برنامج التفسير

وعاشروهن بالمعروف | لقاء 305 من تفسير القرآن الكريم | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00ضَ

وانت ارحم الراحمين وبعد وحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه ومدده على موعد مع اللقاء الخامس بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير للقرآن الكريم ونحن الليلة على موعد مع اللقاء الحادي عشر من لقاءات تفسيرنا لسورة النساء - 00:00:24ضَ

وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع قول ربنا جل وعلا انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما - 00:00:51ضَ

بعد ان بين الحق تبارك وتعالى من تقبل منهم التوبة يذكر بعد ذلك اولئك البعداء الذين لا تقبل توبتهم ولا حول ولا قوة الا بالله يقول سبحانه الاية رقم تمنتاشر من اية سورة النساء - 00:01:13ضَ

وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما تدبر جمال القرآن ودقته في اولئك السعداء - 00:01:36ضَ

الذين تقبل توبتهم قال الله جل وعلا انما التوبة على الله على الله لكن في اولئك البعداء الذين لا تقبل توبتهم لم يقل وليست التوبة على الله. لا كما قال ذلك في الايات السابقة - 00:02:03ضَ

ليه لان توبة هؤلاء توبة منتفية منتفية شرعا هي ليست حقيقية واصحابها قد احاطت بهم الخطيئة من كل جانب واصروا على الذنوب وتلوثوا بالمعاصي وليست فيهم الغواية والضلالة حتى فاجأهم الموت - 00:02:25ضَ

انتبه ولم يعد لديهم متسع من الوقت ولم يعد لديهم مهلة من الزمن وفسحة من العمر لارتكاب مزيد من المعاصي واقتراف مزيد من الذنوب والاثام خلاص فلما تيقن احدهم ان الاجل قد انتهى وان الموت قد حضر ورأى الموت بعينيه وهو على فراش الموت - 00:02:59ضَ

يقول اني تبت الان كلا كلا لا حول ولا قوة الا بالله هذه توبة لا يقبلها الله جل علاه لان صاحبها الذي قضى عمره كله الاثام والمعاصي والذنوب والجحود والعصيان - 00:03:34ضَ

ثم لما رأى الموت بعينيه راح يقول اني تبت الان هذا دعي كذاب ولقد اجرى الله الكريم عادته بكرمه ان من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه - 00:04:02ضَ

فهؤلاء قد احاطت بهم خطاياهم وسيئاتهم حتى لم تدع الخطايا والذنوب والسيئات مكانا في قلوبهم ونفوسهم وحياتهم بالطاعات والحسنات والقربات والعودة الى رب الارض والسماوات وقد ذكرت مرارا شيخنا ابن القيم وانما الخواتيم ميراث السوابق - 00:04:21ضَ

اي والله وانما الخواتيم ميراث السوابق فالسابقون في الدنيا الى الخيرات والطاعات هم السابقون في الاخرة الى الجنات وعلى قدر السبق هنا يكون السبق هناك فمتى وقع في القلب اليأس من الحياة - 00:04:54ضَ

وحشرجت الروح في الحلق وبلغت الحلقوم وضاق بها الصدر وعاين العبد ملك الموت فلا قبول للتوبة حينئذ كما قال جل جلاله في شأن فرعون الذي راح يعلن ايمانه بالله بعدما تحقق من الهلاك والغرق - 00:05:21ضَ

قال حتى اذا ادركه الغرق قال امنت هكذا يقول فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين - 00:05:47ضَ

وقال جل جلاله ولا الذين يموتون وهم كفار. هذا هو الصنف الثاني الذين لا يقبل الله جل وعلا توبتهم ولا الذين يموتون وهم كفار اي وكذلك لا تقبل التوبة من الكفار الذين - 00:06:17ضَ

عاشوا على الكفر وماتوا على الكفر والشرك حتى وان ندموا يوم القيامة خلاص انتهى وقت الندم ولا ينفعهم ندمهم ولا قولهم بين يدي ربهم جل جلاله حين يقولون يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين - 00:06:37ضَ

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل. ولو ردوا هذا حكم ربك الذي يعلم السر واخفى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وانهم لكاذبون. يا الهي يا الهي اشهد ان الذي يعلم السر واخفى هو الله - 00:07:03ضَ

ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه الله جل جلاله الذي يحكم عليهم بذلك ويشهد عليهم بالكذب كأن لهؤلاء الذين جحدوا ربهم واستكبروا على توحيده واعرضوا عن عبادته انى لهم ان ييسروا ويوفقوا - 00:07:24ضَ

للايمان قبل الموت او يوفقوا الى سبيل التوبة الصادقة النصوح الحق قبل الموت اكرر العبارة مرة ثانية وهي عبارة الحافظ ابن كثير. لقد اجرى الله الكريم عادته بكرمه ان من عاش على شيء مات عليه - 00:07:54ضَ

ومن مات على شيء بعث عليه يقول ربنا جل وعلا في شأن هذين الصنفين اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما. اي هيئنا واعددنا لهم عذابا مؤلما موجعا. وما كان الله جل وعلا ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. وما ربك بظلام للعبيد - 00:08:17ضَ

الله جل جلاله لا يظلم احد من خلقه ابدا واما ثمود فهديناهم اي هداية دلالة وارشاد وتعريف وبيان. فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهوني بما كانوا يكسبون هذا جزاء عدل - 00:08:40ضَ

وبعد ان ذكر الحق تبارك وتعالى التوبة وشروطها ورغبة في التعجيل فيها مرحبا من تأخيرها وبين اهلها وسعداءها المقبولين وكذلك بين حال الاشقياء المطرودين المحرومين من المصرين على الذنوب والمعاصي. وممن عاشوا على - 00:09:05ضَ

الكفر وماتوا عليه يعود الحديث القرآني الرائع مرة ثانية لبيان الاحكام الشرعية الربانية المتعلقة بالنساء تأسيسا واستطرادا وبدءا وعودا يقول جل جلاله يعز شأنه مخاطبا اهل الايمان وتدبروا هذه الايات - 00:09:34ضَ

ورب الكعبة ما احوج الامة اليها الان ويقول سبحانه بعد الحديث عن التوبة في ثنايا الحديث عن احكام النساء والمواريث وما يتعلق بهن وباليتامى وبغيرهن يعود الحديث مرة اخرى لبيان - 00:10:00ضَ

حقوق النساء صورتهن صورة النساء فيقول جل جلاله يا ايها الذين امنوا هذا النداء لاهل الايمان ممن ذاقوا طعم الايمان وعرفوا حلاوته يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها - 00:10:25ضَ

ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن الا الا ان ياتينا بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ما اعظم هذه الاية وما اجملها - 00:10:51ضَ

وكل اية القرآن عظيم جميل رقم تسعتاشر من اية سورة النساء جاءت لتبطل حكما اخر من احكام الجاهلية ولتقضي على عادة قبيحة ظالمة للمرأة تدبروا معي فلقد اخرج ابن جرير - 00:11:20ضَ

وابن ابي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان الرجل اذا مات ابوه او حميمه وترك جارية القى عليها ولده او ابنه او حميمه ثوبه - 00:11:49ضَ

بمجرد ما يموت الزوج يذهب ابنه او حميمه فيلقي على المرأة ثوبه فاذا القى عليها ثوبه منعها من الناس خلاص ان كانت جميلة تزوجها وان كان الدميمة حبسها حتى تموت - 00:12:15ضَ

اعوذ بالله. ايه الظلم ده هذا حال المرأة قبل الاسلام في رواية البخاري وغير البخاري كان اذا مات الرجل كان اولياؤه احق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وانشاء زوجوها. وان شاءوا امسكوها ولم يزوجوها. فهم احق بالمرأة من اهلها - 00:12:36ضَ

فنزلت هذه الاية العظيمة يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن الاية فنهى سبحانه وتعالى المؤمنين عن معاملة النساء بهذه المعاملة المهينة الظالمة التي تهبط بانسانية المرأة وكرامتها - 00:13:09ضَ

وحرم الاسلام العظيم الذي هو تشريع العليم الخبير الحكيم حرم وراثة المرأة كما تورث السلع والاراضي والعقار كما حرم العضل العضل العضل هو التضييق والمنع والشدة حرم العضل الذي كان يتخذ اداة - 00:13:39ضَ

للاضرار بالمرأة الا في حالة واحدة فقط تدبروا عدل القرآن وجلاله الا في حالة ان تأتي المرأة بالفاحشة المعروفة ان تقع في الزنا اي لا يحل لكم ايها المؤمنون ان ترثوا النساء - 00:14:06ضَ

