بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك. وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ولقد اتينا - 00:00:02
لقمان الحكمة ان اشكر لي ان اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد في هذه الاية المباركة يخبر ربنا جل وعلا انه اتى واعطى لقمان الحكمة - 00:00:22
ولقمان في نسبه او قيل في اسمه اقوال فقال ابن اسحاق في سيرته هو لقمان ابن باعورة ابن ناحور ابن تارح وتارح هو ازر ابو ابراهيم وبناء على هذا يكون جد لقمان - 00:00:45
ناحور اخو ابراهيم عليه السلام وقال ابن كثير والسهيلي آآ هو لقمان ابن عنقاء ابن سرون وقال وهب بن منبه لقمان هو ابن اختي ايوب والله اعلم اي ذلك هو - 00:01:10
لكن هذا هذا الذي ذكره المفسرون وقد اختلف العلماء في لقمان هل كان نبيا او كان عبدا صالحا على قولين فجمهور المفسرين واكثر المفسرين على انه كان عبدا صالحا وليس نبيا - 00:01:35
وجاءت الاثار بذلك اورد ابن كثير جملة منها في تفسيره عند هذه الاية فاورد عن سفيان الثوري عن الاشعث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقمان - 00:02:03
عبدا حبشيا نجارا طيب ما وجه الاستشهاد؟ انه قال كان عبدا لان الانبياء يبعثون في علية نسب قومهم فهم اشرف قومهم نسبا ولا يكونون مماليكا عبيدا ثم اورد قول قتادة قال وقال قتادة عن عبد الله بن الزبير - 00:02:22
قلت لجابر ابن عبدالله ما انتهى ما انتهى اليكم من شأن لقمان قال كان قصيرا افطس من النوبة والنوبة هي منطقة النوبة وهي في جنوب اه الان تمتد من جنوب مصر على - 00:02:50
آآ شمال السودان هذه المنطقة يقال لها بلاد النوبة وقال يحيى ابن سعيد الانصاري عن سعيد ابن مسيب قال كان لقمان من سودان مصر ذا مشافر اعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة - 00:03:13
ومعنى ذا مشافر يعني له شفتان غليظتان غليظ الشفتين وقال الاوزاعي رحمه الله حدثني عبدالرحمن بن حرملة قال جاء اسود الى سعيد بن المسيب يعني جاء رجل اسود الى سعيد ابن المسيب يسأله - 00:03:33
فقال له سعيد لا تحزن من اجل انك اسود فانه كان من اخير الناس ثلاثة من السودان بلال وبلال بن رباح ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم كان اسود نوبيا - 00:03:57
ذا مسافر وايضا اخرج ابن جرير بسنده عن خالد الربعي قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له مولاه اذبح لنا هذه هذه الشاة فذبحها فقال اخرج اطيب مضغتين فيها - 00:04:22
اخرج اطيب مضغتين فيها. يقول له سيده قال فاخرج اللسان والقلب فمكث ما شاء الله ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال اخرج اخبث مظغتين فيها فاخرج اللسان والقلب - 00:04:53
فقال له مولاه امرتك ان تخرج اطيب مضغتين فيها فاخرجتهما وامرتك ان تخرجا اخبث مضغتين فيها فاخرجتهما فقال لقمان انه ليس من شيء اطيب منهما اذا طابا. ولا اخبث منهما اذا خبثا - 00:05:11
وهما القلب واللسان القلب واللسان وهذا يدل على حكمته وانه حكيم كما وصفه الله عز وجل بذلك وانه اتاه الحكمة وقال شعبة عن الحكم عن مجاهد كان لقمان عبدا صالحا - 00:05:31
ولم يكن نبيا وقال الاعمش قال مجاهد كان لقمان عبدا اسودا عظيم الشفتين مشقق القدمين اورد ابن كثير ايضا عن مجاهد قال كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا على - 00:05:50
بني اسرائيل وذكر غيره انه كان قاضيا على بني اسرائيل في زمن داوود عليه السلام قال ابن جرير الطبري حدثنا ابن حميد حدثنا الحكم حدثنا عمرو ابن قيس قال كان لقمان - 00:06:12
عليه السلام عبدا اسود غليظ الشفتين مصفح القدمين فاتاه رجل وهو في مجلس في مجلس اناس يحدثهم فقال له الست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال نعم - 00:06:32
قال فما بلغ بك ما ارى يعني انت كنت ترى الغنم فما الذي بلغك هذه المنزلة التي انت فيها قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني يعني وهذا من من حكمته كان صاحب حكم - 00:06:52
رحمه الله وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد عن جابر قال ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته. فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك - 00:07:13
فقال له الست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالامس؟ قال بلى قال فما بلغ بك ما ارى قال قدر الله واداء الامانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني واورد بعد ذلك - 00:07:30
اه الامام ابن كثير جملة من الاثار وفيما ذكر كفاية. وهي من اخبار بني اسرائيل لكن لا تعارض لا تعارض ظاهر القرآن وهذا هو تفسير السلف لهم لها تفسير السلف - 00:07:53
