السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الله تبارك وتعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. ما هو التفضيل الذي ينبغي ان تشغل بالك به؟ والذي ينبغي ان تحرص عليه - 00:00:00
من سنة الله سبحانه وتعالى انه فضل بعض الناس على بعض في الشكل او الجسم او المعرفة او القدرة او الجاه او المنصب او الحرية. هذا التفضيل ليس مبنيا على - 00:00:20
على صلاحهم او فسادهم هذا التفضيل هو تفضيل ابتلاء. قال الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما اتاكم. الله سبحانه وتعالى يبتلي المفضل والمفضل عليه. الله سبحانه وتعالى - 00:00:36
يعطي ويمنع والعطاء ابتلاء والمنع ابتلاء. الله سبحانه وتعالى جعل الناس غنيا وفقيرا رئيسا ومرؤوسا امرا ومأمورا جميلا وغير جميل. هذا التفضيل ليس مبنيا على صلاحهم او فسادهم. انما هو تفضيل ابتلاء - 00:00:59
يبتلي الله سبحانه وتعالى المعطى والمحروم. فالله سبحانه وتعالى حكيم عليم. يبتلي من اعطاه هل يشكر؟ هل يحمد ربه؟ هل يعرف ان ما به من نعمة فمن الله؟ ام يقول كما قال قارون انما - 00:01:23
ما اوتيته على علم عندي. هل يشكر كما شكر سليمان حيث قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر وكما قال ذو القرنين هذا رحمة من ربي ام يكفروا ويتكبروا ويرجعوا الفضل الى نفسه؟ هل يستعمل ما تفضل الله به عليه في مرضات الله فيشكر الله - 00:01:43
فتبارك وتعالى بالعمل ام يبغي ويتفاخر ويستطيل ويستعلي على الناس بما اكرمه الله تبارك وتعالى وتفضل طلبه عليه. الله سبحانه وتعالى يبتلي المحروم. هل يصبر؟ هل يرضى؟ هل يحب الخير لاخوانه - 00:02:08
بانعام الله عليهم ام يحسدهم؟ هل يوقى شح نفسه؟ قال الله تبارك وتعالى في صفة الانصار والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون - 00:02:28
على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. يعني ببساطة بيقول الانصار ما كنش فيه في صدورهم شيء مما تفضل به عليهم المهاجرون. المهاجرون سبقوهم بالايمان وبصحبة - 00:02:48
النبي صلى الله عليه وسلم وبالهجرة وبالسبق الى الاسلام. فالانصار لا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتي يا اخوانهم المهاجرون. فهذا هو ابتلاء المحروم. ان يوقى شح نفسه ان يرضى. كثير - 00:03:08
من الناس مثلا ينظر الى الخلق يمد عينيه الى ما متعوا به. يقول مثلا هذا الشخص له اللي مش فاهم حاجة بقى دكتور في الجامعة. او فلان اللي انت شايفه ما لوش اي لازمة ده معه جنسية امريكية. او الشخص الفلاني بيكتب كلام تافه جدا - 00:03:28
جدا وبيحصل على الاف اللايكات. هذه المرأة ليست جميلة كيف رضي بها فلان؟ الشخص ده اللي مش فاهم حاجة ناس كتيرة بتحضر له الدروس استمتع بكلامه ورفعوه. فلان ده ما يستحقش الشهرة. فعلى ماذا اخذ الشهرة - 00:03:48
هكذا يشقي الانسان نفسه يتتبع الناس ويمد عينيه الى ما متعوا به وغاية ما متعوا به هو دنيا. لا تستحق ابدا ان تنظر اليه اليها ولا ان تشغل بالك بها ولا ان تحسد الناس عليها. فهذه الامور ليست مما يحسد عليه. الله سبحانه وتعالى كما يبتلي - 00:04:05
الامور كذلك يبتلي بما ظاهره خير. ربما يحفظ انسان القرآن. او يكون صوته جميلا بالقرآن. او كونوا عالما ذا معرفة او يكون مشهورا. كل هذه الامور ابتلاء. ليرى الله سبحانه وتعالى صنعه فيها - 00:04:28
هل يرجع الفضل الى الله؟ هل يستعملها في مرضات الله؟ هل يخفض جناحه لاخوانه؟ هل يعلمهم؟ هل يفقه هل يستعمل قدرته في نفعهم؟ ام يبغي عليهم ويتيه ويستطيل؟ كل ما يعطاه الانسان - 00:04:48
كل ما يعطاه الانسان من خير الدين والدنيا هو اختبار وابتلاء قال الله سبحانه وتعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه - 00:05:08
فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين الى اخر الايات اذا الله سبحانه وتعالى لما فضل بعض الناس على بعض هذه سنة الله في خلقه. لكن هذا التفضيل - 00:05:25
