سلسلة قصة داوود وسليمان عليهما السلام
ولقد آتينا داود وسليمان علمًا | 2 | قصة داود وسليمان عليهما السلام | الشيخ الحويني
Transcription
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده - 00:00:00ضَ
ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام - 00:00:24ضَ
ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى. واحسن الهدي هدي محمد - 00:00:54ضَ
صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فهذا هو الدرس الثاني من قصة داوود وسليمان عليهما السلام وكنا ذكرنا في الدرس الماضي - 00:01:24ضَ
بشيء من الاختصار قدرا من حال داوود، عليه السلام وكان داوود عليه السلام ظاهر العبادة وقال اهل العلم انه كان اعبد من ابنه سليمان وقد ذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم شيئا من ذلك - 00:01:50ضَ
فقال كما في الحديث الذي رواه الشيخان من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال صل صلاة داوود وصم صيام داوود احب الصلاة الى الله صلاة داوود - 00:02:14ضَ
واحب الصيام الى الله عز وجل صيام داوود كان يقوم ثلث الليل واما صيامه فكان يصوم يوما ويفطر يوما وقد ذكر الله تبارك وتعالى بعض صفاته ايضا فقال للنبي صلى الله عليه واله وسلم وهو يسليه - 00:02:36ضَ
اصبر على ما يقولون. واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب وذو الايد اي ذو القوة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص معنى هذا الحر - 00:03:04ضَ
فقال وكان لا يفر اذا لاقى لم يكن داود عليه السلام اذا لقي عدوه لم يكن يفر ادي معنى ذا الاي واذكر عبدنا داوود ذا الايب. انه اواب اما قراءته - 00:03:25ضَ
سواء في صلاته او في خارج الصلاة فكانت عجبا من العجب حتى صار يضرب بحسن صوته المثل كما يقال لا اجمل من يوسف كذلك يقال لا احسن صوتا من داوود - 00:03:49ضَ
قال الله عز وجل انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق والطير محشورة. كل له اواب وقال تعالى يا جبال اوبي معه والطير كان اذا اخذ في قراءة المزامير يقف الطير في الهواء - 00:04:12ضَ
وكانت الوحوش والسباع اذا سمعت صوته لا تستطيع ان تبرح المكان. وكان بعضها يموت عطشا في مكانه ولا يستطيع وان يفارق مكانه لجمال صوته وحلاوته حتى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يمشي بالليل في المدينة - 00:04:37ضَ
فسمع صوت ابي موسى الاشعري رضي الله عنه فجلس وكان ابو موسى ظاهر الوضاءة في قراءته فلما اصبح النبي صلى الله عليه واله وسلم ولقي ابا موسى قال له يا ابا موسى لو رأيتني وانا استمع الى قراءتك البارحة. لقد اوتيت مزمارا من مزامير - 00:05:02ضَ
ال داوود قال يا رسول الله لو علمت مكانك لحضرت لك تحبيرا. اي لو علمت انك تستمع الى لحسنت صوتي ولحسنته اكثر من ذلك وفي هذا دليل على جواز ان يحسن المرء صوته. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على ابي موسى قوله ذلك - 00:05:30ضَ
فالحاصل ان داوود عليه السلام كان ظاهر العبادة وكان ايضا سديد الفهم. ولذلك ذكر الله عز وجل اعظم صفة يمل بها على عبد وهو يتكلم عن داوود وسليمان في سورة النمل - 00:05:57ضَ
