأنه برضاه عنه في مواضع عديدة من من من كتابه عز وجل ثم لا يفوت التنبيه في هذا المقام ان من والعياذ بالله يكون في قلبه - 00:46:00
شيء من الغل او الحقد او الضغينة او البغض او السخائن تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عموما او افرادا فهذا امارة بينة وعلامة واضحة على فوات نصيبه رضوان الله سبحانه وتعالى وخصانه في هذا الباب الخسران العظيم. اذ كيف قوم هذا شأنهم - 00:46:20
وتلك مكانتهم ورب العالمين يعلن رضاه عنهم في مواضع عديدة من كتابه ثم يكون في بقلب انسان ما سخينة او غلا او حقدا على الصحب الكرام رضي الله عنه وارضاه - 00:46:50
فضلا عن حال من يشغل نفسه واوقاته وايامه بلعن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم. وبعضهم يجعل ذلك وردا يوميا يحافظ عليه. امعانا في الكراهية والبغضة للصحابة ولا سيما خيار الصحابة وخصوصا ابي بكر وعمر وعائشة وحفصة - 00:47:10
انا مش فاهم في الوجوه. انا ما اعظم الخسران. على ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لا لعن لاعن ولا طعن طاعن. بل ان الامر كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:47:40
وارضاها ان الله عز وجل لما قطع عنهم الامل لم نحب ان يقطع عنهم الاجر. ان الله لما قطع عنهم ما احب ان يقطع عنهم الاجر. فهؤلاء السبابة الذين اشتغلوا بسب الصحابة رضي الله عنهم لا يضر - 00:48:00
ابت من سبهم اه شيء. بل ان ذلكم يعد اجرا ومغنما للصحب الكرام رضي الله عنه وارضاهم ومما يدل لذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اتدرون من - 00:48:20
لسه قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع. قال المفلس من يأتي يوم القيامة وقد اه بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا ولعن هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ - 00:48:40
من حسناتهم فيعطون فانفنيت حسناتهم اخذ من سيئاته فطرحت عليه من سيئاتهم وطرحت عليه فطرح في النار فيبقى ايضا هذا باب اخر لعلو منزلة الصحابة في نيل الرظوان. سواء فيمن - 00:49:00
عن الصحابة او كلامكم من اه طعن في الصحابة ظلما وبغيا فان هذا الطعن يعطيهم من سمعته شاء ام ابى كما بين ذلكم نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. ثم ايها الاخوة الكرام الرضوان الذي يحبه الله سبحانه - 00:49:20
على اهل جنته فلا يسخط عليهم بعده ابدا هو ثمرة واثر جزاء من جنس العمل. فلما رضوا عنا رضي الله سبحانه عنهم وبهذا المعنى اه اختم لان لا اطيل الا وهو - 00:49:50
ان اه الرضا الذي هو فعل العبد. والذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى هو نوعان دلت عليهما الادلة. الاول الرضا بالله. وعليه يدل قول نبينا عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:50:20
صلى الله عليه وسلم رسولا. والرضا بالله فرض افترضه الله عز وجل على كل المسلم لا اسلام ولا ايمان الا به. وهو ان يرضى به سبحانه وتعالى ربا خالقا مدبرا. ويرضى به - 00:50:50
معبودا بحق لا معبود بحق سواه. فاياه يغسل واليه يلجأ وله يصرف انواع العبادة ولا اجعل معه شريكا ولا نبيلا ولا يتم هذا الرضا بالله الا باتباعه بالرضا والرضا بنبيه ولهذا جمعت في الاية جمعت في الحديث فقال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام - 00:51:10
يدينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. وهذا النوع من الرضا والرضا بالله متعلقه اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته. والنوع الثاني من الرضا هو الرضا عن الله. الرضا عن الله سبحانه - 00:51:40
بالرضا بما امر والرضا بما اعطى والرضا بما وعد سبحانه وتعالى. و فهذا وهذا متعلقه آآ متعلقه ثواب الله. واجره وعطاؤه ومده وعونه سبحانه وتعالى. فالاول وهو الرضا بالله اصل والثاني وهو الرضا عن الله - 00:52:00
فرح عنه ومتفرع عليه. والاول فرض باتفاق اهل العلم والثاني آآ من اهل العلم من اوجبه ولا سيما ما يتعلق بباب الرضا عن الله سبحانه وتعالى في القضاء بالمصاب. عندما يبتلى الانسان بمرض او سقم او نحو ذلك - 00:52:30
الواجب في مثل هذا المقام على التحقيق والصبر والرضا في هذا المقام مستحب ومن اكرمه الله عز وجل في هذا المقام لتحقيق الرضا فانه يفوز بمثل هذا العمل فوزا عظيما انما يناله من يكرمهم الله سبحانه وتعالى بالرضا عنه فيما يقدمه - 00:53:00
