قصص الانبياء

037 نبي الله يونس دعوته لقومه خروجه مغاضبا لقومه

عثمان الخميس

الدرس السابع والثلاثون نبي الله يونس دعوته لقومه خروجه غاضبا على قومه التقاط الحوت له الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الهي الاولين والاخرين وخالق الخلق اجمعين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. سيدي وامامي وحبيبي محمد بن عبد الله وعلى - 00:00:00ضَ

اله وصحابته اجمعين اما بعد فحديثنا في هذه الليلة عن نبي الله يونس صلوات الله وسلامه عليه ويونس هو يونس ابن متى كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:29ضَ

وقال بعضهم ان متى اسم امه واكثر اهل العلم على ان متى اسم ابيه وهذا هو الصحيح ان تاء اسم ابيه فهو يونس ابن متى نسبة الى ابيه لا نسبة الى امه - 00:00:49ضَ

ويونس صلوات الله وسلامه عليه من نسل يعقوب صلوات الله وسلامه عليه فهو من انبياء بني اسرائيل. وقيل انه من اولاد بنيامين بن يعقوب اخي يوسف منامه وابيه ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز باسمه اربع مرات. وذكره مرتين بوصفه بنسبته الى - 00:01:06ضَ

كما قال جل وعلا وذا النون اذ ذهب مغاضبا. فذكره بذا النون وقال ولا تكن كصاحب الحوت نسبه الى الحوت والحوت هو النون يونس صلوات الله وسلامه عليه كغيره من اخوانه الانبياء. الذين ارسلهم الله تبارك وتعالى يدعون الناس الى - 00:01:31ضَ

عبادة الله وحده والا يشركوا به شيئا. فكان ان واجهه قومه كما واجه سائر الاقوام انبياء الله جل وعلا بان كفروا به وكذبوه وامتنعوا عن متابعته صلوات الله وسلامه عليه - 00:01:54ضَ

والذي ذكر اهل العلم ان يونس ارسل الى الموصل الى قرية هناك يقال لها نينوى في العراق. هؤلاء هم ام يونس صلوات الله وسلامه عليه استمر في دعوته ما شاء الله له ثم بعد ذلك خرج مغاضبا وذلك لما استعصى عليه قومه وامتنعوا - 00:02:12ضَ

عن متابعته صلوات الله وسلامه عليه. وخرج من بين اظهرهم وتوعدهم بعذاب ينزل عليهم من الله جل وعلا حالهم حال سائري الاقوام الذين كذبوا انبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم - 00:02:36ضَ

ولما خرج صلى الله عليه وسلم من بين اظهرهم قذف الله جل وعلا في قلوبهم التوبة والانابة والخوف من الله جل وعلا وذلك لما شاهدوا مقدمات لهذا العذاب الذي توعدهم به يونس صلوات الله وسلامه عليه - 00:02:53ضَ

عند ذلك تابوا الى الله جل وعلا وانابوا ولجأوا اليه وخرج النساء والرجال يبكون خوفا من الله جل وعلا ان يلحق بهم العذاب فلما رأى الله جل وعلا منهم ذلك كشف عنهم العذاب اي رفعه. ولم يعذبهم جل وعلا وذلك رحمة منه - 00:03:13ضَ

قال جل ذكره فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة في الدنيا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين - 00:03:35ضَ

وهنا الا قوم يونس الاكثر من اهل العلم على انها استثناء منقطع يعني لكن قوم يونس يعني مع انهم رأوا عذاب ومع هذا الله جل وعلا كشف عنهم العذاب لما تابوا اليه. وقيل انها بمعنى غير فيكون متصلا - 00:04:05ضَ

هم استثنون من عامة الناس. ارسله الله تبارك وتعالى اي يونس صلى الله عليه وسلم الى مئة الف. قال جل وعلا وارسل انه الى مائة الف او يزيدون. يزيدون كم؟ قيل يزيدون عشرين الفا او ثلاثين او اربعين الفا. اي اما ان يكونوا مائة - 00:04:25ضَ

الف او ان يكونوا مئة وعشرين او مئة وثلاثين او مئة واربعين. واختلف اهل العلم في معنى او هنا وارسلناه الى مئة الف او يزيدون. هل هي للشك ولذلك قال البعض الله لا يدري كم هم وهذا كذب. والله بكل شيء عليم سبحانه وتعالى. اذا ما معنى او؟ قال اهل العلم اما ان تكون او هنا - 00:04:45ضَ

اي في نظر الرائي يعني اذا رآهم الرائي اذا رآهم الانسان قال هؤلاء مئة الف او يزيدون قليلا او ينقصون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في بدر لمن ارسله يتجسس على قريش قال كم هم؟ قال لا ادري هم كثير. قال كم يذبحون - 00:05:10ضَ

يعني من الابل قال تسعة او عشرة. يوما يذبحون تسعة ويوما يذبحون عشرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم ما بين الى الالف اي في نظر الرائي فيما يراهم الرائي. فالشاهد من هذا ان او هنا اي في نظر من يراهم مئة الف او يزيدون. هذا - 00:05:29ضَ

