Baheth

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اه عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اقبل ابو بكر رضي الله عنه اخذا بطرف ردائه حتى ابدأ عن ركبته - 00:00:00ضَ

فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما ان صاحبكم فقد غامر فجاء ابو بكر فسلم وقال انه قد كان بيني وبين عمر بن الخطاب كلام. واني اسرعت ثم ندمت فسألته ان يغفر لي فابى - 00:00:21ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك يا ابا بكر. يغفر الله لك يا ابا بكر يغفر الله لك يا ابا بكر. فكررها النبي الله عليه وسلم ثلاثة اه مرات. ثمان عمر ندم فجاء الى منزل ابي بكر فقال اثم ابو بكر؟ قالوا لا - 00:00:39ضَ

جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فسلم. فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر اتجاه آآ عمر حتى اشفق ابو بكر رضي الله عنه وجثا على ركبتيه وقال يا رسول الله انا كنت اظلم. يا رسول الله والله انا كنت اظلم - 00:01:01ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد بعثني اليكم فقلتم كذبت. وقال ابو بكر صدق وان امن الناس علي في صحبته ابو بكر فهلا انتم تاركين صاحبي؟ فما اوذي بعدها - 00:01:21ضَ

اخرجه البخاري. هذا الامتياز هذا الامتياز الذي اختص به ابو بكر رضي الله عنه اراد النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الموقف ان يحفظ لهذا الصحابي الجليل مكانته وشرفه وفضله حتى يبقى اه جراء او وجزاء ما قدم وبذل - 00:01:41ضَ

والمسلمين وللنبي صلى الله عليه وسلم هذا الامتياز لم يكن فقط في هذا الموقف. بل استمر طيلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم. الى اخر لحظات حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقف النبي - 00:02:01ضَ

خطيبا فقال ان الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى ابو بكر فقال ابو سعيد عجبت من هذا الشيخ ما باله يبكي من هذا - 00:02:14ضَ

فكان ابو بكر اعلمنا لانه فهم مقصد النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي حينها يا ابا بكر لا تبكي ان امن الناس علي في صحبته وماله ابو بكر. ولو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر ولكن اخوة الاسلام مودته - 00:02:31ضَ

لا يبقين في هذا المسجد باب الا سد الا باب ابي بكر بل حتى اخر ايام النبي صلى الله عليه وسلم واخر آآ حياته عليه الصلاة والسلام اصر الا يصلي بالناس الا ابو بكر رضي - 00:02:49ضَ

الله عنه. السؤال هنا ما الذي اختص به ابو بكر رضي الله عنه حتى يعامل ويختص بهذه الميزة الشريفة ليكون افضل هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم. ويكون خير هذه الامة بعد محمد صلى الله عليه وسلم. لا شك ان ان ابا بكر كان له من - 00:03:06ضَ

الجهاد في سبيل الله والتضحية والسبق الى الخيرات. الشيء العظيم لكن ثمة معنى اخر اختص به ابو بكر رضي الله عنه ابان عنه بكر ابن عبد الله المزني رحمه الله حين قال - 00:03:26ضَ

ما سبقكم ابو بكر او ما فضلكم ابو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقرأ في صدره هنا المعنى العظيم الذي اختص به ابو بكر على فضله في الصلاة والصيام بقية العبادات. لكن هذا المعنى الذي تميز به. معنى الايمان والصدق والخشية والتسليم - 00:03:42ضَ

والانقياد لله ورسوله. هذه المعاني تأمل ان ابا بكر لم يفضل فيها على عامة الناس. بل فضل على الصحابة. فهو اتقى الاتقياء. واعلم العلماء واكثر واخشى من يخشى الله ويتقيه. الصحابة على فظلهم - 00:04:06ضَ

وتقواهم وتسليمهم كان ابو بكر رضي الله عنه هو خيرهم. وافضلهم. فلم يكن عالما بلا جهال. بينما كان تقيا مسلما منقاد بنا فئة هم سادة هذه الامة في هذا في هذا الامر. هذا المعنى هو - 00:04:26ضَ

ما ذكر بعض اهل التاريخ هو سبب تسميته بالصديق فسمي رضي الله عنه بالصديق لانه آآ في واقعة الاسراء والمعراج المشهورة لما بادر المشركون بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والاستخفاف به - 00:04:46ضَ