ولقد اتينا داود وسليمان علما وقال الحمدلله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين فذكر العلم ثم انه نكره ايضا اتى غير معرف بالالف واللام. للدلالة على سعته وشموله وهذا من اوصاف النكرة. النكرة تفيد الشمول والعموم - 00:06:18ضَ
وذلك ان معارف داوود وعلي وسليمان عليهما السلام كانت متنوعة كما يأتي ذكر ذلك ان شاء الله تعالى فالعلم هو اجل العطايا واشرف المنح. وقد ذكر الله عز وجل في غير ما اية من القرآن فضل العلم - 00:06:49ضَ
وقد ورد هذا في احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لا نطيل الامر بذكرها. لكن نتفق على ان العلم هو افضل شيء في الوجود. والمدهش مع انه افضل شيء في الوجود الا ان الناس في مقابله اصناف شتى - 00:07:10ضَ
استفادتهم من العلم متنوعة والناس على ثلاثة اصناف استقبال العلم وانا اقصد بالعلم العلم الذي يقرب الى الله عز وجل لا اقصد علم الدنيا. فعلم الدنيا وان كان هاما لكنه يأتي في مرتبة بعد ذلك - 00:07:35ضَ
لكن العلم الذي اعنيه واتكلم عنه هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. العلم يعز الذليل ويرفع الوضيع. لا يكون له نسب ولا شأن - 00:07:58ضَ
ويذكر في الناس فهذا هو العلم الذي اعنيه. النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اصناف الناس الثلاثة في مقابل العلم فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي موسى الاشعري في الصحيحين - 00:08:18ضَ
مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير اصاب ارضا العلم كالماء والمستمعون له كالارض. فالارض على ثلاثة احوال او انحاء في استقبال هذا المطر منها نقية قبلت الماء. فانبتت الكلأ والعشب الكثير - 00:08:36ضَ
فاستقى الناس وزرعوا ورعوا ده الصنف الاول الصنف الثاني ومنها اجاذب امسكت الماء. فانتفع الناس بهذا الماء. فشربوا فزرعوا ورعوا ومنها قيعان الى ارض الرخوة الرملية لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ - 00:09:08ضَ
فذلك مثل من فقه في دين الله عز وجل ونفعه الله عز وجل بالهدى الذي ارسلت به ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به - 00:09:36ضَ
يبقى الناس على ثلاثة انحاء عالم عامل عنده فهم ودراية وعالم ترك نوافل العلم وبث في الناس اصله فانتفع الناس به وان لم يكن هو كثير الانتفاع به والصنف الثالث - 00:09:53ضَ
من لم يرفع بذلك رأسا ككثير من اهل الدنيا فاول صنف للصحابة مثلا الذين تقبلوا هذا العلم فانتفعوا به في انفسهم ثم نقلوه الى الناس والنوع الثاني ليس له في العلم فهم - 00:10:19ضَ
لكن معه اصل العلم كما قال صلى الله عليه وسلم في مثل هذا النوع نضر الله امرأ سمع منا مقالة فنقلها كما سمعها او اداها كما سمعها فرب مبلغ اوعى من سامع - 00:10:42ضَ
يعني فيه انسان يستمع الاية او الحديث يحفظه ويؤديه الى غيره ممن يفقه في الاية والحديث اكثر منه. رب مبلغ اوعى من يبقى استفدنا من الطائفة الثانية بحفز العلم انهم حفظوا اصل العلم وان لم يكن لهم فيه فهم وذوق - 00:11:05ضَ
وقد ذكر ربنا تبارك وتعالى في قصة داود وسليمان مسألة الفهم والفهم في العلم شيء عظيم. قال تعالى وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرب اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين - 00:11:32ضَ
ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما نفشت اي رعت وحاصل القصة ان رجلا كان له غنم فخرجت الغنم ليلا فرعت في حرف رجل اخر فاتلفت كثيرا منه والحكم الشرعي في ديننا - 00:11:55ضَ
