Baheth

فان اجل العبادات التي يتعبد بها الانسان لربه هي العبادات القلبية جل اركان الشريعة جل اركان الشريعة الاحسان والايمان كلها عبادات قلبية لا يتحقق ايمان عبد بدونها وهذه العبادات ليست مجرد معان تدرك في الاذهان - 00:00:10ضَ

او تعريفات تحفظ في العقول بل هي عبادات يترجم في الواقع عبادات يريد الله تعالى من عباده ان يرى اثرها عليهم في حياتهم فاذا عرف العبد مثلا حقيقة الاحسان وهي ان يعبد الانسان ربه كأنه يراه. فاذا لم يترجم ذلك الى واقع يتمثل في خشية - 00:00:50ضَ

الله تعالى في السر والعلن. فما قيمة معرفة هذا التعريف؟ وهكذا يا عباد الله هكذا بقية القلبية والتي من اجلها واشرفها عبادة التوكل على الله تعالى. تلكم العبادة التي تمتد - 00:01:20ضَ

جذورها في قلوب الموحدين في غابر الزمان وحاضره والى ان يرث الله الارض ومن عليها التوكل الذي يجعل القلب معتمدا على الله تعالى. واثقا به ثقة لا حدود لها كما قال الحسن رحمه الله من توكل العبد على الله ان يكون هو ثقته - 00:01:41ضَ

وقال بعض السلف توكل على الله حتى يكون جليسك وانيسك وموضع شكواك ايها الاخوة لقد وعد الله ومن اصدق منه وعدا فقال سبحانه ومن يتوكل على الله فهو حسبه من توكل على ربه ومولاه في امر دينه ودنياه - 00:02:07ضَ

بان يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره وفعل ما امر به من الاسباب. مع كمال الثقة بتسهيل ذلك وتيسيره. فالله تعالى حسبه الله تعالى كافيه كافيه في الامر الذي توكل عليه فيه - 00:02:33ضَ

انها قاعدة قرآنية عظيمة تملأ القلب يقينا وطمأنينة اللافت للنظر ايها الاحبة ان هذه الاية الكريمة ومن يتوكل على الله فهو حسبه. جاءت في سياق ايات الطلاق من سورة الطلاق - 00:02:56ضَ

الا ان معناها اعم واشمل من ان يختصر في هذا الموضوع فايات القرآن الكريم طافحة الحديث عن التوكل وفضله والثناء على اهله وعلى اثره في حياة العبد ايها المؤمنون لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يربي اصحابه على هذه العبادة القلبية الكبيرة - 00:03:16ضَ

وينوع في اساليبه كعادته في حسن التعليم صلوات الله وسلامه عليه. ومن ذلك انه يوما بقصة عجيبة كما رواها البخاري في الصحيح. عن رجل من بني اسرائيل سأل احدا ان يسلفه الف دينار - 00:03:44ضَ

فقال له ائتني بالشهداء اشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فاتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها اليه الى اجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته. ثم التمس مركبا يركبه - 00:04:06ضَ

من اجل ان يقدم عليه للاجل الذي اجله فلم يجد المدين مركبا فاخذ خشبة فنقرها فادخل فيها الف دينار. وصحيفة منه الى صاحبه ثم زجج موضعها اي وضع عليها ما يشبه الخشبة - 00:04:31ضَ

الصغيرة من اجل الا تنطق من اجل من اجل الا تذهب هذه الصحيفة ولا الدنانير ثم اتى بها الى البحر ووقف على شاطئه فقال اللهم انك تعلم اني كنت تسلفت - 00:04:52ضَ

فلانا الف دينار. فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا ورضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك واني جهدت ان اجد مركبا ابعث الي واني جهدت ان اجد مركبا ابعث اليه الذي له فلم اقدر - 00:05:12ضَ

واني استودعكها واني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج الى بلده فخرج الرجل الذي كان اسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله - 00:05:39ضَ

فاذا بالخشبة التي فيها فاذا بالخشبة التي فيها المال فاخذها لاهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيح ثم قدم الذي كان اسلف فاتى بالالف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لاتيك بمالك - 00:06:03ضَ

فما وجدت مركبا قبل الذي اتيت فيه الان فقال له صاحب الدين هل كنت بعثت الي بشيء قال اخبرك اني لم اجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فان الله قد ادى عنك الذي بعثت في الخشبة - 00:06:31ضَ