ما اخبرهم انه ذهب الى المسجد الاقصى ثم عرج به الى السماء. فاصبحت هذه محل تندر من المشركين. فلما سألوا ابا بكر عنها قال ان كان حدثكم بها فقد صدق - 00:05:01ضَ

اني لاصدقه فيما هو اعجب من هذا. اصدقه بخبر السماء. افلا اصدقه بمثل هذا؟ فسمي بعد ذلك بالصديق ايها الاخوة ان هذه المنزلة الشريفة التي كان عليها ابو بكر وكان عليه بقية الصحابة وهي التسليم والايمان - 00:05:16ضَ

للشرع ولله ولرسوله عليه الصلاة والسلام كانت شائعة وسائدة في زمانهم ولو اه يعني بدأنا نعدد نعرج الى الاحداث والقصص والاخبار في هذا لطال لطال المقام اه فكانت اه في نفوسهم تعظيم وتشديد على اي تجاوز اي انتقاص اي امر يفهم منه - 00:05:36ضَ

اه قلة اه تسليم للنص وقلة تسليم لله ورسوله. فمثلا آآ عمران بن حسين رضي الله عنه يحدث كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء خير كله - 00:06:02ضَ

فقال له بشير ابن كعب احد التابعين رحمه الله يا ابا نجيب اه اننا نجد في الكتب ان ان جاء منه ما هو؟ سكينة ووقار لله تعالى ومنه ما هو ضعف - 00:06:19ضَ

فغضب عمران الحصين وقال الا تراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه لم يكن سؤال بشير رحمه الله سؤالا منتقصا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكن فيه اساءة انما انما لاحظ عمران - 00:06:35ضَ

ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يتعامل معه بهذه الطريقة. والا فلم فكان سؤاله سؤالا مشروعا ولا اشكال فيه. لكنها تربية من الصحابة لطلابهم في ضرورة الادب الكامل والتشديد في ضرورة التسليم والايمان التام بما يقول النبي صلى الله - 00:06:53ضَ

عليه وسلم ايها الاخوة هذا التسليم والانقياد لله ورسوله. كان موجودا في جيل الصحابة في كل احوالهم من السهل احيانا ان اكون مسلما ومنقادا في جانب معين من حياتي. لكنني عندما تشتد علي الامور قد اتساهل وقد - 00:07:13ضَ

رخص وتجاوز. بينما جيل الصحابة كان معهم التسليم والانقياد في كل احوالهم في حال الفقر والغنى في حالة ضعف القوة في حال كونه اميرا او مأمورا في كل احوالهم حال السلم وحال الحرب كل الاحوال كان فيها انقياد - 00:07:36ضَ

وتسليم وطاعة لله ورسوله. ساضرب اه لذلك بنموذجين. كل نموذج يكشف عن سمو هذا هذا المعنى لديه اه رضي الله عنهم النموذج الاول اه نموذج وقع بين الصحابة فتنة في اخر عهد علي رضي الله عنه في وقعت الجمل وصفهم في هذا في هذا الوضع الصعب فتنة - 00:07:54ضَ

وقتال بين المسلمين وضع علي رضي الله عنه القواعد الاخلاقية المثالية في الحرب قال اه مخاطبا جنوده وجيشه بقواعد في كيفية التعامل مع المسلمين في حال الحرب. لا يتبع مدبر. ولا - 00:08:18ضَ

قف على جريح ولا اه ولا يقتل اسير ولا يؤخذ مال اربعة قواعد اخلاقية في حرب مثالية. الجريح لا يقتل الذي يهرب يترك يترك الاسير لا يتعرض له والمال لا يؤخذ - 00:08:37ضَ

والتزم الصحابة في هذه الحرب بهذه المبادئ ايها الاخوة والله لو كنا ما نعرف ما نعرف علي بن ابي طالب. ولا نعرف من هم الصحابة ولا نعرف تدينهم وقواهم والله ما ما يصدق - 00:08:57ضَ

تصدق انه في حال حرب وقتال ودماء تقول اذا رأيت جريحا لا تتعرض له. والهارب اتركه والاسير يخرج بعد الحرب مباشرة. والمال يرجع بل علي رظي الله عنه جمع كل ما في المعركة من اموال فوظعها في المسجد فكل من قال كل من له حق فليأخذ - 00:09:15ضَ