ان اهل المواشي عليهم حفظ المواشي ليلا اما بالنهار فلا ضمان على صاحب المواشي. يعني اذا انت وضعت البهايم في الزرايب فخرجت البهيمة ليلا فاتلفت اي شيء فصاحب البهيمة يضمن - 00:12:27ضَ
ويغرم. ليه؟ لانه قصر في اغلاق الباب. قصر في ربط الحبل. انما بالنهار لا يضمن صاحب الماشية لربط الماشية في الوتد وانطلق الى شأنه. الماشية خلعت الوتد وراعت في ارض غيره لا ضمان عليه - 00:12:50ضَ
انما يضمن ليلا اما نهارا فلا فهذه الغنم خرجت من الزرايب بالليل ووعت في حرف الغيب فاتلفته. فاختصم الرجلان الى داوود عليه السلام فيقولون ان داوود عليه السلام عمل بدل - 00:13:12ضَ
قال لصاحب الحرف خد الغنم وقال لصاحب الغنم خذ الحرف الذي اتلفته الايه؟ الاغنام وقالوا ايضا ان داود عليه السلام قضى لصاحب الحرث بالغنم والحر فتضرر صاحب الغنم فلما خرجوا من عند داوود - 00:13:33ضَ
المسألة على سليمان فقال سليمان عليه السلام الذي اراه ان يأخذ صاحب الحرث الغنم وصاحب الغنم يأخذ الحرث ليصلحه. فاذا اصلحه رد الحرث الى صاحبه واخذ غنمه فطابت انفسهما جميعا - 00:13:57ضَ
فقال الله عز وجل في ذلك ففهمناها سليمان وحتى لا يتصور احد ان ذلك نقص في فهم داوود قال تعالى وكلا اتينا حكما وعلما وقد اوتي داوود عليه السلام فصل الخطاب. وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب - 00:14:23ضَ
حكمة هي الصواب وفصل الخطاب اللي هو الفهم. ولكن لا يشترط ان يفهم المرء كل قضية جزئية حتى يقال انه فاهم. بل قد يمد عن ذهنه بعض القضايا فلا يقدح ذلك في جودة فهمه. اذا اصاب في الف قضية واخطأ في قضية واحدة لا يقال انه لم - 00:14:48ضَ
لكن الفهم نعمة من الله عز وجل. اذ قد تكون دلالة الدليل خفية وهذا الفهم جزء منه سرعة البديهة. وحسن التصرف. كما حدث لداوود وسليمان ايضا في قضية اخرى رواها الامامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله - 00:15:15ضَ
الله عليه وسلم بينما امرأتان في زمان داوود عليه السلام اذ عدا الذئب على ابن لهما. كل امرأة لها ولد جاء الذئب فاكل ولدا من الولدين فاختصمت المرأتان الى داوود عليه السلام. المرأة الكبرى بتحمل الولد - 00:15:45ضَ
والمرأة الصغرى لم تبدي حجة كل امرأة تقول هذا ولدي. طب واحدة بتحمل الولد والاخرى لا حجة لها. ولم تقم دليلا على انه ولدها. فقضى به داوود عليه السلام للمرأة التي تحمله. للمرأة - 00:16:08ضَ
الكبرى فلما خرجتا من عند داوود ولقيتا سليمان اعادت المرأة الصغرى قضاء داوود على ابنه سليمان وان هذا ولدي وقضى به ابوك للاخرى فقال سليمان اتوني بسكين اقسمه نصفين بحيس ان كل امرأة ليس لها دليل يبقى كل واحدة تاخد نص. في بعض الروايات قال فشهقت المرأة الصغرى شهقة لا ارادية - 00:16:25ضَ
شهقة فزع وقالت يرحمك الله لا اريدك اعطه لها فحكم به للصورة فهذا ايضا من جملة الفهم سرعة البديهة. وقد خص الله عز وجل سليمان في اكثر من قضية بذلك - 00:16:56ضَ
فالفهم في العلم نعمة ان ممكن واحد يحفظ اصل العلم لكنه غبي كما حدث لبعض الخوارج الذين يكفرون المسلمين بالمعاصي فكلما رأوا حديثا فيه فرجة للمسلمين العصاة المذنبين اغلقوه وتأولوه على غير وجهه. فاذا سمعوا مثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي يقول غبيهم - 00:17:16ضَ