ايهن كاريهات او مكرهات ولا يحل لكم ان تعضلوهن يعني ان تضيقوا عليهن وان تحبسوهن وتمنعوهن من الزواج لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن من الصداق او غيره ليدفعنا اليكم بعض الصداق اضطرارا - 00:14:26ضَ

واكراها منهن فتأخذوه منهن بلا حياء من الله جل وعلا ولا خجل من النفس ربنا تبارك وتعالى يبغض هذا ولا يرضاه الا في حالة واحدة ان يأتينا بفاحشة مبينة وهي الفعلة القبيحة الشنيعة - 00:14:53ضَ

الا وهي الزنا حينئذ يجوز لكم في هذه الحالة مخالعتهن ببعض ما اتيتموهن كما في قوله تعالى ولا يحل لكم ان تأخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخاف الا يقيم حدود الله - 00:15:24ضَ

ثم امر الله جل جلاله اهل الايمان ان يعاشروا النساء بالمعروف والمعروف هو الذي تألفه الطباع ولا يستنكر شرعا ولا عقلا ولا خلقا ولا عرفا وامر بان يكون كل زوج - 00:15:48ضَ

لباسا للاخر هن لباس لكم وانتم لباس لهن وان يكون كل زوج سببا لسرور زوجه ومودته وسعادته وهنائته كما قال سبحانه ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. الله على هذه الاية وما اجملها! على قلة كلمتها! ولهن - 00:16:13ضَ

مثل الذي عليهن بالمعروف انت تحب ان تتزين لك زوجتك فلماذا لا تتزين لها؟ انت تحب ان تتطيب لك زوجتك وان تخرج عليك بريح جميل طيب لماذا لا تقبل عليها انت الاخر بريح جميل طيب - 00:16:40ضَ

انت تحب ان تكون زوجتك وفية لك فلماذا لا تكون انت الاخر وفيا لزوجتك وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. ما هذا الجلال - 00:17:05ضَ

ما هذا الجمال ما هذا الكمال رقم تسعتاشر من ايات سورة النساء وعاشروهن بالمعروف. والله لو لم يقل ربنا في حق النساء الا هاتين الكلمتين ورب الكعبة لكفى وعاشروهن بالمعروف عنوان كبير - 00:17:30ضَ

والمعروف في القول والمعروف في الفعل والمعروف في الحال والخواطر وعاشروهن بالمعروف اي احسنوا عشرة نسائكم ان كرهتموهن لعيب او تقصير منهن وارد يا اخي الكمال لله والعصمة لنبيه وقد انتهى زمنها - 00:17:51ضَ

وانت مقصر انت الاخر في بعض الجوانب. وانا مقصر في بعض الجوانب فان كرهتموهن لعيب فيهن او تقصير وقع من احداهن او حتى لميل منكم الى غيرهن خلاص يريد زوجا اخر - 00:18:21ضَ

وربنا جل وعلا يقول فاصبروا ولا تعجلوا بمضارتهن ومفارقتهن من اجل هذا العيب او التقصير او لمجرد ان مال قلبك الى غيرها او مال قلبك عنها مش بسهولة كده انظر الى قول ربي جل جلاله - 00:18:46ضَ

وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا كم من رجل يا اخواني صبر على زوجته واحسن معاشرتها مع كرهه لبعض امورها واصلح الله حالها وكانت سببا من اسباب راحته - 00:19:13ضَ

وسعادته وهناء او رزقه الله جل وعلا منها اولادا صالحين او ان الرجل نفسه قد تغير حاله من الغنى الى الفقر من الصحة الى المرض من القوة الى الضعف تغير حاله - 00:19:34ضَ

وتبدلت معيشته توقفت زوجته الى جواره بصدق وحب واخلاص ووفاء تغير هذا الموقف يقينا غير الم الرجل وحول المه الى امل وحول حزنه الى فرح وحول ضيقه الى سعة وحول مرضه الى صحة ورضا وعافية - 00:19:55ضَ

ولا ريب ورب الكعبة ان كل من الزوجين يحتاج الى رحمة ومودة الاخر لتستقيم البيوت ولتستقر الحياة لا تعجل يا ولدي لمجرد ان قصرت زوجتك يوما ولا تعجلي يا ابنتي لمجرد ان قصر زوجك يوما - 00:20:22ضَ