في الدنيا ليس تفضيل جزاء. انما هو تفضيل ابتلاء واختبار. قال الله سبحانه وتعالى اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا - 00:05:45
ورحمة ربك خير مما يجمعون. ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا. وان كل ذلك - 00:06:07
لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين. هذا ليس تفضيل هو التفضيل ابتلاء. قال الله سبحانه وتعالى يبين هذا المعنى انه يعطي الصالح والفاسد وليس عطاءه جزاء لاعمالهم. قال ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخير - 00:06:29
بل لا يشعرون. وقال تعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوق يوم القيامة. فهذا هو تفضيل الدنيا تفضيل ابتلاء. اما التفضيل في الاخرة فهو تفضيل - 00:06:57
جزاء في الاخرة يكون بعض الناس مع الصديق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يكون مرفوعا الله يكون منعما يتفضل الله تبارك وتعالى عليه بان يرضى عنه وبان يرى وجه ربه تبارك وتعالى - 00:07:17
واخرون لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم - 00:07:37
مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف ففضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. ما كان عطاء ربك محظورا تكن منقوصا ولم يكن ممنوعا. يقول الله لي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض في الدنيا - 00:08:04
وفي الاخرة وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. التفضيل الذي ينبغي ان تشغل بالك به وينبغي ان تحرص عليه وينبغي ان تسارع له وينبغي ان تطلب فيه اعلى المنازل هو تفضيل الاخرة - 00:08:35
وليس تفضيل الدنيا. فلماذا تشغل بالك بان فلانا مشهور او ان فلانا غني او ان فلانا ذا منصب آآ ذو منصب او او مال او ان فلانة جميلة او ان فلان مكن من شيء معين. لماذا تشغل بالك بهذا التفضيل؟ ولا وليس هو تفضيل جزاء انما - 00:08:57
ما هو ابتلاء؟ التفضيل الذي ينبغي ان تحرص عليه وان تشغل بالك به اين موقعك من الله؟ ما هي منزلتك عند الله؟ ما قدرك عند الله تبارك وتعالى. هناك اشخاص - 00:09:17
اصحاب اموال وجاه وسلطان او خلقة حسنة. او اصحاب مناصب لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا. لا شيئا عند الله وهناك اناس لا يأبه لهم ليسوا معروفين لكن الله يعرفهم ويحبهم وهم اولياؤه ورضي الله عنهم - 00:09:33
وارضاهم. فلماذا يشغل الانسان باله بتفضيل الابتلاء ويغفل عن تفضيل الاخرة ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلة. اكبر درجات يعني درجات الاخرة اكبر واعظم وافضل واكبر تفضيل التفاوت ان كنت ترى في الدنيا تفاوتا بين الغني والفقير - 00:09:55
والكبير والصغير والرئيس والمرؤوس والامر والمأمور والجميل والذميم. الاخرة اعظم تفاوتا ومنازلا فينبغي ان تسبق انت الى اعلى المنازل. سارعوا سابقوا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هذه في المنافسة لا يحول بينك وبينها شيء - 00:10:19
يعني الله سبحانه وتعالى لا يحاسبك ابدا على شيء لا تملكه. لا يحاسبك اين ولدت. لا يحاسبك على شكلك. لا يحاسبك على لا يحاسبك على ما لك ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم - 00:10:43
ميدان ولايتك وسبقك الى الله مفتوح. الباب مفتوح. اجتهد اتعب. لا يحول بينك وبين المسابقة الى الله شيء. فلماذا يحرص الانسان على زخرف الدنيا الذي لا يساوي شيئا؟ لماذا يشغل باله وتفكيره - 00:11:03
لماذا يفكر فيما اعطي الناس او فيما منع منه هو؟ كتير من الناس يقول انا عندي ذكاء وطيب ومجتهد ما ليش نصيب وفلان مش فاهم حاجة وجاهل وكسلان ومع ذلك مكن او بقى صاحب منصب. وفلانة مش جميلة. ليه فلان اتجوزها؟ فلان - 00:11:23
بيقبض مرتب اكبر من اللي يستحقه. انت ما لك؟ انت في سباق خليك في الحارة اللي انت بتجري فيها بس لا تنظر الى غيرك. حتى لو كان حولك ناس متميزون لا - 00:11:43