اهل الكبائر هنا اللي هم اهل الصلاة والزكاة وليسوا هم اهل الكبائر. كبائر الذنوب. اذ قال الله عز وجل واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة قال لك اذا الصلاة كبيرة من الكبائر من كبائر الاعمال يعني. يبقى شفاعتي لاهل الكبائر يعني شفاعتي لاهل الصلاة - 00:17:45ضَ
هذا معه اصل العلم فعلا. لكن غبي ذهنه فلم يفهم. بل اتصور انه حرم لان الحديث واضح في غاية الوضوح. ولم تجري العادة في اللغة ولم نره في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلق - 00:18:07ضَ
ولفظة الكبيرة وهو يعني بها اي شيء من الطاعة. بل اذا اطلق لفظة الكبيرة علمنا انها تنصرف الى المعاصي فالفهم في العلم نعمة ولزلك الامام البخاري وفي كتاب العلم بوب بابا للفهم في العلم - 00:18:26ضَ
قال باب الفهم في العلم واورد فيه حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع اصحابه يوما فقال انبئوني عن شجرة هي كالمؤمن او - 00:18:45ضَ
المسلم روايتان لا يسقط ورقها قال فوقع الناس في شجر البوادي. كل واحد يخطر على باله اسم شجرة اذكرها. قال ووقع لي انها النخلة فنظرت فاذا انا اصغر القوم وفي القوم ابو بكر وعمر - 00:19:04ضَ
يبقى اصغر القوم والسادة الكبار جلوس ولم يتكلموا ثم اتكلم انا واهجم بالكلام فاستحيا فلم تكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها النخلة فلما خرج ابن عمر مع ابيه - 00:19:26ضَ
من المجلس قال لابيه لقد وقع لي انها النخلة. لكنني نظرت فاذا انا اصغر القوم فلما تكلم قال عمر له لو كنت قلتها لكان احب الي من كذا وكذا. لو كنت قلتها مع صغر سني - 00:19:47ضَ
ونباهة عقله في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم لدعا لك ونتبجح عمر في المجلس بولده الذكي الذي استطاع ان يلمحها فالفهم في العلم نعمة نعمة كبيرة فاول طائفة الطائفة الفاضلة - 00:20:06ضَ
تسمع وتنتفع ثم تؤدي هذا العلم من علم وعلم وطيفة الثانية حفظت اصل العلم وان غبي عليها بعضه والطائفة الثالثة هي التي لم ترفع بهذا العلم رأسا وهؤلاء يندرج فيهم علماء السوء بل هم - 00:20:29ضَ
اعلى شيء في هذه الطائفة واسوأه ايضا علماء السوء وقد ضرب الله عز وجل اسوأ الامثلة لهؤلاء الذين لم يرفعوا بهذا الهدى رأسا قال الله عز وجل واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها - 00:20:54ضَ
فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها. ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب لما قرأت صفات الكلب في كتب الحيوان التي صنفها العلماء لاحظت اشياء - 00:21:19ضَ
برغم اننا نرى الكلاب ليل نهار لاحظت اشياء غريبة يفعلها الكلب فعلا والكلب ايها الاخوة هو اخس الحيوانات جميعا وهو شديد الشح. شديد الحرص وقذر فالكلب مثلا لا يشم شيئا من جسمه الا دبره - 00:21:46ضَ
وانا لما قرأت هذه الصفات جعلت استرجع في ذهني سورة الكلب حركات الكلب. واذا كما قال اهل العلم لا يشم شيئا من جسمه الا دبره. واذا رماه احد بحجر يجري فيعض الحجر - 00:22:14ضَ
لشدة شرهه وحرصه بل اذا مر به اثنان احدهما يلبس اسمالا بالية وملابس مقطعة ورجل له هندام ينبح على الفقير من شدة حرصه حتى لا يشاركه هذا الفقير في فقره. وفي خسته - 00:22:34ضَ