هذي لما جاء عن لقمان رحمه الله فهذا هو القول الاول ان لقمان كان عبدا صالحا والقول الثاني انه كان نبيا وهذا مروي ينقل عن عكرمة ان صح السند اليه كما يقول ابن كثير - 00:08:15
قال فانه رواه ابن جرير وابن ابي حاتم من حديث وكيع عن اسرائيل عن جابر وهو الجعفي عن عكرمة قال كان لقمان نبيا قال ابن كثير وجابر وهذا هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف والله اعلم - 00:08:40
فالحاصل ان القول بانه كان نبيا ليس له مستند يستند عليه لا من كتاب الله جل وعلا ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي ورد في ذلك - 00:09:01
اثر ضعيف قال جل وعلا ولقد اتينا لقمان الحكمة قال الطبري اتيناه الفقه في الدين والعقل والاصابة في القول من غير نبوة ونحوه قال ابن كثير في تفسيره قال عن قتادة في قوله ولقد اتينا لقمان الحكمة قال اي الفقه في الاسلام ولم يكن نبيا ولم يوحى اليه - 00:09:15
وقال ابن كثير ايضا ولقد اتينا لقمان الحكمة اي الفهم والعلم والتعبير ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ان اشكر لله اي على نعمه واصرفها فيما يرضي الله جل وعلا - 00:09:49
وليظهر عليك اثر هذه النعمة وتصرفها في طاعة الله جل وعلا وقال ابن كثير ان اشكر لله اي امرناه ان يشكر الله عز وجل على ما اتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل - 00:10:16
الذي خصه به عمن سواه من ابناء جنسه واهله زمنه ثم قال جل وعلا ومن يشكر فانما يشكر لنفسه فمنفعة الشكر تعود الى الى الشاكر نفسه وقال ابن كثير ومن يشكر فانما يشكر لنفسه اي انما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين - 00:10:37
لقوله تعالى من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون وقوله ومن كفر فان الله غني حميد يقصد يعني هذا اخر الاية ومن كفر يعني من شكر فانما يشكر نفسه ثواب ذلك وخيره راجع عليه - 00:11:06
والله جل وعلا لا ينفعه شكر الشاكرين ولا كفر ولا يضره كفر الكافرين فالعبد اذا اتقى الله واستقام على دينه انما ينفع نفسه ويعود نفع ذلك له قال والله ومن كفر فان الله غني - 00:11:30
حميد قال ابن كثير اي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كثر اهل الارض كلهم جميعا فانه الغني عما سواه فلا اله الا الله ولا نعبد الا اياه وقال بعض المفسرين - 00:11:48
فان الله غني حميد قال اي محمود عند خلقه بما اولاهم من نعمه وبسط عليهم من فضله جل وعلا ثم قال جل وعلا واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله - 00:12:06
ان الشرك لظلم عظيم قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن وصية لقمان لولده وهو لقمان ابن عنقاء ابن سدون واسم واسم ابنه ثاران بقول حكاه السهيلي وقد ذكره تعالى باحسن الذكر - 00:12:28
فانه اتاه الحكمة وهو يوصي ولده الذي هو اشفق الناس عليه. واحبهم اليه فهو حقي ان يمنحه افضل ما يعرف ولهذا اوصاه اولا بان يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا - 00:12:51
ثم قال محذرا له ان الشرك لظلم عظيم اي هو اعظم الظلم وقد مر معنا ان لفظة او كلمة واذ عنها ظرف انها واقعة في محل نصب بفعل مقدر واذكر - 00:13:13
اذ قلنا او حين قلنا او وقت قلنا او وقت قال واذكر حين اي وقت او حين قال لقمان لابنه وقد مر معنا في الاية السابقة ان لقمان عبد صالح - 00:13:41
فوصى ابنه وهكذا ينبغي لكل مسلم ان يوصي ابناءه بتوحيد الله وافراده جل وعلا بالعبادة وبتحذيرهم من الشرك وايضا يوصونهم بي الاحسان الى والديهم وقبل ذلك يوصونهم بشكر الله جل وعلا - 00:13:59
فقال لقمان لابنه وهو يعظه موعظة وهكذا ينبغي الانسان ان يتعاهد نفسه وغيره بالموعظة لانها تنفع لان الذكرى تنفع المؤمنين وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فكان اول ما وعظه به نهيه عن الشرك - 00:14:28
يا بني لا تشرك بالله لان الشرك هو جعل الشريك مع الله بصرف شيء من العبادة لغير الله والعبادة محض حق الله لا لا يجوز ان يصرف منها شيئا لغير الله - 00:14:58
كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين مخلصين له امروا بالعبادة حالة كونهم مخلصينها له جل وعلا لا تشرك بالله ثم قال ان الشرك لظلم عظيم - 00:15:22
هذا كالتعليم لا تشرك بالله لان الشرك ظلم عظيم وهو اعظم الظلم لماذا لان الظلم في اللغة هو جعل الشيء في غير موضعه وكذلك هنا جعل حق الله لغيره نسأل الله العافية والسلامة - 00:15:52
والشرك شأنه خطير فهو اعظم الذنوب واكبر الكبائر ولهذا حرمه الله جل وعلا في ايات عديدة قال جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار - 00:16:15
وقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال جل وعلا ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك والايات بالتحذير من الشرك - 00:16:36
