Transcription
الحمد لله تكفل بارزاق الخلائق اجمعين. واظهر غناه للعالمين. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له مجد نفسه واثنى على كمال غناه وافتقار الخلق اليه فقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان - 00:00:01ضَ
يطعمون ان الله هو الرزاق. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. واشهد ان نبي انا وامامنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله. اكمل الناس توكلا واعظمهم زهدا. صلى الله وعليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد. فاوصيكم ونفسي ايها - 00:00:31ضَ
بتقوى الله تعالى. فبالتقوى تستدفع البليات وبالتقوى تستجلب الارزاق ايها المؤمنون ان مما يقلق كثيرا من الناس منذ بضع سنوات وتجدد الحديث عنها هذه الايام موضوع عم به البلاء الا وهو ارتفاع الاسعار وغلاؤها. ارتفاعها ارتفاعا كبيرا في بعض السلع الاساسية - 00:01:01ضَ
وتجدد هذه الايام مع ارتفاع اسعار الدجاج حتى اصبح الامر مقلقا لكثير من الناس وحدث كهذا جعله من الاحاديث الاولى في كثير من المجالس. ولهذا لا ينبغي ان يمر دون - 00:01:31ضَ
نتذكر فيها ونتذاكر ما ينبغي ان يكون لنا معها. فمن تلكم الوقفات ان يعلم المؤمن ان ما يصيب الناس من ابتلاء في امور دنياهم ينظر اليه بمنظارين نظر فقهي ونظر ايماني - 00:01:51ضَ
وهذا النظر الثاني هو الذي يعنينا بهذا المقام بدرجة اكبر. ومما لا ريب فيه ان ارتفاع الاسعار الذي يمر بالناس هذه الايام بل ومنذ سنوات هو مصيبة من المصائب والمصائب - 00:02:11ضَ
كما انها لبعض الناس رفعة وكفارة. فهي لبعضهم عقوبة لعل الناس الى ربهم يرجعون والى مولاهم يلجأون وبخالقهم يستغيثون. قال الله عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وقال سبحانه ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس - 00:02:31ضَ
ليذيقهم بعض الذي عملوا. لماذا؟ لعلهم يرجعون. ومثل هذا الخلل لا يدفع بمثل الاستغفار والتوبة الصادقة والرجوع الى الله عز وجل. الذي بيده مفاتيح الرزق والخير كله. ومن ناحية اخرى تدفع هذه المصيبة بمعرفة اسبابها وعلاجها. كما سنشير الى شيء من ذلك بعد قليل - 00:03:01ضَ
ثانيا مما يهون المصيبة على المؤمن ان يعلم ان غلاء الاسعار ليس امرا جديدا او غير مسبوق في التاريخ بل وقع هذا على عهد خير القرون. بل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ووقع بعده - 00:03:31ضَ
في قرون متطاولة من هذه الامة. كما يعي ذلك ويعرفه كل من قرأ في التواريخ التي دونها الائمة كابن كثير وابن حجر وابن الاثير وغيرهم في غلاء اضطر الناس في بعض السنين الى - 00:03:51ضَ
اكل القطط والكلاب بل والانفس المعصومة في مصائب حفل بها تاريخ الامة يبتلي الله سبحانه من يشاء وله في ذلك الحكمة البالغة. لا راد لحكمه ولا مانع لقضائه. فاذا تذكر الانسان هذا - 00:04:11ضَ
وانه وقع في قرون خير منا وعرف انهم وصلوا الى تلك الحال التي لم يقترب منها بعد هان عليه ذلك وهان عليه بعض ما يلقى. ثالثا ان هذه الظاهرة ظاهرة - 00:04:31ضَ
خطيرة اجتماعيا وامنيا. فانتشار الفقر في المجتمعات في ظل وجود طبقات تموت بسبب بالتخمة والشبع وظهور البطالة والسرقة والاجرام وكثرة المتضررين واتساع الطبقة الفقيرة والحاق كثير من افراد الطبقة المتوسطة بالفقراء كل ذلك كفيل ان يشيع العنت - 00:04:51ضَ
والمشقة والحرج وكله كفيل بمزيد من الجرائم على شتى المستويات. ما لا يصنع في ظل هذا الغلاء الفاحش من دخله اليوم محدود. ولديه اسرة كثيرة لا تفي بحاجته لقد اصبحت السلع الاساسية والضرورية ترهق راتبه الذي ربما اتى منتصف الشهر وهو يلفظ انفاسه - 00:05:21ضَ
متى لهذا ان يشتري ارضا؟ فضلا عن ان يبني مسكنا يؤوي به عائلته. ان هذا الغلاء وامثاله بتسلسله ان لم يعالج سيؤدي الى نتائج ذات اثار اخرى. كعزوف الشباب عن الزواج. وعز - 00:05:51ضَ
الافراد عن الشراء وانخفاض حركة البيع والشراء مما يؤدي الى ركود اقتصادي. وهذا سيعم ضرره الكثير لقد تضاعفت اسعار الخضروات مثلا في بعض الحالات الى نحو ثلاثمائة بالمئة وهكذا مس الارتفاع حليب الاطفال ومواد البناء والاراضي والعقارات وغير ذلك من الامور - 00:06:11ضَ