وقد ترجم بعض الشعراء ذلك فقال يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه ابوابها. حتى الكلاب اذا رأت رجل الغنى حنت اليه وحركت اذنابها واذا رأت يوما فقيرا ماشيا نبحت عليه وكشرت انيابها - 00:23:02ضَ
وهذا الكلب لو وقع على جيفة مثلا تكفي مائة كلب فانه لا يسمح لكلب ان يقترب منها. فاذا اقترب كلب منها هر عليه وهاجمه لشدة حرصه وشحة ثم قال ابن قتيبة كل شيء يلهث بسبب الكلال والعطش الا الكلب - 00:23:28ضَ
فانه يلهث في حال الكلال وفي حال الراحة فالله عز وجل شب الرجل الذي انسلخ كما تخرج الحية من جلدها. انسلخ من ايات الله. يعني لم يتركها بل انسلخ منها وداء كناية عن انه القى بها خلف ظهره - 00:23:57ضَ
ولم يرفع بها رأسا ونبذها نبذ النواة فهذا النوع من البشر السبب في انه اعرض انه اخلد الى الدنيا ومغبون من باع الجنة وما فيها لشهوة ساعة بشهوة ساعة فهذا اخلد الى الارض فشبهه الله عز وجل بالكلب في حرصه وتدنيه - 00:24:19ضَ
وقال عن اليهود مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا فشبههم ايضا بالحمار والحمار من اقل الحيوانات صبرا على فقد الماء وكان سعد بن ابي وقاص لما دعوه الى القتال - 00:24:48ضَ
قال اقاتل ولم يبقى من عمري الا مثل ظمئ الحمار. اي لم يبقى من عمري شيء اصلا حتى انتصب واحمل السيف واقاتل لاجل ماذا اقاتل؟ ولم يتبين لي فشبه المدة الباقية في حياته بمثل ظمئ الحمار لقلة صبر الحمار على فقد الماء - 00:25:12ضَ
فهؤلاء اخصص الجهلة افضل منهم. لان الجاهل فقد الدليل فلم يعمل. اما هذا اعلم الدليل فحرم فالحاصل ان الله عز وجل ذكر ابرز صفة واجل نعمة انعمها على داوود وسليمان. ولذلك استقرت مملكتهما - 00:25:35ضَ
انها قامت على العدل والعدل لا يقوم الا على العلم وقد ظهر اثر هذا العلم في قصة سليمان في اكثر من موضع اكبر هذه المواضع دعوته الى التوحيد وانفته ان يكون بجواره كافر - 00:26:02ضَ
كما في قصة بلقيس وانه لما رجع اليه الهدهد بقصة المرأة وقومها الذين يسجدون للشمس من دون الله انف سليمان غاية الانفة. والقى اليهم كتابا موجزا يشتمل على نصف صف - 00:26:25ضَ
الا تعلوا علي واتوني مسلمين. كلمة ونص رجل معه غلبة. معه قوة. والحق ان لم تكتنفه قوة ضاع ان السلام حقيقة مكذوبة والعدل فلسفة اللهيب الخابي. لا عدل الا ان تعادلت القوى. وتصادم الارهاب بالارهاب. اقول - 00:26:49ضَ
قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله رب العالمين. له الحمد الحسن والثناء الجميل واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل - 00:27:16ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ايها الاخوة كل الحروب التي قامت بين الانبياء واتباعهم والخصوم كان سببها الاول هو اقامة عبادة الله عز وجل في الارض - 00:27:36ضَ
ما نعلم ان نبيا استنفر قومه قط لمجرد ان يستولي على ارض الناس. او على امواله هذه ما سمعنا بها قط. والحرب عندنا في الاسلام لاجل هذا ايضا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:01ضَ
كما في الحديث الذي رواه مسلم. من حديث بريدة رضي الله عنه حدد لالقائد لماذا يخرج ويقاتل؟ اقول هذا الكلام لان عندنا اغبياء ضربوا نصوص الكتاب والسنة بعضها ببعض. وانفصلوا بغبائهم على رفض احاديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:23ضَ