كبيرة جدا والتحذير من الشرك متضمن ومستلزم للامر بالتوحيد فاذا حذره من الشرك معنى ذلك انه امره باخلاص العبادة لله وهذا ما اشار اليه ابن كثير رحمه الله في تفسيره - 00:16:57
للاية قد روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزل قوله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم - 00:17:18
فاتوا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقالوا اينا لم يلبس ايمانه بظلم هذا في سورة الانعام لما فصل الله بين ابراهيم وقومه وبين من هو الذي على الحق؟ فقال الذين امنوا - 00:17:50
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يخلطوا ايمانهم بشيء من الظلم فظن الصحابة انهم المراد به جميع الظلم حتى ظلم النفس في بعض الاشياء التي هي من الصغائر او حتى - 00:18:12
من المباحات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ابو بكر يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت - 00:18:38
الغفور الرحيم فهذا يدل على ان الانسان لابد ان يظلم نفسه لكن ليس هذا هو المراد بالاية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة انه ليس بذاك لما قالوا اينا لم يظلم نفسه؟ قال انه ليس بذاك وفي لفظ انه ليس الذي تعنون - 00:18:55
الم تسمعوا الى قول لقمان؟ يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وفي بعض الفاظ بعض الالفاظ الم تسمعوا الى ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم - 00:19:25
فهو اخطر الذنوب واشدها واعظمها وهذا اعظم ما يوعظ به المسلم وغير المسلم ان يؤمر بالتوحيد يحذر ويخوف من الشرك ثم قال جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن - 00:19:42
وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير ووصينا الانسان بوالديه هذا من كلام الله جل وعلا وقال بعضهم انه من كلام لقمان وقال بعضهم انه من كلام الله للقمان - 00:20:07
والاظهر والله اعلم انه كلام استئنافي مبتدأ من الله سبحانه وتعالى كما يدل عليه سبب نزول الاية وهو انها نزلت في سعد ابن ابي وقاص كما سيأتي ذكره قريبا والوصاء والوصية هي العهد المؤكد - 00:20:28
اي عهدنا واكدنا على الانسان بوالديه ان يحسن اليهما ووصيناه وصية وعهدنا اليه ان يعتني بوالديه وان يشكر لله جل وعلا ثم يشكر لوالديه احسانهم اليه في صغره الى ان وصل الى ما وصل اليه - 00:20:51
ووصينا الانسان بوالديه قوم الام والاب ولكن حق الام اعظم وقال قال القرطبي للام ثلاثة حقوق كما بينها الله في هذه الاية قال الحق الاول الحمل يعني هذا ما تميزت به على الاب - 00:21:27
حمله حملها له وفصاله ايضا ارظاعه وايضا انها ولدته بخلاف الاب ليس له الا ان يقم يعني قام بحق واحد او بشيء واحد فهو والده او ابوه ثم قال القرطبي ويدل لهذا الحديث - 00:22:00
الصحيح وهو ففي البخاري وغيره لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من احق الناس بحسن صحابتي قال امك؟ قال ثم من؟ قال امك؟ قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من - 00:22:27
قال ابوك في الرابعة ولا شك ان حق الوالدين عظيم والوالدة حقها اعظم على الولد من من حق الوالد. وان امكن ان يأتي ويعطي كل ذي حق حقه فهو الخير - 00:22:46
لكن لو حصل منازعة او اضطرار اما ان يبر الام واما ان يبر الاب ما يمكن ان يجمع بين برهما فاما ان يبر امه او يبر اباه نقول قدم امك - 00:23:05
لان الله جل وعلا قدم ذكرها وحقها اعظم لما قامت به قال جل وعلا حملته امه وهنا على وهن ومعنى وهنا على وهن كما قال الطبري قال ضعفا على ضعف وشدة - 00:23:21
على شدة قال ابن كثير قال مجاهد مشقة وهن وهن الولد وهن مشقة وهن الولد وقال قتادة جهدا على جهد وقال عطاء الخرساني ضعفا على ضعف وكلها متقاربة حملته امه والمراد به الحمل المعروف - 00:23:37
وهنا على وهن ظعفا على ظعف وكم تلقى الام من المشقة والظعف في حمل الولد تبقى تسعة اشهر وهي تحمله في بطنها وكم تعاني الى الضعف والمشقة والشدة هذا امر معروف - 00:24:09
قال وفصاله في عامين فصال هو الرظاء هو الرظاعة وهذا دليل على ان الارضاء يكون في سنتين. قال ابن كثير وفصاله في عامين اي تربيته وارضاعه بعد وضعه في عامين - 00:24:31
كما قال تعالى والوالدات يوضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة منها هنا استنبط ابن عباس وغيره من الائمة ان اقل مدة مدة الحمل ستة اشهر لانه قال تعالى - 00:24:49
في الاية الاخرى وحمله وفصاله ثلاثون شهرا هنا قال وفصاله في عامين قال وانما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها وانما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في سهرها ليلا ونهارا ليذكر الولد باحسانها اليه. باحسانها - 00:25:11