التي تضرب القوة الشرائية للفرد. واذا وجد الجشع والطمع من بعض التجار. الذين لا يخافون الله فلا بد من علاجه. واذا ضعفت المراقبة فلا بد من تعزيزها. واذا تقلص دعم المواد الاساسية فلا بد - 00:06:41ضَ
فمن زيادته ايها الاخوة في حالات الغلاء لابد لنا ايضا نحن المستهلكين والمشترين من توجيهات ينبغي ان تراعى. ومن ذلك عدم التوسع في الشراء وجعله هواية كما هو حال بعض الناس - 00:07:01ضَ
الذين يجعلون من هواياتهم التسوق. ان هذا المال في ديننا له شأن عظيم. فالانسان محاسب عليه فيما اكتسبه وفيما انفقه وما اعظم ذلك الميزان القرآني الذي امر الله عباده بامتثال - 00:07:21ضَ
فقال وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. ثم قال انه لا يحب المسرفين. واثنى الله على عباد الرحمن فقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. قال الاسلام ابن تيمية رحمه الله فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها اكثر من المسرفين فيها. فان - 00:07:41ضَ
اولئك اذا ادمنوها والفوها لا يبقى لها عندهم كبير لذة. مع انهم قد لا يصبرون عنها. وتكثر امراضهم بسببها انتهى كلامه رحمه الله ومما يذكر في هذا المقام ان جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما مر يوما - 00:08:11ضَ
قال عمر رضي الله عنه ومع جابر اللحم فقال ما هذا يا جابر؟ قال هذا لحم اشتهيته فاشتريته قال له عمر اوكلما اشتهيتم اشتريتم؟ اما تخشى يا جابر ان تكون من اهل هذه الاية - 00:08:31ضَ
هبة طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها. ثانيا لابد ايها الاكارم ايها الاباء الامهات لابد من تربية الاولاد على هذا المبدأ. لتكون الاسرة متحدة في سياسة في سياسة الشراء ثالثا ينبغي ان تراعى الاولويات في الانفاق. فمن قلة الحكمة ان تذهب كثير من المشتروات في كماليات - 00:08:51ضَ
لا قيمة لها. لقد اثبتت بعض الدراسات ان نسبة الكماليات في كثير من المشتريات تصل الى حد الثلثين ووجد ان العربة التي تملؤها ربة البيت في الاسواق والمحلات الكبيرة غالبها من هذا الجنس الذي - 00:09:21ضَ
ممكن ان يستغنى عنه. رابعا لابد من ترشيد الاستهلاك. والحرص على ان يصرف القرش في والضابط في هذا ميزان قرآني عظيم واضح. ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك. ولا تبسطها - 00:09:41ضَ
كل البسط فتقعد ملوما محصورا. خامسا ان يتحلى المؤمن بالقناعة. وان يتذكر الوصية النبوية من انصح الخلق للخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الذي اوصانا في امور الدنيا ان ننظر الى من هو اقل منا فقال انظروا الى من هو اسفل منكم. ولا تنظروا الى من هو فوقكم فهو - 00:10:01ضَ
الا تزدروا نعمة الله عليكم. وفي صحيح مسلم ايضا يقول عليه الصلاة والسلام قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه. خذ القناعة من دنياك وارض بها. لو لم يكن لك منها - 00:10:31ضَ
الا راحة البدن. سادسا واخيرا العاقل لا يغتر بكل عرض. او ينساق خلف كل دعاية خصوصا تلكم الدعايات التي تطرحها البنوك بين فينة واخرى. فنحن في عصر فنحن في عصر علت - 00:10:51ضَ
فيه راية الاعلام والاعلان. وهذه الاعلانات تحوي كثيرا من المبالغات والكذب. فعلى العاقل ان لا ساق ورائها. اللهم بارك لنا فيما رزقتنا. وارزقنا القناعة فيما مننت به علينا. بارك الله لي ولكم في القرآن - 00:11:11ضَ
العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه ان ربي رحيم ودود الحمدلله فارج الهم كاشف الغم مغدق الارزاق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:11:31ضَ
الامر امره والملك ملكه والرزق رزقه. له الحكمة البالغة في تقدير الرزق على بعض العباد وفي الاغداق واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على - 00:11:59ضَ
اما بعد فمع وطأة هذه المشكلة والتي تزداد يوما بعد يوم الا اننا مع ما يجب فعله من كثرة الاستغفار والتوبة. وحسن الترشيد وغير ذلك مما سبق. يجب علينا ان نحسن الظن بربنا - 00:12:19ضَ
