شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام بجامع عبدالله الراجحي رحمه الله
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله - 00:00:00ضَ
عليه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاننا قريب نستقبل هذا الموسم الكريم وهذا الشهر العظيم. وهو من الفرص التي يتأكد على المسلم ان يغتنمها لان الفرصة فواتة واذا لم يغتنمها الانسان في حينها فانها - 00:00:30ضَ
تضيع عليه وهذا شهر مبارك تجتمع فيه عبادات جليلة. ففيه الصيام وفيه قيام وفيه تلاوة القرآن وفيه الدعاء شعر مبارك كريم تضاعف فيه الحسنات. وتقال فيه عثرات. فخليك بمسلم ان يجد ويجتهد في هذا الشهر المبارك الكريم والا يترك الاوقات الفاضلة ومواسم العظيمة - 00:01:01ضَ
تمر عليه كغيرها. فانه اذا لم يكن من المسلم اجتهاد في المواصل فعليه ان راجع نفسك ويراجع قلبه. وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد - 00:01:41ضَ
في غيره ويجتهد في العشر الاواخر منه. ماذا يجتهد في بقية الشهر؟ فلكل مسلم فلكل موسم ما يليق به من النشاط والجدي والاجتهاد. ولا ينبغي ان يكون الاجتهاد الانسان محصورا في رمظان فقط بل ينبغي ان يكون دأبه وجده وطيلة عمره - 00:02:01ضَ
قال عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض المتقين نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. فامر بالمسارعة وامر بالمسابقة. وامر بالمنافسة دون ان يقيد ذلك بزمان او شهر معين. لكن من فضله سبحانه وتعالى وجوده - 00:02:31ضَ
وكرمي ان اتاح مواسم الخيرات. للمؤمنين لكي يتنافسوا فيها ولكي يضاعف لهم الاجر والمثوبة ولهذا ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال كل عمل ابن ادم يضاعف له الحسنة بعشر - 00:03:01ضَ
الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. يقول تعالى ان الصوم فانه لي وانا اجزيك فمضاعفة اجر الصوم ليست محصورة عشر حسنات او سبعمائة بل لا حد لها ولا حصر ولهذا اضافها الرب الكريم الى نفسه واضاف الجزاء الى نفسه سبحانه وبحمده وما ظنك بعطية - 00:03:21ضَ
الله سبحانه وتعالى متفضل بها ومعطيها. فالله الله بمجاهدة النفوذ في هذا الموسم الكريم والمثابرة عن الاعمال الصالحة طيلة الشهر. وما بعد الشهر ايضا يكون له نصيبه. وان لم يكن مثل الشهر بكل حال - 00:03:51ضَ
لكن ما نلاحظه على انفسنا ان الانسان يجتهد في اول شهر اياما ثم يفطر. ثم يجتهد في العرش ثم يفتر وهذا الموسم ما ينبغي فيه الفتور يا اخوان. بل ينبغي فيه الجد والمثابرة والنشاط. واذا كانت - 00:04:11ضَ
فالاعمال صادرة من القلب. فان صاحبها يستمر عليها. لكن ما نخشاه يا اخوان هو ان تؤدى الاعمال هكذا يؤديها الانسان يدخل المسجد وقلبه في اودية الدنيا وشعابها. يقرأ القرآن بلسانه والقلب - 00:04:31ضَ
هنا وهناك مثل هذه الاعمال يا اخواني غالبا ما يستمر عليها صاحبها الا ان يتداركه الله تعالى. برحمته فالله الله بالاجتهاد والجد والمثابرة. ولا تنسوا ان تستعينوا بربكم يا اخوان. فان الموفق - 00:04:51ضَ
