Transcription
الدرس الخامس والثلاثون نبي الله ايوب صبره على الابتلاء حكمة ابتلاء الله للانبياء والصالحين الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وخالق الخلق اجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين. اما بعد - 00:00:00ضَ
وحديثنا في هذه الليلة عن قدوة الصابرين. نبي الله ايوب صلوات الله وسلامه عليه الذي صار المثل في الصبر حتى اذا بلغ الصبر بالانسان مبلغه قال يا صبر ايوب يعني اللهم اعطني صبر ايوب - 00:00:26ضَ
ايوب صلوات الله وسلامه عليه من ذرية إبراهيم على الصحيح وعلى المشهور هو من ذرية العيصي ابن اسحاق ابن ابراهيم قال الله جل وعلا عن ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. ومن ذريته داود وسليمان - 00:00:46ضَ
ايوب ويوسف وموسى وهارون. وكذلك نجزي المحسنين ورد ذكره في القرآن اربع مرات والصحيح المشهور انه نبي قال الله جل وعلا والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط - 00:01:06ضَ
الاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داود زهورا لم يذكر الله تبارك وتعالى رسالته ولا بعث الى من ولا ذكر دعوته لقومه ولا ذكر ردهم من ذرية ولذلك فذهب بعض اهل العلم الى ان ايوب ليس بنبي. ولكنه رجل صالح كلقمان وذي القرنين وغيرهما من الصالحين الذين - 00:01:45ضَ
ذكرهم الله جل وعلا من بني اسرائيل او ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم. وايا كان الامر فالمشهور انه نبي ونحن نذكر قصته صلوات الله وسلامه عليه كان في ارض حوران في الشام ويقترن اسمه بالصبر كما قلنا لانه كان اشد الانبياء بلاء - 00:02:15ضَ
ام في جسده صلوات الله وسلامه عليه. ذكر عن ايوب انه كان كثير المال من جميع اصنافه. من اراض ومزارع وانعام واموال وذهب وفضة وغيرها. كان كثير المال وله كذلك اولاد كثر. واهلون كثر - 00:02:38ضَ
سلبه الله جل وعلا جميع ذلك. هذا الامر الاول ثم الامر الثاني انه ابتلي في جسده بانواع البلاء. حتى قيل انه لم يبقى من جسده مما لم يصب الا لسانه وقلبه فقط - 00:02:58ضَ
الامر الثالث طال بلاؤه جدا. زمن البلاء طال. الامر الرابع مل الناس زيارته لطول البلاء وقيل لخشية العدوى منه وانتم تلاحظون ان بعض الناس اذا دخل الى المستشفى او مرض في بيته يزوره الناس اول جمعة اول - 00:03:15ضَ
جمعتين اول شهر ثم بعد ذلك يمل الناس من زيارته ثم يصير الطيب من الناس من يذكره في كل شهر مرة ثم بعد ذلك ينساه الناس تماما لان الناس يملون الى متى تتم زيارة هذا الانسان فما يبقى معه الا احب الناس اليه واحبهم الى الناس - 00:03:35ضَ
هجره جميع الناس ما بقي معه الا امرأته. وهذه مصيبة عظيمة. ابتلي في ماله ذهب ماله كله. ابتلي في صحته جلسه المرض ابتلي في مدة المرض قالت من له الناس وملوا زيارته حتى قطعوه. بل نفروا منه - 00:03:56ضَ
هذه لا شك مصائب يصيب الله بها العباد. ولكن هذه المصائب في نظر العاقل المتدبر هي نعم لمن صبر واحتسب لانها اجر يقدمه الانسان لنفسه يوم القيامة. وهي كالدواء المر يشربه المريض حال شربه له هو مر ولكن في - 00:04:16ضَ
عاقبته الى خير اختلف اهل السير والتاريخ في مدة بلائه. فقيل استمر بلاؤه ثلاث سنوات. وقيل استمر سبع سنين. وقيل استمر ثماني عشرة سنة وكل هذه الاقوال لا دليل عليها لا من كتاب ولا من سنة. ما في دليل من القرآن او من خبر النبي صلى الله عليه - 00:04:36ضَ
واذا لم يكن ثمة خبر من الله جل وعلا او من نبيه صلى الله عليه وسلم فكل ما بقي رجم بالغيب لكننا نعلم علم اليقين انه ابتلي اصابه البلاء ومسه الضر كما سيأتي ذكره. مع هذا الابتلاء ظل اي نجح ايوب صلوات - 00:04:58ضَ
ظل صابرا محتسبا للاجر عند الله تبارك وتعالى. ويذكر الله جل وعلا ليله ونهاره. لم يفتر لسانه ولا قلبه عن ذكر الله جل وعلا وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل - 00:05:18ضَ