فانصرف فانصرف بالالف دينار راشدا لله درهما لا تدري اتعجب من تعظيمهما لله تعالى ام من قوة توكل اول ام من كرم الثاني ومروءته ايها الاحبة ان التوكل على الله عز وجل مطلب في كل شئون الحياة - 00:06:53ضَ

ان هناك مواطن كثيرة ورد فيها الحظ على التوكل والامن به. للمصطفى عليه الصلاة والسلام ولاتباعه المؤمنين ورسائل القرآن وقصصه في تقرير هذا المعنى واضحة بينة فهي تقول ان طلبتم النصر والفرج فتوكلوا على الله ان ينصركم الله فلا غالب لكم - 00:07:20ضَ

يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون رسائل القرآن تقول اذا وصلت قوافل القضاء فاستقبلها بالتوكل. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:07:49ضَ

رسائل القرآن تقول اذا نصبت الاعداء حب لات المكر فادخل انت في ارض التوكل. واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي. وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت - 00:08:14ضَ

واذا خشيت بأس اعداء الله تعالى والشيطان والغدار من العباد. فلا تلتجئ الا الى باب الله ليس له سلطان على الذين امنوا. وعلى ربهم يتوكلون. ان التوكل على الله هو الذي جعل - 00:08:36ضَ

الخليل عليه الصلاة والسلام يقطع جميع التعلقات بالخلق حين القي في النار حتى من جبريل لما جاءه يعرض عليه المساعدة. قال له بكل ثقة وتوكل. اما اليك فلا واما الى الله - 00:08:57ضَ

حسبنا الله ونعم الوكيل واقتدى الخليل واقتدى بالخليل خليل الله الثاني رسولنا عليه الصلاة والسلام واقتدى به اصحابه رضي الله عنهم حين خوفوا باعدائهم وقيل لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فما النتيجة؟ فانقلب - 00:09:17ضَ

بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. ثم تبين الاية علة وافة هي من اعظم الحجب عن التوكل وهي من اعظم امراض القلوب. انه الخوف - 00:09:47ضَ

الزائد من الخلق وعلى رأسهم الشيطان واولياؤه. فيقول سبحانه بعد هذه الايات انما ذلكم قال يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين التوكل على الله والثقة بحفظه هو الذي جعل ام موسى تلقي ولدها في اشد الاماكن خطورة على طفل - 00:10:07ضَ

ولد منذ ايام فيأتيها خبران مطمئنان مظمنان بشارتان عظيمتان ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين. التوكل على الله والثقة به هي التي جعلت موسى عليه الصلاة والسلام حين قيل له انا لمدركون جعلته يقول بكل ثقة - 00:10:35ضَ

ويقين والبحر امامه والعدو من ورائه كلا ان معي ربي سيهدين. التوكل على والثقة بموعوده حين سرت نسائمه في قلوب السحرة. الذي آآ الذين امنوا قبل قليل بموسى. قالوا لما سرت - 00:11:05ضَ

التوكل في قلوبهم قالوا بكل ثقة وثبات لاكبر طغاة الدنيا في عصره. لن نؤثرك على جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما انت قاظم انما تقضي هذه الحياة الدنيا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا. وما اكرهتنا عليه من السحر - 00:11:28ضَ

والله خير والله خير وابقى. فسبحانه سبحان من ملأ قلوب اوليائه بالثقة به. والتعلق به والاعراض عمن سواه فكفاهم سبحانه واواهم مصداقا لموعوده الحق. ومن يتوكل على الله فهو حسب - 00:11:57ضَ

نفعني الله واياكم بما سمعنا. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه - 00:12:21ضَ

والاه اما بعد فان الملاحظ في واقع كثير من الناس يجد ان ثمة حاجة وضرورة للتذكير بهذه العبادة القلبية العظيمة في عصر ضخم الاعلام فيه وضخمت مجالس الناس فيه الحديث عن الاسباب والارقام وبالغوا - 00:12:48ضَ

في ذلك حتى اختفى او كاد يختفي الحديث عن التوكل على الله تعالى. التوكل الذي لا يتم الا بامرين تفويض تام وفعل للممكن والمتاح من الاسباب. تستمع لحديث شاب او تقرأ مقالة - 00:13:11ضَ

لفتاة كلاهما يبحث عن وظيفة او يتحدث عن هم الزواج او غير ذلك من المطالب الفطرية. فلا تكاد تسمع لفتة ايمانية تتعلق بتفويض الامر الى الله او لا يكاد يتجاوز حديثه - 00:13:31ضَ

