برنامج التفسير

ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف | لقاء 300 من تفسير القرآن | د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله جل وعلا - 00:00:00ضَ

على موعد مع اللقاء المتمم للثلاثمائة من لقاءات التفسير وهو اللقاء السادس من لقاءات تفسيرنا لسورة النساء وكنا ولا زلنا مع الاية السادسة من ايات السورة الكريمة مع قول ربنا جل وعلا - 00:00:22ضَ

وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فدفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا توقفنا في اللقاء الماضي عند هذا الموضع من الاية الكريمة ثم قال جل وعلا بعد ذلك - 00:00:45ضَ

في ذات الاية ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف اذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا ومن كان غنيا فليستعفف اي عن اموال اليتامى ومن كان فقيرا - 00:01:08ضَ

فليأكل بالمعروف ما هو المعروف المعروف هو ما تعارف عليه الناس المعروف هو ما تعارف عليه الناس كان يسرف ولا يبذر ولا يترفه باموال اليتامى ولا يبالغ في التمتع والتنعم - 00:01:33ضَ

باموال اليتامى في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه بل لا يأخذ من اموال اليتامى الا بقدر قيامه على شؤونهم ولا يأخذ الا اجر عمله في اموالهم بالمعروف اي بما تعارف عليه الناس - 00:02:00ضَ

ويعرفه الناس في الحديث الصحيح الذي رواه احمد وابن ماجة والنسائي وا بوداود وغير من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني فقير - 00:02:24ضَ

ليس لي شيء وليتيم لي يتيم يعني يتولى هذا الرجل شئون اليتيم وقال عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل لولي اليتيم هذا الذي يتولى امره قال له صلى الله عليه وسلم - 00:02:49ضَ

كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبادر ولا متأفل واحسبه قال ولا تقي ما لك بماله الحديث مرة اخرى انه في غاية الجلالة والنفاسة جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:08ضَ

وقال يا رسول الله اني فقير ليس لي شيء وليتيم وقال صلى الله عليه وسلم كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبادر ولا متأفل واحسبه قال ولا تقي ما لك بماله اي بمال اليتيم. يعني ايه - 00:03:33ضَ

يعني انفق من مال هذا اليتيم بلا اسراف وبلا افراط ولا تنفق ولا تسرف فوق الحاجة ولا متأثل مالا اي غير جامع مالا من مال اليتيم يعني لا تجعل رأس مال اليتيم - 00:04:00ضَ

تجارة لنفسك انت دون ان يستفيد اليتيم من هذه التجارة شيئا هذا هو التأثل انت تاجر بمال اليتيم انه تحت يدك وليتم صغير لا يملك التصرف في ماله فلا تتأثر - 00:04:30ضَ

اي لا تتاجر بمال اليتيم ثم تأخذ ثمرة هذه التجارة دون ان تعطي هذا اليتيم حقه الذي هذا هو ماله فاذا بلغ اليتيم السن والرشد اعطاه هذا الذي يتولى شؤونه - 00:04:51ضَ

رأس ماله فقط دون ان يعطيه ما تحقق من رأس المال من ربح ولا تقي ما لك بماله اي بان تقضي حاجتك انت وما تحتاج اليه بمال اليتيم دون ما لك - 00:05:17ضَ

ليبقى ما لك في الامان وفي الحفظ وتخاطر بمال اليتيم انظروا الى حرص الاسلام العظيم على اموال اليتامى اذا تحققتم وعلمتم وتيقنتم ان اليتامى اهل لان يأخذوا اموالهم فادفعوا اليهم اموالهم - 00:05:39ضَ

بعد تحقق الشروط وقد بينت ذلك في اللقاء الماضي ثم قال سبحانه وتعالى مبينا انه ينبغي ان نشهد عليهم اذا دفعنا اليهم اموالهم اذا قبض اليتامى اموالهم الاولى والاحوط حماية لولي اليتيم - 00:06:06ضَ

بل وحماية لليتيم نفسه اذا قبض ماله ان يشهد على ذلك الشهود وان تقوم على ذلك البينة. ليه ان تحقق ذلك كان ابعد من ان يدعي اليتيم بعد ذلك ما ليس له بحق - 00:06:33ضَ

وكذلك الولي او الوصي على اموال اليتامى اذا دفع اليتيم ماله واشهد على ذلك برأ ساحته واظهر امانته وبانت عفته لذا قال جل وعلا فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم - 00:06:52ضَ