يبتلى المرء على قدر دينه. فان كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء. اذا الابتلاءات هذه لا يدل على ان الله لا يحب هذا الانسان بل لعل العكس هو الصحيح وذلك انه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله عبدا - 00:05:38ضَ
يصب منه ان يبتليه سبحانه وتعالى كالذهب يعرض على النار فتنقي النار هذا الذهب من الشوائب حتى يصير بعد ذلك خالصا اي من هذه الشوائب التي كانت عالقة فيه. قلنا ان امرأته ظلت صابرة محتسبة معه وقامت - 00:05:58ضَ
بحق زوجها خير قيام. ومع طول المدة وشدة البلاء الا ان ايوب صلوات الله وسلامه عليه لم يدعو ربه ان يكشف عنه ذلك الضر وهذا جائز. يعني يجوز للانسان ان يصبر ويحتسب الاجر ويجوز له ان يدعو الله جل وعلا فيذهب عنه ما يجد - 00:06:18ضَ
وذكر انه قال عشت سبعين سنة صحيحا. فهو قليل علي ان اصبر سبعين سنة. فلم يكن عنده مانع ان اصبر بعدد السنوات التي اصيب بها. وقد جاء عن عمران ابن حصين الصحابي رضي الله عنه انه جلس في فراشه ثماني عشرة - 00:06:38ضَ
سنة فقيل له الا تدعو الله ان يشافيك ان يعافيك؟ قال حتى تتم سنوات عافيتي مع سنوات مرضي. ولكن هل مر ايوب ولم يدعو الله جل وعلا ان يذهب عنه ما يجد لم يصبر - 00:06:58ضَ
ولا اقول لم يصبر انه جزع لكن اقول لم يستمر في السكوت. بل دعا الله جل وعلا وسيأتي ان الدعاء لا ينافي الصبر ولكن اعني لم يصبر عن الامتناع من الدعاء اي من سؤال الله جل وعلا ان يعافيه. قالوا ان امرأته ظعفت حالها - 00:07:12ضَ
قل كسب يدها وما كانت تجد من ينفق عليها. كانت تعمل لتطعم نفسها واحيانا تأتي لتطعم ايوب صلوات الله وسلامه عليه حتى ملها الناس بل خافوا منها ان تعاديهم لكثرة ترددها على هذا المريض ايوب صلوات الله - 00:07:32ضَ
كلامه عليه فلم تجد بدا من ان تبيع شعرها. قالوا انها كان لها شعر حسن. فباعت ظفيرتيها لبعظ نساء اطراف في تلك البلاد واخذت المال واشترت به طعاما لها ولزوجها. جاءت ايوب ومعها طعام حسن لا كما كانت تأتيه في كل يوم - 00:07:52ضَ
فشك في امرها وحلف لا يأكل من هذا الطعام حتى تخبره من اين اتت بهذا المال فكشفت عن رأسها واردته ان انها باعت ظفيرتيها فلما رآها رفع رأسه الى السماء وقال - 00:08:12ضَ
الضر وانت ارحم الراحمين. دعوة يا جماعة قلنا لم يصبر لا انه لم يصبر لشدة الالم ولكن لما رأى من حال زوجته. فقال اني مسني الضرع في اهلي. يعني انا اصبر - 00:08:32ضَ
لكن هذه المرأة لم تستطع ان وبلغ بها الاذى ان باعت شعرها لاجلي. ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. وفي هذا ان الانسان اذا ضاقت به الدنيا واسودت بوجهه انه لا ملجأ ولا منجى الا الى الله - 00:08:51ضَ
سبحانه وتعالى فلجأ هذا العبد التقي الى ربه جل وعلا. وكما قال الله جل وعلا من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا - 00:09:13ضَ
قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون لو طبقنا هذه الاية لوجدناها على ايوب مطابقة تماما هذا سبب لعدم صبره ودعائه ربه جل وعلا. وقيل انه سبب اخر ما هو؟ قالوا قام رجلان قريبان من ايوب - 00:09:43ضَ
كانا يترددان عليه اي لم يمله جميع الناس بل كان من بعض خاصته بعض احبابه من يأتيه. فكان هذان الرجل ان ممن يأتي ويزور ايوب صلوات الله وسلامه عليه. فقال احدهما لو كان الله علم من ايوب خيرا ما ابتلاه بهذا. فجزع ايوب من - 00:10:20ضَ
قولهما جزعا لم يجزع مثله كيف؟ انظروا ماذا قال احدهما؟ قالوا لو كان الله علم من ايوب خيرا ما ابتلاه بهذه المدة يعني وبهذا البلاء العظيم. ثم قام ايوب وخر لله ساجدا وقال اللهم بعزتك لا ارفع رأسي ابدا حتى تكشف عني فما رفع رأسه - 00:10:40ضَ