البيوت والحياة ليست رخيصة كما نرى الان لقد كثر الطلاق وهدمت كثير من بيوتنا وبيوت اولادنا بسبب هذا الفهم السقيم الضيق قد يرجع الرجل الى بيته فيرى ان امرأته لم تعد له الطعام - 00:20:44ضَ

ربما لهذا السبب تنقلب الحياة الزوجية من فرح الى حزن ومن سعادة الى شقاوة لم يقدر مرضها او المها او تعبها كذلك الزوجة التي طلبت من زوجها فلم يجبها مرة او مرتين او ثلاثا - 00:21:07ضَ

لضيق يده بعدم تملكه وتمكنه وتقلب البيت من فرح الى شقاء وتعاسة وتهدم البيوت من اجل عيب هنا او هناك او تقصير من هنا او من هناك لابد ان يرحم كل زوج الاخر ولذلك تدبروا - 00:21:35ضَ

هذه الاية العظيمة من ايات سورة الروم ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم يا الهي! يا الهي! والله العظيم انا عاجز عن تفسير هذه الضمائر التي لا تستوعبها الا الضمائر الحية - 00:21:58ضَ

والقلوب الحية والنفوس الزكية ومن اتي ان خلق لكم لكم من انفسكم ازواجا لتسكنه اليها وجعل بينكم مودة مودة بس المودة الحب المودة هي المحبة جعل بينكم مودة فقط هل تقام كل البيوت على الحب؟ لا والله - 00:22:21ضَ

ابدا كما قال عمر رضوان الله عليه ليس كل البيوت تقام على الحب ولكن على الاسلامي والحسب لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة. طيب بعد المودة تأتي ايه ؟ تأتي الرحمة - 00:22:48ضَ

تأتي الرحمة وجعل بينكم مودة ورحمة فاذا ذبلت وردة الحب تبقى الرحمة الحياة الزوجية اكبر واعظم من نزوة عابرة او شهوة جامحة او عاطفة متقلبة. اكرر والله هذه الكلمات والله لو لم اقل الليلة الا هذه الكلمات لكفى - 00:23:09ضَ

الحياة الزوجية يا اولادي ويا بناتي اكبر واعظم من نزوة عابرة او شهوة جامحة او عاطفة متقلبة ومع ذلك اقول قد تجف ينابيع الحب وقد يذبل ورد الحب ينبغي ان نغلق البيوت - 00:23:37ضَ

وانما تبقى الرحمة لتظلل الرحمة سماء البيوت لتستمر الحياة اذا خلت الحياة الزوجية من الحب والمودة والرحمة والادب حسن العشرة وحسن الخلق والرجولة الحقيقية التي لا تبدأ رب البرية الا من البيوت - 00:24:01ضَ

دعك من الرجولة الظاهرة امام الناس الكل يستطيع ان يفعلها والكل يقدر على ان يتجمل امام الناس وامام غيره لكن الرجولة الحقيقية ان تكون كريما مع زوجتك في بيتك ان تكون كريما - 00:24:31ضَ

وان تكون حسن العشرة حسن الاخلاق مؤدبا لطيفا الحياة الزوجية وكذلك الزوجة تستطيع ان تتزين وان تتجمل امام صديقاتها وامام اهلها لكن الجمال الحقيقي مع زوجها حسن خلقها وادبها وريحها الطيب - 00:24:51ضَ

وسلوكها النبي للوفي المخلص الذكي الجميل ينخلط الحياة الزوجية من الحب والمودة والرحمة تصبح الجسد الميت تدبروا هذه اللفظة مع قسوتها تصبح كالجسد الميت والجسد الميت ان لم يدفن يفوح عفنه - 00:25:18ضَ

ورائحته الكريهة تصبح الحياة الزوجية بغير حب ومودة ورحمة تصبح غير مستطاعة ولا يقدر كل من الزوجين على دوام العشرة وعلى مواصلة الحياة اذا رأى الزوجان ذلك يصل الى هذا المنعطف خطير - 00:25:44ضَ

ارجو ان تنتبهوا معي الى كل كلمة اذا رأى الزوجان ذلك انه لابد من الانفصال في احسان وادب بلا فضائح يا اخي وبلا فضائح يا اختي ويا ابنتي فامساك بمعروف او تسريح باحسان - 00:26:14ضَ