تقدم اليه كما قال تعالى وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ولهذا قال ان اشكر لي ولوالديك الي المصير اي فاني ساجزيك على ذلك اوفرا الجزاء وقال القرطبي والمعنى وقلنا له ان اشكر لي ولوالديك - 00:25:46
قيل الشكر لله على نعمة الايمان والوالدين على نعمة التربية قال سفيان ابن عيينة من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى ومن دعا لوالديه في ادبار الصلوات فقد شكرهما - 00:26:14
اه ولا شك ان هذا من شكر الله وشكر الوالدين لكن اعظم شكر الله التوحيد وعدم الشرك والوالدان هذا من شكرهما الدعاء لهما ولكن ايضا برهما والصدقة عنهما والاحسان اليهما في حياتهما - 00:26:31
كان كل هذا من شكر الوالدين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وقال الطبري وعهدنا اليه ان اشكر لي على نعمي عليك ولوالديك تربيتهما يعني اشكر لوالديك تربيتهما اياك وعلاجهما منك ما عالجا من المشقة حتى استحكم قواك - 00:26:52
الي المصير اي الي المرجع والمئال فستصيرون الي يوم القيامة واجازي كل عامل بعمله فان شكرتني وشكرت والديك فمصيرك الي واذيبك على ذلك اعظم الثواب والجزاء. ثم قال جل وعلا وان جاهداك على - 00:27:22
ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تأملون وان جاهداك والمجاهدة بذل الجهد - 00:27:45
يعني لو جاهد الوالدان المشركان الكافران ولدهما على الشرك فبذل الجهد الكثير والضغوط بل حتى لو الضرب والسب والشتم وسائر المحاولات على ان تشرك بي ما ليس لك به علم - 00:28:04
فلا تطعهما لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هذا امر مقرر كما صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن قوله هنا وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم - 00:28:28
ليس معنى ذلك ان من الشرك ما يكون به علم انه يجوز فقول هنا ما ليس لك به علم هذه صفة كاشفة وليست صفة مقيدة فهي كاشفة ان كل شرك لا علم - 00:28:46
لمن اشرك به لا علم عنده بهذا الشرك انه جائز بل هو محرم لا يجوز فلا تطعهما في ذلك وصاحبهما في الدنيا معروفا. لا تطعهما في المعصية ولكن صاحبهما احسن صحبتهما - 00:29:06
في الدنيا معروفا القرطبي وغيره معروفا نأت لمحذوف تقديره مصاحبا معروفا وصاحبهما في الدنيا مصاحبا معروفة صاحبهم صحبة معروفة اي بالاحسان اليهما قال القرطبي في الاية دليل على صلة الوالدين الكافرين بما امكن من المال ان كانا فقيرين - 00:29:29
والانة القول والدعاء والانة القول والدعاء الى الاسلام برفق وقد قالت اسماء بنت ابي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قدمت عليها امها ان امي قد قدمت علي وهي راغبة - 00:30:03
افأصلها؟ قال نعم ها الدليل انه يوصل الوالد الكافر الذي يبتلى لوالديه كابرين ان عليه ان يحسن اليهما ويصاحبهم في الدنيا معروفا وان يحرص على دعوتهم الى الاسلام بالرفق واللين وليس بالعنف - 00:30:26
ولكن لا يطيعهما في معصية في معصية الله وقد اورد ابن كثير هنا الحديث الذي رواه الامام مسلم ورواه الطبراني في كتاب العشرة ان سعد ابن مالك وسيدنا ابي وقاص رضي الله عنه قال انزلت في هذه الاية - 00:30:45
وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال كنت رجلا برا بامي فلما اسلمت قالت يا سعد ما هذا؟ الذي اراك قد احدثت لتدعن دينك هذا او لا اكل ولا اشرب حتى اموت - 00:31:16
فتعير بي فيقال يا قاتل امه وقلت لا تفعلي يا امة فاني لا ادع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لم تأكل فاصبحت قد جهدت يعني تعبت فمكثت يوما وليلة اخرى لا تأكل فاصبحت وقد اشتد جهدها - 00:31:38
فلما رأيت ذلك قلت يا امه تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء فان شئت فكلي وان شئت لا تأكلي فاكلت فنزلت فيه هذه الاية - 00:32:03
فلا تطعهما وصاحبه في الدنيا معروفا وهذا تأييد وايضاح بمعنى الاية ثم قال جل وعلا واتبع سبيل من اناب الي وهذا يعني ايها الانسان ووصينا الانسان واتبع ايها الانسان سبيل من اناب الي - 00:32:27
قال اهل العلم ومنهم ابن كثير واتبع سبيل من اناب الي يعني المؤمنين واناب يعني تاب ورجع والمؤمن قواهم منيب رجاع الى الله تواب واعظم الانابة الى الله بالتوحيد واخلاص العبادة - 00:32:53
واتبع سبيله اي طريق من اناب الي وتاب ورجع واستقام على ديني ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون ثم مرجعكم ومآلكم ومصيركم الي فانبئكم ايها الناس بما كنتم تعملون بالذي كنتم تعملون - 00:33:24
ان خيرا فخير وان شرا فشر وهذا فيه اثبات البعث والنشور واليوم الاخر وفي ايضا بيان المجازات على الاعمال كما هو عقيدة اهل السنة والجماعة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا - 00:33:48
محمد - 00:34:08