وكفى بالله حسيبا الافهاد على دفع مال اليتيم له بعدما بلغ النضج والرشد واستطاع ان يتصرف في ما له الاشهاد على انه اخذ ماله افضل افضل واقطع للشر وانفع في كل امر - 00:07:18ضَ

وازجر للولي او الوصي عن الخيانة وافطم لليتيم عن الانكار ان شهد الناس الشهود على ان اليتيم قد اخذ حقه من وليه لا يستطيع بعد ذلك ان ينكر والنفوس مجبولة على حب المال - 00:07:50ضَ

وحب المال احيانا يعمي ويصم ولذا امر الله بالاشهاد ومع ذلك ختم الاية الكريمة بقوله سبحانه وتعالى وكفى بالله حسيبا اذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا اي كفى بالله جل وعلا - 00:08:17ضَ

الذي له الحكمة البالغة والقدرة الباهرة والعظمة القاهرة وله الملك التام وله الامر كله به محاسبا كفى به محاسبا كافية يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور هذا الختام ورب الكعبة - 00:08:43ضَ

فيه من التهديد والوعيد لاولياء اليتامى ما هو ابلغ من التصريح بالوعيد وكفى بالله عسيبا وبعد ان بين الحق جل وعلا كيفية التعامل مع اموال اليتامى على حسب ما دعت اليه الحاجة والضرورة - 00:09:08ضَ

يبين سبحانه وتعالى من اين تكون مصادر اموال اليتامى فيقول عز وجل في الاية السابعة من ايات السورة الكريمة للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون - 00:09:32ضَ

مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا هذه الاية الكريمة ثبت في نزولها ما قال ابن عباس رضي الله عنهما ان اوس ابن ثابت الانصاري رضي الله عنه توفي عن ثلاث بنات - 00:09:58ضَ

وامرأة جاء رجلان من بني عمه وهما وصية يقال للاول سويد ويقال للثاني عرجة فاخذ ماله اخذ ماله كله ولم يعطي امرأته ولا بناته شيئا ولم يعطي امرأته ولا بناته شيئا - 00:10:25ضَ

اخذوا كل اموال اوس بن ثابت ولم يعطوا لبناته ولا لزوجه شيئا وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغار حتى وان كان الصغير ذكرا وانما كانوا يورثون الرجال فقط ويقولون - 00:11:02ضَ

لا نعطي الا من قاتل وحاز الغنيمة يعني هذا الذي يقاتل ويشهد الغزوات والمعارك هو الذي يرث فقط اما النساء فلم يرث لهن في الجاهلية. واما الصبيان الصغار ولو كانوا ذكورا فلا ميراث لهم ايضا لانهم لم يحملوا السلاح ولم يحوزوا - 00:11:28ضَ

غنيمة فلما مات اوس بن ثابت جاءت امرأته وقالت يا رسول الله تدبروا معي ان اوس ابن ثابت مات ان اوس بن ثابت ما توفي وترك ثلاث بنات وامرأة فجاء رجلان من بني عمه - 00:11:47ضَ

وهما وصية يقال لهما السويد وعرفجة فاخذا ما له ولم يعطي لبناته منه شيئا ثم قال قالت المرأة وهن في حجري لا يطعمن ولا يسقين فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:12:19ضَ

سويدا وعرفجة وقال لهما لا تفرقا من مال اوس بن ثابت شيئا فان الله تعالى جعل لبناته نصيبا مما ترك. يا الله فان الله تعالى جعل لبناته نصيبا مما ترك - 00:12:52ضَ

ولم يبين عليه الصلاة والسلام كم هو مقدار هذا النصيب ثم قال حتى انظر ما ينزل الله فيهن لا اله الا الله امرهما الا يفرقا من ماله شيئا وامرهما بالانتظار. حتى ينزل عليه وحي العزيز الغفار - 00:13:15ضَ

ليبين مقدار ما يعطى للبنات وللزوجة فنزلت الاية يوصيكم الله في اولادكم الى اخر الاية التي ساقف معه ان شاء الله فلما نزلت ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:42ضَ

الى سويد معروفجة وامرهما خلي بالك بقى ان يدفع الى المرأة الثمن المرأة لها الزوجة زوجة اوس بن ثابت امرهما صلى الله عليه وسلم ان يدفع الى المرأة الثمن والى بناته - 00:14:01ضَ

الثلثين ولهما اي لسويد وعرفشة باقي المال وقال جل جلاله وعظم شأنه وعز سلطانه وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا اي للذكور من اولاد الرجل الميت - 00:14:23ضَ