ويقضيه جل وعلا على عباده من مصاب آآ مؤلم او نحو ذلك ايها الاخوة الكرام آآ اعتذر اليكم آآ كثيرا على اولا الحديث ففي هذا المجلس من هم خير مني؟ ومنهم اولى بالحديث اه في هذا الموضوع من - 00:53:30
من المشايخ النبلاء والاساتذة آآ الفضلاء فارجو آآ العذر من الجميع على بذلك بين يديكم مع قصور كما اسلفت وقلة بضاعتي وقلة فهمي اسأل الله عز وجل ان يعفو عني بمنه وكرمه سبحانه وتعالى وان يغفر لي ما قدمت وما اخرت وما - 00:54:00
وما اعلنت وما اسرفت وان يغفر لنا اجمعين وان يبلغنا جميعا رضاه وان اليه صراطا مستقيما. وايضا استميحكم عذرا في قراءة اه مقطع جميل وعظيم جدا من ميمية العلامة ابن القيم اه رحمه - 00:54:30
الله تعالى لما لها من تعلق بموضوعنا ولما لها ايضا من اثر عظيم ونفع وفائدة ولن نطيل ايضا وانما قطعة يسيرة من منظومته رحمه الله تعالى يقول فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. ولكن - 00:55:00
اننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم؟ وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشتت به اوطانه فهو مؤلم واي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء تحكموا وحي على روضاتها وخيامها. وحي على عيش بها ليس يسقم. وحي على - 00:55:30
السوق الذي فيه يلتقي المحبون ذاك السوق للقوم يعلمون. فما شئت خذ منه بلا ثمن له اي من سوق الجنة. فما شئت خذ منه بلا ثمن له فقد اسلفت التجار فيه واسلموا - 00:56:00
وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش. فاليوم موسم وحيا على واد هنالك افيح وتربته من اذفر المسك اعظم منابر من نور هناك وفضة ومن خالص العقيان لا تتقصموا. ومن حولها كثبان مسك مقاعد لمن دونهم هذا العطاء - 00:56:20
فخموا يرون به الرحمن جل جلاله كرؤية بدر التم لا يتوهم. والشمس ليس من دون افكها سحاب ولا غيب هناك يغيم. فبين هم في عيشهم وسرورهم وارزاقهم تجري عليهم وتبسم اذا هم بنور ساطع قد بدا لهم سلام - 00:56:50
عليكم طبتم ونعمتم. يقول سلوني ما اشتهيتم فكلما تريدون عندي انني انا ارحم فقالوا جميعا نحن نسألك الرقاب. فانت الذي تولي الجميل وترحمه. فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم عليهم تعالى الله فالله اكرم. فبالله فبالله ما عذر امرئ - 00:57:20
وهو مؤمن بهذا ولا يسعى له ويقدم. ولكننا التوفيق بالله انه يخص به من شاء فضلا وينعم فيا بائعا هذا ببخس معجل كانك لا تدري بل سوف تعلمون الى اخر ابياته العظيمة رحمه الله تعالى واسأل الله الكريم رب العرش العظيم - 00:57:50
باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي اكرمنا جميعا بهذا الجمع ويسره لنا بمنه وكرمه ان يجعله لنا جميعا سببا لنيل رضاه وان يجعل هذه التذكرة فيها موعظة لنا اجمعين للمتحدث بها والسامع اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا - 00:58:20
وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك الذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حج - 00:58:50
واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير - 00:59:10
والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا - 00:59:30
وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا - 00:59:50
اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين - 01:00:10
والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك الامن والايمان والسلامة الاسلام اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم انا نسألك في مقامنا هذا - 01:00:40
يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ان توفق ولي امرنا خادم الحرمين لبلوغ رضاك ومن رضاك وان تعينه على طاعته. اللهم اعز به دينه واعر به كلمتك. اللهم ومتعه - 01:01:10
بالصحة والعافية يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ومن بذلك على اخوانه يا حي يا قيوم اللهم وفقنا اجمعين لما تحبه وترضاه من سبيل الاقوال وصالح الاعمال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد - 01:01:30
اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على رسول الله - 01:01:50