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك. وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ولقد اتينا - 00:00:02
لقمان الحكمة ان اشكر لي ان اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد في هذه الاية المباركة يخبر ربنا جل وعلا انه اتى واعطى لقمان الحكمة - 00:00:22
ولقمان في نسبه او قيل في اسمه اقوال فقال ابن اسحاق في سيرته هو لقمان ابن باعورة ابن ناحور ابن تارح وتارح هو ازر ابو ابراهيم وبناء على هذا يكون جد لقمان - 00:00:45
ناحور اخو ابراهيم عليه السلام وقال ابن كثير والسهيلي آآ هو لقمان ابن عنقاء ابن سرون وقال وهب بن منبه لقمان هو ابن اختي ايوب والله اعلم اي ذلك هو - 00:01:10
لكن هذا هذا الذي ذكره المفسرون وقد اختلف العلماء في لقمان هل كان نبيا او كان عبدا صالحا على قولين فجمهور المفسرين واكثر المفسرين على انه كان عبدا صالحا وليس نبيا - 00:01:35
وجاءت الاثار بذلك اورد ابن كثير جملة منها في تفسيره عند هذه الاية فاورد عن سفيان الثوري عن الاشعث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقمان - 00:02:03
عبدا حبشيا نجارا طيب ما وجه الاستشهاد؟ انه قال كان عبدا لان الانبياء يبعثون في علية نسب قومهم فهم اشرف قومهم نسبا ولا يكونون مماليكا عبيدا ثم اورد قول قتادة قال وقال قتادة عن عبد الله بن الزبير - 00:02:22
قلت لجابر ابن عبدالله ما انتهى ما انتهى اليكم من شأن لقمان قال كان قصيرا افطس من النوبة والنوبة هي منطقة النوبة وهي في جنوب اه الان تمتد من جنوب مصر على - 00:02:50
آآ شمال السودان هذه المنطقة يقال لها بلاد النوبة وقال يحيى ابن سعيد الانصاري عن سعيد ابن مسيب قال كان لقمان من سودان مصر ذا مشافر اعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة - 00:03:13
ومعنى ذا مشافر يعني له شفتان غليظتان غليظ الشفتين وقال الاوزاعي رحمه الله حدثني عبدالرحمن بن حرملة قال جاء اسود الى سعيد بن المسيب يعني جاء رجل اسود الى سعيد ابن المسيب يسأله - 00:03:33
فقال له سعيد لا تحزن من اجل انك اسود فانه كان من اخير الناس ثلاثة من السودان بلال وبلال بن رباح ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم كان اسود نوبيا - 00:03:57
ذا مسافر وايضا اخرج ابن جرير بسنده عن خالد الربعي قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له مولاه اذبح لنا هذه هذه الشاة فذبحها فقال اخرج اطيب مضغتين فيها - 00:04:22
اخرج اطيب مضغتين فيها. يقول له سيده قال فاخرج اللسان والقلب فمكث ما شاء الله ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال اخرج اخبث مظغتين فيها فاخرج اللسان والقلب - 00:04:53
فقال له مولاه امرتك ان تخرج اطيب مضغتين فيها فاخرجتهما وامرتك ان تخرجا اخبث مضغتين فيها فاخرجتهما فقال لقمان انه ليس من شيء اطيب منهما اذا طابا. ولا اخبث منهما اذا خبثا - 00:05:11
وهما القلب واللسان القلب واللسان وهذا يدل على حكمته وانه حكيم كما وصفه الله عز وجل بذلك وانه اتاه الحكمة وقال شعبة عن الحكم عن مجاهد كان لقمان عبدا صالحا - 00:05:31
ولم يكن نبيا وقال الاعمش قال مجاهد كان لقمان عبدا اسودا عظيم الشفتين مشقق القدمين اورد ابن كثير ايضا عن مجاهد قال كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا على - 00:05:50
بني اسرائيل وذكر غيره انه كان قاضيا على بني اسرائيل في زمن داوود عليه السلام قال ابن جرير الطبري حدثنا ابن حميد حدثنا الحكم حدثنا عمرو ابن قيس قال كان لقمان - 00:06:12
عليه السلام عبدا اسود غليظ الشفتين مصفح القدمين فاتاه رجل وهو في مجلس في مجلس اناس يحدثهم فقال له الست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال نعم - 00:06:32
قال فما بلغ بك ما ارى يعني انت كنت ترى الغنم فما الذي بلغك هذه المنزلة التي انت فيها قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني يعني وهذا من من حكمته كان صاحب حكم - 00:06:52
رحمه الله وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد عن جابر قال ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته. فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك - 00:07:13
فقال له الست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالامس؟ قال بلى قال فما بلغ بك ما ارى قال قدر الله واداء الامانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني واورد بعد ذلك - 00:07:30
اه الامام ابن كثير جملة من الاثار وفيما ذكر كفاية. وهي من اخبار بني اسرائيل لكن لا تعارض لا تعارض ظاهر القرآن وهذا هو تفسير السلف لهم لها تفسير السلف - 00:07:53