نصيب من ميراثه وكذلك النساء لهن نصيب من ميراثه ايضا سواء ترك قليلا او كثيرا هذا نصيب محدد مفروض واجب معلوم وقوله تعالى للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون الوالدان هما الاب والام - 00:14:49ضَ

للرجال نصب ما ترك الوالدان والاقربون. الوالدان هما الاب والام وقال جل وعلا والاقربون ولم يقل والاقارب ليه لان الميراث لا يشمل جميع الاقارب بل الاقرب في الاقرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:18ضَ

الحقوا الفرائض باهلها فما بقي فلاولى رجل ذكر الحقوا الفرائض باهلها فما بقي فلاولى رجل ذكر والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما اذا هناك خمسة من الورثة - 00:15:38ضَ

انتبهوا معي جيدا في هذه الاحكام العظيمة هناك خمسة من الورثة لا يمكن ان يحجبوا ابدا وهم الذين يتصلون بالميت اتصالا مباشرا هؤلاء لا يحجبهم احد وهم الاب والام والابن - 00:16:01ضَ

والبنت واحد الزوجين الزوج او الزوجة هؤلاء لا يحجبون لانهم يرثون من الميت مباشرة ثم قال جل وعلا حتى لا يتوهم احد انه ليس للنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون - 00:16:28ضَ

وقال سبحانه وتعالى وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون هكذا نص جل جلاله على نصيب النساء بهذه الصيغة المساوية. لما ذكر في حق الرجال في صدر الاية تأكيدا لحق النساء - 00:16:53ضَ

وتأكيدا لنصيبهن في الميراث لانهم كانوا في الجاهلية كما ذكرت لا يورثون النساء ويقولون انما الميراث لمن قاتل وحمل السيف وخاض المعارك ثم يبين الحق جل وعلا بعد ذلك نصيب النساء فيقول سبحانه وتعالى - 00:17:14ضَ

يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ثم يؤكد جل وعلا هذا النصيب سواء ترك الميت اموالا كثيرة او قليلة فلا يجوز ان يقال - 00:17:37ضَ

اذا كان المال قليلا لا نصيب للنساء او اذا كثر المال لا نصيب للنساء. كلا بل لهن حق في المال لا فرق بين قليل المال وكثيره وقال جل وعلا مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا - 00:18:03ضَ

مما قل اي من هذا المال او كثر نصيبا مفروضا اي مقطوعا لازما محتما واجبا ولكنه جل وتعالى لم يبين هنا قدر هذا النصيب لا للرجال ولا للنساء ولكنه سبحانه وتعالى - 00:18:27ضَ

بينه كما سنرى بعد ذلك ان شاء الله تعالى بالتفصيل في ايات المواريث التي سنقف معها وقفة متأنية مطولة بحاجة الامة اليها وما فيها من احكام الان لان كثيرا كثيرا وانا اعي اللفظة - 00:18:51ضَ

من الناس الظلم البنات في الميراث وكثير من الناس قد اكل حق البنات في الميراث وكثير من الاخوة قد اكلوا حق اخواتهن الميراث ولا حول ولا قوة الا بالله وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى - 00:19:14ضَ

المفروض في قوله تعالى للرجال نصيب ما ترك الوالدان والاقربون. الاية اتبعه بالمندوب اتبعه بالمندوب وقال سبحانه وتعالى واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا قولا معروفا - 00:19:44ضَ

اكرر الاية مرة اخرى وهي الاية الثامنة من ايات سورة النساء واذا حضر القسمة اي قسمة الميراث واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين ارزقوهم منه وقولوا قولا معروفا. اي - 00:20:16ضَ

اذا حضر قسمة التركة والميراث الذي يتركه المورث لورثته اذا حضر القسمة احد من ذوي القربى من غير الورثة. خل بالك مش من الورثة لا اللي ورث لهم حقوق ثابتة سنتعرف عليه - 00:20:38ضَ

ولكن اذا حضر قسمة التركة التي يتركها المورث لورثته احد من ذوي القربى من غير الورثة او حضر احد من اليتامى لو حضر احد من المساكين واعطوه شيئا من هذا الرزق الذي اصابكم من غير كد ولا تعب منكم - 00:21:00ضَ

اعطوهم شيئا من هذه التركة او من هذا الميراث الذي ورثتموه بلا تعب من ربهم واحسانا اليهم وجبرا لخواطرهم واستمالة لنفوسهم وتطييبا لقلوبهم صلة للرحم وقبل كل ذلك وبعد كل ذلك شكرا للمنعم جل وعلا - 00:21:25ضَ