وانما تأخذ منهم شحنة تصبر نفسك معهم. ومع ذلك ينبغي ان تختار العمل الذي ينفعك عند الله تبارك وتعالى. سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. سارعوا سابقوا سارعوا - 00:11:57
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون هذا هو الذي ينبغي ان تحرص عليه. ذلك هو التفضيل الذي ينبغي ان تسعى له وان تطلب فيه اعلى المنازل. قال الله تبارك وتعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر - 00:12:17
درجات واكبر تفضيلا. والله من فقه هذه المعاني فانه يرتاح قلبه. وتطمئن نفسه ويعرف طريقه ويعرف هدفه وتنقطع عنه الشواغل ويركز في طريقه الذي ينفعه في الدنيا والاخرة. العلامة الخاصة - 00:12:37
التي تعرف بها حب الله لك ورضا الله عنك هو ان ترى ربك يوفقك الى العمل الصالح ويشرح صدرك للعمل الصالح صالح ويحبب اليك الايمان ويزينه في قلبك. اما ما دون ذلك من المال او النعيم او الترف او الزوجة او الابناء - 00:12:57
كل هذه الامور الله سبحانه وتعالى يعطيها حتى لاعظم الناس كفرا. فليست علامة على حب الله امة حب الله ان يوفقك الله تبارك وتعالى للعمل الصالح وان يعينك عليه وان يشرح صدرك له. اذا - 00:13:17
اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك. انظر فيما يمضي يومك اليوم اربعة وعشرين ساعة بتعمل فيه ايه؟ لما تيجي بالليل قبل ما تنام كده فكر يومك كيف مضى. هل اديت الفرائض؟ هل قمت بما عليك من الواجبات؟ هل - 00:13:37
احسنت الى الله؟ هل احسنت الى الخلق؟ هذا هو الذي ينبغي ان تسعى له. هذا هو التفضيل الذي ينبغي ان تطلب فيه اعلى المنازل. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا. اللهم اجعلنا ممن يرضون بما قسمت لنا. اللهم اغننا بك - 00:13:53
اللهم اجعلنا بك آآ اغنياء واجعلنا لك صابرين حامدين شاكرين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:13
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الله تبارك وتعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. ما هو التفضيل الذي ينبغي ان تشغل بالك به؟ والذي ينبغي ان تحرص عليه - 00:00:00
من سنة الله سبحانه وتعالى انه فضل بعض الناس على بعض في الشكل او الجسم او المعرفة او القدرة او الجاه او المنصب او الحرية. هذا التفضيل ليس مبنيا على - 00:00:20
على صلاحهم او فسادهم هذا التفضيل هو تفضيل ابتلاء. قال الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما اتاكم. الله سبحانه وتعالى يبتلي المفضل والمفضل عليه. الله سبحانه وتعالى - 00:00:36
يعطي ويمنع والعطاء ابتلاء والمنع ابتلاء. الله سبحانه وتعالى جعل الناس غنيا وفقيرا رئيسا ومرؤوسا امرا ومأمورا جميلا وغير جميل. هذا التفضيل ليس مبنيا على صلاحهم او فسادهم. انما هو تفضيل ابتلاء - 00:00:59
يبتلي الله سبحانه وتعالى المعطى والمحروم. فالله سبحانه وتعالى حكيم عليم. يبتلي من اعطاه هل يشكر؟ هل يحمد ربه؟ هل يعرف ان ما به من نعمة فمن الله؟ ام يقول كما قال قارون انما - 00:01:23
ما اوتيته على علم عندي. هل يشكر كما شكر سليمان حيث قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر وكما قال ذو القرنين هذا رحمة من ربي ام يكفروا ويتكبروا ويرجعوا الفضل الى نفسه؟ هل يستعمل ما تفضل الله به عليه في مرضات الله فيشكر الله - 00:01:43
فتبارك وتعالى بالعمل ام يبغي ويتفاخر ويستطيل ويستعلي على الناس بما اكرمه الله تبارك وتعالى وتفضل طلبه عليه. الله سبحانه وتعالى يبتلي المحروم. هل يصبر؟ هل يرضى؟ هل يحب الخير لاخوانه - 00:02:08
بانعام الله عليهم ام يحسدهم؟ هل يوقى شح نفسه؟ قال الله تبارك وتعالى في صفة الانصار والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون - 00:02:28
على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. يعني ببساطة بيقول الانصار ما كنش فيه في صدورهم شيء مما تفضل به عليهم المهاجرون. المهاجرون سبقوهم بالايمان وبصحبة - 00:02:48