والقول الثاني وهو الذي عليه اكثر اهل العلم وهو ان او هنا للاضراب بمعنى بل يعني وارسلناه الى مئة الف بل يزيدون اي يزيدون على مئة الف وهذا كمثل قول الله جل وعلا في وصف الكفار من بني اسرائيل ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة - 00:05:49ضَ

او اشد قسوة او بمعنى بل فهي كالحجارة بل اشد قسوة يعني هي اشد قسوة من الحجارة بدليل ان الله تبارك وتعالى اثنى على الحجارة في مقابل قلوبهم فقال وان من الحجارة لما يتفجر منه - 00:06:09ضَ

الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. فذكر فظل الحجارة ولا فظل لهم. فتكون او بمعنى بل ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة بل اشد قسوة من الحجارة. وتكون هنا كذلك وارسلناه الى مئة الف - 00:06:26ضَ

بل يزيدون اي يزيدون على مئة الف وهذا اظنه واضح ظاهر. اختلف اهل العلم في يونس صلوات الله وسلامه عليه هل الحوت قبل ان يرسله الله جل وعلا الى قومه وارسله بعد ان اخرجه من بطن الحوت او ارسله قبل ذلك ثم خرج منه مغاضبا - 00:06:46ضَ

ابتلعه الحوت. يقول الله جل وعلا وان يونس لمن المرسلين اذ ابق الى الفلك المشحون ساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مريم فلولا انه كان من المسبحين فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون - 00:07:06ضَ

فنبذناه بالعراء وهو سقيم. وانبتنا عليه شجرة من يقضي وارسلناه الى مئة الف او يزيدون فامنوا فمتعناهم الى هذه الايات العشر هي خلاصة قصة يونس صلوات الله وسلامه عليه يخبر الله تبارك وتعالى ان يونس كان من المرسلين. وان يونس لمن المرسلين - 00:07:41ضَ

اذ ابق الى الفلك المشحون وذلك انه لما دعا قومه الى عبادة الله تبارك وتعالى وابوا عليه غضب لله جل وعلا غضب عليهم لانهم لم يؤمنوا ولكن قبل ان يأذن الله له - 00:08:19ضَ

لم يأذن الله له بان ينصرف عن قومه كما هو الحال في قصة لوط لما امره الله ان يخرج وقصة نوح عليه الصلاة والسلام امره الله ان يركب السفينة وغيرهما من الانبياء الله جل وعلا يأمرهم بالخروج عن قومهم لانه سينزل عليهم العذاب. يونس هنا خرج قبل ان يأذن الله له - 00:08:34ضَ

الخروج عن قومه فركب سفينة في البحر. ولما دخلت السفينة لجة البحر اضطرب البحر فيهم وثقل بهم السفينة وكادوا يغرقون. عند ذلك دار الامر اما ان يبقوا جميعا في السفينة ثم تنكفئوا ويغرقون جميعا - 00:08:54ضَ

واما ان يلقوا بعضهم في البحر فتخف السفينة فتستطيع ان تبقى ولا يغرق احد وقيل انهم القي في روعهم ان فيكم من عصى الله جل وعلا فالقوه حتى تنجو من هذا العذاب - 00:09:14ضَ

عند ذلك لم يروا بدا من القرعة. وذلك ان هذا هو الاختيار الثاني ان يلقوا بعضهم بدل ان يلقى الجميع حتفه فقال نلقي بعظنا فعملوا قرعة. فوقعت القرعة على بعظهم ومن هؤلاء البعظ يونس صلوات الله وسلامه عليه كما قال الله جل وعلا فساهم - 00:09:30ضَ

اي مع من ساهم فكان من المدحضين اي من المغلوبين في هذه القرعة. ساهم مع من ساهم عن طريق الاسهم كل واحد يضع سهمه ثم يخرجون. سهم الذي خرج يلقي نفسه فاخرجوا فلان القي نفسك في البحر حتى ينجو غيرك. انت قبلت بالقرعة وهكذا والثاني والثالث المهم واذا سحبوا فاذا - 00:09:48ضَ

هو سهم يونس صلوات الله وسلامه عليه وعندها يقول الله جل وعلا فساهم فكان من الملحدين اي كان من المغلوبين ايضا ذكر بعض اهل العلم انه لما وقعت القرعة على يونس صلوات الله وسلامه عليه وكانوا يعرفون له قدره وقيل انه كان غريبا عنهم فاستحيوا منه وقالوا - 00:10:08ضَ

نعيد القرعة بالنسبة لك. فاعادوا القرعة مرة ثانية فوقعت عليه. فاعادوا القرعة مرة ثالثة ووقعت عليه. عند ذلك قال لهم هذا امر الله. فالقى نفسه في البحر صلوات الله وسلامه لامر يريده الله جل وعلا - 00:10:26ضَ