انتهت المعركة بدون قتيل بعدها بدون سجين بدون اي متابعات. حرب فعلا مثالية لا ابالغ ان قلت لم يحصل في التاريخ الاسلامي ولا في غير اسلامي. مثل هذا الالتزام الاخلاقي بالحرب. نعم في كتب الفقهاء اخذوا - 00:09:40ضَ

من اه قاعدة علي بن ابي طالب اتفاق المذاهب على هذه القيم الاخلاقية في الحرب لكن لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع وحصل سيحصل انتهاكات لامرين. اما انتهاكات ظلما وعدوانا - 00:10:00ضَ

واما تأولا. سيتأول بقتل اسرى بقتل جرحى. وباب التأول واسع هنا. باب التأول لكن في عصر الصحابة حصل التزام مثالي بهذا الامر. السبب هو شدة تدين القوم. وتعظيمه للشرع وخوفه من الدماء - 00:10:17ضَ

لله ورسوله هذا المعنى الشديد جعلهم حتى في حال الحرب والفتنة والقتال يضربون اروع الامثلة وانصع الممات التي هي في الحقيقة في حكم الخيال لولا ان الشخص يعرف صدقه وتدينه وما هم عليه والا لا يمكن مثل هذا الالتزام الاخلاقي - 00:10:39ضَ

ولعل من حكمة الله في مثل هذه الفتنة اظهار شرف هذا الجيل ان هذا الجيل الشريف في في حتى اشد حالات الصعوبة. في حال الحرب تكون النفس مشحونة الما وغيظا وحنقا - 00:11:01ضَ

ففي حال الشدة هذه عندما اكره نفسي على الالتزام بامر الشارع واخضع لاوامر الله ورسوله هذا مستوى عالي من الايمان والانقياد والتسليم لا يقوى عليه اي اه شخص وانما هي ميزة لهذا لهذا الجيل - 00:11:16ضَ

النموذج الثاني من نماذج الكمال التسليم لله ورسوله حتى في حال الاضطراب والصعوبة والشدة ما حدث في واقعة الحديبية وصلح الحديبية. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بان يتجهزوا للعمرة. وحدثهم - 00:11:34ضَ

بانهم سيطوفون بالبيت ويعتمرون كانت النفوس متلهفة لرؤية بيت الله. والارواح مشتاقة الطواف. وكانوا على يقين انهم سيأتمون هذه السنة وقف المشركون دون ذلك وحالوا بينهم وبين العمرة حتى جرت المفاوضات الشهيرة التي انتهت بصلح الحديبية - 00:11:54ضَ

فكان الصلح حديبية شديدا على نفوس الصحابة في امور الامر الاول انهم كانوا متهيئين لاخذ العمرة في هذه السنة بسبب الصلح ستؤخر العمرة سنة سنة كاملة الامر الثاني انهم آآ رأوا في الصلح نوع ضيم ودنية وشروط مجحفة - 00:12:20ضَ

اه كما بدلهم في اول الامر للكفار. وزاد الامر الثالث واقعة ابي جندل رضي الله عنه عندما جاء ابو جندل الى النبي صلى الله عليه وسلم يرسب في بقيوده قال سهيل والده هذا اول ما عهدك عليه. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يسترضي سهيل لاجل ان يستثني ابو جندل فرفض - 00:12:47ضَ

فسلمه النبي صلى الله عليه وسلم بناء على العهد اشتد هذا كله على الصحابة حتى لما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان اه يحلقوا وينحروا ويحلوا ما قام احد - 00:13:09ضَ

كانت الواقعة شديدة رجل املو وتفاءلوا ان يحصل اي امر يغير هذا الحكم فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم وحلق ونحر حلق بعضهم بعضا حتى كاد يقتل بعضهم بعضا غما - 00:13:22ضَ

من الغم والحزن والالم الشديد عليهم في هذا الواقع يكشف لك هذي الشدة سهيل ابن سهل بن حليف بن حنيف رضي الله عنه البدري المشهور عندما قال بعد ذلك بسنوات طويلة - 00:13:39ضَ

قال يشرح للتابعين ما حصل في هذه الواقع وينصحهم درس لهم ماذا حدث في الواقع؟ فيقول رضي الله عنه ايها الناس اتهموا ارائكم والله لقد رأيتنا يوم يوم ابي جندل. ولو استطعت ان ارد امر النبي صلى الله عليه وسلم لرددته - 00:13:53ضَ