حتى كشف الله عنه ما يجد. فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا. رحمة من عند عندنا وذكرى للعابدين. جاء في هذا حديث مرفوع عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:03ضَ
ان نبي الله ايوب لبث به بلاؤه ثماني عشمه عليه فرفضه القريب والبعيد الا رجلين من اخوانه كانا من اخص اخوانه له. كان يغدوان له روحان اي يأتيانه غدوة ورواحا. فقال احدهما لصاحبه نعلم والله لقد اذنب ايوب ذنبا ما - 00:11:33ضَ
اذنبه احد من العالمين. قال ايوب اذنب ذنبا ما اذنبه احد من العالمين. فقال له صاحبه وما ذاك؟ ما هو هذا الذنب؟ وما يدريك ما نعرف عنه الاكل خير وما ذاك؟ قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف عنه. اكيد مسوي شي - 00:12:00ضَ
لابد انه اذنب ذنبا عظيما والا عقوبة ثماني عشرة سنة كثير لابد انه اذنب ذنبا عظيما. فلما دخل على ايوب صلوات الله وسلامه عليه لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك. يعني ذكر له قول صاحبه فقال ايوب لا ادري ما تقول. ما اذكر اني وقعت - 00:12:17ضَ
اذا يوجب هذه العقوبة ولكنه ابتلاء من الله جل وعلا. وليس من لازم الابتلاء العقوبة. بل ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اعني محمدا كما قال عبد الله بن مسعود لما رآه يوعك وعكا شديدا. قال يا رسول الله انك لتوعك وعكا شديدا. قال اني اوعك كرجلين منك - 00:12:37ضَ
وهو احب الخلق الى الله واقربهم اليه صلوات الله وسلامه قال اني كرجلين منكم قال اذلك لان لك الاجر مرتين؟ قال نعم. هذا هو السبب. اذا ليس الابتلاء دائما عقوبة بل الابتلاء تصفية. والابتلاء رحمة - 00:12:57ضَ
والابتلاء رفع درجات فليس هو على كل حال عقوبة من الله لمن يبتليه بل لو قلنا العكس هو الصحيح لكان اقوى قال ايوب لا ادري ما تقول غير ان الله عز وجل يعلم اني كنت ان يذكر ما كان يفعل في حق الله جل وعلا - 00:13:13ضَ
بل غير ان الله عز وجل يعلم اني كنت امر على الرجلين يتنازعان في ذكران الله اي يكون بينهما حلف بالله بينهما نزاع فهذا يحلف وهذا يحلف واحدهما يكون كاذبا لا شك او مخطئا على احسن الاحوال قال فيذكر ان الله فارجع الى بيتي - 00:13:33ضَ
اكفر عنهما كراهية ان يذكر الله الا في حق. يعني يقول اذا كنت اذنبت هذا ذنبي يعني ان عمله كله كان صالحا. صلوات الله وسلامه عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم وكان يخرج في حاجته يعني انتهى هذا الكلام بينه وبين هذين الرجلين ثم ذكر انه كان يخرج في حاجته - 00:13:53ضَ
اذا قضاها اي قضى حاجته من غائط او بول امسكت امرأته بيده حتى يرجع. فلما كان ذات يوم ابطأت عليه يعني ذهب ليقضي وانتظرها فتأخرت عليه زوجته. فاوحى الله الى ايوب في مكانه ان اركض برجلك. اركض يعني اضرب - 00:14:13ضَ
ركض الشيء ضربه ان اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشرب. اركض برجلك هذا مغتسل باردون وشراب. ووهبنا له اهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لاولي الالباب. ايظرب برجلك الارض؟ فظرب برجله الارظ فنبعت عين - 00:14:33ضَ
قال هذا مغتسل بارد وشراب. فاستبطأته فتلقته تنظر. تأخرت وتأخر فصارت تنظر. واقبل عليها قد اذهب الله ما به من البلاء. وهو على احسن ما كان. فلما رأته قالت بارك الله فيك. هل رأيت نبي الله هذا المبتلى - 00:15:03ضَ
فوالله القدير على ذلك ما رأيت رجلا اشبه به منك اذ كان صحيحا. قال فاني انا هو. انا نبي الله المبتلى فهنا ينتهي هذا الحديث. حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولكن قال عنه ابن كثير اي عن هذا الحديث الذي اخرجه ابن جرير في تفسيره قال ابن كثير - 00:15:23ضَ
وهذا غريب رفعه جدا. يعني غريب ان يكون مرفوعا. والاشبه ان يكون موقوفا. يعني الاشبه ان هذا من روايات بني اسرائيل وليس من قول النبي صلى الله عليه واله وسلم. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم - 00:15:43ضَ