ايه الجمال ده ايه العظمة دي فامساك بمعروف او تسريح باحسان بلاش فضايح في ستر ولطف وادب ولا تنسوا الفضل بينكم ان رأى كل من الزوجين كل من الزوجين ان يستبدل زوجا مكان الاخر - 00:26:37ضَ

لو رأى الزوج ان يستبدل زوجا مكان زوجه على الزوج في هذه الحالة ان يعطي المرأة او ان يعطي زوجته كل حقها في الصداق ولا يجوز له تدبر ولا يجوز للزوج ان يأخذ من صداق المرأة شيئا حتى ولو كان قنطارا من ذهب - 00:27:07ضَ

فاخذ شيء من المهر بهتان وجحود وظلم مبين ليه يا رب لما كان من افضاء وحياة مشتركة لمدة من الزمن بين الزوجين فيها من الود والذكريات والمشاعر والعواطف ما يملأ قلب الزوج الاصيل والرجل النبيل بالاسف والخجل من ربه اولا ثم من نفسه - 00:27:39ضَ

ان يذهب لامرأته ليعضلها ليسترد منها بعض ما دفعه اليها من مهر متناسيا ما كان بينهما من فضل وهدى ورحمة تدبروا هذه الاية العظيمة يقول جل جلاله وان اردتم استبدال زوج مكان زوج. الله الله الله - 00:28:17ضَ

الله على جمال القرآن والله والله والله ما احلى العيش مع القرآن وما احلى الحياة مع القرآن ليلا ونهارا فهما وتدبرا تلاوة وعملا تدبر معي الاية رقم عشرين وان اردتم استبدال زوج مكان زوج - 00:28:39ضَ

واتيتم احداهن قنطارا ولا تأخذوا منه شيئا. اسمع التهديد ده اتأخذونه بهتانا واثما مبينا؟ تاني اتأخذونه بهتانا واثما مبينا؟ تالت اتأخذونه بهتانا واسما مبينا ان اردتم ايها المؤمنون نكاح امرأة - 00:29:10ضَ

مكان زوجتك التي طلقتها وكنت قد اعطيتها مهرا قنطارا قنطارا مش هدخل مع تفاصيل سادتنا من المفسرين عن تعريف القنطار لانني افهم من لفظة قنطارا ايمانا كثيرا اذا اعطى الرجل لامرأته مهرا - 00:29:38ضَ

كبيرا كثيرا فلا يحل له ان طلقها ان يأخذ من هذا المهر شيئا فهذا بهتان عظيم وظلم كبير واثم واضح منكر لا شبهة فيه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ان كرهت امرأتك - 00:30:09ضَ

واعجبت بغيرها فطلقت امرأتك واردت ان تتزوج اخرى فاعط هذه اي التي طلقتها اعطها مهرها وان كان قنطارا جاء هذا الاستفهام الاستنكار التوبيخ التقريعي للاعظام من هذا الفعل الشنيع والخلق الدنيء - 00:30:30ضَ

وقال جل جلاله اتأخذونه بهتانا واسما مبينا هذا لا يحل لكم وان تحايلتم عليه بانواع الكذب والحيل فانه ظلم بين واثم واضح ثم يأتي انكار بعد هذا الانكار ليبين العزيز الغفار العلة التي تقتضي منع الاخذ لشيء من المهر - 00:31:01ضَ

ما هي الافضاء وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض. العلة التانية العظيمة واخذنا منكم ميثاقا غليظا كيف تأخذون المهرة او شيئا منه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. تعجب - 00:31:31ضَ

استفهام للاستنكار وللتعظيم لاخذ الرجل مهر امرأته التي طلقها وقد افضى بعضكم الى بعض. بعضكم تدبر القرآن ولم يقل وقد افضى احدكم الى الاخر. بل وقد افضى بعضكم الى بعض وكأن كل واحد من الزوجين بمنزلة بعضه المتمم لكيانه ووجوده وبمنزلة - 00:31:57ضَ

الساتر له. هن لباس لكم وانتم لباس لهن وهكذا ترقى هذه الكلمة القرآنية الوحيدة الجميلة المعبرة ترقى الى ما فوق اللباس والى ما فوق الجسد من سكن وقرار وامان ورباط ومحبة ومودة - 00:32:29ضَ