هذي لما جاء عن لقمان رحمه الله فهذا هو القول الاول ان لقمان كان عبدا صالحا والقول الثاني انه كان نبيا وهذا مروي ينقل عن عكرمة ان صح السند اليه كما يقول ابن كثير - 00:08:15
قال فانه رواه ابن جرير وابن ابي حاتم من حديث وكيع عن اسرائيل عن جابر وهو الجعفي عن عكرمة قال كان لقمان نبيا قال ابن كثير وجابر وهذا هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف والله اعلم - 00:08:40
فالحاصل ان القول بانه كان نبيا ليس له مستند يستند عليه لا من كتاب الله جل وعلا ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي ورد في ذلك - 00:09:01
اثر ضعيف قال جل وعلا ولقد اتينا لقمان الحكمة قال الطبري اتيناه الفقه في الدين والعقل والاصابة في القول من غير نبوة ونحوه قال ابن كثير في تفسيره قال عن قتادة في قوله ولقد اتينا لقمان الحكمة قال اي الفقه في الاسلام ولم يكن نبيا ولم يوحى اليه - 00:09:15
وقال ابن كثير ايضا ولقد اتينا لقمان الحكمة اي الفهم والعلم والتعبير ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ان اشكر لله اي على نعمه واصرفها فيما يرضي الله جل وعلا - 00:09:49
وليظهر عليك اثر هذه النعمة وتصرفها في طاعة الله جل وعلا وقال ابن كثير ان اشكر لله اي امرناه ان يشكر الله عز وجل على ما اتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل - 00:10:16
الذي خصه به عمن سواه من ابناء جنسه واهله زمنه ثم قال جل وعلا ومن يشكر فانما يشكر لنفسه فمنفعة الشكر تعود الى الى الشاكر نفسه وقال ابن كثير ومن يشكر فانما يشكر لنفسه اي انما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين - 00:10:37
لقوله تعالى من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون وقوله ومن كفر فان الله غني حميد يقصد يعني هذا اخر الاية ومن كفر يعني من شكر فانما يشكر نفسه ثواب ذلك وخيره راجع عليه - 00:11:06
والله جل وعلا لا ينفعه شكر الشاكرين ولا كفر ولا يضره كفر الكافرين فالعبد اذا اتقى الله واستقام على دينه انما ينفع نفسه ويعود نفع ذلك له قال والله ومن كفر فان الله غني - 00:11:30
حميد قال ابن كثير اي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كثر اهل الارض كلهم جميعا فانه الغني عما سواه فلا اله الا الله ولا نعبد الا اياه وقال بعض المفسرين - 00:11:48
فان الله غني حميد قال اي محمود عند خلقه بما اولاهم من نعمه وبسط عليهم من فضله جل وعلا ثم قال جل وعلا واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله - 00:12:06
ان الشرك لظلم عظيم قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن وصية لقمان لولده وهو لقمان ابن عنقاء ابن سدون واسم واسم ابنه ثاران بقول حكاه السهيلي وقد ذكره تعالى باحسن الذكر - 00:12:28
فانه اتاه الحكمة وهو يوصي ولده الذي هو اشفق الناس عليه. واحبهم اليه فهو حقي ان يمنحه افضل ما يعرف ولهذا اوصاه اولا بان يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا - 00:12:51
ثم قال محذرا له ان الشرك لظلم عظيم اي هو اعظم الظلم وقد مر معنا ان لفظة او كلمة واذ عنها ظرف انها واقعة في محل نصب بفعل مقدر واذكر - 00:13:13
اذ قلنا او حين قلنا او وقت قلنا او وقت قال واذكر حين اي وقت او حين قال لقمان لابنه وقد مر معنا في الاية السابقة ان لقمان عبد صالح - 00:13:41
فوصى ابنه وهكذا ينبغي لكل مسلم ان يوصي ابناءه بتوحيد الله وافراده جل وعلا بالعبادة وبتحذيرهم من الشرك وايضا يوصونهم بي الاحسان الى والديهم وقبل ذلك يوصونهم بشكر الله جل وعلا - 00:13:59
فقال لقمان لابنه وهو يعظه موعظة وهكذا ينبغي الانسان ان يتعاهد نفسه وغيره بالموعظة لانها تنفع لان الذكرى تنفع المؤمنين وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فكان اول ما وعظه به نهيه عن الشرك - 00:14:28
يا بني لا تشرك بالله لان الشرك هو جعل الشريك مع الله بصرف شيء من العبادة لغير الله والعبادة محض حق الله لا لا يجوز ان يصرف منها شيئا لغير الله - 00:14:58
كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين مخلصين له امروا بالعبادة حالة كونهم مخلصينها له جل وعلا لا تشرك بالله ثم قال ان الشرك لظلم عظيم - 00:15:22
هذا كالتعليم لا تشرك بالله لان الشرك ظلم عظيم وهو اعظم الظلم لماذا لان الظلم في اللغة هو جعل الشيء في غير موضعه وكذلك هنا جعل حق الله لغيره نسأل الله العافية والسلامة - 00:15:52
والشرك شأنه خطير فهو اعظم الذنوب واكبر الكبائر ولهذا حرمه الله جل وعلا في ايات عديدة قال جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار - 00:16:15
وقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال جل وعلا ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك والايات بالتحذير من الشرك - 00:16:36