على فضله ومزيد نعمه فان تعذر عليكم ان تعطوهم شيئا من هذا المال الذي ورثتموه اقول لهم قول معروف ردوهم ردا جميلا ردوهم بغير فحش ولا قبح فلا اقل من قول لطيف - 00:21:54ضَ

واعتذار عفيف وقد اختلف اقوال اهل العلم في هذه الايات الكريمة نعم منهم من يرى ان هذا العطاء واجب ومنهم من يرى انه مستحب ما طابت به نفوس الورثة بل ومنهم من يرى ان الاية منسوخة باية المواريث التي حددت انصبة الورثة - 00:22:18ضَ

ومنهم من من يرى ان الاية محكمة والحاصل ان الحق جل وعلا لم يحدد في هذه الاية مقدار العطاء لذوي القربى من غير الورثة ولليتامى وللمساكين ليه ليتنافس في ذلك المتنافسون من الاسقياء - 00:22:47ضَ

من اهل الفضل والبر والجود والعطاء لان العطاء هنا شيء يختلف عن انصبة الورثة التي حددها ربنا جل وعلا في ايات المواريث وعليه الذي ادينوا الله به ان الاية محكمة - 00:23:14ضَ

وليست منسوخة وهذا هو الذي عليه جمهور اهل العلم من المفسرين ومن جميل ما قال يحيى ابن يعمر رحمه الله تعالى قال ثلاث ايات محكمات مدنياته ثلاث ايات محكمات مدنيات - 00:23:39ضَ

تركهن الناس هذه الاية التي نحن بصددها وهي الاية الثامنة من ايات سورة النساء واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقل لهم قولا معروفا ترك كثير من الناس هذه الاية - 00:24:05ضَ

ولم يعد كثير منهم ينظر الى هؤلاء اليتامى والمساكين وذوي القربى ولا يعطوا لهم شيئا تطيبا لخاطرهم وجبرا لنفوسهم واعترافا بالفضل للمنعم جل جلاله وهذه الاية الاخرى في سورة النور - 00:24:24ضَ

الا وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة. ومن بعد صلاة العشاء - 00:24:48ضَ

ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم. هذه اية ايضا قل من يعمل بها الان - 00:25:05ضَ

رفع الحياء في كثير من البيوت واصبح الدخول والخروج بالاستئذان وبلا ادنى ضابط من دين او خلق او حياء اما الاية الثالثة فهي اية سورة الحجرات ويقول تعالى يا ايها الناس - 00:25:21ضَ

انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير وقبل ان يبين الحق جل جلاله انصفة الورثة المحددة تأتي موعظة بليغة جدا ورب الكعبة - 00:25:43ضَ

تهز الوجدان وتمس القلوب في هذا السياق القرآني الرباني البديع بعد هذه الوصية الربانية وقبل بيان انصبة الورثة المحددة يأتي قول الله تعالى في الاية التاسعة وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم - 00:26:11ضَ

فليتقوا الله وليقولوا قولا سبيلا ما هذا الجمال وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعاف خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا اختلف المفسرون في من خوطب بهذه الاية الكريمة على عدة اقوال - 00:26:40ضَ

من المخاطب بهذه الاية؟ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا القول الاول قالوا هذا امر من الله جل وعلا لاولياء واوصياء اليتامى الذين يخشون على ذريتهم الضعاف الصغار مكسور الجناح من بعدهم - 00:27:14ضَ

يأمرهم الله ان يتقوا الله في اليتامى الذين هم تحت ايديهم وفي كنفهم وفي رعايتهم وان يقولوا في حقهم قولا سديدا جميلا يهديهم الى محاسن الاخلاق والى كريم الافعال والى جميل التربية والطباع والخصال - 00:27:35ضَ

قال ابن عباس رضي الله عنهما في الاية وليخش الذين لتركوا من خلفهم ذرية ضعافا قال يعني بذلك الرجل يموت وله اولاد صغار ضعاف يخاف عليهم العيلة والضيعة عليه من الفقر والضياع - 00:27:56ضَ

ويخاف بعده الا يحسن اليهم من يليهم من يتولى شونهم امورهم يقول فان ولي مثل ذريته ضعافا يتامى فليحسن اليهم ولا يأكل اموالهم اسرافا وبذرا ان يكبروا لعل الله عز وجل - 00:28:17ضَ