بدعوى انها قهر للناس والاسلام جاء بحرية العقيدة فمثلا ينصب المعارضة بين قوله عز وجل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وبين قوله تبارك وتعالى قال لا اكراه في الدين. وبين قوله تبارك وتعالى لكم دينكم ولي دين. هذه النصوص وما شابهها - 00:28:49ضَ
يضعها في ناحية ثم يقابلها بقوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى قولوا لا اله الا الله فان فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم واموالهم واجرهم على الله. حسابهم على الله - 00:29:17ضَ
طيب ازاي لا اكراه في الدين وازاي امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله يبقى ده معناه ان فيه اكراه في الدين وبعدين ده قرآن وده حديث - 00:29:38ضَ
لما يتعارضوا مع بعض لا قائل مطلقا من اهل الارض انه نرد القرآن يبقى ما بقي الا رد الحديث هذه خطتهم الغبية كانما مرت هذه الايات ومرت هذه الاحاديث على العلماء من لدن رسول الله صلى الله - 00:29:54ضَ
الله عليه وسلم حتى الان ولم يفهمها واحد منهم اما هذا المعترض فهو الذي خصه الله بالعلم. وخصه الله بالفهم. اما ملايين العلماء السالفين. الذي لو انتصب هذا المعارض ورفع قامته ما بلغ شراك نعل واحد منهم - 00:30:18ضَ
وهو الذي تصور انه هو الذي فهم. واعرض عن العلم الذي بثوه في الكتب. بخصوص هذا التعارض ان وجد تعارض اصلا امرت ان اقاتل الناس الناس ده لفظة الناس اسم جنس - 00:30:42ضَ
يدخل تحت هذه اللفظة جميع ولد ادم ونحن نعلم بالضرورة ان ولد ادم ليس على ملة واحدة فالناس على ثلاثة اصناف مؤمن وكافر ومنافق ولا يخرج احد من بني ادم عن هذه الاصناف الثلاثة - 00:31:00ضَ
اما المؤمن او المسلم فالحديث غير متوجه اليه بداهة ولا يقول قائل ان المقصود امرت ان اقاتل المؤمنين حتى يقولوا لا اله الا الله. ده هم الذين يقولونها. يبقى هذا - 00:31:24ضَ
خارج من الحديد طيب والمنافق المنافق تترس بهذه الكلمة واحتمى بها واظهر الاسلام وابطل الكفر فلنا ما ظهر منه يبقى الحديث غير متوجه للمنافقين. لانهم يقولوا لا اله الا الله - 00:31:41ضَ
وان كان يبطن الكفر لكن لا اله الا الله عصمت دماءهم واموالهم. كما حدث المنافقين ايام الرسول عليه الصلاة والسلام الم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف نفاق عبدالله بن ابي بن سلول - 00:32:03ضَ
كان يعرفه طب لما صلى عليه؟ بل وفعل معه شيئا لم يفعله مع غيره. وهو انه خلع صلى الله عليه عليه وسلم قميصه وكفن به عبدالله بن ابي وهو يعلم انه منافق ولم يقتله. والمنافقون الذين تخلفوا في غزوة تبوك وكانوا بضعا وثمانين منافقا - 00:32:18ضَ
قبل النبي صلى الله عليه وسلم على نيتاهما ووكل سرائرهم الى الله وهو يعلم انهم منافقون طب منين يعلم؟ لما جاءه كعب بن مالك وقال والله يا رسول الله ما كان لي من عذر. طبعا المنافقون دول اعتذروا قبل كعب - 00:32:46ضَ
وكل واحد ادعى دعوة انه لم يستطع ان يخرج بالسبب الفلاني فقبل علانيته. لما جاء كعب بن مالك وقال يا رسول الله والله ما كان لي من عذر. قال اما هذا فقد صدق - 00:33:02ضَ
فهذه اشارة الى ان الذين سبقوه في الاعتذار لم يكونوا صادقين ومع ذلك قبل علانيتهم ودعا لهم يبقى لما نسمع بقى امرت ان اقاتل الناس يبقى لا يدخل فيها لا المؤمنون ولا المنافقون - 00:33:20ضَ