في هذي الواقعة الشديدة عمر ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله السنا على الحق وهم على الباطل قال نعم قال السنا اليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال نعم. قال ففيما نعطي الدنية في ديننا؟ فقال له النبي وسلم يا عمر اني رسول الله - 00:14:18ضَ

ولن يضيعني هذه الواقعة الشديدة تفيدنا في باب التسليم والانقياد في جانبين مهمين. الامر الاول ان الصحابة على شدة هذا الامر على انفسهم سلموا وانقادوا وطاعوا وحتى لو جاء حكم شرعي لو جاء امر لو جاء واقع يشعر الشخص بصعوبة على نفسه او ان هو لا تميل اليه - 00:14:37ضَ

يكره نفسه ويضع هواه تبعا لمراد الله ورسوله. فحتى مع شدة هذه الواقعة خضع الصحابة وانقادوا لامر الله وامر النبي النبي صلى الله عليه وسلم. الامر الثاني ان السؤال والاشكال والبحث لا يعارض الانقياد وتسليم الله ورسوله - 00:15:02ضَ

فحين يستشكل شخص عن امر يبحث في حكمة معينة هذا لا يعارض ايمانه انقياده اجل ذلك ما حدث كانت وقائع بشرية هم بشر فما حدث لا يضرهم لان هذه طبائع بشرية فلا تأتي الشريعة بازالتها لكن المهم كيف تتعامل - 00:15:21ضَ

مع انقيادك لله ورسوله بحيث لا تكون هذي حائل حائلا دونها. ولاجل ذلك ظهر لهم لاحقا ان امر الرسول وصلح الحديبية كان خيرا وفتحا نصرا للمسلمين لم يكونوا في اول امر يعونه ولم يظهر لهم ذلك - 00:15:43ضَ

ويكشف لك هذا ان ما يظهر لك من النصوص الشرعية او الاحكام اي حكم يظهر اليك تتصور انه مثلا صعب التطبيق او ما حكمة او ما وجه التدبير فيه؟ ثق ثقة تامة انه ما دام انه امر الله وامر النبي صلى الله عليه وسلم سيظهر لك وجهه عاجلا - 00:16:03ضَ

ام آآ عاجلا هذه وقائع في جيل الصحابة رضي الله عنهم. وهذا المنهج الذي قرره الصحابة اصبح من منهجا مستقرا عند من بعدهم. فاصبح هو منهج التابعين. وتابعيه وفقهاء الاسلام والائمة الاربعة ومن بعدهم اصبح منهجا - 00:16:23ضَ

ثابتة انه اذا جاءك امر من الله او امر او امر من النبي صلى الله عليه وسلم الحق فيه والعدل فيه. ولا يمكن ان يخالف مصلحة ولا سياسة ولا اه عقلا. فان بدا لك شيء فهو راجع الى - 00:16:46ضَ

الى سوء فهمك او قصور عقلك او ربما ليس هو النص الشرعي ليس هو امر الله وانما توهمت ذلك ولو اردنا ان اه نذكر شواهد من تحرز الفقهاء والعلماء وتعظيمهم للشريعة - 00:17:03ضَ

لطال المقام من ذلك من الشواهد المشهورة مثلا ان العالم المشهور ابن ابي ذئب رحمه الله حدث بحديث في الصحيحين من قتل له قتيل فهو بخير النظرين فقال له ابو حنيفة الفقيه الامام المعروف يا ابا الحارث اتأخذ به - 00:17:23ضَ

يقول ابو حنيفة فضرب فضرب صدري وصاح بي سياحة منكرا وقال اقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول تأخذ بي؟ نعم وهذا الفرض والفرظ على من سمعه وعلمه - 00:17:45ضَ

فكان في تشديد على مجرد ان تستفهم مثل هذا الاستفهام مع ان استفهام ابو حنيفة استفهام ابي حنيفة كان والدا على هل تأخذ بفقه هذا الحديث ام لديك حديث اخر لكن هذا الامام اراد تهذيب وتعليم طلابه التشديد في اتباع - 00:18:02ضَ

الدلائل الشرعية وهذا الامام الشافعي رحمه الله يحدث مرة بحديث فيقال له مثل هذا السؤال هل تأخذ به وارتعد الشافعي وانتفظ من هذا السؤال لاحظوا السؤال ما يقول اتأخذ به يعني هل تتبع الرسول ولا ما تتبع الرسول لا قصده هل هذا الحديث عندك اصح من احاديث - 00:18:22ضَ