ترقى فوق كل هذه المعاني كلمة واحدة وقد افضى افضى بعضكم الى بعض افضى بعضكم الى بعض اصبح كل منكما الاخر تناسق جسدي فيه من السكن والقرار والامان والمودة والرباط - 00:32:58ضَ

والمشاعر النبيلة والعواطف الصادقة. والحياة المشتركة المشحونة بالذكريات الجميلة من الم وامل وبسمة ودمعة وفرح وحزن وسعة وضيق ويسر وعسر. كل هذه المشاعر والعواطف التي عبرت عنها هذه الجملة من الاية القرآنية الرائعة وقد افضى بعضكم الى بعض - 00:33:26ضَ

هذا الافضاء يجعل الرجل الاصيل والزوجة النبيل يخجل من ربه ثم من نفسه بعد هذه العشرة ان يأخذ بعض ما نفع لزوجته من مهر في لحظة الفراق المؤلمة بعد هذا الافضاء - 00:33:53ضَ

ومع هذا الافضاء امر اخر عظيم والله لا يستطيع البلغاء ان يعبروا عنه الا وهو الميثاق الغليظ اي العهد الشديد الموثق الذي يربط بين الزوج وزوجه باقوى رباط واحكمه ذلكم الميثاق الغليظ الذي اخذه الله جل وعلا للنساء في قوله تعالى واخذن منكم ميثاقا غليظا. هذا مثال - 00:34:11ضَ

النكاح بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثقليظ فطري من اغلظ المواثيق. واشدها احكاما ولا يستهين بهذا الميثاق ابدا مؤمن صادق. اشرق على قلبه نور الايمان. وعظم حدود الله ووقف خاشعا عند حرماته - 00:34:46ضَ

والا فما قيمة من لا يقدر هذا الميثاق الغليظ وما قيمة من لا يفي به وما قدر من لا يعرف قدره وجلاله وهيبته وكرامته وارجو ان تنتبهوا معي واختم اللقاء بهذه الكلمات - 00:35:06ضَ

منتجه لها ورب الكعبة لم يسم الله جل وعلا ميثاقا بالميثاق الغليظ الا في ثلاث حالات في القرآن الكريم كله تلات حالات الاولى في الميثاق الذي اخذه على النبيين والمرسلين. يا الهي - 00:35:27ضَ

يا الهي هذا اشرف المواثيق واذ اخذنا من النبيين ميثاق قوم منك. وخلي بالك من اهل القرآن بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل نوح وابراهيم وموسى وعيسى هذه الاية من اعظم الايات التي تبين مقام سيد الخلق - 00:35:50ضَ

واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا يبقى ده الميثاق الغليظ الاول ميثاق النبوة والرسالة والميثاق الثاني هو الميثاق الذي اخذه الحق جل وعلا على بني اسرائيل - 00:36:11ضَ

بعد جحودهم وانكارهم وعنادهم ونقضهم للعهود مع الرسل والانبياء. وقال سبحانه ورفعنا فوقهم الطور ميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدو في السبت واخذنا منهم ميثاقا غليظة - 00:36:35ضَ

تصور الميثاقي الثالث يبقى ايه ميثاق الزوجية مع ميثاق النبوة والرسالة والميثاق الذي اخذ على بني اسرائيل يأتي الميثاق الغليظ الثالث وميثاق الزوجية الميثاق الذي اخذه الله للزوجة على زوجها عند عقد النكاح - 00:36:58ضَ

من حق الصح والمعاشرة بالمعروف وقال سبحانه وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. قال ابن عباس الميثاق الغليظ في الاية كلمة النكاح المعقودة على الصداق وتلك الكلمة - 00:37:24ضَ

هي التي يستحل بها الرجل فرج امرأته. كما قال عليه الصلاة والسلام اتقوا الله في النساء فانكم اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله. والحديث رواه مسلم وغيره من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه - 00:37:44ضَ

تعالوا بنا لنتوقف عند هذا القدر لنكمل السير في هذا البستان اليانع العظيم الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله جل وعلا البقاء واللقاء وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يا طالبة - 00:38:03ضَ

تفسير هذا الكوثر فانهل لتروي غلة الظمآن الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بيان - 00:38:28ضَ