وفقه ربه والمعان من اعانه ربه. وانتم تقرأون في كل ركعة اياك نعبد واياك نستعين وذكرت الاستعانة مع العبادة اشارة الى ان الانسان لن يعمل شيئا. ولن يعبد ربه الا به - 00:05:11ضَ
اعانة منه سبحانه وبحمده. فما دام الانسان يا اخواني مضطرا الى ربه عز وجل وعليه ان يدعو ويستعين ويطلب منه التوفيق والاعانة في كل اموره واحواله. نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم في هذا الشهر وفي سائر العمر الى المسابقة في الخيرات والاجتهاد - 00:05:31ضَ
في الاعمال الصالحات وان نستثمر هذه الايام المباركة فيما يعود علينا بالفائدة. وفق الله الجميع للخير الله يعينا واياكم على كل خير بين ايدينا يا اخوان كتاب الصيام من هذا الكتاب المبارك الوجيز وعمدة الاحكام - 00:06:01ضَ
للشيخ عبد الغني المقدسي قدس الله روحه ونور ضريحه والذي اقتصر فيه عن الاحاديث المخرجة في الصحيحين في الجملة وهي احاديث مشهورة. ويحتاج الانسان يتفقه في دينه ان يمر عليها - 00:06:25ضَ
ويحفظها ويفهمها. لا يكفي الحفظ يا اخوان بل لا بد من الحفظ ان تفهم ما ما حتى يتمكن الانسان من فكه في دينه في تعلم ويعلم ويستفيد ويفيد. ان صيام ركن من اركان الاسلام ركن ركين - 00:06:45ضَ
كان الاسلام العظيمة. فيتأكد على المسلم ان يتفقه فيه. وان يعرف عبادته وان ان الله عز وجل على علم وبصير. فما هو الصيام يا اخواني؟ الصيام تعريفه كما هو مشهور الامساك بنية. عن المفطرات الطعام والشراب والشهوة - 00:07:15ضَ
من طلوع الفجر الى غروب الشمس ويذكر العلماء اه قولهم بنية اشارة الى ان هذه الاعمال يحتاج الانسان فيها الى ان يتعبد الله عز وجل وينوي التقرب الى الله سبحانه وبحمده. والنية امرها سهل ولله الحمد - 00:07:45ضَ
المنة لا يحتاج الانسان اه يتلفظ بها لكن محتاج للانسان ان يستشعر ايرانية الاخلاص والتقرب الى الله عز وجل. ولهذا كان الصيام من اعظم الامور المعينة على الاخلاص وكان من حكمه وفوائد مشروعيته انه يعينك يا عبد الله على اخلاص العمل لله عز وجل - 00:08:11ضَ
ان احدا لا يراك. فلو شاء الانسان لا اكل وشرب وتظاهر بانه صائم. لكن ولله الحمد والنية المنة تجد مسلم لا يقدم على هذا الامر. ولسان حاله ان لم يرني الناس فان الله سبحانه - 00:08:42ضَ
وتعالى يراني. ولهذا كان الصيام يربي في المسلم المراقبة لله عز وجل. وهذه عبادة جليلة يا اخوان وهي احدى مرتبتي الاحسان الذي هو اعظم مراتب الدين فان مراتب الدين اتعلمون ثلاثة الاسلام والايمان والاحسان واعداء الاحسان. والاحسان ايضا مرتبتان. المرتبة الاولى ان تعبد الله كأن - 00:09:02ضَ
انك ترى. وهذي اعظم المراتب. المرتبة الثانية ان تعبد الله لانه يراك سبحانه وبحمده ولهذا قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك حب المسلم نفسه واولاده على مراقبة الله عز وجل. ونحن ايها الاخوان في هذا الزمان - 00:09:32ضَ
محتاجون اشد الحاجة الى ان نربي الناشئة على مراقبة الله عز وجل. ربوهم على ان الله عالم بهم مطلع عليهم وانه معهم سبحانه وتعالى في كل امورهم واحوالهم. فاذا اعتقدوا هذه العقيدة - 00:10:02ضَ