اخرى ام هذا الحديث يعارض يعني تقدمه على نص اخر كانت في الترجيح لكنه ارتعد وانتفض من السؤال. فقال اذا رويت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اي ارض تقلني واي - 00:18:49ضَ

تظلني ان رويت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم اخذ به. نعم على السمع وعلى السمع والبصر وعلى السمع والبصر وقال اذا رويت حديثا صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم اخذ به فاعلموا ان عقلي قد جن - 00:19:06ضَ

وقبله شيخ وكيع بن الجراح رحمه الله حدث مرة بحديث فاعترض احد طلابه بقول احد التابعين فغضب وقال له اقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول قال ابراهيم ما احق ما احقك بحبس حتى تنزع عن قول - 00:19:22ضَ

هذا هذه شواهد ايها الاخوة والشواهد كثيرة كلها تؤكد على هذا المعنى العظيم الذي قرره الصحابة رضي الله عنهم. مع التسليم والانقياد لله ورسوله وهذا التسليم ليس فقط معرفة ان الله آآ هو المعبود مثلا وان النبي صلى الله عليه وسلم آآ النبي - 00:19:43ضَ

تبع وانما يدخل في الايمان. والانقياد والطاعة والعبادة. فكان الصحابة رضي الله عنهم اكمل الناس فيها لانهم الناس في كل ابواب في كل ابواب الدين بعد هذا ايها الاخوة بعد هذه الشواهد الكثيرة وما تركناه اكثر آآ نستخلص فوائد آآ مهمة - 00:20:06ضَ

الفائدة الاولى ان التسليم لله ورسوله ليست حالة معرفية ليست آآ هو معرفة انني اعرف ان الله آآ خالق معبود وان النبي صلى الله عليه وسلم على حق وان الاحاديث الصحيحة يجب اتباعها ليست بهذا المعنى - 00:20:31ضَ

من التسليم يتبع الايمان بقدر ايمانك يأتي تسليمك. فيزيد التسليم بزيادة الايمان ويضعف التسليم بضعف الايمان ولاجل ذلك كان ابو بكر رضي الله عنه اكمل الناس تسليما ليس لانه اكثر الناس معرفة - 00:20:52ضَ

لانه اكثر الناس ايمان وكلما ضعف الايمان كلما ضعف معه التسليم. وهذه قضية مهمة. فعندما نقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. هذه الكلمة التي هي فرقان بين الايمان - 00:21:12ضَ

الكفر هي ليست حالة معرفية ليس معنى اشهد ان لا اله الا الله انني اعرف ان الله الخالق هو الخالق المدبر المعبود المستحق للعبادة. وان النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول من عنده - 00:21:28ضَ

صادق في وحيه ليس هذا هو الشهادتين. ولو ان انسانا قال الشهادة اه قال هذا الاعتقاد فقط فانه لا يكفي دخوله في الاسلام انما اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. هي في الحقيقة التزام وانقياد واتباع وخضوع. فهو يقول اشهد ان لا اله الا الله - 00:21:44ضَ

واشهد ان محمدا رسول الله. سالتزم بعدها بتوابع ذلك وتواضع هذا سيكون فيها عبادات وفيها خشية وفيها اعمال قلوب وفيها التزامات كثيرة جدا فهي ليست حالة معرفية وانما مرتبطة بالعمل والايمان والتقوى والخشية. وهذا ما يؤكد ارتباط الشديد بين التسليم والايمان - 00:22:04ضَ

لماذا اقول هذا؟ لان في ذاكرة وفي اذهان بعظ بعظ الشباب وبعظ الفتيات في عصرنا توهم انه ان التسليم معرفة فهو فاذا قيل له سلم لله ورسوله يقول اجب على آآ هذه الشبهة. فيتصور انها فقط دليل ورد عليه. اشبه بحالات آآ رياضية - 00:22:27ضَ

لا تخف على على دينك ما دام عندك عقل وعندك تفكير فانت على خير ولا تخشى يتصور كان مجرد اه اشبه بالمعادلات الرياضية فالانسان اذا حسب يعني حسب الامر التزم بقواعد معينة فانه لا يضل ولا ينحرف - 00:22:51ضَ