النبي صلى الله عليه وسلم وبالهجرة وبالسبق الى الاسلام. فالانصار لا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتي يا اخوانهم المهاجرون. فهذا هو ابتلاء المحروم. ان يوقى شح نفسه ان يرضى. كثير - 00:03:08
من الناس مثلا ينظر الى الخلق يمد عينيه الى ما متعوا به. يقول مثلا هذا الشخص له اللي مش فاهم حاجة بقى دكتور في الجامعة. او فلان اللي انت شايفه ما لوش اي لازمة ده معه جنسية امريكية. او الشخص الفلاني بيكتب كلام تافه جدا - 00:03:28
جدا وبيحصل على الاف اللايكات. هذه المرأة ليست جميلة كيف رضي بها فلان؟ الشخص ده اللي مش فاهم حاجة ناس كتيرة بتحضر له الدروس استمتع بكلامه ورفعوه. فلان ده ما يستحقش الشهرة. فعلى ماذا اخذ الشهرة - 00:03:48
هكذا يشقي الانسان نفسه يتتبع الناس ويمد عينيه الى ما متعوا به وغاية ما متعوا به هو دنيا. لا تستحق ابدا ان تنظر اليه اليها ولا ان تشغل بالك بها ولا ان تحسد الناس عليها. فهذه الامور ليست مما يحسد عليه. الله سبحانه وتعالى كما يبتلي - 00:04:05
الامور كذلك يبتلي بما ظاهره خير. ربما يحفظ انسان القرآن. او يكون صوته جميلا بالقرآن. او كونوا عالما ذا معرفة او يكون مشهورا. كل هذه الامور ابتلاء. ليرى الله سبحانه وتعالى صنعه فيها - 00:04:28
هل يرجع الفضل الى الله؟ هل يستعملها في مرضات الله؟ هل يخفض جناحه لاخوانه؟ هل يعلمهم؟ هل يفقه هل يستعمل قدرته في نفعهم؟ ام يبغي عليهم ويتيه ويستطيل؟ كل ما يعطاه الانسان - 00:04:48
كل ما يعطاه الانسان من خير الدين والدنيا هو اختبار وابتلاء قال الله سبحانه وتعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه - 00:05:08
فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين الى اخر الايات اذا الله سبحانه وتعالى لما فضل بعض الناس على بعض هذه سنة الله في خلقه. لكن هذا التفضيل - 00:05:25
في الدنيا ليس تفضيل جزاء. انما هو تفضيل ابتلاء واختبار. قال الله سبحانه وتعالى اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا - 00:05:45
ورحمة ربك خير مما يجمعون. ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا. وان كل ذلك - 00:06:07
لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين. هذا ليس تفضيل هو التفضيل ابتلاء. قال الله سبحانه وتعالى يبين هذا المعنى انه يعطي الصالح والفاسد وليس عطاءه جزاء لاعمالهم. قال ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخير - 00:06:29
بل لا يشعرون. وقال تعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوق يوم القيامة. فهذا هو تفضيل الدنيا تفضيل ابتلاء. اما التفضيل في الاخرة فهو تفضيل - 00:06:57
جزاء في الاخرة يكون بعض الناس مع الصديق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يكون مرفوعا الله يكون منعما يتفضل الله تبارك وتعالى عليه بان يرضى عنه وبان يرى وجه ربه تبارك وتعالى - 00:07:17
واخرون لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا قال الله سبحانه وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم - 00:07:37
مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف ففضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. ما كان عطاء ربك محظورا تكن منقوصا ولم يكن ممنوعا. يقول الله لي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض في الدنيا - 00:08:04
وفي الاخرة وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. التفضيل الذي ينبغي ان تشغل بالك به وينبغي ان تحرص عليه وينبغي ان تسارع له وينبغي ان تطلب فيه اعلى المنازل هو تفضيل الاخرة - 00:08:35
وليس تفضيل الدنيا. فلماذا تشغل بالك بان فلانا مشهور او ان فلانا غني او ان فلانا ذا منصب آآ ذو منصب او او مال او ان فلانة جميلة او ان فلان مكن من شيء معين. لماذا تشغل بالك بهذا التفضيل؟ ولا وليس هو تفضيل جزاء انما - 00:08:57