فانهم يراقبون الله عز وجل في اوقات لا ترونهم انتم. ولا تدرون ما هم عليه. اصبح الناس في هذه الازمنة التي انتشرت فيها الاجهزة. اصبح الناس يلفون العالم كله الطفل الصغير يعرف من هذه الاجهزة ما لعل والده لا يعرف منها. وربما يدخل في مواقع وربما يسمع مقاطع - 00:10:22ضَ
وربما يسمع اسئلة وشبهات ما يتحملها الكبير يا اخوان فضلا عن هذا الصغير فاذا ربوا على مراقبة الله فان هذا لا شك يفيدهم كثيرا. ويعينكم يا اخوان على تربيتهم والا التربية اليوم - 00:10:52ضَ
اللهم مر زمان فيه التربية اشد مما هي عليه اليوم لكن المحفوظ من حفظه الله عز وجل مطالب الوالدان ان يلاحظوا اولادهم وان يوجهوهم وان يدعوا لهم وان يربوهم على هذه العبادة الجليلة ومنها الصيام. فتربيتهم على الصيام وهم صغار حتى قبل ان - 00:11:11ضَ
كما كان السلف يفعلون يربي فيهم هذه العقيدة الكبيرة والتي نحن بحاجة لها في هذا الزمان وكان يربون اولادهم على الصيام. حتى اذا بكى احدهم اعطاهم اللعب من العهد. يصلونهم فيها حتى اه - 00:11:37ضَ
اصبروا على الصيام. هناك حكمة الحقيقة والكلام عن هذا تسمعونه كثيرا. لكن هناك حكمة كبرى تندرج تحتها جميع الحكم. ذكرها ربنا عز وجل في قوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب - 00:11:57ضَ
على الذين من قبلكم نكمل الاية يا اخوان. لعلكم تتقون. ولعل اذا وردت القرآن من الله عز وجل فمعناها التعليم لان لعل في اللغة وفي كلام الناس ما معنى الترجي - 00:12:17ضَ
تقول لعلي اقرأ هذا الموضوع لعل فلانا ياتي اي ترجو. واما ربنا فما يرجو من احد شيئا ولهذا يقولون اننا عنا في القرآن بمعنى التعليل اي كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم - 00:12:42ضَ
اتقوا اي لاجل ان تنالوا هذه المرتبة العالية العظيمة. وهي مرتبة التقوى. فان الصيام لا شك من اعظم اسباب تقوى الله عز وجل. فاذا حرص الانسان على الصيام صار جاب بطنه وصام لسانه وصام سمعه وصام بصره. واصل الصيام الصيام يا اخواني عن الطعام - 00:12:59ضَ
حاكم الصيام عن الامور الاخرى والتي قد تخدش الصيام هو الذي يحتاج حقيقة الى مجاهدة هذا للنفس كبيرة. وهو الذي قد لا يسلم منه الانسان الا من وفقه الله عز وجل - 00:13:29ضَ
الحكمة الكبيرة اذا هي تقوى الله عز وجل وما يخفاكم التقوى وعظيم اثرها وجزاءها عند الله عز وجل وما اعد الله تعالى للمتقين وثمرات التقوى الكثيرة. فاذا بلغ الانسان هذه المرتبة اسأل الله الكريم من فضله - 00:13:49ضَ
فذاك فضل من الله ونعمة ومنة. لكن هذه الفضائل تحتاج الى اسباب. ومن اسبابها ان يحرص الانسان كان على ان يكون صومه صوما شرعيا يحرص على اتقانه وضبطه. وحفظه من كل الامور التي تكدره. كان السلف اذا صاموا يحبون ان يجلسوا في المساجد - 00:14:09ضَ
فيقولون لنحبس السنتنا حوى اسماعنا وابصارنا عن الامور التي تؤثر في صيامنا فليحرص الانسان يا اخوان في رمضان على خزن لسانه. ولا يتكلم الا بالكلام الذي يفيد وينفع. عام القيل والقال والكلام - 00:14:36ضَ
الذين قائل تحته ان الوقت اعز من ان يظاع في مثل هذه الامور - 00:14:56ضَ