لغة الارقام وهذا امر لا يليق بالموحدين. ففي الترمذي وصححه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال لو انكم لو انكم كنتم توكلون على الله حق توكله. لرزقكم كما يرزق الطير - 00:13:51ضَ

لها مسيرات في الوظائف الطيب هل لها اماكن تتاجر فيها؟ لا لكنها تعلقت بالله خالقها ورازقها لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا ليس في بطونها شيء لكنها تروح بطانا مليئة من فضل الله ورزقه - 00:14:16ضَ

قال علي رضي الله عنه يا ايها الناس توكلوا على الله وثقوا به فانه يكفي ممن سواه يقول ابو قدامة الرملي رحمه الله قرأ رجل هذه الاية وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح - 00:14:42ضَ

بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. فاقبل علي سليمان الخواص. فقال يا ابا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الاية ان يلجأ لاحد غير الله تعالى في امره. ثم قال انظر كيف يعيش السلف - 00:15:02ضَ

ويتدبرون كتاب الله. قال انظر كيف قال الله وتوكل على الحي الذي لا يموت. فاعلم كأنه لا يموت وان جميع خلقه يموتون. ثم امرك بعبادته فقال وسبح بحمده ثم اخبرك بانه خبير بصير. ثم قال والله يا ابا قدامة لو عامل عبد لو عامل - 00:15:23ضَ

ربه بحسن التوكل وصدق النية له بطاعته. لاحتاجت اليه الامراء فمن دونهم. فكيف يكون هذا محتاجا وموئله وملجؤه الى الغني الحميد يقول ابو العالية الرياحي احد ائمة التابعين رحمة الله عليهم اجمعين - 00:15:53ضَ

اجتمع الي اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا يا ابا العالية لا تتكلن على غير الله الله الى من اتكلت عليه ومن تأمل في الواقع رأى ذلك بعين البصر - 00:16:17ضَ

والبصيرة ايها المؤمنون ان الحديث عن التوكل لا يعني اغفال الحديث عن الاسباب بل الحديث عن التوكل الشرعي هو حديث عن فعل الاسباب الممكنة. لكن بعد ان يفوض الانسان امره الى الله ويعتمد عليه مطلقا. ويجعل الاسباب وسيلة. وما احسن ما قيل. الالتفات الى الاسباب بالكل - 00:16:37ضَ

شرك مناف للتوحيد وانكارها قدح في الشرع والحكمة والاعراض عنها مع العلم بكونها اسبابا نقصان في العقل وتنزيلها منازلها ومدافعة بعضها ببعضها. وتسليط بعضها على بعض. هو محض العبودية والمعرفة واثبات التوحيد والشرع والقدر - 00:17:06ضَ

يقول الفاروق رضي الله عنه انما المتوكل على الله الذي يلقي حبه في الارض ويتوكل على ربه الرزاق وقبل ان نختم حديثنا ايها الاخوة انبه الى ما ذكره العلامة ابن القيم - 00:17:31ضَ

في معنى دقيق في باب التوكل وهو ان كثيرا من المتوكلين يكون مغبونا في توكله. ذلك انك ترى بعض الناس يصرف توكله الى حاجة جزئية يستفرغ فيها قوة التوكل مع انه يمكنه ان ينالها بايسر شيء - 00:17:48ضَ

وفي المقابل ينسى او يغفل عن تفريغ قلبه للتوكل في زيادة الايمان والعلم ونصرة الدين والتأثير في العالم خيرا. فهذا توكل العاجز القاصر الهمة وترى بعضهم يصرف همته وتوكله ودعاءه الى وجع يمكن مداواته بادنى شيء او جوع - 00:18:10ضَ

يمكن ازالته بنصف رغيف او نصف درهم ويدعو صرفه الى نصرة الدين وقمع المبتدعين وزيادة الايمان ومصالح المسلمين وثمة ملحظ اخر يغفل عنه بعض العباد والموفقين للخيرات فان بعضهم اذا وجد في قلبه نشاطا - 00:18:37ضَ

واقبالا على الطاعة. ربما غابت عنه عبادة التوكل على الله في انجاز هذه تلك العبادة. واذا فتر رجع الى الدعاء وهذا كله لا ينبغي. ولهذا ربينا شرعا ان نقول عند الحيعلتين - 00:19:00ضَ

لا حول ولا قوة الا بالله فقد اجمع العلماء على ان التوفيق الا يكلك الله الى نفسك وان الخذلان كل الخذلان ان يخلي بينك وبين نفسك اللهم اجعل اللهم اصلح - 00:19:19ضَ

- 00:19:44ضَ