ما هو ابتلاء؟ التفضيل الذي ينبغي ان تحرص عليه وان تشغل بالك به اين موقعك من الله؟ ما هي منزلتك عند الله؟ ما قدرك عند الله تبارك وتعالى. هناك اشخاص - 00:09:17
اصحاب اموال وجاه وسلطان او خلقة حسنة. او اصحاب مناصب لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا. لا شيئا عند الله وهناك اناس لا يأبه لهم ليسوا معروفين لكن الله يعرفهم ويحبهم وهم اولياؤه ورضي الله عنهم - 00:09:33
وارضاهم. فلماذا يشغل الانسان باله بتفضيل الابتلاء ويغفل عن تفضيل الاخرة ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلة. اكبر درجات يعني درجات الاخرة اكبر واعظم وافضل واكبر تفضيل التفاوت ان كنت ترى في الدنيا تفاوتا بين الغني والفقير - 00:09:55
والكبير والصغير والرئيس والمرؤوس والامر والمأمور والجميل والذميم. الاخرة اعظم تفاوتا ومنازلا فينبغي ان تسبق انت الى اعلى المنازل. سارعوا سابقوا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هذه في المنافسة لا يحول بينك وبينها شيء - 00:10:19
يعني الله سبحانه وتعالى لا يحاسبك ابدا على شيء لا تملكه. لا يحاسبك اين ولدت. لا يحاسبك على شكلك. لا يحاسبك على لا يحاسبك على ما لك ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم - 00:10:43
ميدان ولايتك وسبقك الى الله مفتوح. الباب مفتوح. اجتهد اتعب. لا يحول بينك وبين المسابقة الى الله شيء. فلماذا يحرص الانسان على زخرف الدنيا الذي لا يساوي شيئا؟ لماذا يشغل باله وتفكيره - 00:11:03
لماذا يفكر فيما اعطي الناس او فيما منع منه هو؟ كتير من الناس يقول انا عندي ذكاء وطيب ومجتهد ما ليش نصيب وفلان مش فاهم حاجة وجاهل وكسلان ومع ذلك مكن او بقى صاحب منصب. وفلانة مش جميلة. ليه فلان اتجوزها؟ فلان - 00:11:23
بيقبض مرتب اكبر من اللي يستحقه. انت ما لك؟ انت في سباق خليك في الحارة اللي انت بتجري فيها بس لا تنظر الى غيرك. حتى لو كان حولك ناس متميزون لا - 00:11:43
وانما تأخذ منهم شحنة تصبر نفسك معهم. ومع ذلك ينبغي ان تختار العمل الذي ينفعك عند الله تبارك وتعالى. سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. سارعوا سابقوا سارعوا - 00:11:57
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون هذا هو الذي ينبغي ان تحرص عليه. ذلك هو التفضيل الذي ينبغي ان تسعى له وان تطلب فيه اعلى المنازل. قال الله تبارك وتعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر - 00:12:17
درجات واكبر تفضيلا. والله من فقه هذه المعاني فانه يرتاح قلبه. وتطمئن نفسه ويعرف طريقه ويعرف هدفه وتنقطع عنه الشواغل ويركز في طريقه الذي ينفعه في الدنيا والاخرة. العلامة الخاصة - 00:12:37
التي تعرف بها حب الله لك ورضا الله عنك هو ان ترى ربك يوفقك الى العمل الصالح ويشرح صدرك للعمل الصالح صالح ويحبب اليك الايمان ويزينه في قلبك. اما ما دون ذلك من المال او النعيم او الترف او الزوجة او الابناء - 00:12:57
كل هذه الامور الله سبحانه وتعالى يعطيها حتى لاعظم الناس كفرا. فليست علامة على حب الله امة حب الله ان يوفقك الله تبارك وتعالى للعمل الصالح وان يعينك عليه وان يشرح صدرك له. اذا - 00:13:17
اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك. انظر فيما يمضي يومك اليوم اربعة وعشرين ساعة بتعمل فيه ايه؟ لما تيجي بالليل قبل ما تنام كده فكر يومك كيف مضى. هل اديت الفرائض؟ هل قمت بما عليك من الواجبات؟ هل - 00:13:37
احسنت الى الله؟ هل احسنت الى الخلق؟ هذا هو الذي ينبغي ان تسعى له. هذا هو التفضيل الذي ينبغي ان تطلب فيه اعلى المنازل. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا. اللهم اجعلنا ممن يرضون بما قسمت لنا. اللهم اغننا بك - 00:13:53
اللهم اجعلنا بك آآ اغنياء واجعلنا لك صابرين حامدين شاكرين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:13