هذا خطأ القضية التسليم فيها جانب ايمان وجانب انقياد قد يكون الشخص هو من اذكى الناس وهو كافر مرتد وقد يكون بعض الناس هو من دونه بذلك فهو مؤمن. فالقضية ليست مرتبطة عمل ذهني بذكاء او او غباء خطأ - 00:23:13ضَ

فالكفر والايمان ليست مرتبطة بالذكاء والغباء. فقد يضل من هو اذكى الناس وقد يهتدي بمن هو دونه دونه بكثير فهم هذه القضية سبب الخلل فيه نازع من عدم فهم طبيعة الايمان والتسليم وانه ليس حالة - 00:23:33ضَ

وليس حالة معرفية. ولاجل ذلك في القرآن جاء ذكر التسليم في موضعه في موضعه. الموضع الاول في سورة الاحزاب كما قال تعالى ولما رأى المؤمنون ولما رأى المؤمنون احزابا قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله - 00:23:52ضَ

وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما والموظوع الثاني في صوت النساء في قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت - 00:24:09ضَ

ويسلموا تسليما. لاحظوا في في كلا الموضعين القضية لم تكن حالة معرفية الحالة الاولى كانت حالة شدة حصار المسلمين ذهبت النفوس كل مذهب حتى المنافقون اخرجوا نفاقهم لم يكن حالة معرفة انما كانت حالة ايمان وتصديق بوعد الله وصبر وتضحية هنا حصل ايمان التسليم - 00:24:25ضَ

الموظع الاول. الموظع الثاني موظع التحاكم وايضا التحاكم ليس معرفة. انما ايضا تسليم وانقياد وتقديم هواك هو تقديم اوامر الشريعة على اه والله على على على هوى الانفس اذا في كل الموظعين جميعا يلفت من اللافت في كلا الموظعين ان التسليم جاء لم يكن في قضية معرفية كمثلا - 00:24:52ضَ

آآ يعني الامر بشيء او تصديق شيء وانما كان مرتبطا بالعمل والانقياد آآ الالتزام. هذه الفائدة الاولى في آآ التي نستفيدها من استقراء حال الصحابة رضي الله عنهم من التسليم مع التسليم - 00:25:20ضَ

الفائدة الثانية ايها الاخوة آآ اثر العبادة والطاعة على التسليم عبادة الانسان اه دعاؤه اه استغفاره قراءته للقرآن اه بكاؤه من خشية الله. هذه المعاني تقوي ما هو اتباعه للنص - 00:25:36ضَ

ربما بعض الناس يقول هذي قضايا علمية معرفية ايش علاقة البكاء من خشية الله بهذا الموضوع الذي يقول هذا لم يفهم موضوع التسليم قضية مرتبطة بالايمان فصاحب التعبد هو اقرب الى التمسك بالنصوص الشرعية. وابعد عن الشبهات وابعد عن الاعتراضات على النصوص - 00:25:57ضَ

لان القضية ليست قضية كما سبق قضية معرفية فكلما زاد تعبد الانسان كلما زاد تسليمه وكلما حفظ نفسه وحفظ دينه وضعفت عليه الشبهات والاشكالات العقلية لا تؤثر فيه لان ايمانه وتعبده يقوي - 00:26:19ضَ

يقوي تسليمه وهنا نشير الى آآ يعني امر يشيع في في عصرنا وهو ان بعض الناس فيستخف بايمان عوام الناس يقول يعني ايمان عوام الناس ايمان تقليدي بالوراثة اه يعني نشأوا مسلمين لكنهم لم يتلقوا الاسلام بالبحث والنقاش والحجة والبرهان يقولون - 00:26:36ضَ

لو تعرضوا لادنى شبهة لربما تركوا الاسلام غير قادرين على الجدال. رد الشبهات التي تأتي على الاسلام. في المقابل هو يظهر انه بحكم اطلاعه على تفاصيل الشبهات بحكم دراسته في الشبهات والاشكالات والردود هو لديه من الايمان ما يفوق ايمان هؤلاء - 00:27:12ضَ

اذا قيل مثلا اه هو احيانا يتباهى انه يقرأ كتب تشكيك في الشريعة تشكيك في في الاسلام في النصوص في القرآن يشعر وانه اقوى ايمانا لانه يعرف تفاصيل لا يعرفها العامة - 00:27:37ضَ