كبيرة جدا والتحذير من الشرك متضمن ومستلزم للامر بالتوحيد فاذا حذره من الشرك معنى ذلك انه امره باخلاص العبادة لله وهذا ما اشار اليه ابن كثير رحمه الله في تفسيره - 00:16:57
للاية قد روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزل قوله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم - 00:17:18
فاتوا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم وقالوا اينا لم يلبس ايمانه بظلم هذا في سورة الانعام لما فصل الله بين ابراهيم وقومه وبين من هو الذي على الحق؟ فقال الذين امنوا - 00:17:50
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يخلطوا ايمانهم بشيء من الظلم فظن الصحابة انهم المراد به جميع الظلم حتى ظلم النفس في بعض الاشياء التي هي من الصغائر او حتى - 00:18:12
من المباحات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ابو بكر يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت - 00:18:38
الغفور الرحيم فهذا يدل على ان الانسان لابد ان يظلم نفسه لكن ليس هذا هو المراد بالاية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة انه ليس بذاك لما قالوا اينا لم يظلم نفسه؟ قال انه ليس بذاك وفي لفظ انه ليس الذي تعنون - 00:18:55
الم تسمعوا الى قول لقمان؟ يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وفي بعض الفاظ بعض الالفاظ الم تسمعوا الى ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم - 00:19:25
فهو اخطر الذنوب واشدها واعظمها وهذا اعظم ما يوعظ به المسلم وغير المسلم ان يؤمر بالتوحيد يحذر ويخوف من الشرك ثم قال جل وعلا ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن - 00:19:42
وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير ووصينا الانسان بوالديه هذا من كلام الله جل وعلا وقال بعضهم انه من كلام لقمان وقال بعضهم انه من كلام الله للقمان - 00:20:07
والاظهر والله اعلم انه كلام استئنافي مبتدأ من الله سبحانه وتعالى كما يدل عليه سبب نزول الاية وهو انها نزلت في سعد ابن ابي وقاص كما سيأتي ذكره قريبا والوصاء والوصية هي العهد المؤكد - 00:20:28
اي عهدنا واكدنا على الانسان بوالديه ان يحسن اليهما ووصيناه وصية وعهدنا اليه ان يعتني بوالديه وان يشكر لله جل وعلا ثم يشكر لوالديه احسانهم اليه في صغره الى ان وصل الى ما وصل اليه - 00:20:51
ووصينا الانسان بوالديه قوم الام والاب ولكن حق الام اعظم وقال قال القرطبي للام ثلاثة حقوق كما بينها الله في هذه الاية قال الحق الاول الحمل يعني هذا ما تميزت به على الاب - 00:21:27
حمله حملها له وفصاله ايضا ارظاعه وايضا انها ولدته بخلاف الاب ليس له الا ان يقم يعني قام بحق واحد او بشيء واحد فهو والده او ابوه ثم قال القرطبي ويدل لهذا الحديث - 00:22:00
الصحيح وهو ففي البخاري وغيره لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من احق الناس بحسن صحابتي قال امك؟ قال ثم من؟ قال امك؟ قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من - 00:22:27
قال ابوك في الرابعة ولا شك ان حق الوالدين عظيم والوالدة حقها اعظم على الولد من من حق الوالد. وان امكن ان يأتي ويعطي كل ذي حق حقه فهو الخير - 00:22:46
لكن لو حصل منازعة او اضطرار اما ان يبر الام واما ان يبر الاب ما يمكن ان يجمع بين برهما فاما ان يبر امه او يبر اباه نقول قدم امك - 00:23:05
لان الله جل وعلا قدم ذكرها وحقها اعظم لما قامت به قال جل وعلا حملته امه وهنا على وهن ومعنى وهنا على وهن كما قال الطبري قال ضعفا على ضعف وشدة - 00:23:21
على شدة قال ابن كثير قال مجاهد مشقة وهن وهن الولد وهن مشقة وهن الولد وقال قتادة جهدا على جهد وقال عطاء الخرساني ضعفا على ضعف وكلها متقاربة حملته امه والمراد به الحمل المعروف - 00:23:37
وهنا على وهن ظعفا على ظعف وكم تلقى الام من المشقة والظعف في حمل الولد تبقى تسعة اشهر وهي تحمله في بطنها وكم تعاني الى الضعف والمشقة والشدة هذا امر معروف - 00:24:09
قال وفصاله في عامين فصال هو الرظاء هو الرظاعة وهذا دليل على ان الارضاء يكون في سنتين. قال ابن كثير وفصاله في عامين اي تربيته وارضاعه بعد وضعه في عامين - 00:24:31
كما قال تعالى والوالدات يوضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة منها هنا استنبط ابن عباس وغيره من الائمة ان اقل مدة مدة الحمل ستة اشهر لانه قال تعالى - 00:24:49
في الاية الاخرى وحمله وفصاله ثلاثون شهرا هنا قال وفصاله في عامين قال وانما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها وانما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في سهرها ليلا ونهارا ليذكر الولد باحسانها اليه. باحسانها - 00:25:11