ان يرزق اولاده من بعده من يتولى شؤونهم ومن يقول لهم قولا سديدا هذا قول القول الثاني قالوا المخاطب بالاية وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا هذا امر من الله جل وعلا لمن يحضرون المريض - 00:28:39ضَ

في مرض الموت من عواد الذين يدخلون عليه ان يتقوا الله ربهم وان ينظروا الى اولاد المريض وان يشفقوا على اولاد المريض الذي هو في مرض الموت ان يشفقوا على اولاده - 00:29:05ضَ

على اولادهم فلا يترك هذا الرجل يضر باولاده بالتصرف في ما له في هذه اللحظات الاخيرة من الحياة ليحرم من هذا المال اولاده ربما يغرونه بعمل الطيبات وعمل الصالحات في هذه اللحظات - 00:29:27ضَ

ويضر اولاده حتى لا يترك لاولاده شيئا من الميراث هذا ثابت ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد اخرج ابن ابي حاتم والبياقي عنه انه قال في الاية يعني الرجل يحضره الموت فيقال له تصدق من مالك - 00:29:48ضَ

واعتق واعط منه في سبيل الله يا الله ان يأمروا المريضة في مرض الموت بذلك يقول اليس احدكم اذا مات وله اولاد ضعاف صغار لا يرضى ان يتركهم بغير مال - 00:30:06ضَ

حتى لا يكون عالة على الناس فلا ينبغي لكم ان تأمروا هذا الرجل المريض في مرض الموت بما لا ترضون به لانفسكم ولا لاولادكم ولكن قولوا الحق ان اردتم النصح له فليكن - 00:30:27ضَ

في ثلث ماله لتكن الوصية في الثلث اما ان ينفق ما له كله حتى لا يدع لاولاده شيئا لا تفعلوا ذلك. انظروا الى رحمة الله جل وعلا القول الثالث قالوا بل هو خطاب من الله جل وعلا وامر منه للورثة - 00:30:46ضَ

بالاشراق على من حضر القسمة من ضعاف اليتامى والمساكين والاقارب في الايات السابقة وان يفعلوا بهم من العطاء والبر والقول الجميل والقول المعروف كما يحبون ان يفعل باولادهم من بعد موتهم - 00:31:08ضَ

قول رابع طالب هو امر للمؤمنين وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا قالوا هذا امر للمؤمنين. ان ينظروا الى الورثة فليسرفوا في الوصية - 00:31:27ضَ

لا يسرفوا في الوصية من اجل حرمان الورثة من المال. كما قال النبي لسعد رضي الله عنه الثلث والثلث كثير لان تدع ورثتك اغنياء خير من ان تدعهم عالة يتكففون الناس. اي يسألون الناس - 00:31:47ضَ

وانا اقول الاية الكريمة العظيمة تحتمل كل هذه الاقوال عامة لكل مكلف مسلم ان يراعي اوامر الله جل وعلا بصفة عامة وفي شؤون اليتامى بصفة خاصة ليحفظ الله له اولاده من بعده - 00:32:08ضَ

والا يضيع اوامر الله في اموال اليتامى بل والا يضيع اوامر الله بصفة عامة. حتى لا يضيع اولاده بعد موته فلا يدخر المسلم العاقل لاولاده من بعده اغلى ولا اغنى من التقوى - 00:32:28ضَ

والصلاح والدين وكان ابوهما صالحا فرد الله عز وجل عليهم رزقهم وكنزهم الذي كان تحت الجدار في قصة الخضري مع نبي الله موسى فاعظم ما يتركه الرجل لاولاده ان خاف عليه عليهم من بعده - 00:32:51ضَ

التقوى والصلاح هذا اعظم كنز لان المال ظل زائل وعارية مسترجعة الله جل وعلا يتولى الصالحين ويسعد المتقين في حياتهم وبعد مماتهم وبعد ذلك يا اخواني واخواتي يأتي هذا التحذير المرعب - 00:33:23ضَ

وهذا الزجر والتهويل الشديد من اكل اموال اليتامى ظلما ويقول سبحانه وتعالى في الاية العاشرة من ايات سورة النساء ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا - 00:33:48ضَ

وسيصلون سعيرا اسأل الله عز وجل ان ينجينا واياكم من النار والسعير وان يجعلنا واياكم اهلا لامتثال امره واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده. تعالوا بنا نتوقف عند هذه الاية الجليلة المهيبة - 00:34:10ضَ

لنقف معها في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يا طالبة تفسير هذا الكوثر فانهل - 00:34:35ضَ

هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى على نور الخير بياني - 00:34:58ضَ