الطريف المشهد هذا ان العام لا يتضرر ايمانه بينما الذي اضطر ايمانه من هو هو هؤلاء الناس في العامة في كل زمان ومكان يحيون المسلمين يموتون مسلمون ومسلمين ولا يتأثر دينه ولا تهتز قناعاتهم بالله ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن ولا تأتيهم هذه العوارض بل يحيا مسلما ويموت مسلما - 00:27:54ضَ

بينما الذي يقول عن نفسه انه صاحب ايمان اقوى وصاحب ايمان حقيقي ليس ايمان تقليدي وصاحب ايمان عميق ليس اسلام سطحي هم الذين الشكوك والحيرة والشبهات ويحكي قصصه لما الحد فترة ولما اصابته الشكوك في حين اخر اذا - 00:28:19ضَ

اين الايمان العميق؟ هنا ام هنا ولاجل ذلك الغزالي رحمه الله اه كان ذكر كلام المتكلمين الاوائل انهم يقولون ان علم الكلام والجدال في الدين يقوي الايمان. ويحمي العامة من الشبهات. فاذا جادلت - 00:28:39ضَ

واوردت الادلة وناقشت قويت الايمان بينما العامة لا يستطيعون فهم اي المتكلمين اكثر ايمان. فقال الغزالي الواقع يكذب هذا فايمان العامة اقوى وارسخ واعمق من ايمان المتكلمين. نجد فيهم الحيراء نجد منهم الشك ونجد فيهم احيانا ما هو اشد - 00:29:03ضَ

من ذلك وابعد يعني الخلل هنا اتى من عدم فهم وفقه موضوع الارتباط بين التسليم والايمان. فالقضية ليست معرفية لو كانت معرفية محضة لكان كلامه صحيحا. لكنها هي مرتبطة بالايمان. فزيادة العلم الذي لا يتبعها زيادة ايمان لا تكون نافعة - 00:29:23ضَ

للشخص والمقصد من هذا ايها الاخوة ليس تزهيدا من الحجاج العقلي. وحاجتنا الى ذلك. انما المقصد فهم طبيعة التسليم وفهم طبيعة الاشكالات ترد على النص الشرعي انها ليست ليست من قبيل المعارف التي ترد بمعارف اخرى وانما - 00:29:46ضَ

فهي مرتبطة في باب اه الايمان الفائدة الثالثة المهمة اهمية التحرز والعناية بهذا الباب. ما دام ما دام من باب التسليم بهذا المعنى فمعناها اننا جميعا. بحاجة لباب التسليم التسليم ليس صحيحا ان يوجه فقط الاشخاص الذين نشعر ان عندهم شبهات او عندهم شكوك لا - 00:30:08ضَ

التسليم يحتاجه الجميع. المتحدث والمستمع قبل اي شخص اخر فكلنا بحاجة ان نذكر انفسنا وان نتعاهد انفسنا مرة بعد مرة بهذا الموضوع. ان نقوي ايماننا اه نراجع انفسنا نعرف ان ايماننا في اي لحظة قد يكون قد تخسر ايمانك في اي لحظة اذا لم يوفقها الله سبحانه وتعالى - 00:30:38ضَ

فيكون القلب متعلقا بالله سبحانه وتعالى لا يثق بعلمه ولا بعقله ولا بفكره ولا ببحثه يعرف انه لن يزيده الا ظلالا اذا اراد الله سبحانه وتعالى آآ اظلاله فاذا اراد الله اظلال احد فلن يزيده العلم آآ الا آآ - 00:31:04ضَ

ضلالة اه اه ولاجل ذلك في القرآن يذكر الله سبحانه وتعالى في مواضع ان ايات القرآن يزيد بعض الناس ضلالا هذا شيء عجيب القرآن ليس لا يتبع القرآن. بل يزداد مع القرآن - 00:31:24ضَ

ضلالة. واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزدادتهم ايمانا فسادتهم ايمانا مع ايمانهم. فاما الذين امنوا فزدادوا ايمانهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسه - 00:31:45ضَ

فما زادهم القرآن الا ظلال. ونخوفهم فما يزيد من الطغيان كبيرا. وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يجزي الظالمين الا خسارا. اذا هذي ايات قرآن لماذا لا ينتفعون بها؟ او على اقل يبقى على حاله؟ لا. لا علم نافع - 00:32:02ضَ

ومع ذلك يضله فيزداد ضلالا. اذا اذا جميعنا محتاجين جميعنا بامس الحاجة ان الايمان بالشرع الايمان بالدين الايمان الوحي ليست قضية معرفية ترجع فيها الى عقلك والى آآ قدراتك العقلية والفهم والاستيعاب وانما هي ايمان قد يخذل الانسان - 00:32:22ضَ