تقدم اليه كما قال تعالى وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ولهذا قال ان اشكر لي ولوالديك الي المصير اي فاني ساجزيك على ذلك اوفرا الجزاء وقال القرطبي والمعنى وقلنا له ان اشكر لي ولوالديك - 00:25:46
قيل الشكر لله على نعمة الايمان والوالدين على نعمة التربية قال سفيان ابن عيينة من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى ومن دعا لوالديه في ادبار الصلوات فقد شكرهما - 00:26:14
اه ولا شك ان هذا من شكر الله وشكر الوالدين لكن اعظم شكر الله التوحيد وعدم الشرك والوالدان هذا من شكرهما الدعاء لهما ولكن ايضا برهما والصدقة عنهما والاحسان اليهما في حياتهما - 00:26:31
كان كل هذا من شكر الوالدين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير وقال الطبري وعهدنا اليه ان اشكر لي على نعمي عليك ولوالديك تربيتهما يعني اشكر لوالديك تربيتهما اياك وعلاجهما منك ما عالجا من المشقة حتى استحكم قواك - 00:26:52
الي المصير اي الي المرجع والمئال فستصيرون الي يوم القيامة واجازي كل عامل بعمله فان شكرتني وشكرت والديك فمصيرك الي واذيبك على ذلك اعظم الثواب والجزاء. ثم قال جل وعلا وان جاهداك على - 00:27:22
ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تأملون وان جاهداك والمجاهدة بذل الجهد - 00:27:45
يعني لو جاهد الوالدان المشركان الكافران ولدهما على الشرك فبذل الجهد الكثير والضغوط بل حتى لو الضرب والسب والشتم وسائر المحاولات على ان تشرك بي ما ليس لك به علم - 00:28:04
فلا تطعهما لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هذا امر مقرر كما صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن قوله هنا وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم - 00:28:28
ليس معنى ذلك ان من الشرك ما يكون به علم انه يجوز فقول هنا ما ليس لك به علم هذه صفة كاشفة وليست صفة مقيدة فهي كاشفة ان كل شرك لا علم - 00:28:46
لمن اشرك به لا علم عنده بهذا الشرك انه جائز بل هو محرم لا يجوز فلا تطعهما في ذلك وصاحبهما في الدنيا معروفا. لا تطعهما في المعصية ولكن صاحبهما احسن صحبتهما - 00:29:06
في الدنيا معروفا القرطبي وغيره معروفا نأت لمحذوف تقديره مصاحبا معروفا وصاحبهما في الدنيا مصاحبا معروفة صاحبهم صحبة معروفة اي بالاحسان اليهما قال القرطبي في الاية دليل على صلة الوالدين الكافرين بما امكن من المال ان كانا فقيرين - 00:29:29
والانة القول والدعاء والانة القول والدعاء الى الاسلام برفق وقد قالت اسماء بنت ابي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قدمت عليها امها ان امي قد قدمت علي وهي راغبة - 00:30:03
افأصلها؟ قال نعم ها الدليل انه يوصل الوالد الكافر الذي يبتلى لوالديه كابرين ان عليه ان يحسن اليهما ويصاحبهم في الدنيا معروفا وان يحرص على دعوتهم الى الاسلام بالرفق واللين وليس بالعنف - 00:30:26
ولكن لا يطيعهما في معصية في معصية الله وقد اورد ابن كثير هنا الحديث الذي رواه الامام مسلم ورواه الطبراني في كتاب العشرة ان سعد ابن مالك وسيدنا ابي وقاص رضي الله عنه قال انزلت في هذه الاية - 00:30:45
وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال كنت رجلا برا بامي فلما اسلمت قالت يا سعد ما هذا؟ الذي اراك قد احدثت لتدعن دينك هذا او لا اكل ولا اشرب حتى اموت - 00:31:16
فتعير بي فيقال يا قاتل امه وقلت لا تفعلي يا امة فاني لا ادع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لم تأكل فاصبحت قد جهدت يعني تعبت فمكثت يوما وليلة اخرى لا تأكل فاصبحت وقد اشتد جهدها - 00:31:38
فلما رأيت ذلك قلت يا امه تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء فان شئت فكلي وان شئت لا تأكلي فاكلت فنزلت فيه هذه الاية - 00:32:03
فلا تطعهما وصاحبه في الدنيا معروفا وهذا تأييد وايضاح بمعنى الاية ثم قال جل وعلا واتبع سبيل من اناب الي وهذا يعني ايها الانسان ووصينا الانسان واتبع ايها الانسان سبيل من اناب الي - 00:32:27
قال اهل العلم ومنهم ابن كثير واتبع سبيل من اناب الي يعني المؤمنين واناب يعني تاب ورجع والمؤمن قواهم منيب رجاع الى الله تواب واعظم الانابة الى الله بالتوحيد واخلاص العبادة - 00:32:53
واتبع سبيله اي طريق من اناب الي وتاب ورجع واستقام على ديني ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون ثم مرجعكم ومآلكم ومصيركم الي فانبئكم ايها الناس بما كنتم تعملون بالذي كنتم تعملون - 00:33:24
ان خيرا فخير وان شرا فشر وهذا فيه اثبات البعث والنشور واليوم الاخر وفي ايضا بيان المجازات على الاعمال كما هو عقيدة اهل السنة والجماعة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا - 00:33:48
محمد - 00:34:08