لما القى يونس نفسه في البحر التقمه الحوت مباشرة امام اعين الناس يرون ان حوتا جاء فالتقمه صلوات الله وسلامه عليه. قال الله جل وعلا فالتقمه الحوت وهو مليم. تلعه الحوت - 00:10:44ضَ

امره الله جل وعلا كما ذكر اهل العلم ان لا يكسر له عظما وان لا يأكل له لحما. فبقي بجسده كما هو في بطن الحوت لما استقر في بطن الحوت حسب انه قد مات. فحرك جوارحه حرك يده حرك رجله واذا هو يتحرك - 00:11:00ضَ

الان ابتلعوا الحوت واذا هو يتحرك في بطن الحوت فخر لله ساجدا. وقال يا رب اتخذت لك مسجدا لم يعبدك احد في مثله يعني ما عبدك احد في مثل هذا المسجد الذي عبدتك به يا رب. كم لبث يونس في بطن الحوت - 00:11:18ضَ

غير معلوم وانما الذي ذكره الله جل وعلا وهو الذي فيه العبرة انه التقمه الحوت. وهو مليم صلوات الله وسلامه وانه لبث في بطنه وقتا وخرج بعد ذلك كما قال الله جل وعلا فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. اذا لبث وقتا معينا. كم لبث غير معلوم؟ وكل - 00:11:36ضَ

من ادعى لك وقتا فلا تقبل منه. ولكن مشهور عند اهل العلم انه التقمه الحوت ضحى والقاه عشية. يعني الفترة قصيرة في يوم واحد وقيل التقمه الحوت ثلاثة ايام هذان اشهر قولين في هذه المسألة انه التقمه ضحى والقاه نبذه عشية وقيل التقم - 00:11:56ضَ

وبقي في بطنه ثلاثة ايام ثم نبذه بعد ذلك. والعلم عند الله جل وعلا. وهذه من اخبار بني اسرائيل. واخبار بني اسرائيل كما مر بنا كثيرا لا نقبل ولا نرفض. ونقول علمها عند ربي جل وعلا. يقول الله جل وعلا - 00:12:16ضَ

ابا مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم - 00:12:36ضَ

وكذلك ننجي المؤمنين. وذا النون صاحب النون. والنون هو الحوت. اذا هو يونس. صلوات الله وسلامه ذهب مغاضبا اي ذهب مغاضبا قومه فظن ان لن نقدر عليه. ظن ان لن نقدر عليه. تحتمل - 00:13:13ضَ

معا ظن ان لن نقدر عليه اي ظن ان لن نستطيع اي لا نستطيع ان نهلكه او لا نستطيع ان نقتله او لا نستطيع ان نعذبه او لا وهذا باطل بالاجماع. باطل بالاجماع لان هذا لا يليق باحد - 00:13:33ضَ

بل لا يكون مسلما من ظن ان الله لا يقدر هذا كفر بالله فكيف يمكن ان نصدق هذا في نبي من الانبياء؟ انه دار في خلده ان الله لا هذا كفر وهذا لا يمكن ان يكون من يونس صلوات الله وسلامه عليه اذا مرفوض - 00:13:49ضَ

القول الثاني فظن ان لن نقدر عليه اي ان لن نضيقه عليه من التضييق. كما قال الله جل وعلا الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. يعني ناس يبسط لهم الرزق وناس يقدر عليهم الرزق ان يضيق عليهم الرزق. وقال جل وعلا ومن - 00:14:05ضَ

قدر عليه رزقه اي ظيق عليه رزقه. وقال جل وعلا لينفق ذو سعة من سعته. ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. فيكون هنا من التقدير وهو التظييق وهذا - 00:14:25ضَ

ممكن يعني ظن يونس ان المظيق عليه لانه يرى انه فعل ما كان في وسعه ان يفعله. يعني انه كان يرى انه ادى ما عليه ادى رسالته كفر به توعدهم بالعذاب وخرج. ما ظن ان الله سيظيق عليه لانه خرج بل ظن ان الله جل وعلا سيرسله الى قوم اخرين يؤمنون به ويتبعون - 00:14:45ضَ

يعبدون الله جل وعلا وهذا معنى مقبول. المعنى الثاني ان لن نقدر عليه اي ان لن نقضي عليه من القضاء والقدر ومنها قول الله تبارك فالتقى الماء على امر قد قدر اي خلاص حكم قضي فيه ومنها سميت ليلة القدر اي التي تقدر فيها - 00:15:05ضَ

الارزاق وتحسم كما قال الله جل وعلا فيها يفرق كل امر حكيم. وهذا المعنى ايضا مقبول. فاذا المعنى الاول الصحيح ان لا نقدر عليه ان لن نضيق عليه. الثاني ان لن نقضي عليه لمكانته عند ربه جل وعلا. واما الثالث اي ان لن نستطيع فهذا باطل - 00:15:25ضَ

وقلنا ان هذا باطل بالاجماع اعني اجماع المسلمين والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:15:45ضَ