بسبب اي امر الامر الرابع والمهم ايضا مما يستفاد منه ان اه ثمة نوازع ثمة اهواء تتخفى على الانسان من حيث لا يشعر وهو يتوقع انه كلامه هو العقل والمنطق والصواب - 00:32:45ضَ

بينما هو متبع لهواه من حيث لا يشعر اعرف ان بعض الناس يعني يستفزه هذا الكلام. يستفزه ان يقال له اتباع الهوى. يشعر ان هذه اشبه بالشتائم كانه يقول لا لا تدخل في نيتي. اه لنتناقش بالعلم فقط. يتصور ان الهوى امر ظاهر - 00:33:09ضَ

وفي الحقيقة ان الهوا خفي كلنا معرضين لهذه الاهواء من حيث نشعر او لا نشعر ولاجل ذلك في القرآن يلفت نظره في خطاب القرآن ان حجج الكفار العقلية يسميها الله اهواء - 00:33:34ضَ

هم لا يتكلمون يعني اه عبثا يعني اقصد انه هو يستدل ويجادل ويناقش ويحتج بالعقل لكن الله يسميها ثم قال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم انهم يتبعون اهواه من لم يستجيبوا لك فاعلم انه يتبعونه اعلم - 00:33:55ضَ

ثم جعلناك على شريعة من امر فاتبعها ولا تتبع هوائها الذين يعلمون هي شريعة ما عداها فهي آآ هو ويأمر الله في القرآن النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر المؤمنين بالحكم الشريعة - 00:34:18ضَ

وعكس حكم الشريعة تأتي الاهواء مباشرة. كما قال تعالى يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى على سبيل الله مباشرة الهوا ضلك عن سبيل الله تتبع سبيل الله تبتعد عن عن الهوى فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهوائهم - 00:34:38ضَ

ما جاءك من الحق وان احكم بينهم بما انزل الله واحذرهم ان يفترونك عن بعضنا وان يحكم بينهم ما انزل الله ولا تتبع اهوائهم. لاحظوا حضور اتباع الهوى مع مع الحكم بالشريعة. بل في القرآن ان الله سبحانه وتعالى جعل سبب تكذيبهم هو ان الوحي لم يأتي على - 00:34:57ضَ

كما قال تعالى فكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم. افكلما جاءكم رسول بما لتهوا انفسكم. فمعناها ان السبب تكذيبهم واستدلالهم العقلي وغيره هو انه جاء على خلاف الهوى. ايها الاخوة من منا يستطيع ان يقول انا بريء من الهوى - 00:35:18ضَ

اذا نحن جميعا بحاجة مع خفاء الهوى اننا نحتاج الى خطاب يذكرنا بالتسليم. ونشعر ان بحاجة للتسليم ونراجع أنفسنا وندعو الله أن يحفظنا في كل لحظة نشعر إننا ربما تجاوزنا وتعدينا وأخطأنا - 00:35:41ضَ

وخالفنا اذا فهمنا هذا حين يأتي شخص فيقول انا لست بحاجة الى خطاب التسليم انا بحاجة الى نقاش او حاجة الى الى معناه انه لم يفهم ولم يستوعب مفهوم التسليم. مفهوم القياد وانه ليس حالة معرفية - 00:36:01ضَ

وانما هي مرتبطة بالايمان والانسان كل انسان بحاجة الى التفكير بالايمان والايمان يتقوى بافعال قال واعمال قلبية تتجاوز الموضوع العلمي آآ المعروف اخيرا ايها الاخوة اختم هذا الامر بتقرير ان التسليم يقوم على ركنين - 00:36:21ضَ

ركن العلم وركن العمل فينتقص التسليم والايمان في قلب انسان بضعف هذين الامرين. فكلما نقص علمه فدخل عليه الجهل فالتسليم سيتضرر وسيضعف وتدخل عليه خرافات والغلو والتفريط. واذا ضعف عمله ولو كان علمه مكتملا - 00:36:48ضَ

فانه ايضا ستدخل عليه الاهواء والامراض فلن يعني يستقيم باب التسليم الا بهذين الامرين جميعا. العلم والعمل اسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل - 00:37:11ضَ

وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:31ضَ