وان نحمد الله على كل حال. وان ندرك انه ما من شدة الا ويعقبها فرج. والشدة كما يقول العرب الشدة بتراء. هذا الغلاء ايها الاخوة ابتلي به خير هذه الامة. وهم قرن الصحابة رضي الله عنهم - 00:12:39ضَ
فمن الناس بعدهم؟ وانني لاوصي الاخوة مهما ضاقت السبل في ايديهم وامامهم. اوصيهم بالحذر من ازدياد الهم والغم عن حده الطبيعي. في التعامل مع هذه المشكلة. بل يكن فليكن الانسان منا - 00:12:59ضَ
فليس الانسان وحده في هذا العالم وليس هو الوحيد الذي اكتوى بنار الغلاء بل شركاؤه وليتأمل المؤمن جيدا قول الله عز وجل وفي السماء رزقكم وما توعدون. فان كنت تريد - 00:13:19ضَ
الرزق فلا تقاتل نفسك هنا في الارض. ولا تتقاتل مع غيرك هنا على هذه البسيطة. بل ارفع رأسك. ارفع ارفع رأسك ففي السماء رزقك علق قلبك بربك وانتظر الفرج من العلي الاعلى افعل السبب السبب الشرعي - 00:13:39ضَ
والسبب المادي المحسوس ثم اسأل ربك البركة فيما يرزقك. فان البركة اذا حلت كفت ونفعت ان كان الرزق قليلا. واذا نزعت فمهما كثر فمهما كثر مهما كثر فالانتفاع به قليل - 00:13:59ضَ
انك احترقت هما وغما وتفتت كبدك حزنا على هذه الحال. فهل هذا سيرخص الاسعار؟ وهل هذا سيزيد من دخلك وراتبك جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فشكى له قلة في رزقه فقال عليه - 00:14:19ضَ
بالاستغفار وسأله رجل سؤالا اخر عن سوء عشرة اهله فقال عليك بالاستغفار وسأله ثالث عن ولد عن قلة الولد فقال عليك بالاستغفار. ثم قيل له في ذلك قال ما قلته من عندي. بل قاله الله عز - 00:14:39ضَ
وجل فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. تذكر اخي ان من رحمة الله بعباده انه لا تديم عليهم المصائب. بل ما من شدة الا وهي الى تخفيف او زوال. ومن قرأ كتب التواريخ والتراجم. خصوصا فيما - 00:14:59ضَ
تتعلق بغلاء الاسعار ادرك ذلك يقينا. واليكم ايها الاحبة هذه القصة نسوقها في ختام حديث متفائلين بفرج الله وتنفيسه. ذكرها ابن الاثير رحمه الله في كتابه الكامل في احداث سنة اربع - 00:15:29ضَ
وسبعين وخمس مئة. فقال رحمه الله انه انقطعت الامطار بالكلية في سائر البلاد الشامية والجزيرة والبلاد العراقية وغيرها. واشتد الغلاء وكان عاما في سائر البلاد. واستسقى الناس في قطار الارض فلم يسقوا. وتعذرت الاقوات واكلت الناس الميتة. اكلت الناس الميتة وما ناسبها - 00:15:49ضَ
ودام كذلك الى اخر سنة خمس وسبعين. يعني نحو سنتين ثم تبعه بعد ذلك وباء شديد عام كثر فيه الموت وكان مرض الناس واحدا وهو مرض يعرف بالسرسان وكان الناس - 00:16:19ضَ
لا يستطيعون ان يلحقوا دفن موتاهم. الا ان بعض البلاد كان اشد من بعض. ثم ثم ان الله تعالى رحم البلاد والعباد. والدواب وارسل الامطار. وارخص الاسعار. ومن عجيب ما رأيت - 00:16:39ضَ
انني قصدت رجلا من العلماء في الجزيرة وهي منطقة بين الشام والعراق المعروفة الان. قصدت رجلا من العلماء في الجزيرة لاسمع عليه شيئا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. في شهر رمضان سنة خمس وسبعين - 00:16:59ضَ
وخمسمائة والناس اشد ما كانوا غلاء وقنوطا من الامطار. وقد توسط الربيع ولم تجئ قطرة واحدة من المطر فبين انا جالس ومعي جماعة ننتظر شيخنا اذ اقبل انسان من التركمان قد اثر - 00:17:19ضَ
عليهم جوع وكأنه قد اخرج من قبر. فبكى واشتد بكاؤه وشكى الجوع. فارسلت من يشتريه له خبزا فتأخر احضاره لندرته. والرجل يبكي ويتمرغ على الارض يشكو الجوع. فلم يبقى فينا الا من بكى رحمة له وللناس. ففي الحال في الحال تغيمت السماء - 00:17:39ضَ
جاءت نقط من المطر متفرقة. فضج الناس واستغاثوا ثم جاء الخبز. فاكل التركماني بعضه واخذ الباقي ومشى واشتد المطر ودام المطر من تلك الساعة. فنسأل الله عز وجل الذي فرج لاولئك - 00:18:09ضَ
ان يفرج عن المسلمين شدتهم. اللهم فرج عنهم شدتهم. اللهم ارخص اسعارهم. اللهم ارخص اسعارهم اللهم ارخص اسعارهم. اللهم اغث بلادهم. اللهم ارخص اسعارهم واغث بلادهم. برحمتك يا ارحم الراحمين - 00:18:29ضَ