اذا الصنف الباقي اللي هو ايه ؟ الكفرة يبقى امرت ان اقاتل الناس معناه امرت ان اقاتل الكافرين اذا الحرب متوجهة الى صنف واحد فقط فواحد يقول طيب ما انت حتى الان ما ما حللت العقدة - 00:33:37ضَ
ما حلتش العقدة. ما هو لا اكراه في الدين اي لا تكره الكافر يعني. مش لا تكره المؤمن ولا المنافق. فانت ما حلتش الموضوع اقول الذي يحل الموضوع حديث مسلم الذي ابتدأت الكلام بالاشارة اليه - 00:33:58ضَ
قال بريدة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر احدا على سرية او جيش امره بتقوى الله في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين خيرا - 00:34:16ضَ
ويقول لهم اغزوا بسم الله وفي سبيل الله. هو ده شعار الغزو كله بسم الله وفي سبيل الله لا تقتلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا خلاص اما خصمك من المشركين - 00:34:38ضَ
فانبذ اليه بثلاث خلال تحارب امامك تلت سبل اعلم خصمك بها فان قبلها فاقبل منهم وكف عنهم اول خصلة ادعهم الى الاسلام فانهم اجابوك تقبل منهم وكف عنهم ان اسلموا - 00:35:04ضَ
فادعوهم الى ترك ديارهم واللحاق بالمهاجرين الى الهجرة الواجبة التي كانت واجبة على المسلمين اذ ذات قبل فتح مكة يخرج من ديارهم ورحال الى دار المهاجرين. ولهم مال المهاجرين وعليهم ما على المهاجرين - 00:35:34ضَ
فان ابوا ورفضوا ان يخرجوا من دارهم فقل لهم تكونون كأعراب المسلمين يكون عليكم من الحكم ما على المؤمنين وليس لكم في الفيء شيء ولا في الغنيمة الا ان تقاتلوا - 00:35:57ضَ
ده تاني خصلة تالت خصلة فان ابوا فسلهم الجزية فان قبلوا فاقبل منهم وكف عنهم فان رفضوا فاستعن بالله وقاتلهم يبقى اذا ان لم يدخل في الاسلام انا ما اكرهته - 00:36:20ضَ
يدفع الجزية وخلاص. ويظل على دينه. فيا عباد الله بعد هذا البيان ايقال ان فيه معارضة وبين لا اكراه في الدين وما بين ان انا اقاتله على الجزية سبحان الله - 00:36:42ضَ
انا ما اكرهته. انا ما قلت له لن ادع قتالك حتى تدخل في دين الله. انا ما قلت هذا وما نفرض العقيدة على احد لكنني اقاتلك لانك اولا رفضت دخول البلد وعرض الاسلام على الناس. وليس هذا من حقك - 00:37:00ضَ
ليس من حقك ان تفرض الكفر على بني ادم ثم تحول بين الهدى وبين الناس؟ لأ اما ان تدخل في الاسلام وتخلي بيني وبين الناس واما ان تدفع الجزية وانت حر - 00:37:23ضَ
اي اكراه هنا حتى يقال ان العقيدة فيها حرية. والاسلام ضامن حرية العقيدة والحديث واضح وضوح الشمس انه لم يقاتلهم ليدخلوا في دين الله. بدليل انه قال فان رفضوا اي رفضوا الاسلام - 00:37:42ضَ
سلهم الجزي وظلوا على دينكم فان رفضوا اداء الجزية ورافضوا الاسلام ومنعوني من الوصول الى الناس. فالسبيل الوحيد حتى ابذر هذا الهدى الخلق ان اقاتل هؤلاء المانعين اليس لي حرية نشر الهدى كما تزعمون حرية الكفر - 00:38:01ضَ
فهنا نفس حجاج المشركين يخرج من هذه المشكاة. وقس عليها من الفروع ما شاء الله المرأة تروح على البلاجات في المصايف لابسة المايوه وممكن تمشي في الشارع بالشرب لكن المرأة تلبس النقاب وعايزة تروح الجامعة مسلا يقول له انا لأ - 00:38:24ضَ
طب ليه حرية شخصية. هي هتلبس النقاب حرية شخصية زي ما انتم بتقولوا لا سهر على احد في الازياء وكل واحد حر وتلبس المرأة كما تريد وتكشف شعرها ونحرها وجيرها وساقها. وترون ان هذا من الحرية الشخصية اعتبره برضو ان تغطية المرأة من شعر راسها لاخبص قدمها - 00:38:45ضَ
ايضا من الحلول الشخصية. واحد زوم قال لي واحد معقد في نفسه. هو حر. ما هي حرية شخصية برضه. لأ هم عندهم بقى حرية الكفر يقول لك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وكذبوا على الله - 00:39:08ضَ
لان معنى كلامهم ان الله عز وجل اراد الكفر وكذبوا لان الله عز وجل قال ولا يرضى لعباده الكفر ولماذا ارسل الرسل اذا لماذا ارسلهم؟ ازا كان بيرضى بالكفر وكل واحد حر. لماذا ارسل الرسل؟ ولماذا يعذب في الاخرة؟ اذا الذي كفر زكاة - 00:39:26ضَ
حرية الكفر مطلقا. لأ يقول لك الكفر آآ ياخد حريته انما ان انا افرض الهدى على الناس بالقوة. هذا لا يجوز قال النبي صلى الله عليه وسلم في تتمة الكلام - 00:39:50ضَ
وان دعاك خصمك فقال اجعل لي ذمة الله وذمة رسوله فلا تعطه ذمة الله وذمة رسوله ولكن انزله على ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم وذمم اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله ورسوله - 00:40:04ضَ
وان سألك خصمك ان تحكم فيهم بحكم الله وحكم رسوله فلا تحكم فيهم بحكم الله ورسوله. فلا تنزلهم على حكم الله ورسوله ليه قال ولكن انزلهم على حكمك وحكم اصحابك فانك لا تدري اتصيب فيهم حكم الله ام لا - 00:40:35ضَ
وهذا رعاية للذي نقاتل من اجله اذا قلنا لهم انزلوا ولكم العهد والميثاق. لكم عهد الله وميثاقه. وغدر احد ينسبون الغدر الى الله ورسوله واذا انزلناهم على حكمنا وتبين انه جائر - 00:41:07ضَ
قالوا لقد جار حكم الله وجار حكم رسوله لأ ده لما هي تتلزق فيه ويبقى انت الجائر وانت الظالم ويبقى انت الذي لا ذمة لك هذا اهون من ان ينسب ذلك الى الله ورسوله - 00:41:29ضَ
من هذا المنطلق قاتل سليمان عليه السلام او هدد بالقتال الا تعلوا علي واتوني مسلمين ليس عنده لا طمع لا في ارض ولا في مال المرأة كانت ذكية وارسلت الى سليمان بهدية - 00:41:44ضَ
ازا كان طمعان في دنيا نسكته واكثر اهل الارض يقاتلون طمعا بالذات الملوك الذين اذا دخلوا قرية افسدوها لانهم يقاتلون لاجل الدنيا وما كانت تعلم قدر سليمان ولا من هو سليمان ولا العز الذي عند سليمان - 00:42:07ضَ
رجل عنده ملايين بل مليارات الرجل عنده مئات وهذا الذي عنده مئات يتصور انه اغنى الخلق فيقوم يرسل لهذا الذي عنده مليارات بهدية بميت جنيه. متين جنيه تلتميت جنيه ولا يعرف قدر ما عنده من المال لذلك انتفض سليمان - 00:42:33ضَ
واستعلى بالعقيدة قال اتمدونني بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم. بل انتم بهديتكم تفرحون. ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها. ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون. راجل بيقاتل بعقيدة استعلى - 00:42:58ضَ
كلامه في منتهى القوة. لكن طلاب الدنيا تجد كلامهم رخوا ضعيفا اذا نال ما تمنى سكت. لان هذه غايته. فسليمان عليه السلام استعمل العلم هنا الذي فضله الله عز وجل على كثير من عباده المؤمنين به - 00:43:22ضَ
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم لا تجعل - 00:43:45ضَ
الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ربي ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا - 00:44:05ضَ
وكل ذلك عندنا - 00:44:25ضَ